- إن النشاط الذاتى الذى يقوم به المتعلم ، والتعزيز التالى له يرتبط ارتباطاً مباشراً بحجم الفصل ، ففى فصول صغيرة العدد يتكرر التعزيز الفورى بتكرار ما يقوم به المتعلم من نشاط أو سلوك تعلم ناجح ، وبرامج التعلم الذاتى من الناحية المثالية تنقص حجم الفرد إلى متعلم واحد فقط ، وبالتالى يساعد ذلك على تحقيق اقصى مشاركة نشطة فى مواقف التعليم والتعلم ، وتعزيز واثابة فورية أكثر ، مما يساعد على زيادة فعالية الاستجابة المرغوبة 0 ( نبيل محمد عبد الحميد متولى ، 1995 )
5. تقويم مدى اتقان التعلم المرغوب فى تحقيقه :-
تستخدم برامج التعلم الذاتى استراتيجيات معينة للتقويم تتعلق بتحقيق أهداف البرنامج أو بعضاً منها وفق معيار أو مستوى معين للتعلم المرغوب فى تحقيقه ، ولا يسمح للدارس بالانتقال من دراسة برنامج إلى برنامج تالى له فى التتابع ، أو الانتقال من وحدة إلى أخرى تالية لها فى تتابع التعلم المخطط له ، غلا بعد اقتان البرنامج الأول أو الوحدة الولى بالمعيار أو المستوى المطلوب 0 ( نبيل محمد عبد الحميد متولى ، 1995 )
* المردود التربوى لأساليب التعلم الذاتى :-
يتضمن تطبيق أسلوب التعلم الذاتى مردوداً تربوياً يعود على كل من المتعلم بشكل خاص وعلى المجتمع بوجه عام ، وخاصة عند دمجه بأحدى الطرق الحديثة فى التعليم والتعلم مثل مجموعات الأقران ، وهذا المردود التربوى يتمثل فيما يلى :-
1. ايجاد جو من التنافس بين طلاب كل مجموعة من ذوى القدرات المتساوية 0
2. فتح باب الابداع والابتكار للطلاب المتفوقين ، وذلك باعطائهم الفرصة للأنطلاق 0
3. توزيع الأعمال على مجموعات العمل بما يتناسب مع قدرات الطلاب 0
4. تنمية احساس الطلاب بأهمية الدوافع الداخلية لعملية التعلم 0
5. تنمية اعتماد الطالب على نفسه وعلى قدراته العقلية فى فهم المادة العلمية 0
6. تحجيم دور المعلم فى توصيل المادة العلمية ، وذلك بايجاد البديل الذى يساعد الطالب على استدراك المعلومات 0
7. اللجوء إلى الفهم بدلاً من التذكر من قبل الطالب 0
8. صقل المواهب التى قد لا يكتشفها المعلم ذاته 0
9. تدريب الطلاب على مفهوم التعلم المستمر أو التعلم مدى الحياة 0
10. تنمية ثقة الطالب فى نفسه وفى قدرته على تحمل المسئولية 0
( محمد صديق محمد حسن ، مارس:1995 )
- وحتى يكون المردود التربوى لأساليب التعلم الذاتى أكبر ، هناك ثلاثة أنماط تعليمية يستطيع المدرس الاختيار من بينها ما يناسب طبيعة كل نشاط تعليمى ، وما يتناسب مع خصائص الطلاب 0
النمط الأول : يعطى المعلم تعليمات مفصلة ومحددة ينبغى على الطالب اتباعها ، وهذا النمط يناسب الطالب الذى لا يستطيع الاعتماد على نفسه بصورة كافية ، ومن ثم يحتاج للتوجيه المستمر 0
النمط الثانى : يعطى المعلم ارشادات عامة لكيفية السير فى الدراسة ، والمشاركة فى الأنشطة ، مع عطاء الطالب قدراً كافياً من الحرية فى الاختيار 0
النمط الثالث : يحدد المعلم الأهداف التى يتعين على المتعلم تحقيقها ، ثم يترك له حرية التصرف بعد ذلك فى اختيار الأنشطة والوسائل التى تيسر له تحقيقها ، ويعتبر هذا الأسلوب أقرب إلى أسلوب التعلم بالاكتشاف ، وهو يناسب الطلاب الذين يتمتعون بقدر كبير من الاستقلالية والاعتماد على النفس 0
( محمد صديق محمد حسن ، سبتمبر:1995 )
* طبيعة طرق التعلم الذاتى :-
يلجأ الذين يتبعون نظام التعلم الذاتى إلى عدة طرق ليشركوا أنفسهم فى مشاريع التعلم الذاتى ، فقد ورد فى دراسة قام بها نويلز Knowles ( 1975 ) أن المتعلمين ذاتياً يخططون نشاطهم على الشكل التالى :
تشخيص التعلم المراد تعلمه 0
تحديد الاحتياجات 0
صياغة الأهداف 0
تحيد مصادر المعلومات والمهارات 0
اختيار وتطبيق استراتيجيات التعلم المناسبة 0
وضع طرق لتقييم نتئج تعلمهم فى نهاية الخطة 0
أما سبير (1984) فقد قدم تصوراً لعملية تخطيط التعلم الذاتى أشار فيها إلى وجود أربعة عناصر مؤثرة فى عملية التخطيط وهى :
الظروف المحيطة بمشروع الدراسة التى يختارها المتعلم ، وأثرها على خطته الدراسية 0
المستوى التعليمى للمتعلم وأثره على خطته الدراسية 0
المهارات والمعارف المنتظر اكتسابها نتيجة للتعلم ، والتى من الضرورى أن تتناسب مع مصادر التعلم 0
ادراك المتعلم لأثر الظروف السابقة على اختياره للدراسة 0( كوثر محمد عبد الغنى حواش ،2000)
وبالنسبة لمصادر التعلم التى يمكن للمتعلم استخدامها فهى متوافرة ومتعددة فى بيئة المتعلم ، ويوجزها فيصل طاهر مسمار فيما يلى :-
المؤسسات التعليمية النظامية المنتشرة فى المجتمع 0
المؤسسات التعليمية غير النظامية مثل الأندية والجمعيات العلمية والصالونات الأدبية 0
دورالكتب والمكتبات العامة والخاصة المتخصصة وغير المتخصصة 0
وسائل الاعلام المختلفة مثل الاذاعة والتليفزيون والأشرطة السمعية والمرئية وخاصة وسائل الاعلام الموجهة 0
المطبوعات والنشرات والدوريات 0
المؤتمرات والمحاضرات وما يماثلها من الأنشطة الثقافية المتنوعة 0
مراكز البحوث العلمية الحكومية والخاصة المنتشرة فى المجتمع 0 ( فيصل طاهر مسمار ،1991 )
أما فيما يتعلق بكفاءة المتعلم ذاتياً فى عملية التعلم ، فقد أشار إليها نويلز (1975) باعتبار أنها "عناصر الاقتدار" التى ينبغى توافرها وتنميتها فى المتعلم ذاتياً ، وقد حددها فيما يلى :
1. القدرة على اختيار زملاء الدراسة المناسبين ، والتعامل معهم فى عملية تحديد وتشخيص حاجاتهم التعليمية 0
2. القدرة على تحويل هذه الحاجات إلى أهداف تعليمية 0
3. المهارة فى تحديد مصادر التعلم المناسبة 0
4. المهارة فى التعرف على طرق تقييم النتائج التعليمية 0 ( فيصل طاهر مسمار ، 1991 )
- من هنا يمكن القول أن التعلم الذاتى يقصد به – بالاضافة إلى عملية التعلم عند الدارسين – استخدام الدارس للمواد والبرامج التى تم وضعها ، باعتبارها مرشد لكل خطوة من خطوات الدارس ، ونترك له حرية الاختيار فيما بينها ، أو أن التعلم الذاتى قد يصف أحد المواقف الذى يقوم الدارس من خلاله بوضع منهجه الخاص به ، وباتخاذ القرارات التى تحدد موعد وطريقة تقييم عمله كدارس 0 ( كوثر محمد عبد الغنى حواش ،2000 )
* طبيعة المتعلم الذاتى :-
توجد وجهتين للنظر حول طبيعة المتعلم ذاتياً ، حيث نستشف من خلال كل منهما أن :
1. هناك من يؤكد أهمية توافر عناصر خاصة فى شخصية المتعلم ذاتياً :
نجد من خلال هذه الرؤيا الكثير من الآراء التى تؤكد على ضرورة توافر بعض العناصرفى المتعلم ذاتياً ومن هذه الخصائص الشخصية التى تؤثر فى اتجاهه نحو التعلم بشكل عام والتعلم الذاتى بشكل خاص :
قدرة المتعلم ذاتياً على تحمل مسئولية تعلمه دون مساعدة الآخرين 0
القدرة على تنظيم الوقت والجهد اللازم لعملية التعلم 0
توافر استعدادات قبلية من معارف ومهارات لدى المتعلم ذاتياً 0
ضرورة وجود دافعية لدى المتعلم 0
فهم المتعلم لذاته وتماسك هذا التفهم 0
قدرة المتعلم على التعرف على مصادر المعلومات 0
القدرة على استخدام مصادر التعلم بالشكل الذى يناسب احتياجاته 0
أهمية الرضا عن الحياة لدى المتعلم 0
وجود دافعية الاستقلال لدى المتعلم 0
2. هناك من يلغى أهمية العناصر الشخصية مؤكداً تناول التعلم الذاتى باعتباره عملية Process :
ينظر أصحاب هذه الرؤيا إلى التعلم الذاتى باعتباره عملية Process ولا يعطون أهمية لطبيعة شخصية المتعلم ، ويمثل هؤلاء كل من نويلز Knowles وتوف Tough حيث ينادى كل منهم بضرورة دمج التعلم الذاتى ضمن التعلم النظامى ، ويتم ذلك وفق برنامج معين تعرضه مؤسسات التعليم العالى ، وقد حدد جريفين Griffin أربعة عناصر لأبعاد طبيعة المتعلم الذاتى وهى كالآتى :
التعلم الجماعى 0
التعلم بالخطة الرئيسية 0
التعلم الشخصى عن طريق التعلم المبرمج 0
التعلم عن طريق المراسلة 0
ومن الجدير بالذكر أن فكرة تبنى التعلم الذاتى باعتباره عملية ، كانت وراء تحديد القدرات المهارات التى ينبغى توافرها فى المتعلم ذاتياً كى ينجح فى عملية تعلمه ، كما أنه من الملاحظ فى العرض السابق أن مؤيدى التعلم كعملية قد انتهوا مع الجماعة التى تؤيد الخصائص الشخصية للمتعلم ذاتياً ، ومن هنا يمكن القول أن طبيعة المتعلم ذاتياَ تعبر عن مزيج من الخصائص الشخصية للمتعلم من جهة ، واعتبار التعلم الذاتى عملية أى برنامج عمل تعرضه المؤسسات التعليمية من جهة أخرى 0 ( فيصل طاهر مسمار ، 1991 )
* مبررات استخدام أسلوب التعلم الذاتى :-
- منذ أقدم العصور يحاول التربويون ومن قبلهم الفلاسفة والمفكرون جاهدين ، تحسين العملية التعليمية ، بمعنى أن يجعلوا المتعلمين أكثر تعلماً والمعلمين أكثر فاعلية ، وبمعنى آخر زيادة كفاءة كل من الطالب ليصبح أكثر معرفة وادراكاً للمادة التعليمية ، والمدرس ليكون أكثر قدرة على العطاء وتوصيل الرسالة التعليمية ، أى أن الهدف هنا ليس الطالب وحده 0( صالح عبد الله جاسم ، عبد الله عمر الفرا ، 1988 )
- من هنا دعا الكثير من المربين إلى استخدام أسلوب التعلم الذاتى مع الأفراد لاستثمار دوافعهم ونزعاتهم إلى الحرية ، والتخلص من كبت النظام المدرسى الذى يكرس الطاعة وخضوع الفرد ويشعره بالنقص ، بينما يؤدى التعلم الذاتى إلى وعى الفرد بذاته وحريته فى التعلم ، وانتقاء النظام الاجتماعى ، والتخلص من ثقافة الصمت التى يعانى منها الأفراد المكبوتين والمحرومين ، والتى تكلم عنها " باولو فرارى " بحيث يصبح المتعلم فاعلاً نشطاً قادراً على الابتكار والعطاء والنقد والمناقشة والاتصال مع غيره ، وبهذا يتحول دور المعلم من موزع للمعلومات وملقن للتلاميذ على مرشد لهم ومشرف عليهم 0
( كوثر محمد عبد الغنى حواش ،2000 )
- وقد ظهر اتجاه قوى لتبنى أساليب التعلم الذاتى فى السنوات الأخيرة ، نتيجة عدد من المشكلات التربوية والضغوط الاجتماعية ، والتى يتوقع الكثير من المربين والخبراء أن يكون التعلم الذاتى هو الحل الوحيد لها ، أو المخفف الأمثل لحدتها ، فقد باتت الحاجة ملحة إلى هذا التعلم فى العصر الحديث نظراً للانفجار المعرفى والتكنولوجى والسكانى ، والذى يفرض الكثير من الأعباء سواء على مستوى الفرد ، لكثرة ما يحتاجه من معلومات ، أو على مستوىالدولة لكثرة الراغبين فى التعلم 0
- من خلال ما سبق يمكننا ايجاز أهم مبررات الاتجاه أسلوب التعلم الذاتى واستخدامه فيما يلى :-
1. الانفجار السكانى والطلابى :-
- يعنى الانفجار السكانى أن هناك أعداداً أكثر من الناس يجب أن تتعلم ، ويظهر التزايد السكانى بوضوح فى الدول النامية والمتخلفة ، مما أثار مشكلة من الناحية التربوية والتعليمية فى هذه البلاد ، وبعكس ذلك نجد الانفجار المعرفى له أثر كبير ومباشر فى البلدان المتقدمة تكنولوجياً 0 ( نعيمة سعيد سيف ، 1975 )
- ولذلك فقد فرض التعلم الذاتى نفسه فى عالم اليوم كنظام تعليمى يمتلك القدرة على استيعاب متغيرات ومتطلبات العصر ، والتى تتمثل فى الانفجار السكانى والانفجار المعرفى وسرعة التغير 0
- ولا شك أن تضاعف وتزايد السكان بشكل سريع يؤثر على النظام التعليمى ، لان هذا يعنى الحاجة الى بناء مدارس جديدة لاستيعاب اكبر عدد من الطلاب ، واعداد أكبر عدد من المعلمين للعمل فيها ، وكلا هما صعب والحل هو اللجوء الى اساليب جديدة مثل التعلم الذاتى 0 ( محمد صديق محمد حسن ، 1994 ) 0
2. الانفجار المعرفى :-
نحن نعيش فى عصر يطلق عليه عصر المعلومات ( المعلوماتية ) وهو عصر تتزايد فيه المعلومات والحقائق التى يحصل عليها الانسان فى هذا الكون بسرعة لن يسبق لها مثيل ، ولما كانت اهداف التعليم بالمراحل المختلفة تؤكد على اهمية اعداد المعلم للحياة المتفاعلة مع مجتمعه ، بحيث يكون قادرا على التوافق مع التغيرات المتسارعة فى مجتمعه ، مع اكساب المتعلم المهارات اللازمة للكشف عن المعلومات الصحيحة من مصادرها سواء بالاطلاع أو التجريب ، كما يهتم بشكل خاص بكيفية تطبيق هذه المعارف فى حياته العامة - لاشك أن تحقيق كل ماسبق يتطلب ايضا تنمية مهارات التعلم الذاتى التى تمكن الفرد من الاعتماد على نفسه فى الحصول على المعلومات ، وهكذا يتولد لدى أفراد المجتمع الاتجاهات الايجابية نحو البحث الدائم والمستمر عن المعلومات والحقائق التى تستجد فى جميع الجوانب المتصلة باهتمامات المتعلم ، مما يستدعى تنمية هذه المهارات لدى المتعلم وتدريبه على استخدامها 0 ( يوسف صلاح الدين قطب ، 1999 )
3. مراعاة الفروق الفردية :-
أدت زيادة عدد السكان إلى عجز المؤسسات التربوية عن استيعاب أعداد الدارسين الناتجة عنها ، مما أدى إلى ازدحام الفصول ، الأمر الذى يصعب معه مراعاة الفروق الفردية بينهم أثناء عملية التعلم بالطريقة التقليدية المتبعة ، مما يشير إلى ضرورة الاستعانة بأساليب التعلم الذاتى 0
(كوثر محمد عبد الغنى حواش ،2000)
4. تغيير اهداف التعليم :-
كان هدف التعليم سابقا يعتمد على الحفظ والتلقين ، ونتيجة للتقدم الجارى فى جميع المجالات ، فقد اصبحت اهداف التعليم تركز على الفرد المتعلم ، وكيفية تفكيره ونموه المتكامل ، وهذا لايأتى الا من خلال تدريب المتعلم على اساليب التعلم الذاتى 0 ( كوثر محمد عبد الغنى حواش ، 2000 )
5. الحضارة المعاصرة :-
تتطلب الحضارة المعاصرة تعليما متجددا ومستمرا طوال الحياة ، ولا يمكن للتعليم النظامى أن يحقق ذلك دون الاخذ باسلوب التعلم الذاتى ، ويقول يوريس كليو أنه لم يعد من الممكن أن يتم تعليم المرء مرة واحدة فى فترة من فترات حياته ، ثم يتوقف بعدها عن التعليم ، وانما ينبغى له أن يعرف كيف يجدد معارفه ومعلوماته طوال حياته 0 ( كوثر محمد عبد الغنى حواش ، 2000 )
6. تحقيق الاهداف الرئيسية للتعليم :-
يضيف حسين الطوبجى سببا اخر يدعو الى الاهتمام بالتعلم الذاتى ، وهو تحقيق الاهداف الرئيسية للتعليم ، فنحن نشاهد عددا كبيرا من تلاميذ المدارس لايهتمون الا بحفظ المعلومات الموجودة بالكتاب المدرسى لغرض واحد هو اجتياز الامتحان النهائى ، وقليل منهم من يتأصل فيهم حب الاستزادة من المعرفة ، والسبب فى ذلك اننا لانعد الفرد للتعلم الذاتى ، ولذلك ينادى كثيرا من رجال التربية اليوم باننا اذا اردنا من الفرد أن يقوم بمتابعة تعليمه ذاتيا ، فاننا يجب أن تعده لذلك فى مراحل الدراسة المختلفة حتى يكتسب المهارات والعادات والاساليب اللازمة لذلك عن طريق اتباع التعلم الذاتى 0 ( كوثر محمد عبد الغنى حواش ، 2000 )
- ويحدد فيصل طاهر مسمار اهم مبررات استخدام اسلوب التعلم الذاتى فيما يلى :-
1. ضعف قدرة المؤسسات التعليمية التقليدية على التلائم مع التغيرات فى المعارف والتكنولوجيا 0
2. تباطؤ قدرة التعليم التقليدى على الاستجابة لاهمية تسارع مرور الزمن ، وصعوبة التوافق مع سرعة التغيرات فى المعارف والتكنولوجيا 0
3. هذا يقتضى اتباع استراتيجية تسريع Acceleration لعمليات التعلم بواسطة التعلم الذاتى ، حيث يستطيع المتعلم ذاتيا اختصار زمن التعلم ، والتحرر من قيود البرامج المحددة زمنيا ومكانيا 0
4. يعد التعلم الذاتى ، وخاصة بالنسبة للكبار من اهم الطرق التى تلجأ اليها فلسفة التربية المستمرة ، حيث أن التعلم الذاتى يضمن تحقيق استمرارية النماء الشامل المعرفى والمهنى والثقافى للكبار افقيا ورأسيا ، كما أنه يتفق مع خصائص الكبار باعتبار أن لديهم مخزونا كبيرا من الخبرات التى يمكن توظيفها فى التعلم الذاتى ، ولكونهم لديهم مشكلات يرغبون فى علاجها عن طريق التعلم الذاتى 0
5. يعد التعلم الذاتى من أهم طرق تعميق ديمقراطية التعليم بشكل خاص ، والديمقراطية كاسترتيجية انسانية ومذهب للحياة بشكل عام 0
6. أن طرائق التعلم الذاتى متعددة وغير محدودة ، لانه يسمح لكل فرد بالتعلم حسب قدرته وفى ضوء احتياجاته ، ويلبى مجالات اهتماماته من خلال زمن مرن يتحكم فيه المتعلم بنفسه 0
7. يعطى التعلم الذاتى ادوار جديدة لمؤسسات التعليم التقليدية كالمدارس ومؤسسات التعليم العالى ، وذلك عن طريق انفتاح هذه المؤسسات على المجتمع من خلال التسهيلات التى تمنحها للمتعلمين ذاتيا وبهذا تضيف الى برامجها المحددة برامج مرنة تساهم فى تطوير المجتمع وتنمية الطاقات البشرية
8. يعد التعلم الذاتى من طرق تحسين نوعية حياة الانسان ، حيث يمنحه الفرصة لاطلاق العنان لقدراته الابداعية والخلاقة ، وهو من الطرق التى يحقق بها الفرد ذاته Self-fulfillment 0
9. يعتبر التعلم الذاتى من اهم طرق علاج الجمود التربوى المتمثل فى انفصال التعليم عن المجتمع ، وذلك بسبب ميل المتعلم نحو التقليد وعدم قدرته على تلبية احتياجات السوق 0
- يظهر من خلال ماسبق تدنى قدرة سوق العمل على استيعاب خريجى التعليم التقليدى ، ومن هنا نقول أن تبنى التعلم الذاتى كطريقة للتعلم يؤدى الى توثيق الصلة بين التعليم وسوق العمل ، ويتم ذلك عن طريق ربط مواضيع التعلم الذاتى بالخبرات المتاحة والممكنة فى ميادين الانتاج 0( فيصل طاهر مسمار،1991 )
* دور المعلم فى نظام التعلم الذاتى :-
يخطئ البعض فى الاعتقاد بأن طريقة التعلم الذاتى تسلب المعلم أهميته فى العملية التعليمية أو تقلل الدور الذى يؤديه ، أو بالاعتقاد بأنها قد تؤدى إلى الاستغناء عن المدرس ، والعكس هو الصحيح ، فالمدرس له دور هام وجوهرى فى نظام التعلم الذاتى ولكنه يختلف عن الدور الذى يؤديه فى الطريقة التقليدية فى التدريس ، فهو لم يعد المصدر الوحيد أو الرئيسى للمعرفة ، حيث كانت مسئوليته تنحصر فى تزويد التلاميذ بهذه المعرفة ، ولكن المعرفة أصبح لها مصادر متنوعة يسعى التلميذ إليها للحصول على المعرفة والخبرة المطلوبة ، والمدرس هو الذى يوجهه إلى هذه الخبرة ، وتنحصر مسئولياته فى بعض المهام التى تساعد المتعلم ومنها :
الاعداد لهذا النوع من التعلم وتنظيم الخبرات التعليمية Learning - experience التى يمر التلميذ خلالها ليحصل على الخبرة المطلوبة 0
القيام بتوفير الوسائل التى تتيح له الحصول على هذه الخبرات التعليمية 0
تقديم التوجيهات والارشادات التى تساعد التلميذ على اتباع الطريق السليم للحصول على الخبرات 0
تخطيط أساليب تحديد مستويات الأداء وتقييمها 0( كوثر محمد عبد الغنى حواش ،2000 )
- ويمكن ايجاز دور المعلم فى نظام التعلم الذاتى فى المهام التالية التى يقوم بها المعلم :
الإلمام بوسائل التعلم الذاتى 0
توجيه الطلاب إلى الوسيلة المناسبة لكل منهم ( اذا تعددت الوسائل ) 0
تشجيع وحث الطلاب على استخدام وسائل التعلم الذاتى 0
كما يصف كل من فتحى خطاب وحلمى الجملان ، المعلم فى هذه الحالة بالمصمم الذى يقوم بتصميم البرامج ، والموجه والمرشد للمتعلم ، الذى يعينه على كيفية استخدام هذا البرنامج والسير ، كما أنه هو المرجع الذى يرجع إليه المتعلم كلما واجه صعوبة أثناء عملية التعلم ، ويستشيره فى كيفية انتقاء واختيار البرنامج ، وقياس مدى تحقيقه للأهداف التعليمية 0
- ولابد أن يكون المعلم قادراً على دراسة طبيعة مرحلة النمو التى يمر بها الطالب ، متفهماً لحاجاته ملماً بقدراته ، مدركاً لميوله ، كذلك من الضرورى أن يستعين المعلم بالوسائل التعليمية الحديثة واستخدام التدريبات المتنوعة ، ومتابعة أعمال الطلاب اليومية ، واستخدام الحوافز لتشجيع المتفوقين ، وأن يحاول كسب ثقة الطلاب وحبهم حتى يسهل التفافهم حوله ، ويسهل قيادتهم وتوجيههم وارشادهم ، وحتى يكون متفاعلاً مع عملية التعم الذاتى 0 ( محمد صديق محمد حسن ، مارس :1995 )
* خطوات أداء المعلم فى نظام التعلم الذاتى
يمكن ايجاز الخطوات والمراحل التى يقوم بها المعلم فى أسلوب التعلم الذاتى ، فى الخطوات التالية :-
1. تهيئة الطلاب واعدادهم للاقتراب من الموقف التعليمى كخطوة أولية أساسية عند تقديم موضع جديد أو وحدة تعليمية جديدة ، وتزويدهم بالوسائل التى تعينهم على ذلك 0
2. المناقشة الجماعية أو الفردية مع بعض الطلاب تعتبر من العوامل المساعدة على تحقيق الاهداف المنشودة ، وذلك لأن تحديد الهدف يعمل على تنشيط وتوجيه السلوك 0
3. امداد الطلاب ببعض المعلومات عن الهدف المراد تعلمه ، وهذا يتطلب ادراك وتنظيم المكونات المتتابعة فى الموقف سواء فى المجال المعرفى والنفس حركى ( الوجدان ) وذلك لأن عملية الوصول الى الهدف وتحقيقه تتطلب عملية تفاعل نشطة بين جميع متغيرات الموقف التعليمى ، بما فى ذلك الخصائص النفسية والاجتماعية للطلاب 0
4. امداد الطلاب بالمعلومات عند تقدمهم نحو الهدف المحدد ، مراعيا فى ذلك الفروق الفردية بين الطلاب فى معدل التعلم واسلوبه ومستوى القدرات والدافعية 0
5. التقويم المستمر للاداء وابلاغ الطلاب بنتيجة الاداء ، لأن معرفة النتيجة من معززات السلوك فى حالة الاداء الصحيح ، ويساعد على تجنب الاخطاء 0
6. مساعدة الطلاب دائما على استخدام المهارات والمعلومات التى اكتسبوها حديثا فى المواقف التعليمية المختلفة 0
7. الوصف اللفظى من المعلم عن امكانية التطبيق فى المواقف المشابهة يعتبر ذو فاعلية ، مما يقلل نسبة الفشل فى ايجاد الفرص المناسبة لتطبيقها فى المواقف الجديدة سواء داخل المدرسة أو خارجها ، مما يساعد الطلاب على الاستخدام والتذكر طويل المدى 0 ( محمد صديق محمد حسن ، مارس 1995 )
* العناصر الاساسية فى تصميم برامج التعلم الذاتى :-
أولا : خصائص عملية التعلم :-
1. التعرف على الغايات التربوية :-
- يوجد لكل برنامج تعليمى مجموعة من الغايات التربوية ذات مضمون تربوى عريض ، وتشتق هذه الغايات Goals من ثلاثة مصادر هى المجتمع ، الدارسين ، ومجال المادة الدراسية ، وتتضمن الغايات المستمدة من المجتمع مفاهيم عريضة واعتبارات فلسفية وقيمية واخلاقية مستمدة من الاهداف والحاجات والامال الاجتماعية ، وطبيعة الثقافة والقيم الاصيلة فيها ، وطبيعة المؤسسات ، وغيرها من عناصر التوجيه الاجتماعى ، وتتناول هذه الغايات تنمية القيم الدينية والاجتماعية والمواطنة المستنيرة ، وتنمية المسئولية الفردية والاجتماعية لدى الافراد والقيم العلم والعمل والتقدم الاجتماعى 0
- وتشمل الغايات التربوية المستمدة من الدارسين غاية مثل الاستعداد لمهن معينة ، تنمية مهارات واتجاهات التفكير السليم واسلوب حل المشكلات ، والاستخدام الفعال لوقت الفراغ 0
- أما الغايات المستمدة من مجالات المادة الدراسية ، فتشمل غايات مثل تنمية قدرة الدارس على الاتصال الفعال بواسطة الوسائل الشفهية والتحريرية ( اللغة ) ومعرفة النواحى الجمالية فى البيئة ، وتنمية اتجاهاتهم نحو حماية البيئة من التلوث 0 ( كوثر محمد عبد الغنى حواش ، 2000 )0
2. اختيار موضوعات الدراسة :-
- يقوم مخطط البرنامج بعمل قائمة بالموضوعات الرئيسية التى سيتم تناولها فى اطار محتوى البرنامج ، ويتم عادة ترتيب الموضوعات الدراسية وما يرتبط بها من حقائق وافكار ومفاهيم ، وغيرها من عناصر التعلم المعرفية فى تتابع معين وفقا للتنظيم المنطقى الذى يتدرج فى اغلب الحالات من المستويات البسيطة المحسوسة للتعلم الى المستويات الاكثر تعقيدا وتجريدا 0
- يراعى فى تخطيط البرنامج أن يقوم على أساس نوع من أنواع ومستويات المعرفة والخبرات التى حصلوا عليها من برامج أو مراحل تعليمية سابقة ، وأن يبنى عليها بما يساهم فى تنميتها من خلال تتابع الانشطة والمواقف التعليمية فى البرنامج ، ويحدد مصمم البرنامج التعليمى أو المعلم عدد الموضوعات التى سيتناولها البرنامج ، ومستوى العمق فى دراستها ، وغير ذلك من العوامل المتعلقة بدراستها مثل امكانية الربط والتكامل بين هذه الموضوعات وموضوعات برنانج اخر أو برامج اخرى ، والمحددات التى تفرضها بعض العوامل على البرنامج مثل خصائص المتعلمين ، الهيئة التدريسية ، والامكانات المختلفة اللازمة لتنفيذ البرنامج 0 ( كوثر محمد عبد الغنى حواش ، 2000 )
3. تحديد الاهداف العامة :-
لكل برنامج تعليمى مجموعة من الاهداف العامة التى يتم تحديدها فى ضوء الغايات التربوية العريضة للبرنامج ، والاهداف العامة ايضا ذات مضمون عريض نسبيا ، وغالبا ما تعكس هذه الاهداف العامة اهداف المعلم أو مصمم البرنامج فى عبارات تعبر عن نتائج التعلم المتوقع أن يحققها الدارسون من خلال انشطة التعليم والتعلم فى البرنامج ، والتى يستدل عليها بتقويم التعلم الذى حققه كل متعلم بعد انتهاء دراسته لموضوع أو موضوعات البرنامج 0 ( كوثر محمد عبد الغنى حواش ، 2000 )
ثانيا : خصائص المتعلمين :-
- لكى نساعد المتعلم على النجاح فى دراسته لبرنامج تعليمى معين ، ينبغى أن نتعرف على الخصائص والقدرات الخاصة به كفرد ، وأن نراعى الموائمة بينها وبين البرنامج التعليمى 0
- ومن الناحية المثالية ينبغى أن نساعد كل متعلم فى مواصلته للتعلم حسب قدراته ومعدل سرعته فى التعلم ، وغيرها من الخصائص وفق جدول وبرنامج خاص به – وأن نوفر له اختيار خبرات ومواد التعلم الاكثر ملائمة لتعلمه ، مما يتطلب من المعلم أو المصمم أن يحصل على معلومات كافية عن قدرات المتعلمين وحاجاتهم واهتماماتهم التربوية ، وغيرها من العوامل الاكاديمية والاجتماعية والنفسية للمتعلمين ، وتفيد مثل هذه المعلومات فى جوانب كثيرة من عملية تصميم برامج التعلم الذاتى مثل :-
تحديد الاهداف التعليمية 0
اختيار الموضوعات الدراسية 0
تحديد المستوى المناسب الذى تقدم فيه البرامج الى المتعلمين 0
تنظيم انشطة وخبرات ومصادر التعلم فى تتابع مناسب 0( كوثر محمد عبد الغنى حوش ، 2000 )
* العوامل المؤثرة فى عملية التعلم الذاتى :-
1. عوامل اكاديمية : مثل عدد المتعلمين وخلفيتهم الدراسية ، المعدل العام لتحصيلهم ، مستويات الذكاء ، مستويات القراءة ، درجاتهم فى اختبارات معينة للتحصيل والقدرات ، عادات الدراسة ، قدرة المتعلم على التعلم الذاتى بمفرده ، نتائج التعلم المتوقع أن يحققها المتعلمون فى نهاية دراستهم للبرنامج ، بالاضافة الى الطموحات الثقافية والمهنية للمتعلمين 0
2. عوامل اجتماعية : تتضمن العمر ، النضج ، مدى الانتباه ، المواهب أوالقدرات الخاصة ، المعوقات الجسمية أو العاطفية ، العلاقة بين المتعلمين واوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية 0
3. ظلروف التعلم : يقصد بها العوامل التى يمكن أن تؤثر فى قدرة الفرد على التركيز والانتباه ، وتذكر المعلومات ، وتشمل مايلى :-
البيئة الفيزيقية للتعلم : تشتمل على الصوت ، الضوء ، درجة الحرارة ، اختيار وتنظيم الأثاث فى مكان التعلم ، بالاضافة الى الخصائص الفيزيقية لمكان التعلم 0
البيئة العاطفية ( الوجدانية ) للمتعلم : تشتمل على دافعية المتعلم ، المثابرة فى العمل وتحمل المسئولية 0
البيئة الاجتماعية : تشتمل على تفضيلات المتعلم للعمل سواء بمفرده أو مع مجموعة من الافراد ، واستجابة المتعلم نحو المعلم ، أو الشخصية ذات السلطة والقرار 0
العوامل الفسيولوجيه : تشتمل على نواحى القوة والضعف فى الحواس ، سوء التغذية ، الاجهاد مدى سلامة اجهزة الجسم 0
اساليب التعلم : يفضل بعض المتعلمين اساليب معينة للتعلم ويجدونها أكثر فاعلية فى عملية التعلم 0 ( كوثر محمد عبد الغنى حواش ، 2000 )
* الاسس النفسية والتربوية لنظام التعلم الذاتى :-
توجد بعض الاسس النفسية والتربوية التى يقوم عليها نظام التعلم الذاتى والتى حددها محمد حسن محمد صديق ( 1994 ) فيما يلى :-
1. تهيئة الطلاب لمبدأ تنوع مصادر المعرفة 0
2. تنويع مصادر التعليم والوسائل المستخدمة فيه 0
3. اعتماد اختبارات تحدد مستويات الاداء ، مما يحقق الاهداف التعليمية 0
4. النظر الى المتعلم على انه مكون من مجالات مختلفة ، وأنه لابد من اعداد نظام يتعامل مع هذا التكوين الفردى 0
5. التسلسل المنطقى فى ترتيب المهام التعليمية ، والتدرج من السهل الى الصعب ومن المعلوم الى المجهول ، ومن البسيط الى المركب 0 ( محمد صديق محمد حسن ، 1994 )
- كما قام احمد سليمان الخطيب بتوضيح هذه الاسس فيما يلى :-
1. الاستثارة :-
يعد هذا المبدأ من المبادئ الهامة فى التعلم بشكل عام وفى التعلم الذاتى بشكل خاص ، حيث نجد الفرد محاطاً بعدة مثيرات ومطالب تستدعى منه الانخراط فى نظام تعليم نظامى ، وإن لم يجده فأنه سيبحث عنه من خلال تعلم ذاتى يستطيع من خلاله تلبية رغباته واحتياجاته ، وذلك لعدة أسباب ، نذكر منها ما يلى :
الرغبة فى التوافق الاجتماعى والنفسى وفى تحسين مركزه الاجتماعى وتعديل الأدوار الاجتماعية التى يؤديها فى مجتمعه 0
حرية الاختيار ، فمن خلال التعلم الذاتى يستطيع المتعلم اختيار ما يشاء لاشباع المثيرات لديه ، وبالمستوى الذى يطمح إليه 0 ( محمد صديق محمد حسن ، 1994 )
2. الدافعية :-
يساهم التعلم الذاتى فى اشباع الحاجات النفسية والاجتماعية لدى الانسان ، وذلك عن طريق اتاحة الفرصة للمتعلم للعمل بايجابية وفعالية أكثر لتحسين مستوى الأداء وزيادة ثقته بنفسه ، وبذلك فإن التعلم الذاتى يوفر ما يسمى بالتعزيز الفورى للاستجابة المطلوبة ، مما يدفع الفرد نحو المزيد من التعلم الناجح 0
( محمد صديق محمد حسن ، 1994 )
3. الاستجابات المتفاعلة :-
قد يخفق التعليم النظامى فى تحقيق العلاقة التفاعلية بين الفرد والبئة ، لذلك لا تتحقق الأهداف التربوية المرسومة لهذا النوع من التعليم ، وقد يكون سبب هذا الاخفاق نمطية التعليم النظامى وبعده عن الاستكشاف والابداع الذى يحقق أهدافه ، أما التعلم الذاتى فإنه يتيح للفرد الحصول على استجابات جديدة بعيداً عن النمطية والتلقين ، اذا ما تمت مراعاة تنوع المثيرات والاستجابات فى برامجه 0
( محمد صديق محمد حسن ، 1994 )
4. الفروق الفردية :-
يتميز التعلم الذاتى عن التعليم النظامى فى اهتمامه بالفرد المتعلم منذ وجوده فى المستوى الأقل حتى يصل إلى أعلى المستويات التعليمية التى يستطيع الوصول إليها وفق سرعة تعلمه ، وهذا بعكس التعليم النظامى الذى تبنى مناهجه على الغلبية الوسطية من مستويات الطلبة ، مما يضيع الفرصة على الموهوبين ، كما لا يفى الطالب بطئ التعلم حقه 0 ( محمد صديق محمد حسن ، 1994 )
- يمكننا من خلال ما سبق ايجاز اهم الأسس النفسية والتربوية التى يقوم عليها نظام التعلم الذاتى فيما يلى :
1. مراعاة الفروق الفردية وسرعة التعلم الذاتية 0
2. التعلم من أجل الاتقان 0
3. تحقيق التفاعل والايجابية فى العملية التعليمية 0
4. القدرة على التقويم والتوجيه الذاتى للمتعلم 0
5. تنمية مهارة المتعلم فى اتخاذ القرار 0
6. التحديد الدقيق للسلوك المبدئى للتلميذ ( نقطة البداية ) 0
7. التحديد الدقيق للسلوك النهائى للتلميذ ( نقطة النهاية ) 0
8. تقسيم المادة التعليمية إلى خطوات صغيرة هادفة 0
9. التسلسل المنطقى للخطوات التعليمية وتكاملها 0
10. التعزيز الفورى والتغذية الراجعة بعد كل خطوة 0
11. الايجابية والمشاركة من جهة المتعلم فى عملية التعلم 0
12. حرية الحركة أثناء التعلم ، وحرية اختيار مواد التعلم 0 ( محمد صديق محمد حسن ، 1994 )
* مجالات التعلم الذاتى :-
- يشير الدكتور مصطفى عبد الخالق إلى أن هناك بعض المجالات التى يصلح معها التعلم الذاتى الفردى ، أى أن كل فرد يتعلم بنفسه ومع نفسه وفى عزلة عن الآخرين ، مثل مجالات العلوم كالنبات والفيزياء والكيمياء ، فقد ظهرت فى الآونة الأخيرة العديد من أشكال برامج التعلم الذاتى مثل الرزم التعليمية والحقائب التعليمية ونظام التوجيه السمعى ، وكلها برامج تستخدم التعلم الذاتى الفردى ، وتعتمد على المتعلم باعتباره العنصر الفعال فى عملية التعلم ، فهو الذى يقوم بتحصيل المادة بنفسه دون مساعدة من الآخرين ، سواء كانت من المعلم أو من الرفاق ، ولكن هذه البرامج تتفاوت فى درجة مراعاة الفروق الفردية من برنامج لآخر 0
- بينما يرى الدكتور معين الجملان أن التعلم الذاتى يصلح لكل مادة دراسية ولكل مرحلة دراسية بدءاً من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الجامعية ، إلا أن بعض المتخصصين يرون أن التعلم الذاتى مازال بعيد المنال من حيث القدرة على استخدامه فى نطاق واسع بالنسبة لجميع المواد التعليمية ومع جميع التلاميذ لأسباب عديدة ، بعضها متصل بعدم اكتمال المعرفة التامة بالنمط التعليمى الذى يمكن لكل تلميذ الاستفادة منه بشكل معقول ، وبعضها يتصل بعدم امكانية توفير احتياجات هذا النوع من التعليم سواء كانت المادية أو البشرية ، ولعل هذا هو السبب الأهم ، فهذا النوع من التعليم يحتاج إلى توسع كبير جداً فى المصادر التعليمية ، والتى وإن كانت بالفعل تزيد من فاعلية النظام التعليمى ، إلا ان الزيادة المادية المطلوبة بالنسبة لتكلفة تعليم كل تلميذ تعتبر أكبر بكثير من أن تتحمله ميزانية الدول ، وحتى الغنية منها ، فما بالك بالدول النامية 0 ( محمد صديق محمد حسن ، 1994 )
* المشكلات التى تواجه تطبيق نظام التعلم الذاتى فى المدراس التقليدية :-
يمكن تلخيص أهم المشكلات التى تواجه تطبيق نظام التعلم الذاتى فى مدارسنا التقليدية فيما يلى :
1. مشكلة المواد التعليمية :
لابد أن يحتوى المنهج على مستويات متعددة ليوافق قدرات الدارسين على التحصيل ، على أن يتم تنظيم هذه المعلومات والمهارات بطريقة تسمح للدارس بمتابعتها بالسرعة التى تسمح بها طاقاته وقدراته ، وهذا يقتضى أن تتوفر الحقائب والرزم التعليمية والمواد المبرمجة من مستويات مختلفة لتواجه هذا التحدى ، والمشكلة الرئيسية هنا هى الوقت اللازم لاعداد مثل هذه البرامج ، وتوفير العلماء والمتخصصين اللازمين لانجاز كل هذا العمل 0 ( كوثر محمد عبد الغنى حواش ، 2000 )
2. المشكلة الادارية :-
تتعلق هذه المشكلة بتنظيم الدارسين فى مجموعات تتفق فى الحاجات والرغبات ، ويلزم لتحقيق ذلك اعداد الاختبارات التشخيصية التى تبين مستوى كل دارس وأسلوبه المفضل فى التعلم ، وتزداد المشكلة تعقيداً بعد أن ينتظم الدارسون فى دراستهم ، لأن متابعة تقدمهم وتقويم استيعابهم من أصعب الأمور نظراً للاختلاف بين مستوياتهم ، واختلاف الأنشطة المخصصة لكل منهم ، فعلى المعلم أن يتعرف على الوقت المناسب لاختبار كل من الدارسين ، والوقوف على مدى تقدم أو تخلف كل منهم ، وحاجة بعضهم للعمل الجماعى أو الفردى ، وعلى المعلم القيام بكل ذلك دون أن يغرق فى طوفان من السجلات والتقارير اللازمة لمتبعة تحصيل ومستوى كل دارس 0 ( كوثر محمد عبد الغنى حواش ، 2000 )
3. مشكلة توفير الوسائل التعليمية :-
يجب توفير الوسائل التعليمية اللازمة لتهيئة مجالات الخبرة للتعلم ، واتاحتها فى صورة فعالة للمتعلم ، وضمان وجودها عندما يحتاج إليها 0 ( كوثر محمد عبد الغنى حواش ، 2000 )
4. مشكلة تنسيق العمل :-
يجب تحديد وتنسيق العمل بين الأنشطة التعليمية المختلفة التى يتضمنها التعلم الذاتى 0
5. مشكلة تحديد الأهاف وصياغتها :-
وجد البعض أن صياغة الأهداف فى صورة أنماط سلوكية تساعد على زيادة التعلم ، كما يرى البعض من المتخصصين أن مجرد صياغتها هكذا لا تحقق أهداف التعلم إلا اذا اشتمل البرنامج على بعض التعليمات أو الأساليب التى تؤدى إلى تفاعل الطالب مع البرنامج 0 ( كوثر محمد عبد الغنى حواش ، 2000 )
6. مشكلات تتعلق بالدارس نفسه :-
توجد لكل دارس طريقة تناسبه فى التعلم ، حيث يفضل البعض أن يعمل مستقلاً عن الآخرين وعن توجيهات المعلم ، بينما يفضل الغالبية منهم أن يقوم المعلم باعداد البرنامج التعليمى ، ومن الدارسين من يحتاج إلى المتابعة والتشجيع فى كل خطوة 0
وقد يصادف المعلم دارسين لديهم دافع قوى للتعلم لدرجة أنهم قد يدفعونه لزيادة الواجبات والنشطة الدراسية التى يطلبها منهم ، ومعنى ذلك أن المعلم لا يستطيع أن يعرض المواد التعليمية على الدارس ثم يتراجع إلى خلفية الموقف التعليمى على أمل أن يقوم الدارس بالتزاماته 0 ( كوثر محمد عبد الغنى حواش ، 2000 )
7. مشكلة الأجهزة والمواد التعليمية والأماكن المخصصة للدارسين :-
تعتبر هذه المشكلة من المشكلات التى يجب التصدى لها فى برامج التعلم الذاتى لكى يتمكن المعلم من