مصادر المياه الغير تقليدية ، مقال علمي عن مصادر المياه الغير تقليدية ، تقرير عن مصاد

مصادر المياه الغير تقليدية ، مقال علمي عن مصادر المياه الغير تقليدية ، تقرير عن مصادر المياه الغير تقليدية

تعتبر المياه العمود الفقري لاستمرار الحياة على سطح الكرة الأرضية لكن الناظر الى واقع المياه يجد أن المياه الصالحة للشرب تنضب تدريجياً
بفعل الاستخدام الغير مستدام لمصادر المياه التقليدية كالخزان الجوفي وغيرها من الينابيع والبحيرات ومن جهة أخرى تعاني هذه المصادر من قلة جودتها نظرا لتعرضها للملوثات التي ما وصلت إلا بفعل الأنشطة الانسانية .

تلجأ العديد من الدول العربية التي تعاني نقصا حادا في كميات المياه الصالحة للشرب للتوجه نحو استخدام المصادر البديلة عن الخزان الجوفي فيما يعرف بالمصادر الغير تقليدية , وتعتبر تحلية مياه البحر أحد أهم هذه المصادر نظرا لوفرتها وسهولة الوصول اليها , فنجد مثلا أن السعودية جل اعتمادها على تحلية مياه البحر كمصدر رئيسي لمياه الشرب إلا أن عملية التحلية تخضع لإجراءات عديدة يتم من خلالها استنزاف كميات هائلة من الطاقة وغيرها من المواد الكيميائية المستخدمة في المعالجة وتشتمل هذه الاجراءات على العديد من المراحل الهامة فبعد أن تضخ مياه البحر الى محطات المعالجة تحقن المياه بمادة الكلور التي تعمل على أكسدة المواد العضوية والبكتيرية ومن ثم تنقل المياه لمراحل معالجة أكثر تقدما يتم من خلالها التخلص من المواد الصلبة العالقة كالرمال والحصى والطحالب , ثم تنقل المياه للمرحلة الأساسية والمتمثلة في نزع الأملاح الذائبة بما يعرف ب TDS ويصل تركيز هذه الأملاح تقريبا الى 40 g/L أو يزيد , ويتم عملية نزع الأملاح من خلال استخدام فلاتر تسمح بمرور مياه البحر عبر مداخل معينة وتكون هذه المياه مضغوطة بدرجة عالية لتبدأ عملية التناطح العكسي والتي من خلالها يتم فصل الأملاح عن المياه بحيث تخرج الأملاح مع كمية معينة من المياه فتضفي عليها تركيزا يتم التخلص منها من خلال اعادة ضخها لمياه البحر وفي المقابل تخرج المياه المحلاة ذات التركيز المسموح به للاستخدام الآدمي وتشير الدراسات الى أن تركيز الأملاح الذائبة المسموح به للشرب يجب أن يكون أقل من 0.5 g/L .

وعن المشاكل التي تعاني منها محطات التحلية يذكر الدكتور مالك عبد العليم أخصائي الهندسة الكيميائية في جامعة الملك سعود في السعودية أن أحد أهم هذه المشاكل تكمن في انخفاض كفاءة الفلاتر المستخدمة في عملية تزع الأملاح ويحدث هذا الأمر كنتيجة واضحة لدخول والتصاق بعض المواد الصلبة العالقة وكذلك أملاح الكالسيوم والمغنيسيوم الى هذه الفلاتر والتي تعمل على اغلاقها وقلة نفاذيتها كذلك فإن هناك أنواع من البكتيريا قد لا تتأكسد في المراحل الأولى في عملية المعالجة الأمر الذي يؤدي الى دخولها الى هذه الفلاتر ومن ثم تبدأ بتكوين طبقة رقيقة تعرف ب Bio film , ووفق الدراسة التي نشرها الدكتور مالك أن محطات المعالجة المتواجدة في السعودية تحتاج كميات اضافية من الطاقة لكي يتم التخلص من هذه المشكلة بطرق ميكانيكية وعليه فان كمية الوقود الاضافية تصل الى 15 % .

ختاما فإن عملية المعالجة قد تكون معقدة ومكلفة جدا للعديد من الدول التي تعاني مشاكل اقتصادية لذلك ينبغي المحافظة على مصادر المياه التقليدية بدلا من استنزافها وإهدارها بطرق عشوائية الأمر الذي يوصلنا الى حياة مائية معقدة وصعبة .