الأقحوانة اللغوية الخضراء
اللغة عنوان المجتمع، فمن عرف لغة قوم استطاع معرفة ثقافتهم، وعاداتهم وسلوكهم، ويسهل عليه تحليل شخصياتهم وأذواقهم الأدبية، ثم تصنيفهم في الناس ، ومن هنا كان على الإنسان القوي في شخصيته وأصالته التمسك بلغته، وعدم التفريط فيها.
فإن التذبذب اللغوي دليل على ضعف الشخصية، وعلى عدم صدق الانتماء العرقي، وقلة الوعي الحضاري، وهو ظاهرة ملحوظة على الأمم المغلوبة.
والتذبذب اللغوي هو أن يرغب المرء عن لغته مستعملا ألفاظ لغة أخرى أو مصطلحاتها وأساليبها، على وجه الفخر والإعجاب، لا لأجل الحاجة والضرورة، ويفرط في لغته، وقد تجده يجهل معاني تلك الألفاظ والمصطلحات في لغته الأصلية؛ لأنه قد هجرها، فيبقى في حقيقة واقعه لا من أهل هذه اللغة ولا تلك، فهو متذبذب لغويا!
د.عبد الله الأنصاري