علي الجارم (1881 - 1949 م) هو شاعر مصري من مواليد مدينة رشيد درس في الأزهر ثم التحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة وبعد تخرجه ذهب إلى بريطانيا في بعثة دراسية عام 1908م, وتدرج في وظائف وزارة المعارف وأصبح عام 1932 م عضوا بمجمع اللغة العربية الذي يطلق عليه مجمع الخالدين.
كان أديبا موسوعيا متعدد المواهب، جمع بين موهبة الشعر والنثر الأدبي.. فكان شاعرًا وقاصًا وروائيًا وناقدا ولغويا ونحويًا وتربويًا، عاصر كبار الشعراء والأدباء مثل شوقي وحافظ وطه حسين ومطران، وأسهم بزاد وافر في مجال الشعر والقصة والبلاغة والتاريخ الأدبي ، تفرغ الجارم للأدب بعد إحالته على المعاش وحينما انشأ ..مجمع اللغة العربية كان من أعضائه المؤسسين، وكانت له جهود في التعريب , إذ عرب كتاب "قصة العرب في أسبانيا".
وأسهم في التأريخ للأدب العربي بتأليفه كتاب "تاريخ الأدب العربي" مع آخرين، وفي مجال اللغة ألف الكثير من الكتب منها "النحو الواضح" و"البلاغة الواضحة", ترك الجارم تراثا نثريا يكاد يزيد عن تراثه الشعري كما أن بعض معاصريه اعتبروا رواياته التاريخية أهم من نثر أحمد شوقي وكان أبرزها الأعمال النثرية الكاملة التي صدرت في القاهرة عن الدار المصرية اللبنانية وتقع في 1040 صفحة تضمها ثلاثة مجلدات.
وقال أحمد علي الجارم – نجل الأديب الراحل- في مقدمة الجزء الأول إن والده كتب عشر روايات، مشيرا إلى أن ما اعتبره تأخرا في اهتمام الدارسين بتراث الجارم يعود إلى عدم إتاحة أعماله لفترة زمنية طويلة، حين منعت الرقابة العسكرية إبان حكم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر إعادة طبع مؤلفات الجارم بالإضافة إلى "مؤامرة الصمت" التي حيكت حوله في هذا العهد.
وضم المجلد الأول روايات فارس بني حمدان التي كتبها في العام 1945 والشاعر الطموح المتنبي وخاتمة المطاف في نهاية المتنبي ، في حين ضم المجلدان الثاني والثالث قصتي الفارس الملثم (1949) والسهم المسموم التي نشرت عام 1950 بعد وفاته إضافة إلى روايات مرح الوليد في سيرة يزيد الأموي ، وسيدة القصور آخر أيام الفاطميين في مصر(1944) وغادة رشيد التي كانت في السنوات الماضية مقررة على طلاب المدارس الثانوية في مصر وتتناول كفاح الشعب ضد الاستعمار الفرنسي (1798 – 1801)، رواية هاتف من الأندلس (1949) وشاعر ملك قصة المعتمد بن عباد إضافة إلى ترجمته عام 1944 لكتاب المستشرق البريطاني أستانلي لين بول وعنوانه "قصة العرب في إسبانيا".
كما ترك الجارم أعمالا مثل المعارضات في الشعر العربي، شارك في تأليف كتب أدبية منها المجمل في الأدب العربي، المفصل في الأدب العربي، النحو الواضح في 6 أجزاء بالاشتراك مع زميله الأستاذ مصطفي أمين إبراهيم، البلاغة الواضحة جزآن بالاشتراك مع زميله الأستاذ مصطفي أمين إبراهيم أيضا، علم النفس وآثاره في التربية والتعليم بالاشتراك مع نفس الزميل وكان هذا الكتاب من أوائل الكتب التي ألفت بالعربية في علم النفس .