دَنَوْتُ مِنْهَا لِلْقُرْبِ رَاجِياً
أَرَدْتُ أَنْ أَسْكُنَ قَلْبَهَا
فَجَعَلَتْ هِيَ مِنْ قَلْبِ لَهَا سَكَناً
دَنَوْتُ مِنْهَا لِلْقُرْبِ رَاجِياً
اِبْتَعَدَتْ فِي غَنَجٍ مُتَصَابِيَة
تَرْمُقُنِي بِطَرْفِهَا بَاسِمَةٌ مُتَعَالِيَة
كَرِيمٍ أَجْهَدَتْ ذَا قَوْسٍ بِفَيَافِي الْبَادِيَة
أَيَّتُهَا الشَّمُوسُ أَنَا لَسْتُ طَالِبَ لَهْوٍ
وَلَسْتُ وَرَاءَ النِّسَاءِ جَارِياً
وَكُلُّ ذِي نَزْوَةٍ عِنْدَ الْحَقِ يُصْبِحُ عَارِياً
إِنَّ لِي حُظْوَةٌ بَيْنَ الرِّجَالِ عَالِيَة
وَإِذَا رَمَيْتُ سَهْماً حَتْماً تَكُونُ سِنُّهُ دَامِيَة
نَعَمْ حَضَوْتِ نَارَ الْوِجْدِ بَيْنَ الضُّلُوعِ
وَكُنْتِ عَلَى الْمُتَيَّمِ بِكِ قَاصِيَة
لَكِنَّنِي أُصِرُّ عَلَى بُغْيَتِي وَدُونَهَا الْهَاوِيَة
وَأَعْلَمُ أَنَّ لَكِ قَلْباً حَنُوناً صَافِياً
وَأَنَّكِ رَبِيتِ بِبَيْتِ شَرَفٍ أُسُودُهُ ضَارِيَة
لَآتِيَنَّ حِمَاكُمْ بِغِمْضِ سَيْفٍ وَكِنَانَةٍ خَاوِيَة
قَالَتْ اِحْذَرْ قُرْبِي أَنْ تَهْلَكَ صَبَابَةً
فَلَنْ تَجِدَ عَرَّافاً أَوْ طَبِيباً مُدَاوِياً
قُلْتُ قُرْبُكِ الدَّاءُ وَالدَّوَاءُ وَالْبَلْسَمُ الشَّافِيَّ
طَرَقْتُ بَابَهَا فَاسْتُقْبِلْتُ بِكَرَمِ الطَّائِيِّ
عِنْدَمَا مَرَقَتْ بِالْفِنَاءِ عَلَى عَجَلٍ
خَنَسَتْ مَصَابِيحُ السَّمَاءِ فِي خَجَلٍ
وَالْخِلْخَالُ بِالْكَاحِلِ يُجَلْجِلِ
مَهْلَكِ اِخْتَلَطَتْ عَلَيَّ بُحُورُ الشِّعْرِ وَأَضَعْتُ الْقَافِيَة
وَمِنْ لَهْفَتِي قَبَّلْتُ يَدَ الْخَادِمِ السَّاقِيَ
فَتَبَسَمَ فِي خَجَلٍ أَثَمِلٌ أَنْتَ يَا أَخَ الْعَرَبِ
قُلْتُ نَعَمْ فَعِطْرُهَا يُسْكِرُ فَلِمَا الْعَجَبُ
وَرُوحِي لِصَوْتِهَا تَطْرَبُ
إِنَّهَا مُنَايَا وَالرَّجَاءُ وَالْمَطْلَبُ
يَهُونُ فِي وَصْلِهَا كُلُّ ذِي قِيمَةٍ غَالِيَة
ابراهيم فارس مراكش 2016/11/01