تقرير مفصل عن الخلايا الجذعية ، بحث حول الخلايا الجذعية
سبحان الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ! من أجل عملية تجدد الخلايا في الجسم، أوجد الله سبحانه خلايا من نوع خاص يمكنها التشكل، بأمر الله، إلى كل الأنواع المختلفة من الخلايا و في مكانها الصحيح. إنها الخلايا الجذعية. هذا عدا طبعاً دورها الأساسي في عملية النمو في الجنين و بعد الولادة.
فالخلايا الجذعية لديها قدرة مذهلة على التطور إلى أنواع مختلفة من الخلايا في الجسم أثناء الحياة المبكرة و النمو. وبالإضافة إلى ذلك، تقوم الخلايا الجذعية بالإصلاح الداخلي المنظم في الأنسجة المختلفة، و ذلك من خلال انقسامها المستمر طالما أن الشخص أو الحيوان لا يزال على قيد الحياة. عندما تنقسم الخلايا الجذعية، كل خلية جديدة لديها القدرة إما أن تبقى كخلية جذعية، أو أن تصبح نوع آخر من الخلايا مع وظيفة أكثر تخصصاً، مثل الخلايا العضلية، خلية الدم الحمراء، أو خلايا الدماغ أو القناة الهضمية ونخاع العظام أو القلب أو الكلى أو أي جهاز من أجهزة الجسم.
وتتميز الخلايا الجذعية عن أنواع الخلايا الأخرى بخاصيتين هامتين. الأولى: هي أنها خلايا غير متخصصة قادرة على تجديد نفسها من خلال الانقسام، وأحياناً بعد فترات طويلة من الخمول. و الثانية: في ظل بعض الظروف الفسيولوجية أو التجريبية، يمكنها أن تنقسم بانتظام لإصلاح واستبدال الخلايا البالية أو التالفة في الأنسجة المختلفة.
حتى وقت قريب، درس العلماء نوعين من الخلايا الجذعية من الحيوانات والبشر: الخلايا الجذعية الجنينية وغير الجنينية "جسدية". و قد اكتشف العلماء طرق لاستخلاص خلايا جذعية جنينية من أجنة الفئران في وقت مبكر و منذ أكثر من 30 عاماً، و بالتحديد في عام 1981. و في عام 1998، تم اكتشاف طريقة لاستخلاص الخلايا الجذعية من الأجنة البشرية و تنميتها في المختبر. وتسمى هذه الخلايا خلايا جذعية جنينية بشرية.
في عام 2006، قدم الباحثون اختراق آخر من خلال تحديد الظروف التي من شأنها السماح لبعض خلايا بالغة متخصصة و التمكن من "برمجتها" وراثياً لتحمل صفات تشبه الخلايا الجذعية. هذا نوع جديد من الخلايا الجذعية، وتسمى الخلايا الجذعية المحفزة (iPSCs).
ونظراً لقدرات التجدد الفريدة، فإن الخلايا الجذعية توفر إمكانات جديدة لعلاج أمراض مثل السكري، وأمراض القلب. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به في المختبرات و المشافي لفهم كيفية استخدام هذه الخلايا في العلاجات المستندة إلى الخلايا لعلاج الأمراض، و التي تعرف أيضاً باسم العلاجات التجديدية أو الترميمية.
الدراسات المختبرية للخلايا الجذعية تمكن العلماء من التعرف على الخصائص الأساسية للخلايا وما يجعلها تختلف عن أنواع الخلايا المتخصصة. يقوم العلماء باستخدام الخلايا الجذعية لاختبار علاجات جديدة وتطوير نظم و نماذج لدراسة النمو الطبيعي وتحديد أسباب العيوب الخلقية.
البحث على الخلايا الجذعية مستمر لتعزيز المعرفة حول كيفية تطور كائن حي من خلية واحدة، وكيف تستبدل الخلايا التالفة بالخلايا الصحية في الكائن الكبير. إن مجال أبحاث الخلايا الجذعية هو واحد من أكثر المجالات الرائعة في علم الأحياء المعاصر، ولكن، كما هو الحال مع العديد من المجالات، فإن أبحاث الخلايا الجذعية تثير الكثير من التساؤلات مع توسع البحث العلمي بشكل متسارع مما يولد الاكتشافات الجديدة.