بحث عن ألفونسو دي البوكيرك ، بحث علمى كامل جاهز عن ألفونسو دي البوكيرك -
ألفونسو دي البوكيرك قائد بحري وسياسي برتغالي (1462 - 1515). (1)
بالرغم من أصوله الشعبية كان يعامل معاملة النبلاء. منح اللقب البرتغالي (فيدالغو) ومعناها النبيل. فقد كان جنرالا بحريا مكنته حنكته العسكرية وأسلوب قيادته من غزو وإخضاع منطقة المحيط الهندي تحت راية الإمبراطورية البرتغالية. وقد منحه ملك البرتغال (مانيويل الأول) لقب دوق غوا ليكون أول دوق لا ينتمي إلى الأسرة المالكة، وأول الألقاب الممنوحة خارج البرتغال.
نشأته
ولد في مدينة أليخاندرا عام 1453 بالقرب من لشبونة عاصمة البرتغال. أبوه (جونكالو دي ألبوكيرك) متزوجا من أمه (الدونا ليونور دي مينيزيس) والتي كانت تعمل في البلاط الملكي في وظيفة هامة وكانت تمت بصلة بعيدة وغير شرعية للأسرة المالكة البرتغالية. درس الرياضيات واللغة اللاتينية في قصر ملك البرتغال (الفونسو الخامس) حتى مات الملك. انتقل ليعمل في مدينة أزيلال في المغرب. وعند عودته عينه ملك البرتغال الجديد (جون الثاني) رئيس الحجاب في البلاط الملكي.
حملاته العسكرية
قلعة برتغالية على مضيق هرمزبرز الفونسو دي ألبوكيرك كمبعوث قوي في ترسيخ سلطة البرنغاليين في أفريقيا وآسيا. وكان في رأيه أن الوسيلة الوحيدة لدرء خطر العرب على نفوذه كان إخضاعهم بالقوة ليضمن تثبيت سيطرته على المنطقة وتحقيق أهداف البرتغال. ولهذا وجد ضرورة إنشاء قلاع في مواقع استرتيجة يضمن من خلالها حماية طرق التجارة البحرية والمصالح البرتغالية على البر. وقد قتل الكثير من العرب في منطقة الخليج وعمان.
استطاع عام 1510 من احتلال مدينة غوا الهندية الأمر الذي مكنه تدريجيا من إحكام السيطرة على معظم الطرق البحرية بين أوروبا وآسيا وبين الهند ومنطقة الشرق الأقصى.
حاول البوكيرك إغلاق جميع المنافذ إلى المحيط الهندي لتثبيت ملكية البرتغال له أو باللاتينية (البحر لنا Mare Nostrum) ومنع النفوذ العثماني والإسلامي ومن والاهم من الهندوس.
الحملة الأولى (1503 – 1504)
أحداثها: الهند
اتجه في حملته الأولى شرقا برفقة صاحبه (فرانسيسكو) ودار حول رأس الرجاء الصالح إلى الهند. نجح هناك في تثبيت ملك (كوتشين) على عرشه بالمقابل طلب منه بناية أولى قلاع البرتغاليين فيها، واضعا بذلك حجر الأساس للإمبراطورية البرتغالية.
الحملة الثانية (1504 - 1508)
أحداثها: الخليج و سواحل المليبار
بعد عودته إلى بلاده في يوليو 1504 أولاه الملك مانيويل الأول قيادة خمس سفن حربية وأسطول من 16 سفينة بقيادة تريستاو. وفي طريقهم إلى الهند شن الأسطول غارات دمر فيها جميع الموانئ العربية وأخضعها نحت سيطرته وشيد القلاع في الكثير من سواحل خليج عمان والخليج العربي. فقد بنوا في مسقط على سبيل المثال على أنقاض قلاع قديمة قلعتا الجلالي والميراني . ثم انفصل عن تريستاو الذي استمر في رحلته إلى الهند ليهاجم جزيرة هرمز على مضيق هرمز مدخل الخليج الوحيد في 25 سبتمبر 1507. كانت الجزيرة محطة تجارية هامة وتشرف على موقع استراتيجي هام. أخضعها لسيطرته وبنى فيها قلعة ضمن استراتيجيته العسكرية التي انتهجها.
اتجه بعدها إلى سواحل المليبار وقد زادت قطع أسطوله إلى ثمانية سفن حربية. وصلها عام 1508. وعند إظهاره أوامر الملك بمنحه سلطات أعلى من سلطات الحاكم هناك الدون فرانسيسكو دي ألميديا. رفض هذا الأخير الانصياع لها وألقى بألبوكيرك في السجن. وفك جنه عند وصول مبعوث الملك وأمير البحر البرتغالي بأسطول كبير وعين ألفونسو دي ألبوكيرك مندوبا عن ملك البرتغال وحاكما للهند. بينما عاد دي ألميديا إلى البرتغال. بقي البوكيرك في هذا المنصب حتى مماته.
الحملة الثالثة (1511 - 1510)
أحداثها: عمليات في غوا وملقا بماليزيا
أراد البوكيرك السيطرة على العالم الإسلامي والسيطرة على شبكة تجارة التوابل بالكامل التي كانت وطوال قرون من الزمن للتجار العرب والمسلمين. وخلال هجوم فاشل في يناير من عام 1510 على مدينة كاليكوت الهندية على سواحل ولاية كيرلا أصيب خلاله قائد الهجوم بجراح بليغة. انتقم البوكيرك بمهاجمة غوا واحتلالها. ولكنه وجد انه من الصعب السيطرة عليها هذه المرة فهجرها في أغسطس ليعود في نوفمبر بقوة مكنته من السيطرة التامة عليها.
في أبريل من عام 1511 أبحر من غوا في الهند إلى ملقا أولى ولايات ماليزيا التي دخل سكانها في الإسلام، بقوة من 1200 رجل وسبعة عشر سفينة. واحتلها بتاريخ 24 أغسطس 1511 بعد صراع مرير طوال شهر يوليو من ذلك العام. وبقي ألبوكيرك في المدينة حتى نوفمبر 1511 ليؤمنها ويحصن دفاعاتها تحسبا لأي هجوم من الماليزيين. أمر بذبح جميع السكان المسلمين في المنطقة إرهابا للجميع حتى يتنصروا ويصبحوا مسيحيين والحيلولة دون التآلف بين الهندوس والمسلمين. كما أمر السفن البرتغالية للإبحار شرقا بحثا عن جزيرة التوابل مالوكو بإندونيسيا.
الحملة الرابعة (1512 - 1515)
أحداثها: متعددة
في عام 1512 وخلال إبحار البوكيرك من سواحل ماليبار، تعرض لعاصفة هوجاء كادت أن تودي بحياته. ولكنها أغرقت سفينته (زهرة البحار Flor Do Mar) بما تحمل من ثروته التي جمعها في غزواته. وصل في شهر سبتمبر من العام نفس إلى غوا حيث قمع ثورة بقيادة إضال خان. واتخذ بعدها اجراءات لسلامة وأمان المنطقة ساهمت في انتعاشها وإزدهار التجارة فيها.
كان ألبوكيرك قد تلفى أوامر من حكومته للإبحار نحو البحر الأحمر للسيطرة عليه أيضا وإخضاعه للمواصلات البرتغالية فقط . وفي عام 1513 حاصر عدن ولكنها فشل في إحتلالها. إلا أنه توغل في البحر الأحمر ليكون أول الأوروبيون الذين يبحرون فيه ولكن دون أي نتائج تستحق الذكر. وعاد لمهاجمة جزيرة هرمز عام 1515 واحتلها دون مقاومة وبقيت تحت السيطرة البرتغالية حتى العام 1622.
نهايته
نهاية البوكيرك كانت مريرة إذ كان له العديد من العداوات داخل القصر من الذين لم يدخروا سببا لإثارة غيرة الملك منه وتقليبه عليه. وقد ساعدت بعض تصرفات البوكيرك في وصولهم إلى مسعاهم. في طريق عودته من هرمز إلى غوا تلاقى مدخل ميناء غوا مع سفينة آتية من أوروبا تحمل رسائل وأوامر تضعه تحت إمرة عدوه الشخصي اللدود (لوبو سواريز دي ألبيرغاريا). لم يتحمل الصدمة فمات متأثرا بها. كان ذلك في 16 ديسمبر 1515. وقد دفن في مديتة غوا في الهند.
تكريم الملك
ولكن قبل وفاته تمكن من كتابة رسالة للملك يشير فيها بأدب مقنع إلى أعماله من أجل الإمبراطورية طالبا منه منح جميع الألقلاب والتكريم الذي يستحقه لإبنه من بعده. تأثر الملك وفعلا منح ابن ألبوكيرك ما طلبه أبوه بالكامل. وكرم بشخص ابنه (براس ي ألبوكيرك 1500 - 1580). وقد جمع ابنه مختارات من كتابات ومذكرات أبيه في كتاب أسماه (أقوال ألفونسو دي البوكيرك العظيم Commentarios do Grande Affonso d'Alboquerque) ونشره عام 1557.
وعرف بحبه لفاكهة المانجو وقد زرعت بكثرة في عهده، ومانجو الهند المعروفة باسم ألفونسو سميت كذلك تبعا له.