تعليم ، كتب ، الرياضة ، بكالوريا ، نتائج ، مسابقات ، أدب وشعر ، الهندسة الإلكترونية بكل أنواعها ، اللغات ، التعليم التقني والجامعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
style
date الإثنين 15 مايو - 11:57
date الإثنين 8 مايو - 22:14
date الأحد 19 أغسطس - 16:42
date الأحد 19 أغسطس - 15:17
date السبت 18 أغسطس - 17:10
date السبت 18 أغسطس - 17:00
date السبت 18 أغسطس - 16:56
date السبت 18 أغسطس - 14:52
date السبت 18 أغسطس - 10:07
date الخميس 16 أغسطس - 17:02
date الخميس 16 أغسطس - 16:54
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:13
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:08
date الأربعاء 15 أغسطس - 10:21
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
style

شاطر
 

 بحث عن أبو الدرداء - بحث تعليمى عن أبو الدرداء كامل بالتنسيق

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Labza.Salem
Admin
Labza.Salem

عدد المساهمات : 43954
نقاط : 136533
تاريخ التسجيل : 12/09/2014
العمر : 29
الموقع : سيدي عامر

بحث عن أبو الدرداء - بحث تعليمى عن أبو الدرداء كامل بالتنسيق Empty
مُساهمةموضوع: بحث عن أبو الدرداء - بحث تعليمى عن أبو الدرداء كامل بالتنسيق   بحث عن أبو الدرداء - بحث تعليمى عن أبو الدرداء كامل بالتنسيق Emptyالأربعاء 1 مارس - 17:12

بحث عن أبو الدرداء - بحث تعليمى عن أبو الدرداء كامل بالتنسيق




من أراد أن يُعطي العبادة حقها فليقرأ قصة هذا الصحابي الجليل الذي كان عدو الثروات وبغي الحكام .
انه أبو الدرداء رضي الله عنه، صحابيا جليلا من الرعيل الأول الذين تربوا في جامعة العقائد الاسلامية وعميدها حبيب الله ونبيه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين وخير البرية اطلاقا، اللهم صلي وسلم وبارك على من أرسلته رحمة للعالمين.

اسلامه رضي الله عنه
كان رضي الله عنه آخر اهل داره اسلاما، وبقي متعلقا بصنم كان يعبده بالجاهلية على الرغم من أنّ اخيه بالجاهلية عبد الله بن رواحة رضي الله عنه كان قد سبقه الى الاسلام, ,اخذ يدعوه الى عبادة الله تعالى الها واحدا لا شريك له ، وعندما لم يذعن لدعوته, قرر رضي الله عنه أن يلقن أبو الدرداء درسا من خلاله قد يهتدي الى نور الله تعالى، حيث كلما عاد أبو الدرداء الى بيته يجد صنمه محطما ’ وعندما يسأل امرأته عمّن حطم له صنمه تقول له: اخوك ابن رواحة فيغضب غضبا شديدا، وعندما تكرر الأمر جلس أبو الدرداء يفكر وهو يحدث نفسه ويقول: لو كان عند هذا الصنم خيرا لدافع عن نفسه، زمن هذا المنطلق منطلق التفكر , ينطلق أبو الدرداء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم برفقة أخيه ابن رواحة رضي الله عنهما ويُعلن اسلامه.

نصيحة غالية
حين يتحدث أبو الدرداء رضي الله عنه عن أمر ما، فهذا يعني أنّ هناك امرا هاما، لذا فان أعناق الناس تشرئب للانصات اليه، فهو رضي الله عنه حكيم تتفجر من جوانبه الحكمة، وكان رضي الله عنه لا يفتأ أبدا بأن يقدم لأصحابه نصائحه الغاليات، فذات يوم يقول رضي الله عنه لصحبه الكرام: ألا أخبركم بخيرأعمالكم وأزكاها عند بارئكم، وأنمأها في درجاتكم، وخير من أن تغزو عدوكم فتضربوا رقابهم ويضربوا رقابكم، وخير من الدراهم والدنانير؟ قالوا: واي شيء هو ذاك يا أبو الدرداء؟ قال رضي الله عنه ووجهه يتألق تحت ضوء الايمان والحكمة نورا: ذكر الله، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

منهجه التفكر والاعتبار
والآن تعالوا بنا ندنو من هذا الذي يتألق حكمة ونرنو الى الضياء والنور الذي يتلألأ حول جبينه رضي الله عنه، واشتموا معي العبير الفواح القادم من ناصيته الشماء، انه ضياء الحكمة، وعبير الايمان.
واذا التقى كل من الايمان والحكمة في حياة رجل، فلنا أن نحكم عليه أنه أوّاب وسعيد، وأي سعادة لذلك الرجل الذي حين سألوا أمه عن أفضل ماكان يحب رضي الله عنه من عمل؟ أجابت: التفكر والاعتبار، ألم يكن التفكر والاعتبار سمتين من سمات المؤمن الصادق؟ أجل! وفيهما يقول الله تبارك وتعالى سورة آل عمران 189: ان في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب* الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار
من هذا الآية الكريمة أخذ رضي الله عنه التفكر ، ومن قوله تعالى: فاعتبروا يا أولي الأبصار اخذ الاعتبار.

الرسالة أمانة
ان الرسالة العظيمة التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم لم تنزل ليأخذ بها النبي صلى الله عليه وسلم وحده، ولو كان الأمر كذلك لاندثرت بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، ولكنها رسالة أمانة معلقة في رقاب كل من يشهد بأن لا اله الا الله وحده لا شريك له، وكلنا يجب أن نكون أهلا لحملها ندعو الناس الى عبادة الله تعالى الفرد الصمد على بصيرة، فعن ابن عباس رضي الله عنه أنه قبل ان يعرض الله عزوجل الأمانة ( الطاعة، الفرائض) على آدم عليه الصلاة والسلام عرضها على السموات والأرض والجبال فلم يطقنها وقال لآدم: اني عرضت الأمانة على السموات والأرض والجبال فلم يطقنها، فهل أنت آخذ بما فيها؟ قال: يا رب ! وما فيها؟ قال: ان أحسنت جزيت، وان أسأت عوقبت، فأخذها آدم عليه الصلاة و السلام فحملها، وذلك قوله تعالى: وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا
اقرؤوا معي قوله تبارك وتعالى الذي ختم فيه سورة الأحزاب ولنى جميعا من خلالها لماذا المولى سبحانه وتعالى حمّل الانسان هذه الأمانه:
انا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأ بين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان، انه كان ظلوما جهولا * ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات، وكان الله غفورا رحيما
نعم ليعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركين, ويتوب على أهل التوحيد والايمان, نسألك اللهم برحمتك التي وسعت كل شيء أن تكبنا جميعا منهم.

لقد جسّد العبودية في أرقى معانيها
ان هذا االانسان الذي أمامنا (أبو الدرداء) كان قد سما في العلياء بعبادته لله الواحد القهار، ذلك أنه لم يرنو الى العبادة على أنها مجرد تكاليف تؤدى ومحظورات تترك، كما يتعامل معها أغلبنا, ولو كان الأمر كذلك لجمع بين تجارته وأعماله، ورغم أنه كان هناك في ذاك العالم الفسيح الأرجاء من تجار صادقين وصالحين على الرغم من أنّ الكثير منهم كان قد جمع بين المجالين (العبادة والتجارة) وبرعوا فيهما وخدموا قضية الاسلام الخالدة وكفوا بأموالهم ذوي الحاجات الا أن منهجهم لم يغمزأبدا منهج أبو الدرداء ولا منهجه رضي الله عنه كان قد غمز منهجم رضي الله عنهم جميعا، فكلّ ميسّر لما خلق له. ولعل الملائكة الساجدين لعظمة الله تبارك وتعالى مذ خلقهم الله عزوجل وهم الى قيام الساعة لم يرفعوا رؤوسهم عن الأرض طرغة عين، ومع ذلك نجدهم يقولون يوم القيامة لرب الملكوت والكبرياء والعزة والجبروت حين يأذن المولى عزوجل لهم برفعها: سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك،
لأجل هذا ترك أبو الدرداء تجارته ليتفرغ لعبادة الله وحده، وما تخصصه في البحث عن الحقيقة بممارسته لأقصى حالات التبتل الا وفق الايمان الذي هداه الله عزوجل اليه ونمّاه فيه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بنعمة الاسلام، ولنا أن نسمي هذا الرجل ان شئنا بالعّباد والزاهد, وان سميناه الزاهد, فزهده زهد رجل توافرت له فطنة المؤمن الصادق الحق، ومقدرة الفيلسوف الذي ينطق بالموعظة الحسنة، وتجربة المحارب الذي أخلص في جهاده في سبيل الله عزوجل، وفقه الصحابي الذي برع فيه، وما دمنا نتحدث عن الزهد فاني أقول ولا أعمّم بأنّ الوهد يكاد يخلو من هذا الزمان، زمن الماديات والوهن الذي أصاب الأمة في مقتل، زمان الموبايلات والتجول في الأسواق والسهر على لعب الورق والانتقال بين أروقة المواقع الاباحية على شبكات الانترنت واضاعة الصلوات في المساجد خاصة لصلاتي الفجر والعشاء اللتين قال عنهما النبي صلى الله عليه وسلمبرواية الامامين البخاري ومسلم رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : انّ هاتين الصلاتين أثقل صلاة على المنافقين, ولو يعلمون ما بهما من الأجر لأتوهما ولو حبوا.
ما هو الأجر الذي بهما؟ أولا: روي عنه صلى الله عليه وسلم في أحاديث متفرقة أنه: من صلى العشاء في جماعة فكأنه قام نصف الليل.. ومن صلى الفجر في جماعة فكأنه أقام الليل كله... ومن صلى الفجر والعشاء في جماعة أربعين يوما فقد كتب له براءة من النفاق..هذا عدا عن أنّ صلاة الفجر في جماعة تشهده ملائكة الليل والنهار كما في قوله تعالى في سورة الاسراء: وقرآن الفجر, انّ قرآن الفجر كان مشهودا
هيا بنا ننهل من نبع ايمان هذا الرجل الصافي, لندرك معنى العبودية على حقيقتها كيف تكون،ها هو رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلميذه، هذا الرجل الذي دفع الدنيا بكلتا راحتيه وبصدره وبكل ما أوتي من قوة لأجل أن يقهر نفسه ويتغلب عليها حتى اذا صقلها وزكاها غدت مرآة صافية انعكس عليها من الحكمة والصواب والخير ما جعله معلما عظيما وعبقريا يحذونا الأمل والشوق بأن نقترب من حكمته ونغرف من فلسفته تجاه الدنيا السراب وتجاه مباهجها وزخارفها الفانية لنجد كم قول الله تبارك وتعالى: ويل لكل همزة لمزة* الذي جمع مالا وعدده* يحسب أنّ ماله أخلده* كلا لينبذن في الحطمة* وما أدراك ما ا لحطمة* نار الله الموقدة* التي تطلع على الأفئدة* انها عليهم مؤصدة* في عمد ممدّدة. قد أثر فيه.
سورة عظيمة لخصت مصير كل من يهفو الى الثروة والثروات، كل من يجعل الدنيا أكبر همّه، ومبلغ علمه، ولو أنّ القرآن الكريم لا يحوي الا هذه السورة في حديثه عن شر المال وجمعه, لو الله كفتنا، لأجل ذلك تأثر بها أبو الدرداء رضي الله عنه وعادى كل صاحب ثروة ألهته عن ذكر الله تعالى، حاملا على عاتقه قول النبي صلى الله عليه وسلم: انّ ما قل وكفى خير مما كثر وألهى، فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم، فانه من كانت أكبر همّه فرق الله شمله، وجعل فقره بين عينيه، ومن كانت الآخرة أكبر همّه،جمع شمله وجعل عيناه في قلبه، وكان الله اليه في كل خير أسرع.
لأجل ذلك كان رضي الله عنه يرثي أولئك الذين وقفوا أسرى طموح الثروة، وتعوّذ بالله العظيم قائلا: اللهم اني أعوذ بك من شتات القلب، وحين سئل عن شتات القلب، أجاب رضي الله عنه: أن يكون لي في كل واد مال.
انظروا الى هذا الفم الذي ينطق الحكمة بأسمى معانيها, الى الذي يدعو الناس الى امتلاك الدنيا والاستغناء عنها في آن واحد، ويعتبر أن الامتلاك الحقيقي للثروة هو استغلالها بما يرضي الله، أما الجري وراء أطماعها التي لا تنتهي فذلك شر ألوان العبودية والرق، لذا كان رضي الله عنه يقول:من لم يكن غنيا عن الدنيا فلا دنيا له.
لماذا قال رضي الله عنه كل هذا؟ لأنّ المال عنده كان وسيلة وليس غاية، وسيلة للعيش القنوع وحياة الكفاف لا غاية لوجوده وتكديسه وجمعه وعدّه، ومن ثم موته وتركه خلفه وبالتالي سؤاله عنه يوم القيامة وحده, ومن ثمّ عذابه به.
لأنه مؤمن بالقناعة على أنها كنز لا يفنى، ومؤمن بقليل يكفيه على كثير يطغيه، قليل يؤدي شكره خيرمن كثير لا يطيقه، وكان كثيرا رضي الله عنه ما يوصي أخلاؤه: لا تأكلوا الا طيّبا، ولا تكسبوا الا طيّبا، ولا تدخلو بيوتكم الا طيّبا.
وكما كانت الدنيا كلها مجرد عارية في يقينه، كذلك كانت جسرا في حياة أروع وأبقى، ويقينه بالله لا يحده حد، وما كان يمليه عليه النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤمن به دون نقاش، وكيف لأبو الدرداء ألا يؤمن ويقوي يقينه بالله تبارك وتعالى وهو يتلو آيات الله آناء الليل وأطراف النهار: انه لقول رسول كريم* وما هو بقول شاعر، قليلا ما تؤمنون* ولا بقول كاهن، قليلا ما تذكرون* تنزيل من رب العالمين.

ذات يوم جاءه رجل فقال له ان بيتك قد احترق، فقال له رضي الله عنه ثقة المتيقن والواثق بالله تعالى: ما احترق، وجاءه ثان وقال له: ان بيتك يحترق، فأجابه رضي الله عنه بنفس الثقة العالية بالله تعالى: ما احترق، فجاءه ثالث وقال له: انّ النار قد انبعثت حتى اذا انتهت الى دارك انطفأت، فقال رضي الله عنه: ذلك أني سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات، من يقولهن حين يصبح وحين يمسي لا تصبه مصيبة أبدا فتعلمونهنّ:

اللهم أنت ربي لا اله الا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش الكريم، ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، أعلم أنّ الله على كل شيء قدير وأنّ الله قد أحاط بكل شيء علما، اللهم اني أعوذ بك من شرّ نفسي ومن شرّ كل دابة أنت آخذ بناصيتها انّ ربي على صراط مستقيم.

وكان رضي الله عنه يقول: احذروا امرىء تبغضه قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر، فذروة الايمان الصبرللحكم، والرضا بالقدر، والاخلاص في التوكل، والاستسلام للرب عزوجل

ذات يوم دخل عليه أصحابه عليه رضي الله عنهم يعودونه في مرض قد ألمّ به، فوجدوه نائما على فراش من جلد، فقالوا: لو شئت كان لك فراشا أطيب وأنعم، فأجابهم وهو يشير بسبابته وبريق عينيه صوب الأمام البعيد:
أن دارنا هناك، لها نجمع واليها نرجع، لها نظعن، ولها نعمل.
لم تكن نظرته رضي الله عنه الى الدنيا بسخافتها وجهة نظر فحسب، بل كانت منهجا وسلوكا.
لقد وهبه الله العمر الطويل رضي الله عنه، وخير بني آدم من طال عمره وحسن عمله.
قصة ابنته الدرداء مع يزيد بن معاوية
لقد عاصر رضي الله عنه حكم العصر الأموي، وعندما تقدّم يزيد بن معاوية خاطبا ابنته الوحيدة الدرداء ردّه ولم يقبل به زوجا لابنته , وعندما تقدّم لها أحد فقراء المسلمين , وبدون تردد وافق عليه, فتعجّب الناس من صنيعه ذاك، ولم ينتظر رضي الله عنه سؤالهم اياه لم فعلت ذلك، بل قال: ما ظنكم بالدرداء اذا قام على رأسها الخدم والخصيان، وبهرها زخرف القصور؟ أين دينها منها يومئذ؟

أجل يا أبا الدرداء! ما تقوله هو الحقية بعينها, أين هي من دينها يومئذ؟ وما قاله رضي الله عنه وربي ينطق بالحكمة والموعظة، وانه لبحق قويم النفس، ذكي الفؤاد، وبتصرفه هذا لا يهرب من السعادة قط، بل انه يمتلكها وبحق، ويفر بها الى سعادة الدارين الدنيا والآخرة معا, ذلك أنهكلما وقفت مطالب الناس في الحياة عند حدود القناعة والاعتدال، كلما أدركوا حقيقة الدنيا، فالدنيا ممر، والشرع يأمرنا أن نتزود من الممر للمقر، وخير الزاد تقوى الله تبارك وتعالى.
السعادة الحقيقية
انّ قمة السعادة للعبد الصالح الذي يكون قلبه معلق بالآخرة هو ما ينتهجه أبو الدرداء رضي الله عنه، ومن سار على خطى من رباه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذين باعوا دنياهم بآخرتهم، واشترواآخرتهم بدنياهم.

ولو نظرنا الى حقيقة الدنيا لوجدناها كجسر أو ممر نعبر منه وعليه للآخرة، الى دار القرار دار الخلد، والخلد هو احدى طريقين: اما نار واما جنة، واللبيب من يختار، فقمة السعادة لن تتأتى لا من مال كثير، ولا من ولدان وقصور وعروش، فليس الخير في كثرة المال والولد، وانما الخير كل الخير أن يعظم الحلم، ويكثر العمل، وتتبارى النفس في عبادة الله تبارك وتعالى.

هؤلاء هم المخلصون في العبادة، هؤلاء هم الذين يحبون الله تبارك وتعالى بصدق واخلاص، هؤلاء هم الذين يرنون للآخرة وبشوق، هؤلاء هم الذين طلقوا الدنيا ثلاثا طلاقا بائنا لا رجعة فيه، هؤلاء وليس نحن من يغادر النوم فراشنا الا ونحن نحصي ونعد أرصدتنا في البنوك وكأننا نعيش لدنيا هي بنظرنا دنيا الخلود متجاهلين قوله تبارك وتعالى: واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزاناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح

وفي الحديث: ولو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما ترك على ظهرها من دابة، وفي رواية: ما سقى منها كافر شربة ماء.

من يشتري مني تركة آل عاد بدرهمين؟

نعود الى فيلسوفنا الأول أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه، ولنرى ماذا صنع أثناء خلافة عثمان رضي الله عنهما، لقد كان معاوية بن أبي سفيان أثناء خلافة عثمان رضي الله عنهم أميرا على الشام، وأبو الدرداء رضي الله عنه كان يتولى القضاء فيها، وهناك وقف أبو الدرداء لمعاوية رضي الله عنهما ولكل الذين أغرتهم مباهج الدنيا بالمرصاد ، وراح يذكّر بمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وحياته وزهده وجوعه، وعزوفه صلى الله عليه وسلم عن الدنيا، من باب أن يكون لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، وراح يذكر بمنهج الرعيل الأول من الشهداء والصديقين، والشام يومئذ تموج بالمباهج والنعيم، وكان أهلها قد أحدثوا كثيرا في أمر دينهم ودنياهم ، فجمعهم رضي الله عنه في غوطة دمشق ( 7 أميال عن دمشق) وقام فيهم خطيبا فقال:

يا اهل الشام! أنتم الأخوان في الدين والجيران، في الدار والأنصار على الأعداء، ولكن مالي أراكم لا تستحيون؟ تجمعون مالا تأكلون، وتبنون مالا تسكنون، وترجون مالا تبلغون، وقد كانت القرون من قبلكم يجمعون فيوعون، ويبنون فيوثقون، فكان جمعهم بورا، وآمالهم غرورا، وبيوتهم قبورا، أولئك قوم عاد ملئوا ما بين عدن الى عمّان أموالا وأولادا.
ثم ارتسمت على شفتيه ابتسامة عريضة ساخرة ولوّح بذراعه للجمع من حوله، وصاح في سخرية لافحة:

انك حقا لرجل باهر يا أبا الدرداء! رائع مضيء بحكمتك، مؤمن باحساسك ومشاعرك، ورع بمنطقك السديد ونظرتك الثاقبة الرشيدة، ولكم نحتاج الى أمثالك في هذا الزمن الذي طغت فيه المادة على كل شيء في حياتنا أيها الجبل الأشم، كم نحن بحاجة اليك كي تعلم الطامعين اللاهثين وراء سراب لا يسمن ولا يغني من جوع أنّ الدنيا فانية، انها دار من لادار له، ولها يجمع من لا عقل له، دار ممر مؤقت نعبر منها الى دار مقر خالد أبدي سرمدي، كي تنصح الذين يجمعون المال من حله وحرامه دون مبالاة حتى باتوا لا يفرقون مالهم الحرام من الحلال، كي تعلمهم بأن الدنيا دار لمن لا دار له، ولها يجمع ما لا عقل له, انا نحتاجك كي تعلمنا أنّ العبادة ليست غرورا ولا تأليا، بل هي التماسا للخير، وتعرّض لرحمات الله، وضراعة دائمة تذكر الانسان بضعفه وبفضل ربه وخالقه عليه، وهذا ما أكده أبو الدرداء رضي الله عنه حين قدّم نصائحه لأمته فقال: التمسوا الخير دهركم كله، وتعرّضوا لنفحات رحمة الله، فانّ لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا الله أن يسترعوراتكم، ويؤمّن روعاتكم، ومثقال ذرة من بر صاحب تقوى ويقين، خير وأرجح من أمثال الجبال من عبادة المغرورين.

مرّ أبو الدرداء رضي الله عنه يوما على رجل قد أصاب ذنبا والناس يسبونه فنهاهم عن ذلك وقال: أرأيتم لو وجدتموه في حفرة ألم تكونوا مخرجيه؟قالوا: بلى! قال رضي الله عنه: فلا تسبّوه، واحمدوا الله أن عافاكم، قالوا: أنبغضه؟ قال رضي الله عنه: انما ابغضوا عمله، فاذا تركه فهو أخي.
حبه للعلم
كان رضي الله عنه يقدّس العلم تقديسا بعيدا، يقدسه كعابد، ويقدسه كحليم. وكان دائما يقول: الناس ثلاثة: عالم وممتعلم والثالث همج لا خير فيه، واني لأخشى ما أخشاه على نفسي أن يقال لي يوم القيامة على رؤوس الخلائق يا عزيمر ماذا علمت؟ فأقول: نعم فيقال لي: فماذا عملت فيما علمت؟
وكان كثيرا ما يدعو الله قائلا: اللهم اني أعوذ بك أن تلعنني قلوب العلماء، قيل له: وكيف تلعنك قلوبهم؟ قال رضي الله عنه: تكرهني.

من أقواله وحكمه
معاتبك اخيك خير لك من فقده، أعط أخاك ولن له، وكيف تبكيه بعد الموت وفي الحياة وما كنت أديت حقه، اني أبغض أن أظلم أحدا، وأبغض أكثر وأكثر أن أظلم من يستعين عليّ الا بالله العلي القدير.

* اني أخاف عليكم شهوة خفيّة في نعمة ملهيّة، وذلك حين تشبعون من الطعام وتجوعون من العلم، انّ خيركم الذي يقول لصاحبه: اذهب بنا نصوم قبل أن نموت، وانّ شراركم الذي يقول لصاحبه: اذهب بنا نأكل ونشرب ونلهو قبل أن نموت، واني لأحب ثلاثة أشياء الناس كلها تكرهها، أحب الفقر والمرض والموت، أما الفقر فهو تواضعا لربي، وأما المرض فهو تكفيرا لخطيئتي، واما الموت فهو اشتياقا الى ربي.

* اثنتين وثلاثة وأربعا وخمسا: من عمل بهن كان ثوابه على الله عزوجل الدرجات العلى، لا تأكل الا طيبا، ولا تكسب الا طيبا، ولا تدخل بيتك الا طيبا، وسل الله عزوجل أن يرزقك يوما بيوم، واذا أصبحت فاعدد نفسك من الأموات أو كأنك لحقت بهم ، وهب عرضك لله عزوجل: فمن سابك أو شتمك أو قاتلك فدعه لله عزوجل، واذا أسات فاستغفر الله عزوجل.

* يا أخي اجعل بيت الله بيتك فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المسجد بيت كل تقي، وقد ضمن الله عزوجل لمن كانت المساجد بيوتهم بالرواح والراحة، فاز بجوازه على الصراط الى رضوان الله عزوجل، ويا أخي: ارحم اليتيم وادنه منك وأطعمه طعامك، فاني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ادن اليتيم منك وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك، فان ذلك يليّن قلبك، ويقدرك على حاجتك، واعمل بطاعة الله، فانّ العبد اذا عمل بطاعة الله أحبه، واذا أحبه حبّب عباده فيه، واياك من معصية الله، فانّ العبد اذا عمل بمعصية الله أبغضه الله، واذا أبغضه بغضه الى خلقه.

نغرق في شبر ماء

هذا هو أبو الدرداء رضي الله عنه الحكيم الزاهد العابد الأوّاب، هذا أبو الدرداء الذي كان يجيب في تواضع وثيق، وكلما أطرته الناس وسألوه الدعاء قال: لا أحسن السباحة وأخشى الغرق.

لله درّك يا أبو الدرداء ! ورضي الله عنك وأرضاك, اذا كنت مع كل ما كل نا تقدّم من سيرتك العطرة وتخشى على نفسك الغرق, اذن فما نحن فاعلون؟ وما نحن صانعون بأنفسنا؟ أنتحمل العوم في شبر ماء؟ على حالنا هذا نقولها لها...ولكنها رحمة الرحمن ولولاها لهلكنا جميعا.

فرضي الله عنك وأرضاك، وصلى الله وسلم وبارك على من ربّاك
ما أصبت به فمن الله عزوجل وحده, وما أخطأت فمن نفسي الخاطئة ومن الشيطان
الفارس الحكيم عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري الخزرجي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكان أبو الدرداء رضي الله عنه من آخر الأنصار إسلام، وكان يعبد صنمًا، فدخل ابن رواحة، ومحمد بن مسلمة بيته فكسرا صنمه، فرجع فجعل يجمع الصنم، ويقول: ويحك! هلا امتنعت!

ألا دفعت عن نفسك، فقالت أم الدرداء: لو كان ينفع أو يدفع عن أحد، دفع عن نفسه ونفعها!..
فقال أبو الدرداء: أعدي لي ماء في المغتسل، فاغتسل، ولبس حلته، ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إليه ابن رواحه مقبلاً، فقال: يا رسول الله، هذا أبو الدرداء، وما أراه إلا جاء في طلبنا؟ فقال: (إنما جاء ليسلم، إن ربي وعدني بأبي الدرداء أن يسلم)

منزلته وفضله
أبو الدرداء رضي الله عنه وأرضاه له المكانة العالية والمنزلة المرموقة بين صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وقال عنه الرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: "نعم الفارس عويمر" وقال عنه أيضًا: "هو حكيم أمتي"

وقد كان رضي الله عنه أحد أربعة جمعوا القرآن كله في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري بسنده عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَجْمَعْ الْقُرْآنَ غَيْرُ أَرْبَعَةٍ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو زَيْدٍ قَالَ وَنَحْنُ وَرِثْنَاهُ

أثر الرسول في تربيته 
كان للنبي صلى الله عليه وسلم الأثر الأكير في تربية أبي الدرداء رضي الله عنه وأرضاه، وقد كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يوصيه كثيرًا بما يجلب عليه الخير في الدنيا والآخره، ففي صحيح مسلم عن أبي الدرداء قال: أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم بثلاث لن أدعهن ما عشت بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى وبأن لا أنام حتى أوتر

وروي أن عمر بن الخطاب دخل على أبي الدرداء فدفع الباب فإذا ليس فيه غلق،فدخل في بيت مظلم فجعل يلمسه حتى وقع عليه فجس وسادة فإذا هي برذعة وجس دثاره فإذا كساء رقيق. قال عمر! ألم أوسع عليك؟! ألم أفعل بك؟ فقال له أبو الدرداء أتذكر حديثا حدثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال أي حديث؟ قال ( ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب ) قال نعم! قال فماذا فعلنا بعده يا عمر؟ قال فما زالا يتجاوبان بالبكاء حتى أصبحا0

وعن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا عويمر ازدد عقلا تزدد من ربك قربا، قال: قلت: بأبي أنت وأمي وكيف لي بذلك فقال: اجتنب محارم الله تعالى، وأد فرائض الله سبحانه تكن عاقلا واعمل بالصالحات من الأعمال تزدد في عاجل الدنيا رفعة وكرامة وتنل في آجل العقبى بها من ربك عز وجل القرب والعز

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا و لضحكمتم قليلا و لخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز و جل لا تدرون تنجون أو لا تنجون.
من ملامح شخصيته رضي الله عنه
الزهد في الدنيا

قال أبو الدرداء: ما يسرني أن أقوم على الدرج من باب المسجد فأبيع وأشتري فأصيب كل يوم ثلاثمائة دينار أشهد الصلاة كلها في المسجد ما أقول إن الله عز وجل لم يحل البيع ويحرم الربا ولكن أحب أن أكون من الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله.

وعن محمد بن كعب أن ناسا نزلوا على أبي الدرداء ليلة قرة (شديدة البرودة)

فأرسل إليهم بطعام سخن ولم يرسل إليهم بلحف، فقال بعضهم لقد أرسل إلينا بالطعام فما هنأنا مع القر لا أنتهي أو أبين له، قال الآخر: دعه، فأبى، فجاء حتى وقف على الباب رآه جالسا وامرأته ليس عليها من الثياب إلا مالا يذكر فرجع الرجل وقال ما أراك بت إلا بنحو ما بتنا به، قال: إن لنا دارا ننتقل إليها قدمنا فرشنا ولحفنا إليها، ولو ألفيت عندنا منه شيئا لأرسلنا إليك به، وإن بين أيدينا عقبة كؤودا المخف فيها خير من المثقل، أفهمت ما أقول لك قال: نعم.
علمه
قال الذهبي:
قد ولي أبو الدرداء قضاء دمشق وكان من العلماء الحلماء الألباء

وقال أبو حاتم الرازي:
عن عبد الله بن سعيد قال رأيت أبا الدرداء دخل المسجد (مسجد النبي صلى الله عليه وسلم) ومعه من الاتباع مثل ما يكون مع السلطان بين سائل عن فريضة وبين سائل عن حساب وبين سائل عن شعر وبين سائل عن حديث وبين سائل عن معضلة.

وجاء في البخاري عن أبي الدرداء قوله: من فقه المرء إقباله على حاجته حتى يقبل على صلاته وقلبه فارغ

وعن يزيد بن عميرة قال لما حضرت معاذ بن جبل الوفاة قيل له: يا أبا عبد الرحمن أوصنا فقال: التمسوا العلم عند عويمر (أبي الدرداء) فإنه من الذين أوتوا العلم

وقال الذهبي:
كان يقال هو حكيم هذه الأمة حفظ القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عالم أهل الشام ومقريء أهل دمشق وفقيههم وقاضيهم روى جملة أحاديث 

وقال أيضًا:
قال سويد بن عبدالعزيز كان أبو الدرداء إذا صلى الغداة في جامع دمشق اجتمع الناس للقراءة عليه فكان يجعلهم عشرة عشرة وعلى كل عشرة عريفا ويقف هو في المحراب يرمقهم ببصره فإذا غلط أحدهم رجع إلى عريفه فإذا غلط عريفهم رجع إلى أبي الدرداء يسأله عن ذلك.
حاله مع ربه
عن أبي الدرداء رضي اللّه عنه أنه كان يقوم من جوف الليل فيقول: نامَتِ العُيُونُ وَغارَتِ النُّجُومُ وأنْتَ حَيٌّ قَيُوم 

وعن أم الدرداء: كان أبو الدرداء يقول: عندكم طعام؟ فإن قلنا: لا قال: فإني صائم يومي هذا.

وعن أبي الدرداء قال لأن أقول: الله أكبر مائة مرة أحب إلي من أن أتصدق بمائة دينار. 

وعن مالك عن عون قال: سألنا أم الدرداء قلنا: ما كان أفضل عبادة أبي الدرداء قالت التفكر والاعتبار. 
خوفه وخشيته 
عن أبي الدرداء قال: أخوف ما أخاف أن يقال لي يوم القيامة: أعلمت أم جهلت؟ فإن قلت علمت لا تبقى آية آمرة أو زاجرة إلا أخذت بفريضتها الآمرة هل أئتمرت والزاجرة هل ازدجرت فأعوذ بالله من علم لا ينفع ونفس لا تشبع ودعاء لا يسمع 0 

قال أبو الدرداء أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث أضحكني مؤمل دنيا والموت يطلبه وغافل وليس بمغفول عنه وضاحك بملء فيه ولا يدري أرضى الله أم أسخطه وأبكاني فراق الأحبة محمد وحزبه وهول المطلع عند غمرات الموت والوقوف بين يدي الله عز وجل يوم تبدو السريرة علانية ثم لا أدري إلى الجنة أم إلى النار.

وقال أبو الدرداء: لو تعلمون ما أعلم لخرجتم إلى الصعدات تبكون على أنفسكم ولتركتم أموالكم لا حارس لها ولا راجع إليها إلا ما لا بد لكم منه ولكن يغيب عن قلوبكم ذكر الآخرة وحضرها الأمل فصارت الدنيا أملك بأعمالكم وصرتم كالذين لا يعلمون فبعضكم شر من البهائم التي لا تدع هواها مخافة مما فيه عاقبته لكم لاتحابون ولا تناصحون وأنتم إخوان على دين ما فرق بين أهوائكم إلا خبث سرائركم ولو اجتمعتم على البر لتحاببتم ما لكم تناصحون في أمر الدنيا لا يملك أحدكم النصيحة لمن يحبه ويعينه على أمر آخرته ما هذا إلا من قلة الإيمان في قلوبكم لو كنتم توقنون بخير الآخرة وشرها كما توقنون بالدنيا لآثرتم طلب الآخرة لأنها أملك بأموركم فإن قلتم حب العاجلة غالب؟ فإنا نراكم تدعون العاجل من الدنيا للآجل منها تكدون أنفسكم بالمشقة والاحتراق في أمر لعلكم لا تدركونه فبئس القوم أنتم ما حققتم إيمانكم بما يعرف به الإيمان البالغ فيكم فإن كنتم في شك مما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فائتونا فلنبين لكم ولنريكم من النور ما تطمئن إليه قلوبكم والله ما أنتم بالمنقوصة عقولكم فنعذركم إنكم لتبينون صواب الرأي في دنياكم وتأخذون بالحزم في أمركم ما لكم تفرحون باليسير من الدنيا تصيبونه وتحزنون على اليسير منها يفوتكم حتى يتبين ذلك في وجوهكم ويظهر على ألسنتكم وتسمونها المصائب وتقيمون فيها المآتم وعامتكم قد تركوا كثيرا من دينهم بما لا يتبين ذلك في وجوهكم ولا يتغير حال بكم، إني لأرى الله قد تبرأ منكم بلقاء بعضكم بعضا بالسرور فكلكم يكره أن يستقبل صاحبه بما يكره مخافة أن يستقبله صاحبه بمثله فأصبحتم على الغل ونبتت مراعيكم على الدمن وتصافيتم على رفض الأجل لوددت أن الله أراحني منكم وألحقني بما أحب رؤيته لو كان حيا لم يصابركم فإن كان فيكم خير فقد أسمعتكم وإن تطلبوا ما عند الله تجدوه يسيرا والله أستعين على نفسي وعليكم0

كان أبو الدرداء يقول: اللهم أعوذ بك أن أعمل عملا أخزى به عند عبد الله بن رواحة. 

قال أبو الدرداء رضي الله عنه لبعير له عند الموت: أيها البعير لا تخاصمني إلى ربك فإني لم أك أحملك فوق طاقتك.
يقينه وثقته بالله
جاء رجل إلى أبي الدرداء فقال يا أبا الدرداء احترق بيتك فقال ما احترق بيتي ثم جاء آخر فقال يا أبا الدرداء احترق بيتك فقال ما احترق بيتي ثم جاء آخر فقال يا أبا الدرداء أتبعت النار فلما انتهت إلى بيتك طفيت فقال قد علمت أن الله عز وجل لم يكن ليفعل فقال رجل يا أبا الدرداء ما ندري أي كلامك أعجب قولك ما احترق أو قولك قد علمت أن الله عز وجل لم يكن ليفعل قال ذاك لكلمات سمعتهن من رسول الله من قالهن حين يصبح لم تصبه مصيبة حتى يمسي ومن قالهن حين يمسي لم تصبه مصيبة حتى يصبح اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش الكريم ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن لا حول ولا قوة إلا بالله أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم 

وعن يحيى بن سعيد قال استعمل أبو الدرداء على القضاء فأصبح يهنئونه فقال: أتهنئوني بالقضاء وقد جعلت على رأس مهواة مزلتها أبعد من عدن أبين، ولو علم الناس ما في القضاء لأخذوه بالدول رغبة عنه وكراهية له، ولو يعلم الناس ما في الأذان لأخذوه بالدول رغبة فيه وحرصا عليه.
حرصه على الأخوة في الله 
كان أبو الدرداء يقول: أعوذ بالله أن يأتي علي يوم لا أذكر فيه عبد الله بن رواحة، كان إذا لقيني مقبلا ضرب بين ثديي وإذا لقيني مدبرا ضرب بين كتفي ثم يقول: يا عويمر اجلس فلنؤمن ساعة. فنجلس فنذكر الله ما شاء ثم يقول: يا عويمر هذه مجالس الإيمان. وعن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال: معاتبة الأخ خير لك من فقده ومن لك بأخيك كله...أعط أخاك ولِن له ولا تطع فيه حاسدا فتكون مثله، غدا يأتيك الموت فيكفيك فقده وكيف تبكيه بعد الموت وفي الحياة تركت وصله... 

وقد نظر أبو الدرداء إلى ثورين يحرثان في فدان فوقف أحدهما يحك جسمه فوقف الآخر، فبكى أبو الدرداء وقال: هكذا الإخوان في الله يعملان لله فإذا وقف أحدهما وافقه الآخر

وبالموافقة يتم الإخلاص ومن لم يكن مخلصا في إخائه فهو منافق...

ولما قيل لأبي الدرداء ألا تبغض أخاك وقد فعل كذا؟ قال: إنما أبغض عمله وإلا فهو أخي و أخوة الدين أوكد من أخوة القرابة...

وكان أبو الدرداء يقول إني لأدعو لسبعين من إخواني في سجودي أسميهم بأسمائهم

عن أم الدرداء قالت: كان لأبى الدرداء ستون وثلاث مائة خليل في الله، يدعو لهم في الصلاة: فقلت له في ذلك، فقال: إنه ليس رجل يدعو لأخيه في الغيب إلا وكّل الله به ملكين يقولان: ولك بمثل أفلا أرغب أن تدعو لي الملائكة
دعوته حتى في مرض موته
عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال أتيت أبا الدرداء رضي الله عنه في مرضه الذي قبض فيه فقال يا ابن أخي ما علمت إلى هذه البلدة أو ما جاء بك قال قلت لا إلا صلة ما كان بينك وبين والدي عبد الله بن سلام فقال: بئس ساعة الكذب هذه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من توضأ فأحسن الوضوء ثم قام فصلى ركعتين أو أربعا يشك سهل يحسن فيهن الركوع والخشوع ثم يستغفر الله غفر له. 

وعن رجل من النخع قال سمعت أبا الدرداء رضي الله عنه حين حضرته الوفاة قال: أحدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك واعدد نفسك في الموتى وإياك ودعوة المظلوم فإنها تستجاب ومن استطاع منكم أن يشهد الصلاتين العشاء والصبح ولو حبوا فليفعل 
من مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم
عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا فرطكم على الحوض فلا ألفين ما نوزعت في أحدكم فأقول: هذا مني فيقال: إنك لا تدري ما أحدث بعدك ". فقلت: يا رسول الله ادع الله ألا تجعلني منهم. قال: " لست منهم "

عن أبي الدرداء قال رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أمشي أمام أبي بكر فقال أتمشي أمام أبي بكر ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على أحد أفضل من أبي بكر

بعض ما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم 
روى مسلم بسنده عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْف عُصِمَ مِنْ الدَّجَّالِ 

وروى مسلم بسنده أيضًا عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ قَالُوا وَكَيْفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ قَالَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ 

وروى الترمذي بسنده عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ الرِّفْقِ فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَنْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنْ الرِّفْقِ فَقَدْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنْ الْخَيْرِ 

وروى الترمذي بسنده أيضًا عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ قَالُوا بَلَى قَالَ صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَيُرْوَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ هِيَ الْحَالِقَةُ لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ
من كلماته رضي الله عنه
كان أبو الدرداء رضي الله عنه حكيمًا وأي حكيم، نقتطف زهراتٍ من بستان حكمته... 

يقول رضي الله عنه: لو أن رجلا هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت
ويقول: من كثر كلامه كثر كذبه ومن كثر حلفه كثر إثمه ومن كثرت خصومته لم يسلم دينه
وقال: من لم يعرف نعمة الله عليه إلا في مطعمه ومشربه فقد قل عمله وحضر عذابه ومن لم يكن غنيا عن الدنيا فلا دنيا له
وعن أنس عن أبي الدرداء قال أغد عالما أو متعلما أو مستمعا ولا تك الرابع فتهلك قلت للحسن ما الرابع قال المبتدع
وعن حبيب بن عبيد أن رجلا أتى أبا الدرداء فقال له أوصني فقال له اذكر الله عز وجل في السراء يذكرك في الضراء فإذا أشرفت على شيء من الدنيا فانظر إلى ماذا يصير
عن أبي الدرداء أنه قال ذروة الإيمان الصبر للحكم والرضا بالقدر والإخلاص للتوكل والإستسلام للرب عز وجل
وعن معاوية بن صالح عن أبي الدرداء قال إذا أصبح الرجل اجتمع هواه وعمله فإن كان عمله تبعا لهواه فيومه يوم سوء وإن كان هواه تبعا لعمله فيومه يوم صالح
وقيل لأبي الدرداء: مالك لا تقول الشعر. وكل لبيب من الأنصار قال الشعر، فقال: وأنا قد قلت شعرا فقيل وما هو فقال:
يريد المرء أن يؤتى مناه... ويأبى الله إلا ما أرادا
يقول المرء فائدتي ومالي... وتقوى الله أفضل ما استفادا
وقال رضي الله عنه:
ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ولكن الخير أن يعظم حلمك ويكثر علمك وأن تنادي الناس في عبادة الله فإذا أحسنت حمدت الله وإذا أسأت استغفرت الله
وقال أيضًا:
لا تتبع بصرك كل ما ترى في الناس فإنه من يتبع بصره كل ما يرى في الناس يطل حزنه ولا يشفى غيظه ومن لا يعرف نعمة الله عليه إلا في مطعمه أو في مشربه فقد قل عمله وحضر عذابه ومن لم يكن غنيا في الدنيا فلا دنيا له

ومن أقواله: إني لآمركم بالأمر وما أفعله ولكني أرجو فيه الأجر وإن أبغض الناس إلي أن أظلمه من لا يستعين علي إلا بالله
وكتب أبو الدرداء إلى مسلمة بن مخلد الأنصاري: أما بعد فإن العبد إذا عمل بطاعة الله أحبه الله فإذا أحبه الله حببه إلى خلقه وإذا عمل بمعصية الله أبغضه الله فإذا أبغضه الله بغضه إلى خلقه 
وقال رضي الله عنه: أُحبُّ الموت اشتياقا إلى ربي عز وجل، وأحب الفقر تواضعا لربي عز وجل وأحب المرض تكفيرا لخطيئتي
وقال: استعيذوا بالله من خشوع النفاق قيل وما خشوع النفاق؟ قال أن يرى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع.

وعن يحيى بن سعيد قال قال أبو الدرداء أدركت الناس ورقا لا شوك فيه فأصبحوا شوكا لا ورقة فيه إن نقدتهم نقدوك وإن تركتهم لا يتركوك قالوا فكيف نصنع قال تقرضهم من عرضك ليوم فقرك.

وكان رضي الله عنه يقول اللهم إني أعوذ بك من تفرقة القلب، قيل: وما تفرقة القلب؟ قال أن يوضع لي في كل واد مال...

وقال رضي الله عنه: إن العبد ليخلوا بمعصية الله تعالى فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر

ومن أقواله أيضًا: صلوا في ظلمة الليل ركعتين لظلمة القبور صوموا يوما شديدا حره لحر يوم النشور تصدقوا بصدقة لشر يوم عسير

وقال: من أكثر ذكر الموت قل فرحه وقل حسده

ومن حكمه رضي الله عنه قوله: تمام التقوى أن يتقي الله العبد حتى يتقيه من مثقال ذرة وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراما حجابا بينه وبين الحرام 

ومن أقواله أيضًا: من أتي فراشه وهو ينوي أن يصلي من الليل فغلبته عيناه حتى يصبح كتب له ما نوى

وقال رضي الله عنه: إن الله إذا قضى قضاء أحب أن يرضى به.
موقف الوفاة 
عن معاوية بن قرة أن أبا الدرداء اشتكى فدخل عليه أصحابه فقالوا ما تشتكي قال أشتكي ذنوبي قالوا فما تشتهي قال أشتهي الجنة قالوا أفلا ندعو لك طبيبا قال هو الذي أضجعني

وعن لقمان بن عامر عن أم الدرداء أنها قالت اللهم إن أبا الدرداء خطبني فتزوجني في الدنيا اللهم فأنا أخطبه إليك فأسألك أن تزوجنيه في الجنة فقال لها أبو الدرداء فإن أردت ذلك وكنت أنا الأول فلا تزوجي بعدي قال فمات أبو الدرداء وكان لها جمال وحسن فخطبها معاوية فقالت: لا والله لا أتزوج زوجا في الدنيا حتى أتزوج أبا الدرداء إن شاء الله عز وجل في الجنة...

وعن أم الدرداء أن أبا الدرداء لما احتضر جعل يقول من يعمل لمثل يومي هذا من يعمل لمثل ساعتي هذه من يعمل لمثل مضجعي هذا ثم يقول ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة
ودعا ابنه بلالًا فقال له: ويحك يا بلال! اعمل للساعة اعمل لمثل مصرع أبيك واذكر به مصرعك وساعتك فكأن قد ثم قبض، ولما نزل الموت بأبي الدرداء بكي فقالت له أم الدرداء: وأنت تبكي يا صاحب رسول الله قال: نعم وما لي لا أبكي ولا أدري علام أهجم من ذنوبي
وقال شميط بن عجلان: لما نزل بأبي الدرداء الموت جزع جزعا شديدا فقالت له أم الدرداء: ألم تك تخبرنا أنك تحب الموت قال: بلى وعزة ربي ولكن نفسي لما استيقنت الموت كرهته ثم بكى وقال: هذه آخر ساعاتي من الدنيا لقنوني " لا إله إلا الله " فلم يزل يرددها حتى مات
مات أبو الدرداء رضي الله عنه وأرضاه سنة اثنتين وثلاثين بدمشق. وقيل: سنة إحدى وثلاثين


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.sidiameur.info
 
بحث عن أبو الدرداء - بحث تعليمى عن أبو الدرداء كامل بالتنسيق
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بحث عن المديول - بحث تعليمى عن المديول وتعريف قاعدة البيانات كامل بالتنسيق
» بحث عن جون لوك - بحث تعليمى عن جون لوك كامل بالتنسيق
» بحث عن الخلافة العباسية - بحث تعليمى عن عقيدة بنى العباسى كامل بالتنسيق
» بحث عن المشكلة السكانية فى مصر - بحث تعليمى عن مشكلة الاسكان فى مصر كامل بالتنسيق
» بحث عن المشكلة السكانية فى مصر - بحث تعليمى عن مشكلة الاسكان فى مصر كامل بالتنسيق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سيدي عامر إنفو :: القسم الدراسي والتعليمي :: التوظيف والمسابقات دروس و البحوث :: البحـوث والكتب الجـامعية والمـدرسيـة الشـاملة-
انتقل الى: