تعليم ، كتب ، الرياضة ، بكالوريا ، نتائج ، مسابقات ، أدب وشعر ، الهندسة الإلكترونية بكل أنواعها ، اللغات ، التعليم التقني والجامعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
style
date الإثنين 15 مايو - 11:57
date الإثنين 8 مايو - 22:14
date الأحد 19 أغسطس - 16:42
date الأحد 19 أغسطس - 15:17
date السبت 18 أغسطس - 17:10
date السبت 18 أغسطس - 17:00
date السبت 18 أغسطس - 16:56
date السبت 18 أغسطس - 14:52
date السبت 18 أغسطس - 10:07
date الخميس 16 أغسطس - 17:02
date الخميس 16 أغسطس - 16:54
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:13
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:08
date الأربعاء 15 أغسطس - 10:21
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
style

شاطر
 

 بحث مفصل عن امارة مكه جاهز للطباعة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Labza.Salem
Admin
Labza.Salem

عدد المساهمات : 43954
نقاط : 136533
تاريخ التسجيل : 12/09/2014
العمر : 29
الموقع : سيدي عامر

بحث مفصل عن امارة مكه جاهز للطباعة Empty
مُساهمةموضوع: بحث مفصل عن امارة مكه جاهز للطباعة   بحث مفصل عن امارة مكه جاهز للطباعة Emptyالأربعاء 26 أبريل - 0:20

مكة أو مكة المكرمة هي مدينة مقدسة لدى المسلمين، بها المسجد الحرام، والكعبة التي تعد قبلة المسلمين في صلاتهم. تقع مكة في الحجاز في المملكة العربية السعودية، وهي عاصمة منطقة مكة المكرمة، تبعد عن المدينة المنورة حوالي 400 كيلومتر في الاتجاه الجنوبي الغربي، وعن مدينة الطائف حوالي 120 كيلومترا في الاتجاه الشرقي،[1] وعلى بعد 72 كيلومترا من مدينة جدة وساحل البحر الأحمر، وأقرب الموانئ لها هو ميناء جدة الإسلامي، وأقرب المطارات الدولية لها هو مطار الملك عبد العزيز الدولي. تقع مكة المكرمة عند تقاطع درجتي العرض 25/21 شمالا، والطول 49/39 شرقا،[2] ويُعتبر هذا الموقع من أصعب التكوينات الجيولوجية، فأغلب صخورها جرانيتية شديدة الصلابة. تبلغ مساحة مكة المكرمة حوالي 550 كم²،[2] منها 88 كم² مأهولة بالسكان، وتبلغ مساحة المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام حوالي 6 كم²،[2] ويبلغ ارتفاع مكة عن مستوى سطح البحر حوالي 330 مترًا.[2]
يرجع تاريخ تأسيس مكة إلى أكثر من 2000 سنة قبل الميلاد، وكانت في بدايتها عبارة عن قرية صغيرة تقع في واد جاف تحيط بها الجبال من كل جانب،[3] ثم بدأ الناس في التوافد عليها والاستقرار بها في عصر النبي إبراهيم والنبي إسماعيل،[4] وذلك بعدما ترك النبي إبراهيم زوجته هاجر وابنه إسماعيل في هذا الوادي الصحراوي الجاف، وذلك امتثالاً لأمر الله،[5] فبقيا في الوادي حتى تفّجر بئر زمزم، ثم وفدت بعد ذلك أولى القبائل التي سكنت مكة وهي قبيلة جرهم[4] إحدى القبائل اليمنية الرحّآلة، وقد بدأت خلال تلك الفترة رفع قواعد الكعبة على يد النبي إبراهيم وابنه إسماعيل.
يبلغ عدد سكان مكة بحسب إحصائيات عام 2007، حوالي 1700000 نسمة[6] موزعين على أحياء مكة القديمة والجديدة. تضم مكة العديد من المعالم الإسلامية المقدسة، لعل من أبرزها المسجد الحرام وهو أقدس الأماكن في الأرض بالنسبة للمسلمين، ذلك لأنه يضم الكعبة المشرفة قبلة المسلمين في الصلاة، كما أنه أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، وذلك حسب قول النبي محمد: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى"،[7][8] بالإضافة إلى ذلك، تعد مكة
التسمـــــــــــــــــــــــية
عُرفت مكة عبر العصور المختلفة بأكثر من خمسين اسماً وكنية،[10] وعلى هذا فإن أصل تسمية مكة مجهول تقريبا، لكن تعددت الفرضيات حول أصل التسمية، فقيل أنها سميت مكة لأنها تمكّ الجبارين أي تذهب نخوتهم،[11] ويقال أيضا أنها سميت مكة لازدحام الناس فيها.[11] يقال أن مكة عرفت بهذا الاسم لأن العرب في الجاهلية كانت تقول بأنه لا يتم حجهم حتى يأتوا الكعبة فيمكون فيها أي يصفّون صفير المكأو، وهو طائر يسكن الحدائق،[11] ويصفقون بأيديهم إذا طافوا حولها. ويرى آخرون أنها سميت بكة لأنه لا يفجر أحد بها أو يعتدي على حرماتها إلا وبكت عنقه. يقول البعض أنها سُميت مكة لأنها كانت مزاراً مقدساً يؤمه الناس من كل الأنحاء للتعبد فيه.[12] أما كلمة بك فتعني في اللغة السامية الوادي،[13][14] وقد ورد في بعض الكتابات القديمة مدينة تسمى مكربة، وذهب الباحثون إلى أن هذه المدينة هي مكة.
اسم مكة مذكور في القرآن عدة مرات،[15] فسميت مكة في سورة الفتح في الآية: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾،[16] وسميت بكة في سورة آل عمران في: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ﴾،[17] سميت أم القرى في سورة الأنعام في: ﴿وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا﴾،[18] وسميت أيضا البلد الأمين في سورة التين في: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ۝ وَطُورِ سِينِينَ ۝ وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ﴾،[19] هذا بالإضافة إلى أسمائها الأخرى مثل البلدة والبيت العتيق والحاطمة وأم زحم وغيرها.
تاريــــــــــــــــــــخ مكــــــــة
العصور المبكرة
يرجع تاريخ تأسيس مكة إلى أكثر من 2000 سنة قبل الميلاد،[20][21][22] أي أنها كانت موجودة قبل قيام النبي إبراهيم والنبي إسماعيل برفع أساسات الكعبة، وكانت مكة في بدايتها عبارة عن بلدة صغيرة سكنها بنو آدم إلى أن دمرت، بحسب المعتقد الإسلامي، أثناء الطوفان الذي ضرب الأرض في عهد النبي نوح،[23] وأصبحت المنطقة بعد ذلك عبارة عن واد جاف تحيط بها الجبال من كل جانب،[24] ثم بدأ الناس في التوافد عيها والاستقرار بها في عصر النبي إبراهيم والنبي إسماعيل، وذلك عندما تفّجر بئر زمزم عند قدمي النبي إسماعيل،[25] بعدما ترك النبي إبراهيم زوجته هاجر وولده إسماعيل في هذا الوادي الجاف. وبعد ذلك جاء ركب من قبيلة جرهم فسكنوا مكة، وكانوا أول أناس يسكنوها،[26] وقامت قبيلة جرهم خلال فترة حكمهم لمكة بدفن بئر زمزم، وأكلوا مال الكعبة الذي يُهدى لها،[27] واستمرت قبيلة جرهم في مكة حتى نهاية القرن الثالث الميلادي عندما استطاعت قبيلة خزاعة السيطرة عليها وتولي أمرها وطرد قبيلة جرهم منها.[27] استمرت خزاعة في مكة ما يقارب ثلاثمائة سنة،[27] وقام سيدها عمرو بن لحي بعبادة الأوثان، فكان أول من غيّر دين النبي إبراهيم وعبد الأوثان في شبه الجزيرة العربية.[28]
انتقل أمر مكة بعد ذلك من يد خزاعة إلى قريش وهي إحدى القبائل العربية التي تنتسب إلى كنانة من مضر، تحت أمرة "قصي بن كلاب" جد النبي محمد الرابع،[29] وقام ببناء دار الندوة ليجتمع فيها مع رجال قريش، وقام قصي بن كلاب قبل وفاته بتقسيم أمور الحرم على أولاده الأربع، فكانت سقاية البيت والرفاة والقيادة من نصيب ولده "عبد مناف بن قصي" الجد الثالث للنبي محمد.[29] بعد وفاة "عبد مناف بن قصي" تولى قيادة قريش ابنه "هاشم بن عبد مناف"، وبعد وفاته تولى القيادة وسقاية الحرم "عبد المطلب بن هاشم" الذي قام بحفر بئر زمزم مرة أخرى.[30] في ذلك الوقت كان "ابرهة الحبشي" ملك اليمن قد بنى كنيسة القليس ليحج إليها الناس جميعاً،[31] فلما لم يجد إقبالاً على هذه الكنيسة، خرج بجيشه المصحوب بالفيلة يريد تدمير الكعبة ليجبر العرب على الحج إلى كنيسته،[31] وعندما وصل إلى مكة أبت الفيلة التقدم نحو الكعبة، وعندها أرسل الله طيوراً أبابيل تحمل معها حجارة من سجيل فدمرت أبرهه وجيشه، وفق المعتقد الإسلامي،[31] وقد سُمي هذا العام بعام الفيل وهو العام الذي ولد فيه النبي محمد.
العصـــــــــــــــــــــر النبــــــــــــــوي
كانت الجزيرة العربية قبل الإسلام عبارة عن مجموعة من القبائل البدوية، وكانت أغلبها تدين بالوثنية مع أقلية تدين باليهودية والمسيحية. وُلد النبي محمد بمكة في عام الفيل الذي يوافق عام 570،[32] وفي القرن السابع الميلادي ظهر الإسلام في مكة على يد النبي محمد، وبدأ في دعوة الناس إلى الدين الجديد، فأسلم معه أبو بكر الصديق[33] وخديجة بنت خويلد وعلي بن أبي طالب. كانت الدعوة الإسلامية في بدايتها سرية لمدة ثلاثة سنوات،[34] وكانت الاجتماعات تتم في دار الأرقم حتى أمر الله النبي بالجهر بالدعوة بين الناس،[34] وكانت تلك الدعوة سبباً في أغضاب سادة قريش، فأعد المشركون كافة الأساليب لإحباط هذه الدعوة، فقاموا بتعذيب المسلمين وإيذاء النبي بكافة الوسائل،[34] فكان عم النبي أبو طالب بن عبد المطلب يؤازره ويدافع عنه. لما اشتد أذى المشركين للمسلمين الضعفاء،[35] أمر النبي المسلمين بالهجرة إلى الحبشة،[35] فهاجر بعضهم إلى هناك، حيث رحب بهم "النجاشي" ملك الحبشة ونصرهم. وبعد ازدياد الأذى بالمسلمين وبالنبي، أمرهم الأخير بالخروج إلى يثرب، ثم قام النبي بعد ذلك بالهجرة إلى هناك، وذلك بعدما اتفق مع وفد قبيلتي الأوس والخزرج على نصرته وحمايته.[36]
بعد هجرة النبي محمد إلى المدينة المنورة، حدثت بعض المعارك بين المسلمين وقريش، كانت أولها غزوة بدر عام 2هـ، الموافق 624م، والتي انتهت بانتصار المسلمين،[37] ثم غزوة أحد، وبعد ذلك غزوة الخندق عام 5هـ، حتى جاء شهر شوال عام 6هـ، الموافق 628م، فخرج النبي مع بعض المسلمين في اتجاه مكة لآداء العمرة،[38] وعندما وصلوا إلى منطقة الحديبية رفضت قريش دخول النبي محمد وأصحابة إلى المدينة،[38] وعقدوا بعد ذلك صلح الحديبية الذي نص على وقف القتال وعودة النبي وأصحابة للعمرة في السنة المقبلة،[38] وحرية القبائل في الدخول في تحالف إما مع النبي وإما مع قريش. بعد عقد الصلح اختارت قبيلة خزاعة التي تقطن مكة الانضمام إلى حلف النبي، فيما دخل بنو بكر في حلف قريش، وقد كانت بين القبيلتين حروب قديمة،[39] فأراد بنو بكر أن يأخذوا بثأرهم القديم من خزاعة، فأغاروا عليها ليلاً وقتلوا منهم الكثير وذلك بمساعدة قريش نفسها،[39] فلما علم النبي بذلك أمر بالاستعداد لفتح مكة وكان ذلك سنة 8هـ، ولما وصل النبي محمد إلى مكة بجيشه دخلها بدون أي قتال،[39] وهدم الأصنام، وعفا عن أهل مكة من المشركين.[39] وعيّن عتاب بن أسيد أميراً على مكة، وقد أقام النبي فيها تسعة عشر يوماً فقط، ثم غادرها عائداً إلى المدينة المنورة.
قبيلة قريش وامارتهـــــــــــــــــا لمكه 
ينتسب الهاشميون الى هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب من قبيلة قريش المكية ومن هاشم انحدر النبي صلى الله عليه وسلم .
والهاشميون الحاليون ينحدرون من فاطمة بنت محمد التي انجبت من علي بن ابي طالب ولدين هما :
الحسن الذي يطلق على احفاده الأشراف جمع شريف .
الحسين الذي يطلق على احفاده السادات جمع سيد .
وينتمي الهاشميون الى الأشراف الحسينين الذين تولوا إمارة مكة منذ 358ه/969م
كان بنوموسى اول الأشراف الذين حكموا مكة المكرمة واستمروا في امارتها حتى نهاية القرن الهجري الرابع وتلاهم الأشراف في امارتها بنو سليمان الذين حكموا حتى 457ه/1065م 0
ثم استولى الهواشم على الإمارة واستمروا فيها حتى 597ه/1200م .
وخلفهم في الإمارة الشريف قتادة بن ادريس جد الأشراف الهاشميين ولم يخل حكم مكة طول هذه المدة من النزاعات والحروب الداخلية بين الأشراف انفسهم وبينهم القوى المحلية في شبه الجزيرة العربية وكثيرا ما تدخل الفاطميون والأيوبيون والمماليك في شؤون مكة والحجاز وارسلوا الحملات العسكرية لتأييد فريق من المتنازعين على الإمارة او لمقاومة فريق آخر 0
ولما فتح الأتراك العثمانيون بلاد الشام ومصر خلال سنتي (921ه-922ه/1516م-1517م) اعلن امير مكة الشريف بركات بن محمد ولاءه للسلطان العثماني سليم الأول فأقره على امارة مكة واستمر الأشراف يحكمون مكة والحجاز مع ولائهم للسلطان العثماني ويتولون الأشراف على الحج والحجيج وادرة المدن والقرى والقبائل الحجازية ولما قامت الدولة السعودية الأولى في نجد في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي متبنية مذهب الشيخ بن عبد الوهاب , سعت الى ضم الحجاز اليها فاستولى السعوديون على مكة سنة1803م وعلى مكة سنة 1805م وانتزعوا السلطة من الشريف غالب امير مكة وتوقف الحج لبضع سنوات مما اغضب السلطان الذي كان يفخر بأنه (خادم الحرمين) ويعد نفسه مسئولا عن حماية الحجاج وتأمين راحتهم 0
فأوعز الى محمد علي باشا والي مصر بتجهيز حملة لإخراج السعوديين من الحجاز قام محمد علي بإرسال حملتين الى الحجاز الأولى سنة 1811م والثانية في السنة التالية واستعاد مكة سنة 1813م وقضى على الدولة السعودية سنة 1818م وبقيت القوات المصرية في الحجاز حتى عام 1840م وقد عين محمد علي باشا الشريف محمد بن عون الجد الأعلى للأسرة الهاشمية الحالية اميرا على مكة عام 1827م وكان ابرز الأشراف الهاشميين من ذوي عون الشريف حسين بن علي (1853م-1931م) الذي عين عضوا في مجلس شورى الدولة في العاصمة العثمانية عام 1893م وبقي في هذا المنصب حتى الانقلاب العثماني واعلان الدستور عام 1908م فبعد اعلان الدستور عين الشريف حسين اميرا على مكة وقد نهض بحكمها بهمة قوية ووسع دائرة حكمه في الحجاز وفرض الطاعة على القبائل البدوية واستعانت به الدولة العثمانية لإخضاع امير عسير محمد بن علي الادريسي فجهز حملة لهذه الغاية عام 1910م وفتح ابها عاصمة الامارة .
دور قصي بن كلاب وذريته في أزدهار
مكه قبل الاســــــــــــــــــلام
بعد ان أنفرد قصي بزعامة مكه وأصبح فيها كالملك المتوج بداء ترتيب الاوضاع في صوره جديده أكثر تنضيما وتحديدا فمن الناحيه الساسيه أنشاء دار الندوه التي كان يجتمع فيها زعماء القبيله بزعامته للتشاور في امورهم السياسيه والاجتماعيه والدينيه التي تتعلق بالكعبه ويضع لها مدلولات محدده علي النحو التالي :
1-الرفاده:وهي اطعام الفقراء من الحجيج 4-اللواء:راية الحرب
2-السقايه:وهي توفبر الماء للحجيج عند زيارته الي الكعبه
3-الحجابه:وهي حفظ الكعبه وخدمتها وتولي مفاتيحها
هذه الوظائف التي انشأها قصي بن كلاب في مكه في القرن الخامس الهجري وقبل وفاته خص ولده عبد الدار بهذه الوظائف وأطاع عبد الدار أخوته لرغبة ابيهم وبدات الخلافات بعد موت عبد الدار وكادو ان يقتتلوا لكنهم سرعان ما تنادوا الي الصلح علي ان :ان يحتفظ بنو عبد الدار بالحجابه واللواء
- ان يعطوا بني عبد مناف السقايه والرفاده
-نتيجة للصلح الذي حدث آل الي هاشم بن عبد مناف السقايه والرفاده ويروي انه أول من اطعم الثريد للحجاج,كان غيثاً لاهل مكه ,هو الذي سن وبنو عمومته رحلتي الشتاء والصيف ,كما عقد عبد شمش ابن عبد مناف معاهده تجاريه مع النجاشي ’كما عقد نوفل والمطلب حلفا مع فارس ومعاهده تجاريه مع الحميرين وبلغ اهل مكه في التجاره ان اصبحوا لا يدانيهم فيها احد وكانت القوافل تاتي اليهم من كل صوب
-كان عبد المطلب يلقي مشقه كبيره في الحصول علي الماء خصوصا بعد ما ردمت جرهم زمزم وكان عبد المطلب بن هاشم يتمني ان لو هداه الله الي مكان زمزم فحفرها وبينما هو يفكر في الامر جاءه هاتف في المنام ان احفر زمزم ودله علي مكانها .
*أشتهر النبي في قومه بعد البعثه بالصادق ألامين برهن علي صحة هذه المقوله
-بعد ان انهدت الكعبه وبناءوها اختلفت القبائل فيمن يضع الحجر الاسود وكادوا ان يقتتلوا فاقترح عليهم" ابو أميه بن المغيره"وكان اكبرهم سنا ان يحكموا اول من يدخل وكان اول من يدخل هو النبي  فما ان راوه حتي قالوا"هذا الامين رضينا به حكما"
-حينما صعد النبي  علي ربوه ونادي يا بني فهر يا بني عبد مناف 0000فأجتمعوا له ,فقال لهمم لو "لو اني اخبرتكم أن خيلاً خلف هذا الجبل تريد ان تغير عليكم أكنتم مصدقي قالوا نعم"ما جربنا عليك كذباً قط"
دار الندوة في الجاهلية والإسلام
الندوة من ندا، يندو ندواً ومنها ( ندوت) أي اجتمعت مع ، ومنها الندِىّ، وهو الاجتماع في المجلس. ومنه جاء لفظ ( الندوة ) أي النادي بمعنى المجلس والمشاورة والجماعة (1). وأطلق الاسم على دار بعينها في مكة لاجتماع قريش فيها، (2) وقيل إن الاسم مشتق من المناداة (أي المفاخرة) ومنه جاء اسم ( دار الندوة )، أي للمفاخرة. (3)
- إنشاء دار الندوة :
أنشأ دار الندوة قصي بن كلاب بن مرة بن كعب(4)، ولم يكن اسمه قصياً، بل زيداً، وسمي قصياً بعد ذلك لأنه قُصّي عن قومه(5)، حيث عاش في بني عذره، على أطرف بلاد الشام، بعيداً عن قومه. وسبب ذلك، كما تذكر روايات الإخباريين، أن أمه فاطمة بنت سعد بن سيل تزوجت بربيعة بن حرام من سادات بني عذره بعد وفاة زوجها كلاب بن مره والد قصي، فارتحلت مع زوجها ربيعة إلى بلاده وأخذت معها قصياً لصغر سنه. وبعد ما شب قصيُ وكبر حدث خلافٌ بينه وبين رجلٍ من بني عذره، فأنّبه وانتقص منه لأنه غريب وليس من قومه. فرجع قصي إلى أمه وقد وجد في نفسه مما قاله الرجل، فسألها عن ذلك، فأخبرته بقومه، فعزم على اللحاق بهم، فألحت عليه أمه أن لا يعجل، وينتظر حتى يخرج مع الحجاج المتجهين إلى مكة، خوف غائلة الطريق إن سافر منفرداً. (6)
وفي مكة المكرمة تزوج قصي من حبى بنت حليل بن حبشية الخزاعي، فأنجبت له عدداً من الأولاد الذكور، وكثر مال قصي وعظم شرفه، فلما توفى حليل، وكان يلي أمر مكة المكرمة، عمل قصي على انتزاع ولاية مكة والكعبة من خزاعة، معتبراً نفسه أولى منهم في ذلك. (7)
تذكر بعض الروايات التاريخية، أن حليل بن حبشية، دفع بأمر مكة إلى قصي، لانه أحب أن يجعل ولايتها في يد أبناء بنته حبى (Cool، في حين أن هناك رواية تذكر بأن قصي اشترى ولاية مكة والبيت من وكيل حبى أبي غبشان بزق خمر وعود. (9)
أبت خزاعةعلى قصي أن يلي أمر البيت، فاستعان بقومه قريش، وببني عذرة قوم أخيه من أمه رزاح بن ربيعة بن حرام، إذ بعث إليه قصي يستنصره، فلبى دعوته وآزره على خزاعة. (10)
وتحارب الطرفان، فلما اشتد القتال وكثر القتل والجراح فيهم، تداعوا للصلح، على أن يحتكما إلى يعمر (وقيل عمر) بن عوف بن كعب، فكان حكمه أن قصياً وقومه أولى بمكة، والبيت، وأن كل دم أصابه قصي من خزاعة موضوع، فيشدخه تحت قدميه، وأن كل دم أصابته خزاعه وحلفاؤهم، من قريش وحلفائها ففيه الدية. وبذلك تحقق لقصي مبتغاه في ولاية مكة المكرمة البيت الحرام. (11) على أثر ذلك جمع قصي قومه من الشعاب والأودية والجبال، ومُلِّك عليهم، وحكم فيهم، وقسم مكة بينهم رباعا،ً فبنوا المساكن. (12)
وتذكر بعض روايات الأخباريين، أن قومه هابوا قطع شجر الحرم ليبنوا منازلهم، فبادر قصي فقطعها، فلما رأوا أنه لم يصبه أذى فعلوا مثلما فعل. (13) وبنى قصي دار الندوة، وجعل بابها إلى الكعبة، (14) وكان ذلك في منتصف القرن الخامس الميلادي، أي قبل ما يقارب مائة وخمسين عاماً من الهجرة النبوية الشريفة. (15)
دار الندوة هي أول دار بنيت بمكة المكرمة، على حد قول الأخباريين، ولم يكن قبلها بناء سوى الكعبة المعظمة، (16) وكان سكان مكة قبل ذلك يدخلونها نهاراً ويخرجون منها ليلاً تعظيماً للبيت وشأنه. (17) وهناك روايات أخرى تذكر بأن سكانها كانوا يقطنون في مضارب من الشعر الأسود. (18) وينفي أحمد إبراهيم الشريف كل ذلك بقوله: \"ليس من الممكن الموافقة على ما يقول به المؤرخون العرب، من أن مكة بقيت على بداوتها حتى اجتمع أمرها لقصي بن كلاب، فهذا أمر عسير التصور أن تبقى بلد له ما لمكة وبيتها العتيق من القدسية، في حالة البادية، مع ما يثبته المؤرخون من أن البيت بقي بعد اسماعيل في يد جرهم أخوال بنيه أجيالاً متعاقبه أقاموها حوله، ثم انتقال أمرها بعد ذلك لخزاعه، وهي قبيلة يمنية قدمت من بلاد عرفت الحضارة والاستقرار وشئون الحكم، وهي حين وليت أمر مكة كانت ملتقى طرق القوافل إلى اليمن و إلى الحيرة وإلى الشام، وانها اتصلت بتجارة العالم عن هذا الطريق وعن طريق البحر الأحمر، كما يشير هؤلاء المؤرخون إلى احترام التبابعة لمكة، فيذكرون، مثلا،ً أن التبع أسعد أبا كرب الحميري قدم مكة ووضع الكسوة على البيت الحرام.
عسير أن يتصور بقاء بلد له هذه المكانة من غير أن يدنيه اتصاله بالعالم من مراتب الحضارة، لذلك كان من الحق أن نقول: إن مكة، وقد دعاه إبراهيم (عليه السلام) بلداً ودعا الله أن يجعله آمناً مطمئناً، قد عرفت حياة الاستقرار أجيالاً طويلة قبل قصي..\" (19) ومما يؤكد هذا الرأي أن هناك نصوصاً تاريخية تذكر اتخاذ قبائل العرب القاطنين مكة المكرمة المنازل المبنية مساكن لهم. فعندما نزلت بها جرهم بنوا المنازل وتوسعوا في ذلك. (20) ويذكر الطبري أن قصياً حين قاتل خزاعه \"... أخذتها العدسة حتى كادت تفنيهم، فلما رأت ذلك جلت عن مكة فمنهم من وهب مسكنه ومنهم من باع ومنه من أسكن...\" (21).
ويظهر أن مساكنهم كانت على سفوح الجبال المحيطة بالوادي، فكانوا ينزلون إليه نهاراً لزيارة الكعبة أو الطواف بها، أو للجلوس عند الكعبة لإدارة بعض شؤونهم. (22) وبالتالي فإن بناء قصي لدار الندوة وسكنى قومه معه، يقصد به البناء في بطاح مكة حول الكعبة، ولذلك عرفوا بقريش البطاح. (23) فاعتبروا بذلك أول من بنى مكة (البلدة) المحيطة بالكعبة المشرفة.
دار الندوة قبل الإسلام 
اتخذ قصي بن كلاب دار الندوة مقراً لسكناه وإقامته. (24) وفي ذات الوقت رسخ من خلالها سياسات وأساليب تدار من خلالها شؤون القبيلة ومكة المكرمة. وكانت معظم الشؤون العامة الداخلية والخارجية تناقش في هذه الدار. (25) فعندما قرر صناديد قريش مواجهة دعوة الإسلام التي أخذت تنتشر في المجتمع المكي عقدوا اجتماعاتهم وقرروا فيها الكيد للإسلام، بإلصاق التهم جزافاً بمبادئ الدين الجديد وبشخص الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم اتجهوا بعد ذلك للإيذاء الجسدي والمساوامات والمقاطعة بهدف منع صاحب الدعوة واتباعه من نشر مبادئ الإسلام العظيمة. (26) وكانت هذه الاجتماعات تتم في دار الندوة كما تشير بذلك المصادر التاريخية. (27) وعندما وجدوا أن هذه الأساليب لا تجدي نفعاً ولا تحقق غاياتهم، اجتمعوا في دار الندوة وقرروا قتل الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فكان ذلك سبباً لهجرته الشريفة صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، (28) وكانت دار الندوة المكان الذي تعقد فيه ألوية الحروب التي خاضتها قريش. وقد دخلت قريش في حروب عدة في الجاهلية ضد بعض القبائل العربية، وحاربت دولة الإسلام الناشئة في المدينة المنورة. وعلى الرغم من أن المصادر لا تذكر صراحة انعقاد ألوية الحرب في دار الندوة إلا في غزوتي أحد (29) والخندق (30)، فإن من المؤكد أن الحروب التي سبقت ذلك ووقعت بعد إنشاء دار الندوة، كان الاستعداد لها والتشاور بشأنها يتم فيها، لأن المصادر التي تحدثت عن تنظيمات هــذه الدار بصفة عامة، ذكرت أن من ضمن ذلك الإعداد للحروب التي تخوضها قريش. (31) ومــن أبــرز هذه الحـــروب: ( ذات نكيف )، (32) (والفجار)،(33) ( وبدر الكبرى ). (34)
وجعل القرشيون من دار الندوة مكاناً لعقد بعض أحلافهم، ففيها حالف عبدالمطلب خزاعه، (35) وفيها حضر الرسول صلى الله عليه وسلم عقد حلف الفضول. (36) ومن دار الندوة كانت تنطلق قوافل قريش التجارية وإليها تعود، (37) مما يرجح أنها كانت مكاناً لعقد الصفقات التجارية. لم تقتصر تنظيمات دار الندوة على الشؤون العامة الكبرى والجوانب السياسية والاقتصادية، وإنما تجاوزت ذلك لتمارس فيها بعض مظاهر الحياة الاجتماعية. ففيها كان يعقد زواج القرشي والقرشية، ويعذر (يختن) فيها من بلغ من صبيانهم، وإذا حاضت الجارية جيئ بها إلى دار الندوة فيشق عليها درعها وتعود إلى أهلها فيحجبوها. (38) وعندما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة معتمراً سنة (7هـ/628م) اجتمع بعض سكان مكة المكرمة في دار الندوة للنظر إليه وإلى أصحابه، وهم يطوفون بالكعبة المشرفة. (39)
إن تلك الوظائف التي كانت تقوم بها دار الندوة، كان القرشيون يلتزمون بها ولا يحيدون عنها أبداً، كانت عندهم أشبه بالدين المتبع. وقد حافظوا عليها تيمناً بأمر قصي وتبركاً به كما تشير بذلك المصادر التاريخية ، (40) مما يوحى بأنها نظمت ورسخت منذ عهده والتزم بها من جاء من بعده دون تغيير أو تطوير. وهذا بخلاف سنن الحياة وتطور المجتمعات التي عادة ما تشهد تقاليدها وأعرافها بعض التغير والتطوير تبعاً لتغير الأزمان والعصور. ويبدو أن أسس هذه التنظيمات قد وضعت على يد قصي، ثم أخذت تتطور بتغير الظروف والأحوال، فكانت أعرافاً متبعة وتقاليد مرعية يتوارثونها جيلاً بعد جيل، شفاهة وليس كتابة، إذ لم تشر المصادر إلى تدوينها على الإطلاق.
يرى أحمد إبراهيم الشريف أن تنظيم مختلف مظاهر الحياة ظهر في مكة المكرمة منذ زمن عمرو بن لحي زعيم خزاعة، وإن كان بصورة أولية، (41) وبالتالي، فقد تكون جذور بعض وظائف دار الندوة تعود لتلك الفترة.
في ضوء ما سبق يتضح أن دار الندوة كانت منذ زمن قصي مركزاً للإدارة شؤون مكة يجتمع فيها الملأ من زعماء قريش وأشرافها. وقد تعارفوا على أن لا يحضر اجتماعاتهم إلا من كان سنه فوق الأربعين ، ويستثنى من ذلك بنو قصي وحلفاؤهم، (42) أو من عرف من غيرهم بحسن الرأي ورجاحة العقل؛ فدخلها الحكم بن هشام (أبو جهل) ، وهو ابن ثلاثين عاماً لجودة رأيه وحسن تدبيره، كما دخلها حكيم بن حزام وهو ابن خمسة عشر عاماً تبركاً به لأنه ولد بالكعبة. (43)
لم تكن القرارات التي يتخذها المجتمعون في هذه الدار ملزمة وإن وافقوا عليـها بالاجماع، (44) وكان باستطاعة من شاء من القرشيين التراجع عنها، إذ لم يشارك أحدّ من بني عدي ابن كعب في غزوة بدر الكبرى. بينما انسحب منها بنو زهرة وبعض بني عبدالمطلب وغيرهم من قبل أن تقع المعركة، وذلك رغم إجماع قريش على قتال المسلمين في بدر إظهاراً لمنعتهم وقوتهم. (45) كما أن نجاح تنفيذ القرارات يعتمد على قدارات المجتمعين ومدى نفوذهم في المجتمع المكي، ومقدرتهم على الإقناع، أو اتخاذ إجراءات بحق المخالفين من مقاطعة أو مساومة وغير ذلك. (46)
ومن الواضح أن التنظيم المتبع في دار الندوة قبلي في جوهره، وأنه امتداد لمجلس القبيلة مع بعض التطوير الذي أحدثته قريش نتيجة للازدهار التجاري والحضاري الذي شهدته مكة في ذلك العصر.(47) ولم يكن في مكة حكومة مركزية تتبعها المؤسسات الإدارية بالمفهوم المتعارف عليه وإن كان بصورة بدائية. وكل ما في الأمر أنها تتألف من بطون لكل منها شيخ يرأسها، وهم وحدهم أصحاب الحل والعقد فيها. (48)
والإشراف على دار الندوة كان يتولاه قيم من بني عبدالدار بن قصي، فكان يفتحها لقريش متى اقتضى الأمر، كما أنه يشق درع الفتاة ويعيده عليها إذا ما حاضت. (49)
وتذكر النصوص التاريخية، أن قصياً أوصى أن يكون أمر دار الندوة من بعده لابنه الأكبر عبدالدار، وأنه ولاه إياها ووظائف أخرى، (50) لأنه كان ضعيفاً، فأراد قصي تقويته ورفع شأنه أمام شقيقه عبد مناف الذي كثر ماله وساد في حياة أبيه. (51) وقد حاول بنو عبد مناف بعد ذلك أن يستأثروا بالوظائف التي في يد بني عبدالدار، وتحالفوا مع بعض بطون قريش؛ فأنشأ بنو عبدالدار حلفاً مضاداً مع بطون قرشية أخرى وانقسمت قريش فيما بينها ثم تداعوا للصلح، واتفقوا على أن يعطوا بني عبد مناف الرفادة والسقاية، ويبقى اللواء والحجابة والندوة عند بني عبدالدار، (52) واستمرت الندوة في يد أبناء عامر بن هشام بن عبدالدار حتى جاء الإسلام. (53)
الصراع على السلطة بعد قصي
إيماناً منه بفردية الحكم المطلق ، وحتى لا تتفرق مكاسبه وتتناثر ؛ ترك قصي بن كلاب كل سلطاته ووظائفه وسنته الذكية ، لولده البكر عبد الدار ، دون أخيه عبد مناف ؛ ورحل إلى عالم الأسلاف ، بعد أن أسس لقريش دولتها الواحدة في مكة ، ولكن قصي ما كان يعلم أن الحقد سيتملك قلب عبد مناف على ملك عبد الدار وما حظي به من تشريف ؛ فكان أن توارث الأبناء أحقاد الأباء ، وقام أبناء العمومة يستعدون القبائل على بعضهم وتجمع بنو عبد مناف مع مؤيديهم في حلف المطيبين ؛ فرد عليهم بنو عبد الدار وحزبهم بحلف الأحلاف ، وتجمع الفريقان للقتال من أجل السيادة على مكة .
ويشرح ابن كثير الأمر في قوله : " ثم لما كبر قصي ؛ فوض أمر هذه الوظائف التي كانت إليه من رئاسات قريش وشرفها ؛ من الرفادة والسقاية والحجابة واللواء والندوة إلى ابنه عبد الدار وكان أكبر ولده .. فلما انقرضوا تشاجر أبناؤهم في ذلك وقالوا : إنما خصص عبد الدار ليلحقه باخوته ؛ فنحن نستحق ما كان آباؤنا يستحقونه ، وقال بنو عبد الدار هذا أمر جعله لنا قصي فنحن أحق به ، واختلفوا اختلافاً كبيراً ، وانقسمت بطون قريش فرقتين ؛ فرقة بايعت بني عبد الدار وحالفتهم ، وفرقة بايعت بني عبد مناف وحالفوهم على ذلك " (1) .
ولعله واضح لمن أصاب خبرة ودربة مع كتب التراث ؛ انحياز هؤلاء الكتاب الواضح لحزب عبد مناف ، فيما وضعوه من تفاسير للأمر والتسميات ؛ كما ورد – كمثال – في شرح السيرة الحلبية لما حدث : " فلما مات عبد الدار وأخوه عبد مناف ؛ أراد بنو عبد مناف وهم هاشم وعبد شمس والمطلب ، وهؤلاء لأب وأم .. ونوفل أخوهم لأبيهم .. أن يأخذوا تلك الوظائف من بني عمهم عبد الدار ، وأجمعوا على المحاربة .. وأخرج بنو عبد مناف جفنة مملوءة طيباً فوضعوها لأحلافهم في المسجد عند باب الكعبة ، ثم غمس القوم أيديهم فيها ، وتعاقدوا هم وحلفاؤهم ، ثم مسحوا الكعبة بأيديهم توكيداً على أنفسهم ؛ فسموا المطيبين .. فتطيب منها بنو زهرة وبنو أسد بن عبد العزي ، وبنو تميم بن مرة ، وبنو الحارث بن فهر ، فالمطيبون من قريش خمس قبائل ، وتعاقد بنو عبد الدار وأحلافهم ، وهم بنو مخزوم وبنو سهم وبنو جمح وبنو عدي بن كعب ، على ألا يتخاذلوا ولا يسلم بعضهم بعضاً ، فسموا الأحلاف لتحالفهم بعد أن أخرجوا جفنة مملوءة دماً ، من دم جزور نحروها .. وصاروا يضعون أيديهم فيها ويلعقونها فسموا لعقة الدم " (2) .
وكان واضحاً أنه برغم هذا الاصطراع ؛ أن المصلحة الاقتصادية العامة فرضت نفسها على جميع الأطراف ؛ فكان الحرص على المصالح التجارية ، وما سبق وحققه قصي من هيبة لقريش ؛ عاملاً جوهرياً في حقن الدماء ، وانتهى الأمر بالسلام ؛ حيث تقاسم أبناء العمومة ألوية الشرف الموروث حيث نجد ( برهان الدين الحلبي ) يتابع في سيرته القول : " … ثم اصطلحوا على أن تكون السقاية والرفادة والقيادة لبني عبد مناف ، والحجابة و اللواء لبني عبد الدار ، ودار الندوة بينهم بالاشتراك " (3) ، لكن الواضح للمتعامل مع كتبنا الإخبارية أن بني عبد مناف قد علا نجمهم وفشا أمرهم ؛ إلى حد أنهم كانوا هم سفراء الأمان والإيلاف لدول العالم الكبرى حينذاك ، وهو ما لاحظه الدكتور ( أحمد شلبي ) وسجله بقوله : " وكان بنو عبد مناف الأربعة يتوجهون إلى الجهات الرئيسية الأربع التي كانت تتجه إليها قريش ، فكان هاشم يتجه إلى الشام ، وعبد شمس إلى الحبشة ، والمطلب إلى اليمن ، ونوفل ( أخوهم غير الشقيق ) إلى فارس ، وكان تجار قريش يذهبون إلى هذه البلاد في ذمة هؤلاء الأخوة الأربعة ، لا يتعرض لهو أحد بسوء " (4) .
أما ابن كثير فقد أكد أن بني عبد مناف قد " صارت إليهم الرياسة ، وكان يقال أنهم المجيرون ، وذلك لأنهم أخذوا لقومهم قريش الأمان من ملوك الأقاليم ، ليدخلوا في التجارات إلى بلادهم " (5) .
وقد استقرت ألوية الشرف ( القيادة والسقاية والرفادة ) المنتزعة من بيت عبد الدار لبيت عبد مناف ، في يد هاشم بن عبد مناف بالتحديد دون بقية إخوته ، لذا فما أن رحل أخوه عبد شمس عن الدنيا حتى ساورت ولده أمية الأطماع في أخذ ما بيد عمه من ألوية الشرف بالقوة ، ووقف نوفل مؤقتاً على الحياد ، وكادت الحرب تقطع صلات الرحم ، وتهدر الدم الموصول ، ومرة أخرى تفادى القوم الكارثة ، فرضوا بالاحتكام إلى كاهن خزاعي ؛ فقضى الكاهن بنفي أمية بن عبد شمس عشر سنوات إلى منفى اختياري ، ولم يجد أمية بداً من الرضي بحكم ارتضاه ؛ فشد رحاله إلى بلاد الشام ليقضي بين أهلها من السنوات عشراً (6) .
وهكذا : دارت العدوات حول هاشم ؛ عداوة بني عبد الدار ، وعداوة بني عبد شمس الذي انضم إلى حزب عبد الدار ( ونوفل يقف محايداً ) : عداوة بني عبد الدار لاعتبار ما بيد هاشم من ألوية شرف هو حق خصهم به جدهم قصي ، وعداوة بني عبد شمس لاعتبار أنفسهم شركاء في التشريف الذي ناله هاشم بن عبد مناف .
وكانت السنوات العشر التي قضاها أمية بن عبد شمس في منفاه الشامي رصيداً لبيته الأموي من بعده ؛ فقد ارتبط هناك بأهلها بأواصر السنين والمصاهرة التي كانت لأبنائه ذخراً وعتاداً ؛ حيث قامت هناك دولة كبرى بعد سنين ؛ يرأسها حفيده معاوية تلك التي عرفتها الدنيا باسم الدولة الأموية ، وكان حكم الكاهن الخزاعي مدعاة وفجوة بين بيت هاشم وبيت عبد شمس وولده أمية ؛ ورثها الأبناء والحفدة ؛ حتى فيما بعد قيام الدولة الإسلامية ؛ حيث استمر الصراع ممثلاً في الأمويين ( نسبة لأمية بن عبد شمس والعباسيين ( نسبة للعباس بن عبد المطلب بن هاشم الذي ظلت بيده ألوية الشرف ؛ من سقاية ورفادة بتصريح من النبي صلى الله عليه وسلم ) ، أو بين المذهب الشيعي والمذهب السني . ورغم محاولات قريش رأب الصدع مبكراً ، بعقد حلف الفضول بين الأطراف المتنازعة ، فإن الصدع استمر يغور ويتسع – باستمرار وإصرار – بين أبناء العمومة (7) .
الحياة الســــــــــــــــــــــــــــــــــياسية
اتسمت حياة العرب قبل الإسلام بالترحال وعدم الاستقرار بسبب الظروف المناخية والنظم القبلية بل وتركيبة الفكر العربي الاجتماعية مما سهل الخلاف والصراع الحربي بين القبائل ومن هنا وقعت حروب كثيرة بين القبائل وبعضها عرفت في التاريخ باسم( أيام العرب) وسميت بأسماء الأماكن التي وقعت فيها ومن أشهرها...
الحرب بين الأوس والخزرج في يثرب (المدينة) وحرب البسوس التي دارت بين قبيلتي بكر وتغلب واستمرت أربعين عاما بسبب ناقة حملت هذا الاسم وحرب الفجار التي جرت بين قريش وحلفائها وبين هوازن وسميت بالفجار لأنها وقعت في الأشهر الحرم وكذلك حرب داحس والغبراء بين قبيلتي عبس وذبيان بسبب السباق بين فرسين هما داحس والغبراء . وكان لمكة أداة حكومية تعرف ب(الملأ) وان كانت سلطتها أدبية وليست تنفيذية وهي عبارة عن مجتمع يضم رؤساء بطون قبيلة قريش والوجهاء فيها ، وكان مجلس الملأ يعقد في دار الندوة التي أنشأها قصي بن كلاب قرب الكعبة .
مكة: سكنت مكة منذ القدم قبيلة جرهم وفي عهدها قدم سيدنا إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل إليها ورفعا بناء الكعبة ثم تغلبت خزاعة على جرهم وسيطرت على مكة حتى ظهر قصي بن كلاب ووحد قبيلة قريش فتغلبت على خزاعة وصارت لها السيادة في مكة وأصبح لقصي بن كلاب وظائف عديدة منها الرئاسة لدار الندوة ، والرفادة والسقاية وهي تقديم الطعام والماء للحجاج ، واللواء وهو العلم الذي يحمل في المعارك، والحجابة وتعني تولي أمور الكعبة والاحتفاظ بمفاتيحها ..
مكانة مكة عنــــــــــــــــــــد العرب
تمتعت مكة بمكانة عالية عند العرب قبل الإسلام بسبب:
* وجود الكعبة فيها حيث كان العرب يحجون إليها
* مركزها التجاري وموقعها الممتاز على طريق التجارة بين اليمن وبلاد الشام
* شهرة أسواقها مثل سوق عكاظ وذي مجاز
* تمتعها بمركز مرموق بين العرب وتعاظم مركزها بعد فشل أبرهة في دخول مكة
* العلاقات الحسنة بين أهل مكة والقبائل العربية.
المجتمع العربي قبل الإسلام
انقسم المجتمع العربي قبل الإسلام إلي ثلاث طبقات اجتماعية هي : أبناء القبيلة الصرحاء الذين يرتبطون فيما بينهم برابطة الدم ، ويليهم طبقة الموالي الذين انضموا للقبيلة عن طريق الحلف أو الجوار أو العتق ، وطبقة العبيد الرقيق ومعظمهم محرومون من كل الحقوق عليهم كل الواجبات ، واعتمد المجتمع العربي على العصبية والنسب والاعتماد على الذكور لذا وجدناهم يئدون بناتهم ويحفرون لهن القبور ويهيلون عليهن التراب وهن أحياء ، علاوة على شعورهم بالغيرة وخوفهم من العار الذي تجلبه البنات خاصة إذا كبرن وتعرضن للسبي، وخشية من الفقر والإملاق ولذلك قال تعالى فيهم في سورة الإسراء( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم ، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ) صدق الله العظيم..
على انه كان للعرب صفات وعادات حميدة قبل الإسلام منها الوفاء بالعهد والشجاعة والكرم ونصرة المظلوم ونجدة المستغيث ، ومن عاداتهم السيئة أيضا شرب الخمر ولعب الميسر ...
الحياة الاقتصــــــــــــــــــــــــــــادية
اعتمدت على الرعي والتجارة والزراعة في بعض المناطق أم الصناعة فيدوية بسيطة ، وفي الجنوب كانت اليمن ذات الموقع المتميز بكثرة أمطاره وتربته الخصبة مطمع جيرانه على الجانب الآخر من البحر فاحتلها الأحباش عام 525هـ ومن بعدهم الفرس عام 575هـ ، ونتيجة لذلك احتلت مكة مكانة اليمن وأصبحت تلعب دور الوسيط التجاري في نقل البضائع والسلع من الشرق إلي الغرب وبين اليمن وبلاد الشام وقد حدثنا القرآن الكريم عن رحلتي الصيف والشتاء . وقد شهدت شبه الجزيرة العربية عدة أسواق سنوية وشهرية أدبية ودينية واقتصادية واجتماعية مثل سوق عدن الذي يقام كل أول يوم من رمضان وسوق صنعاء في النصف الثاني من رمضان وسوق عكاظ الشهير في الحجاز والذي كان العرب يتبارون فيه بالشعر، ومن الأسواق أيضا سوق دومة الجندل وسوق صحار، وسوق الشحر ..
الحياة الفكــــــــــــــــــــــرية
مثل الشعر العربي أكثر الجوانب الفكرية عند العرب ، وتميز ببلاغة القول وجزالة اللفظ وخاصة في المعلقات ، وضع العرب أجود ما ابتكرته قرائحهم فوصفوا فيه مجتمعاتهم وما يلم بها من مخاطر وذكروا فيه أنسابهم وأخبارهم الماضية و أحسابهم وقديما قالوا( الشعر ديوان العرب) وشهدت أسواقهم المنتديات والمؤتمرات الفكرية و الأدبية والمناظرات ، وقد تميز العرب بالحكم والأمثال ونمو الحكمة لديهم وربما لمجاورتهم لحضارات أخرى اختلطوا بها أثر كبير في ذلك لاسيما حضارة بلاد الشام والعراق ومنهم من درس وبحث كورقة بن نوفل ( ابن عم السيدة خديجة عندما قرأ وتعلم ما عند أهل الكتاب ..
الحياة الدينــــــــــــــــــــــــــــــية
كان عمرو بن لحي الخزاعي أول من غير دين إسماعيل عليه السلام ، فنصب الأصنام والأوثان التي جلبها من بلاد الشام وكانت على أشكال منوعة منها ما على صورة إنسان أو حيوان وبعضها صنع من الخشب أو المعدن ، والأصنام إذا صنعت من الحجارة فهي أوثان .. ومن أصنام العرب القديمة بل أقدمها كلها (مناة) وكانت منصوبة على ساحل البحر بين مكة والمدينة، والصنم الثاني كان (اللات) وهو اسم آلهة تمثل فصل الصيف عند البابليين وظلت عند ثقيف حتى أسلمت وبعث الرسول (صلى الله عليه وسلم) المغيرة بن شعبة إليه فهدمها وأحرقها .. كما كانت (العرى) أعظم الأصنام عند قريش فكانوا يتقربون لها بالذبائح ، وكان (هبل) أيضا من أعظم الأصنام وكان مصنوعا من العقيق الأحمر على صورة إنسان مكسور اليد اليمنى فأضافوا له يد من ذهب .. وكان هناك عبدة النجوم وعرفوا باسم الصابئة، وبعض العرب المجوسيين عبدة النار التي أخذوها عن الفرس في الحيرة..
وقد تسربت اليهودية والمسيحية إلي شبه الجزيرة وجنوبها فاستقرت اليهودية في يثرب وخيبر وفدك وتيماء، والمسيحية انتشرت بين الغساسنة والناذرة ودخلت اليمن عن طريق الأحباش ومع ذلك لم تنتشر الديانتان بين سائر العرب بل عاد بعضهم إلي دين إبراهيم الخليل عليه السلام وعرف هؤلاء باسم (الحنفاء) ومنهم ورقة بن نوفل وعبد الله بن جحش و عثمان بن الحويرث ، وهكذا كان حال العبادات في شبه الجزيرة العربية حتى شاء الله أن ينعم عليها برحمته ويقيم فيها دولة الإسلام علي يد نبيه ورسوله محمد صلوات الله عليه..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.sidiameur.info
 
بحث مفصل عن امارة مكه جاهز للطباعة
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بحث عن امارة مكه - بحث مفصل عن امارة مكه جاهز للطباعة
» بحث مفصل عن الزراعه جاهز للطباعة
» بحث مفصل عن البيروقراطية جاهز للطباعة
» بحث مفصل عن المواطـنة جاهز للطباعة
» بحث مفصل عن غزوة الخندق جاهز للطباعة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سيدي عامر إنفو :: القسم الدراسي والتعليمي :: التوظيف والمسابقات دروس و البحوث :: البحـوث والكتب الجـامعية والمـدرسيـة الشـاملة-
انتقل الى: