أن المعطوف يتبع المعطوف عليه في إعرابه وأن حروف العطف تسعةٌ، وهي: ( الواو- الفاء- ثُمَّ- أوْ- أمْ- حتى- لا- لكنْ- بلْ )، ومن التوابع التوكيد.
لاحظ معي هذه الأمثلة: ( جاءَ الملكُ نفسُهُ- رأيتُ الملكَ نفسَهُ- مررتُ بالملكِ نفسِهِ ) تجد أن كلمة نفس تبعت الملك في الإعراب وأنها جيء بها لغرض التوكيد، فقد يقول شخص: جاءَ الملكُ أو رأيتُ الملكَ فيتوهم السامع أن المتكلم غلط في الكلام وذكر لفظ الملك سهوا أو أن الذي قد جاء أو رأيته هو وكيل عن الملك لا نفسه لأهمية الملك فإذا قيل: جاءَ الملكُ نفسه تأكد مجيئه بذاته وارتفع احتمال السهو أو إرادة وكيله.
فالتوكيد هو: لفظ يؤتى به لرفع توهم قد يحصل للسامع.
وهذا الرفع للتوهم يحصل بطريقتين:
1- باستعمال ألفاظ معينة وهي: ( نفس- عين- كل- جميع أو أجمع ) ويسمى بالتوكيد المعنوي.
مثل: جاء الرجلُ عينُه- ورأيت القومَ كلَّهم- ومررت بالقومِ جميعِهم. والألفاظ كل وجميع وأجمع يؤتى بها للتأكيد على العموم فقد يتوهم السامع أن الذي جاء بعض القوم فإذا قلتَ جاءَ القومُ كلُّهم فقد أكدت على إرادة الجميع.
فكلمة عين نفس تؤديان نفس الغرض، وكلمة كل وجميع وأجمع تؤدي نفس الغرض.
ومثل: سارَ الجيشُ كلُّهُ- رأيتُ الجيشَ كلَّهُ- مررتُ بالجيشِ كلَّهِ.
نقول في إعراب جاءَ الرجلُ عينُهُ: جاءَ: فعل ماض مبني على الفتح، الرجلُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، عينُ: توكيد مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.
وقد يؤكد اللفظ بتوكيدين مثل:رأيتُ القومَ كلَّهُم أجمعينَ، فكل توكيد أول منصوب وأجمعينَ توكيد ثان منصوب
مثال: قال الله : ( فسجدَ الملائكةُ كلُّهُم أجمعونَ ) وإعرابها: سجدَ: فعل ماض مبني على الفتح، الملائكةُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، كلُّ: توكيد أول مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه، والميم حرف دال على الجمع، أجمعونَ: توكيد ثان مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه يعامل معاملة جمع المذكر السالم.
ويسمى اللفظ الذي حصل به رفع الوهم بالتوكيد، واللفظ الذي أريد توكيده بالمؤكَّد، فقوله : فسجد الملائكة كلهم أجمعون، الملائكة مؤكد، وكلهم وأجمعون توكيد.
2- بتكرير اللفظ ويسمى بالتوكيد اللفظي.
وهذا النوع الثاني من التوكيد يحصل بإعادة اللفظ مثل: جاءَ الملكُ الملكُ، أو رأيتُ زيداً زيداً، أو مررتُ بهندٍ هندٍ.
نقول في إعراب رأيْتُ زيداً زيداً: رأى: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل، زيداً: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، زيداً: توكيد منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
مثال: قال الله : (والسابقونَ السابقونَ أولئكَ المقربونَ ) وإعرابها: السابقونَ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم، السابقونَ: توكيد مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم، أولاء: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ ثان، والكاف حرف مبني على الفتح دال على الخطاب، المقربونَ: خبر المبتدأ الثاني مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم، والجملة الاسمية ( أولئك المقربون ) خبر للمبتدأ الأول.
فتلخص أن التوكيد نوعان: معنوي يكون باستعمال ألفاظ معينة وهي: ( نفس- عين- كل- جميع أو أجمع ) ولفظي يكون بإعادة اللفظ، وأن التوكيد يتبع المؤكَّد في الإعراب.