أشتهر البروفسور محمد أركون بتوجهه ما بعد الحداثي في نقد العقل الإسلامي وفكر الحداثة
ولد أركون في العام 1928 في بلدة تاوريرت في تيزي وزو بمنطقة القبائل الكبرى بالجزائر ذات الأغلبية الأمازيغية.
بدأ دراسته الجامعية بكلية الفلسفة في الجزائر قبل أن يواصل دراسته في جامعة "السوربون" الشهيرة في باريس، وحصل على شهادة الدكتوراه منها.
وعمل اركون أستاذا لتاريخ الفكر الإسلامي والفلسفة في السوربون منذ نهاية ستينيات القرن الماضي، كما عمل كباحث في عدة جامعات في ألمانيا وبريطانيا.
واشتهر الباحث الفرانكوفوني باستخدام مناهج علمية عدة بينها الانثروبولوجيا التاريخية واللسانيات وأدوات قراءة التاريخ في دراسة الأديان والنصوص الدينية.
يعتبر أركون واحداً من أبرز الباحثين في الدراسات الإسلامية المعاصرة حيث يعتبر ناقداً للنظريات المتأصلة في هذا الميدان.
وقد كتب أركون واصفا عمله ضمن ما أطلق عليه مسمى "مجموعة باريس" داخل الجماعة الأوسع للبحث الإسلامي – المسيحي "حاولت أن أزحزح مسألة الوحي من أرضية الإيمان العقائدي "الأرثوذكسي" والخطاب الطائفي التبجيلي الذي يستبعد "الآخرين" من نعمة النجاة في الدار الآخرة لكي يحتكرها لجماعته فقط. قلت حاولت أن أزحزح مسألة الوحي هذه من تلك الأرضية التقليدية المعروفة إلى أرضية التحليل الألسني والسيميائي الدلالي المرتبط هو أيضا بممارسة جديدة لعلم التاريخ ودراسة التاريخ".
وترك مكتبة واسعة من المؤلفات بينها نزعة الانسنة في الفكر العربي: جبل مسكويه والتوحيدي، الفكر الاصولي واستحالة التأصيل نحو تاريخ اخر للفكر الاسلامي، الاسلام - اوروبا - الغرب: رهانات المعنى وارادات الهيمنة، من فيصل التفرقة الى فصل المقال... اين هو الفكر الاسلامي المعاصر؟، الفكر الاسلامي: نقد واجتهاد، معارك من أجل الأنسنة في السياقات الإسلامية وغيرها.
يشار إلى أن الساحة العربية شهدت العام الحالي رحيل عدد من رموز الفكر والأدب بينهم المفكر والفيلسوف المغربي محمد عابد الجابري والروائي الجزائري الطاهر وطار والباحث المصري نصر حامد ابو زيد والأديب والدبلوماسي السعودي غازي القصيبي.