الإثنين 15 مايو - 11:57 الإثنين 8 مايو - 22:14 الأحد 19 أغسطس - 16:42 الأحد 19 أغسطس - 15:17 السبت 18 أغسطس - 17:10 السبت 18 أغسطس - 17:00 السبت 18 أغسطس - 16:56 السبت 18 أغسطس - 14:52 السبت 18 أغسطس - 10:07 الخميس 16 أغسطس - 17:02 الخميس 16 أغسطس - 16:54 الأربعاء 15 أغسطس - 18:13 الأربعاء 15 أغسطس - 18:08 الأربعاء 15 أغسطس - 10:21
عدد المساهمات : 43954 نقاط : 136533 تاريخ التسجيل : 12/09/2014 العمر : 29 الموقع : سيدي عامر
موضوع: الأصل العربي لنظرية الحقول الدلالية الأربعاء 24 سبتمبر - 2:55
تقوم نظرية الحقول الدلالية ( semantic fields ) أو الحقول المعجمية ( lexical fields) التي ظهرت في العشرينات من القرن الماضي -على فكرة أن هناك دائماً مفاهيم عامة تؤلف بين المفردات داخل اللغة ، و أن المعاني لا توجد منعزلة في الذهن بل لابد لفهمها من ربط كل معنى منها بمعنى آخر ، فلفظ "حار " مثلا لا يفهم إلا بالنسبة إلى " بارد " ، وكلمة " امرأة " لا يمكن أن نعقلها إلا بالنسبة لكلمة " رجل " ... و هكذا . والحقل الدلالي هو لائحة من المفردات أو الوحدات المعجمية التي توحِّد بينها ملامح دلالية مشتركة و من ثمَّ يمكن أن تصَنَّف في مجال عام يَجمع بينها ، فكلمات : أم ، أب ، عم ، عمة ، خال ، خالة ، أخ ، أخت ، ... وغيرها مثلا تندرج ضمن مفهوم عام أو أو حقل دلالي واحد هو حقل القرابة . لذلك يعرف John Lyons- بصفته رائدا من رواد هذا الاتجاه - مدلول الكلمة بأنه حصيلة علاقاتها بالكلمات الأخرى داخل الحقل المعجمي . و هذا يعني أن دلالة لفظ معين لا تتحدد بشكل دقيق إلا بدراسة هذا اللفظ مع أقرب الألفاظ إليه في إطار مجموعة واحدة ، و أن الكلمة لا معنى لها بمفردها و إنما تكتسب معناها من خلال علاقتها بالكلمات الأخرى . ولعل من مزايا هذه النظرية أنها تُستثمر عند تأليف المعاجم الثنائية اللغة فتُعين على البحث عما يقابل الكلمة أو يناقضها ، كما أن استخدام هذه النظرية يُسهم في تصنيف المدلولات في العملية التربوية لتقريب الدلالات إلى ذهن الأطفال . وقد فطن اللغويون العرب القدماء منذ القرن الثاني الهجري إلى فكرة الحقول الدلالية وسبقوا بها الأوربيين بعدة قرون - وإن لم يطلقوا عليها المصطلح نفسه - وذلك من خلال تصنيفهم لمجموعة من الرسائل الدلالية المتنوعة التي اقتصرت على مجال دلالي واحد كرسائل خلق الإنسان ، و الخيل ، والإبل و الغنم ، و الوحوش ، و الطير ، و الحشرات ، و النبات ، و الشجر ، و المطر . و لن يتسع المجال هنا لذكرها كلها نظرا لكثرتها و لاتساع التأليف فيها ، لذلك سنقتصر على ذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر مثل : - رسائل خلق الإنسان : لأبي عبيدة معمر بن المثنى ( المتوفى 210 هـ) ، و الأصمعي ( 213 هـ) ، و أبي علي القالي ( 356 هـ) ، و ابن فارس ( 395 هـ) ، و الصغاني ( 650 هـ) . وقد دونوا فيها أسماء أحوال الإنسان المختلفة من الناحية العضوية ووسعوا دائرة بحثهم لتشمل النواحي الأخلاقية و الاجتماعية أيضا . - رسائل الخيل : للنّضر بن شميل ( 204 هـ) و أبي عمرو الشيباني ( 206 هـ) ، و قطـــــــــــرب ( 206 هـ) ، و أبي إسحاق الزجاج ( 310 هـ) ، حيث قسموا رسائلهم تقسيما موضوعيا فخصصوا بابا لأسماء أعضاء الخيل ، و بابا لما يستحب فيها ، وآخر لما يكره فيها ، وبابا لأوصافها و أسمائها ...إلخ ـ- رسائل النبات : و تشمل الأشجار و الزروع و البقول و الحبوب . و ألف فيها الأصمعي و أبو عبيدة .... إلى غير ذلك من الرسائل التي تُعتبر بحق النواة الأولى لمعاجم المعاني أو معاجم الموضوعات التي ظهرت في التراث العربي بمئات السنين قبل الحضارة الأوربية . ويمثل معجم " المخصص " لابن سيده الأندلسي ( 458 هـ) أضخم هذه المعاجم على الإطلاق و أكمل صورة لفكرة الحقل الدلالي في التراث العربي . إن هذه الأمثلة القليلة تبين أن اللغويين العرب أول من خاض غمار معاجم الموضوعات القائمة على مفهوم الحقول الدلالية فوضعوا لها رسائل مستقلة ، و بذلك سبقوا علم اللغة الحديث في التنبه إلى هذه النظرية ، و التأليف فيها . منقول للفائدة