تعليم ، كتب ، الرياضة ، بكالوريا ، نتائج ، مسابقات ، أدب وشعر ، الهندسة الإلكترونية بكل أنواعها ، اللغات ، التعليم التقني والجامعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
style
date الإثنين 15 مايو - 11:57
date الإثنين 8 مايو - 22:14
date الأحد 19 أغسطس - 16:42
date الأحد 19 أغسطس - 15:17
date السبت 18 أغسطس - 17:10
date السبت 18 أغسطس - 17:00
date السبت 18 أغسطس - 16:56
date السبت 18 أغسطس - 14:52
date السبت 18 أغسطس - 10:07
date الخميس 16 أغسطس - 17:02
date الخميس 16 أغسطس - 16:54
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:13
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:08
date الأربعاء 15 أغسطس - 10:21
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
style

شاطر
 

 الوسائل التي استخدمها النبي صلى اللـه عليه وسلم في التعليم مما يعين على الحفظ

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Labza.Salem
Admin
Labza.Salem

عدد المساهمات : 43954
نقاط : 136533
تاريخ التسجيل : 12/09/2014
العمر : 29
الموقع : سيدي عامر

الوسائل التي استخدمها النبي صلى اللـه عليه وسلم في التعليم مما يعين على الحفظ Empty
مُساهمةموضوع: الوسائل التي استخدمها النبي صلى اللـه عليه وسلم في التعليم مما يعين على الحفظ   الوسائل التي استخدمها النبي صلى اللـه عليه وسلم في التعليم مما يعين على الحفظ Emptyالأربعاء 26 أبريل - 0:20

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
1- تكرير الحديث وإعادته ثلاث مرات ، وأحياناً أكثر من ثلاث مرات حتى يُفْهَمَ عنه ، ويَسْهُل على السامعين حفظُه .
أخرج البخاري و غيره عن أنس وأبي أمامة رضي الله عنهم (( أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلي الله عليه وسلم كَانَ إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلاَثاً حَتَّى تُفْهَمَ عَنْهُ )) ([1]) .
وعن ابن عمر رضي الله عنهم قال : (( كَانَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم يُعَلِّمُ النَّاسَ التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُ الْمُكْتِبُ (أي معلم الصبيان في الكُتّاب) الْغِلْمَانَ )) ([2]).
2- التأني في الكلام والفصل بين الكلمات ، حتى يسهُلَ على السامع الحفظُ ، ويتمكنَ من ضبط الكلام . وبلغ من تَأَنِّيهِ صلي الله عليه وسلم أن قالت عائشة رضي الله عنها : (( إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم لَيُحَدِّثُ ، وَلَوْ شَاءَ الْعَادُّ أَنْ يُحْصِيَهُ أَحْصَاهُ )) ([3]) .
وفي رواية قالت : (( مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم يَسْرُدُ كَسَرْدِكُمْ هَذَا ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يَتَكَّلّمُ بِكَلاَمٍ بَيِّنٍ فَصْلٍ ، يَحْفَظُهُ مَنْ يَجْلِسُ إِلَيْهِ )) ([4]) .
3- الاعتدال والاختصار في الكلام ، بحيث لا يَمَلُّ السامعُ ، ولا يَفْتُر نشاطُه الذهنيُّ عن المتابعة ، حتى إنَّ بعضَ أحاديثه صلي الله عليه وسلم كانت تتكوَّن من كلماتٍ معدودات مثل قوله صلي الله عليه وسلم (( النَّدَمُ تَوْبَةٌ )) ([5])وقوله صلي الله عليه وسلم (( الْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ )) ([6]).
4- اختيار الوقت المناسب ، بحيث تكون أذهانُ السامعين أَنْشَطَ ، ونفوسُهم أكثرَ استعداداً للحفظ ، وربما باعد النبيُّ صلي الله عليه وسلم بين الحديث والحديث حتى تشتاقَ النفوسُ وتنشرحَ الصدور . قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : (( كَانَ النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الْأَيَّامِ ، كَرَاهَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا )) ([7])يعني يراعي الأوقات في تذكيرنا ، ولا يفعل ذلك كلَّ يوم حتى لا نَمَلّ .
5- ضرب الأمثال ، لما فيها من خِفَّةٍ على النفوس ، وبلاغةٍ تأخذُ بالقلوب ، وتستهوي العقول ، وتصلُ بالمعنى إلى العقل والقلب ، وبخاصةٍ لدى البُلَغَاء وأرباب الفصاحة والبيان . وقد استكثر النبي صلي الله عليه وسلم من ذلك حتى قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم : (( حَفِظْتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلي الله عليه وسلم أَلْفَ مَثَلٍ )) .([8])
ومن الأمثال السائرة المنقولة عنه صلي الله عليه وسلم قوله: (( لاَ يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍواحد مَرَّتَيْنِ )) ([9]).
6- طرح المسائل على السامعين ، إذ السؤال يفتح ذهنَ المسؤول ويدفعه إلى التركيز والاهتمام ، ويُحْدِث حالةً من النشاطِ العقليِّ والتواصلِ والتفاعلِ بين طرفي الحديث ( السائل والمسؤول ) .
وكان السؤال النبويُّ يتخذ صوراً متعددة ، فأحياناً كان النبي صلي الله عليه وسلم يوجه السؤال لمجرد التشويق والإثارة ولفت الانتباه ، ويكون السؤالُ عندئذٍ بصيغة التنبيه ( أَلاَ ) غالباً ، مثل قوله صلي الله عليه وسلم فيما أخرجه مسلم وغيره عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم‏ ‏قَالَ ‏: (( ‏أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا ‏يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟ )) قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : ((‏ ‏إِسْبَاغُ ‏ ‏الْوُضُوءِ عَلَى‏ ‏الْمَكَارِهِ ،‏ ‏وَكَثْرَةُ ‏الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ ، فَذَلِكُمْ ‏ ‏الرِّبَاطُ )) ([10]) .
وأحياناً يسألهم عما لا علم لهم به ليكَِلوا العلمَ إلى الله وإليه صلي الله عليه وسلم بعد أن يثير اهتمامهم فيتيقَّظوا للجواب ، مثلما أخرج الشيخان ‏عَنْ ‏ ‏مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ‏رضي الله عنه ‏قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ ‏صلي الله عليه وسلم ‏: (( ‏ ‏يَا ‏مُعَاذُ ،‏‏ أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ ؟ )) قَالَ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : (( أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا . أَتَدْرِي مَا حَقُّهُمْ عَلَيْهِ ؟ )) قَالَ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : (( أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ )) ([11]).
وأحياناً يسألهم عما هو معلومٌ فيجيبون بما يعرفون ، فيلفت أنظارَهم إلى معنىً غريبٍ لطيفٍ لم ينتبهوا له ، مثلما قال لهم فيما أخرجه مسلم وغيره ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ صلي الله عليه وسلم‏‏قَالَ ‏: (( ‏أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ؟ )) قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ . فَقَالَ : (( إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا ،‏ ‏وَقَذَفَ ‏‏هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا ، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِه ِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ ‏ ‏يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ )) ([12]). 
وربما سأل صلي الله عليه وسلم فأجاب بعضُ الصحابة وأحسن الإجابةَ ، وعندئذٍ يُثْنِي عليه النبيُّ صلي الله عليه وسلم لِيُشجِّعَه ويشجِّع غيرَه على العلم والتعلم .
كل ذلك كان له أثر واضح في تفاعلهم معه صلي الله عليه وسلم ، وحضور أذهانهم وقلوبهم مع ما يسمعونه منه .
7- إلقاء المعاني الغريبة المثيرة للاهتمام والدافعة إلى الاستفسار والسؤال ، مما يدفع النفس لاستشراف الجواب والتطلع لمعرفة المقصود ، فيسهل استيعابه وحفظه ، مثل ما صححه ابن حبان والحاكم - ووافقه الذهبي - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ((‏‏‏ أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ صَلَاتَهُ )) قَالُوا : وَكَيْفَ يَسْرِقُ صَلَاتَهُ ؟ قَالَ : (( لَا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلَا سُجُودَهَا )) ([13]).
8- استخدام الوسائل التوضيحية المختلفة التي تساعد على تقرير المعنى في نفوس السامعين وتأكيده في عقولهم واشتغال كل حواسهم به وتركيز انتباههم له .
ومن ذلك التعبير بحركة اليد حين قال صلي الله عليه وسلم فيما أخرجه الشيخان عَنْ‏ ‏أَبِي مُوسَى الأشعريرضي الله عنه: (( ‏الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا)) وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِه([14]). 
ومن ذلك التعبير بالرسم ، مثل ما أخرجه أحمد وغيره وصححه الحاكم عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه‏ ‏قَالَ : ‏خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم‏ ‏‏خَطًّا بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ : (( هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ مُسْتَقِيمًا )) قَالَ : ثُمَّ خَطَّ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ : (( هَذِهِ السُّبُلُ وَلَيْسَ مِنْهَا سَبِيلٌ إِلَّا عَلَيْهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ )) ثُمَّ قَرَأ (وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ) ( الأنعام :153 ) ([15]).
ومن ذلك رفعُ الشيء موضوع الحديث وإظهارُه للناس ، كما في حديث أبي داود وصححه ابن حبان عن عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ‏ رضي الله عنه‏ قَالَ : ‏إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم‏ ‏أَخَذَ حَرِيرًا فَجَعَلَهُ فِي يَمِينِهِ ، وَأَخَذَ ذَهَبًا فَجَعَلَهُ فِي شِمَالِهِ ، ثُمَّ قَالَ : (( ‏ ‏إِنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي )) . زاد في رواية : (( حِلٌّ لِإِنَاثِهِمْ )) .([16])
ومن ذلك قيامه بالتعليم العملي بفعل الشيء أمام الناس ، كما فعل في تعليمهم الصلاة .
9- استعمال لطيف الخطاب ورقيق العبارات ، والاكتفاء بالتعريض أو الكناية عن التصريح بما يذم ، فذلك من الأمور التي تؤلف القلوب وتستميلها إلى الحق ، وتعين المستمع على الوعي والحفظ ، كما فعل صلي الله عليه وسلم حين علمهم آداب الجلوس لقضاء الحاجة ، فعَنْ ‏‏أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ‏ ‏قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم‏ ‏: (( ‏إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ أُعَلِّمُكُمْ ، فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ ‏ ‏الْغَائِطَ ‏ ‏فَلَا يَسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ وَلَا يَسْتَدْبِرْهَا وَلَا ‏ ‏يَسْتَطِبْ ‏بِيَمِينِهِ )) .([17])
10- الرفق بالمتعلم والدعاء له والحنوّ عليه والقرب منه حتى ينفتحَ للتعليم قلبُه ، ويَعِيَ ما يُلْقَى إليه ، كما فعل صلي الله عليه وسلم مع ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم فقد أخرج البخاري عَنْ ‏‏عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عُمَرَ ‏‏رضي الله عنهم‏ ‏قَالَ : ‏أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ‏صلي الله عليه وسلم ‏‏بِمَنْكِبِي فَقَالَ ‏(( ‏كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ ))([18]) . وأخرج ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏رضي الله عنهم ‏قَالَ : ‏ضَمَّنِي رَسُولُ اللَّهِ ‏صلي الله عليه وسلم ‏وَقَالَ : (( ‏‏ اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ )) .([19])
11- استخدام القصص في التوجيه إلى ما يريد من المعاني ، والنفوس بطبيعتها تميل إلى سماع القصص والتأثر بها وحفظها ، مثل قصة أصحاب الغار ، وقصة أم زرع وغيرها.
12- مراعاة الفروق الفردية بين المستمعين ، وتوجيه كل منهم بما يناسب حاله ويكون أليقَ بطبعه وأمَسَّ بحاجته ، مما يدفعه دفعاً إلى حفظ التوجيه وضبطه ، وهذا كثير في إجاباته المتعددة على السؤال الواحد .
13- انتهازه الفرص لإلقاء المعاني المناسبة ، من خلال التعليق على بعض الأحداث أو الأقوال بما يقتضيه المقام ، الأمرُ الذي يجعل السامعَ يضبط ولا ينسى ، لارتباط الحديث بالحدَث ، وصلتِه بمناسبةٍ عايشها المتلقي فرسختْ في نفسه بصورتها ونُقِشَتْ في وعيه بكل ملابساتها .
مثال ذلك : ما أخرجه الشيخان عَنْ ‏ ‏عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه‏ قال : ‏قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ ‏صلي الله عليه وسلم ‏سَبْيٌ ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنْ السَّبْيِ قَدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي ، إِذْ وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ فَأَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ ، فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ ‏‏صلي الله عليه وسلم : ‏(( ‏أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ ؟ )) قُلْنَا : لَا وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ . فَقَالَ : (( لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا )) .([20])
14- استثارة العاطفة الدينية وإظهار الغضب إذا كان لذلك داعٍ مهمٌ ، من غير إسفافٍ ولا إسرافٍ ، كأن يحصل خطأٌ من شخصٍ له مكانةٌ خاصةٌ ، أو يمثل هذا الخطأُ بدايةَ فتنةٍ أو انحرافاً عن المنهج ، كما فعل صلي الله عليه وسلم حين جاءه عمر رضي الله عنه بنسخة من التوراة ، وجعل يقرأ عليه ، فقد أخرج أحمد وغيره عَنْ ‏جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهم ‏أَنَّ ‏ ‏عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه‏ ‏أَتَى النَّبِيَّ ‏صلي الله عليه وسلم ‏‏بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُتُبِ فَقَرَأَهُ النَّبِيُّ‏صلي الله عليه وسلم ‏ ‏فَغَضِبَ ([21])- وفي رواية عند الدارمي ([22]): فَجَعَلَ يَقْرَأُ وَوَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلي الله عليه وسلم يَتَغَيَّرُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه : ثَكِلَتْكَ الثَّوَاكِلُ ! مَا تَرَى مَا بِوَجْهِ رَسُولِ اللهِ صلي الله عليه وسلم ؟ فَنَظَرَ عُمَرُ إِلَى وَجْهِ رَسُولِ اللهِ صلي الله عليه وسلم فَقَالَ : أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ غَضَبِ اللهِ وَغَضَبِ رَسُولِهِ صلي الله عليه وسلم ، رَضِينَا بِاللهِ رَبّاً وَبِالْإِسْلَامِ دِيناً ، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيّاً - فَقَالَ صلي الله عليه وسلم : (( أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا‏ ‏ابْنَ الْخَطَّابِ ؟!‏ ‏وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً ، لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ ‏ ‏مُوسَى ‏صلي الله عليه وسلم ‏‏كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي )) .
15- الصبر على جفوة المتعلم ، وسعة الصدر مع الجاهل -وبخاصة الغريب- إذا أساء المنطق ، مما يأْسِر قلبَه ، ويُقِرُّ الحديثَ في وجدانه وعقله ، كما وصف عليُّ ابن أبي طالب رضي الله عنه سيرتَه صلي الله عليه وسلم في جلسائه ومنها قوله : (( وَيَصْبِرُ لِلْغَرِيبِ عَلَى الْجَفْوَةِ مِنْ مَنْطِقِهِ وَمَسْأَلَتِهِ ، حتَىَّ إِنْ كَانَ أَصْحَابُهُ لَيَسْتَجْلِبُونَهُمْ )) .([23])
إلى غير ذلك من الوسائل التربوية الرائعة التي عُنِيَ المعلمُ الأعظمُ صلي الله عليه وسلم بها في تعليمه لأصحابه ، والتي كان لها أعظمُ الأثر في حفظ الحديث عنه وضبطه تمام الضبط ، وهي كما ترى وسائلُ كفيلةٌ بتخريج جيلٍ من الحفاظ المتميزين والأذكياء النابهين .
وقد تقبَّل الصحابةُ هذا المنهجَ السليمَ بقَبولٍ حسنٍ ، واجتهدوا في الاستمساك بآدابٍ ومبادئَ جليلةٍ عند التلقي زادت في إعانتهم على الحفظ وعدم النسيان ، وعلى تمام الضبط وعدم حصول الوهم .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.sidiameur.info
 
الوسائل التي استخدمها النبي صلى اللـه عليه وسلم في التعليم مما يعين على الحفظ
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الوسائل التي استخدمها النبي صلى اللـه عليه وسلم في التعليم مما يعين على الحفظ
» بحث مفصل عن الاساليب التى استخدمها النبى صلى الله عليه وسلم فى التعليم
» هدي النبي صلى اللـه عليه وسلم في نومه وانتباهه.إن هذه ضجعة لا يحبها اللـه.قيلوا فإن الشياطين لاتقيل
» بحث عن أخلاق النبى صلى اللـه عليه وسلم بين حلمه وشدته , بحوث عن صفات النبي عليه الصلا
» بحث عن أخلاق النبى صلى اللـه عليه وسلم بين حلمه وشدته , بحوث عن صفات النبي عليه الصلاة والسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سيدي عامر إنفو :: القسم الدراسي والتعليمي :: التوظيف والمسابقات دروس و البحوث :: البحـوث والكتب الجـامعية والمـدرسيـة الشـاملة-
انتقل الى: