بحث حول المرأة ودورها السياسي - دور المرأة السياسي - دور المرأة في الحياة العامة - ادوار المرأة
نحن لا نرفض أن يكون للمرأة دورها في السياسة والتنمية بل هذا هو الذي يجب شرعاً ويجب ديناً، ولكن لابد أن يكون سير المرأة وحركتها في إطار المرجعية الإسلامية الحاكمة
لسنا وحدنا الذين نكره أمريكا، معظم العالم يكره أمريكا التي تقول عن شارون أنه رجل سلام وتدين حركات المقاومة في فلسطين، وتعتبر أعمال إسرائيل من الدفاع عن النفس
• مقدمة
• دور المرأة في الحياة العامة
• دور المرأة في عصر النبوة
• قضية المرأة ضاعت بين الإفراط والتفريط
• دور المرأة في الانتفاضة الباسلة
• جماعة ترفض وتشذ عن الخط العام للأمة
• موقف من أروع المواقف في مخيم جنين
مقدمة
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خصنا بخير كتاب أنزل وأكرمنا بخير نبي أرسل، وأتم علينا النعمة بأعظم منهاج شرع، منهاج الإسلام (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، وأشهد أن سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، فمن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً، اللهم صل وسلم وبارك على هذا الرسول الكريم وعلى آله وصحابته وأحينا اللهم على سنته وأمتنا على ملته واحشرنا في زمرته مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، أما بعد،،،،
إلى أعلى
دور المرأة في الحياة العامة
فيا أيها الأخوة المسلمون، شهدت قطر في الأيام الماضية ندوة عالمية عن المرأة، ودورها في السياسة والتنمية، ومن حق المرأة بعد أن تعلمت وعملت أن يكون لها دورها في السياسة، في تنمية البلاد وفي مجالات الأنشطة المختلفة، فقد تعلمت المرأة كما تعلم أخوها الرجل، بل تفوقت عليه في كثير من الأحيان، في الشهادات الثانوية نجد الفتاة تحصد المراتب الأولى من مراتب المتفوقين، في جامعة قطر الطالبات أكثر عدداً وأشد حرصاً على التعلم وأكثر تفوقاً، ومن هنا كان للمرأة أن يكون لها دورها في الحياة العامة، وهذا لا يمنع منه الإسلام، الإسلام يرحب بأن تكون المرأة إلى جانب شقيقها الرجل في مناشط الحياة العامة، ما دامت ملتزمة بالضوابط الشرعية، القرآن الكريم يقول (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) في مقابل المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، فإذا كان شأن مجتمع المنافقون أن المنافقات بجوارهم يأمرون جميعاً بالمنكر وينهون عن المعروف فمجتمع المؤمنين، المؤمنات بجوار المؤمنين والجميع يقومون بدور واحد هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة دين الله في الأرض، النبي صلى الله عليه وسلم يقول "إنما النساء شقائق الرجال"، المرأة شقيقة الرجل، والقرآن الكريم يقول (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض) أي المرأة من الرجل والرجل من المرأة، هو يكملها وهو تكمله لا يستغني الرجل عن المرأة ولا تستغني المرأة عن الرجل، هذا ما يقرره القرآن، فليس هناك خصومة ولا عداوة بين الرجل والمرأة كما تصور ذلك بعض الفلسفات والديانات، بعضكم من بعض.
إلى أعلى
دور المرأة في عصر النبوة
ومن ينظر إلى المرأة في عصر النبوة يجد أن المرأة وقفت مع الرجل من أول يوم، أول صوت ارتفع بتأييد دعوة محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن صوت رجل، بل كان صوت امرأة، صوت خديجة
”
المرأة خلقت لنفسها لتقوم برسالة كما يقوم الرجل (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) رجالاً ونساء، فالمرأة لم تخلق للذة الرجل أو لخدمة الرجل، بل الفقهاء يقولون أن المرأة لا تجب عليها خدمة زوجها، معظم فقهاء المذاهب الأربعة يقولون تتفضل هي من مكارم أخلاقها ومن العشرة بالمعروف أن تخدم زوجها،
”
رضي الله عنها، وأول دم أريق في الإسلام، أول شهيد في هذا التاريخ، تاريخ الإسلام، لم يكن رجلاً، أول شهيد كان امرأة، سمية أم عمار وزوج ياسر رضي الله عنهم جميعاً، كان للمرأة دورها منذ بداية التاريخ الإسلامي، شاركت المرأة في نصرة الدعوة الإسلامية وشاركت في بناء الحضارة الإسلامية، المرأة هاجرت مع زوجها إلى الحبشة، كانت أسماء بنت عميس مع زوجها جعفر بن أبي طالب في الحبشة، وظلوا هناك حتى جاءوا في السنة السابعة للهجرة، من الحبشة إلى المدينة، كانت المرأة ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة قبل الهجرة، مع الأوس والخزرج، وكانت المرأة بعد الهجرة ممن قاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغزوات حتى ترجم الإمام البخاري في صحيحه (باب غزو النساء وقتالهن) وذكر أمهات المؤمنين والصحابيات اللائي شاركن في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم ومن منا لا يذكر نسيبة بنت كعب أم عمارة الأنصارية وقتالها في غزوة أحد وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ما التفت يميناً وشمالاً إلا وجدتها تقاتل".
المرأة كان لها دورها في عهد النبوة ونزل القرآن في عدة سور تتحدث عن المرأة، عشرات السور، وبعض السور أسماؤها تحمل اسم المرأة وهناك سورة (مريم) وهناك سورة (المجادلة): (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما) وقد رأى بعض الصحابة امرأة تسير مع عمر بن الخطاب وتطيل الكلام معه، فبعضهم اعترض وقال: ما هذه المرأة التي عطلتك يا أمير المؤمنين، قال: هذه المرأة التي سمع الله لها من فوق سبع سماوات (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله)، هناك سورة (الممتحنة) (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار)، وفي هذه السورة نفسها بيعة النساء للنبي صلى الله عليه وسلم في يوم الفتح (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ألاّ يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ...) إلى آخر الآية (.. فبايعهن واستغفر لهن الله).
كان للمرأة دورها في الحياة الإسلامية، ثم جاء دور التراجع، تراجع دور المرأة مع تراجع الحضارة الإسلامية ، وتخلف المسلمين فشاعت أحاديث موضوعة، مثل: لا تعلموهن الكتابة، ومثل: شاوروهن وخالفوهن، ومثل: دفن البنات من المكرمات، إلى آخره، وشاعت كذلك فتاوى متشددة منعت المرأة أن تذهب إلى المسجد للصلاة، في أول المرأة أجازوا للمرأة الكبيرة أن تذهب إلى المسجد، ثم جاء المتأخرون من الفقهاء وقالوا لا، حتى المرأة العجوز لا يجوز أن تذهب إلى المسجد، كما يقول الشاعر:
لكل ساقطة في الحياة لاقطة وكل كاسدة يوماً لها سوق
المرأة العجوز لها رجل شايب ينظر إليها، فمنعاً للفتنة نمنع النساء من الذهاب إلى المسجد، وحرمت المرأة من الذهاب إلى المساجد في كثير من البلاد الإسلامية، وقد رأيت في صباي بعض النساء يعشن ويمتن ولا يركعن لله ركعة، لماذا؟ لأنهن لم يجدن من يعلمهن، الفقهاء منعوا المرأة من المسجد، وقالوا على أبيها أن يفقهها في الدين، أو على زوجها أن يعلمها الدين، ولكن الزوج لم يعلم والأب لم يفقه، لأن الأب نفسه كان يحتاج إلى من يعلمه، وفاقد الشيء لا يعطيه وقد ضل من كانت العميان تهديه، حرمت المرأة من العبادة ومن العلم.
ذهبت في بعض البلاد الإسلامية في الهند وباكستان وبنجلاديش وحاضرت الرجال في المساجد ولم أجد امرأة واحدة، فقلت لهم أين النساء؟ قالوا المذهب الحنفي يمنع وصول المرأة إلى المسجد، قلت هذه فتوى قديمة، هذه المرأة الآن ذهبت إلى المدرسة وإلى الجامعة وإلى السوق وسافرت في الطائرات وكذا، لماذا تمنع من المسجد وحده؟ الفقهاء قالوا على الأب أن يعلمها، هل حينما ستعود إلى بيتك ستقص عليها هذه المحاضرة التي سمعتها؟ قال: لا، قلت فلماذا تحرمونهن؟، أبو حنيفة هذا هو الذي أجاز للمرأة أن تكون قاضية في غير المسائل الجنائية، وأبو حنيفة هو الذي أجاز للمرأة أن تزوج نفسها من كفء، ولو بغير إذن وليها، فلماذا تأخذون هذا الجانب المتشدد من المذهب الذي قيل في زمن معين ينبغي أن يتغير إذا تغير الزمن؟ الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والحال، هكذا رأينا المسلمين مع أن المرأة في عصر النبوة كانت تذهب إلى المسجد في الصلوات الخمس، في صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولم يكن الطريق مرصوفاً ولا مضاءً وقال الرسول صلى الله عليه وسلم "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله" يعني إذا طلبت المرأة أن تذهب إلى المسجد للصلاة أو لدرس العلم أو لموعظة فلا يجوز لزوجها بحال أن يمنعها، لا تمنعوا إماء الله مساجد الله.
شيوع هذه الفتاوى، وشيوع تقاليد غريبة عن الإسلام في كثير من المجتمعات حتى إن الرجل لا يستنكف ويخجل أن يتحدث عن اسم امرأته، كأن اسم المرأة عيب، يقول (الجماعة)، (العيال)، (الأولاد)، (الأهل) ونحن نقرأ عن عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها، عن ميمونة كذا، عن حفصة بنت عمر ولا حرج في ذلك، بل بعضهم إذا ذكر اسم المرأة يقول أعزك الله، المرأة أعزك الله، كما يقول الحمار أعزك الله، فكأن اسم المرأة نجس أو رجس من عمل الشيطان، هذا ما أنزل الله به من شيء.
إلى أعلى
قضية المرأة ضاعت بين الإفراط والتفريط
إن قضية المرأة ضاعت بين الإفراط والتفريط، ككثير من قضايانا الفكرية والاجتماعية الكبرى، أضاعها الغلو والإفراط من ناحية وأضاعها التسيب والتفريط من ناحية أخرى، ومن قديم اختلف الفلاسفة والحكماء والشعراء في قضية المرأة، حتى قال بعض الحكماء: المرأة شر كلها وشر ما فيها أنه لابد منها، ومستحيل أن يخلق الله شراً كاملاً ثم يكون هذا الشر لابد منه، والعجيب أن بعضهم ينسب هذا إلى علي ابن أبي طالبن، قلت لهم هل يقول هذا علي ابن أبي طالب عن زوجته فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين أنها شر كلها وأن شر ما فيها أنه لابد منها، مستحيل أن يقول ذلك، هذا ضد القرآن وضد السنة.
أحد الشعراء يقول:
إن النساء رياحين خلقن لنا وكلنا يشتهي شم الرياحين
ورد عليه الآخر بقوله:
إن النساء شياطين خلقن لنا نعوذ بالله من شر الشياطين
قلت لمن قال ذلك أنا أعارض الشاعرين، أعارض الأول والثاني، فالنساء رياحين ولكنها لم تخلق لنا، ما معنى أن المرأة خلقت للرجل؟ بل المرأة خلقت لنفسها لتقوم برسالة كما يقوم الرجل (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) رجالاً ونساء، فالمرأة لم تخلق للذة الرجل أو لخدمة الرجل، بل الفقهاء يقولون أن المرأة لا تجب عليها خدمة زوجها، معظم فقهاء المذاهب الأربعة يقولون تتفضل هي من مكارم أخلاقها ومن العشرة بالمعروف أن تخدم زوجها، فمن يقول أن المرأة خلقت لخدمة الرجل؟ المرأة خلقت لنفسها وليست للرجل، والشاعر الآخر يقول:
كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جر الذيول
لكن النساء في عصر النبي قاتلن وقتلن، والقرآن يقول (بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيل وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار) وهذا من الفريقين من الجنسين، لأنه قال (من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا ..) أي من النساء والرجال جميعاً، فالذي يقول هذا، هذا أمر مرفوض، ويقول الآخر وقد تولت إحدى النساء منصب الكتابة في الدولة يقول:
ما للنساء وللإدارة والحجابة والكتابة هذا لنا ولهن منا أن يبتن على جنابة
”
أعجب من هؤلاء الذين اشترتهم أمريكا والذين باعوا أنفسهم للشيطان يحامون عن هذه البلاد التي تريد أن تقتلعنا من جذورنا، أليس من حقنا على الأقل إذا لم نستطع أن نحارب أن نقاطع، المقاطعة هي الشيء الذي في أيدينا هل هذا يحتاج إلى قرار من ولي الأمر
”
هذا ينظر نظرة دونية للمرأة كأن المرأة خلقت للشهوة والغريزة فقط، لا، الشهوة والغريزة مشتركة بين الرجل والمرأة، القرآن يقول (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن)، فلماذا يقال هذا عن النساء؟ لقد شاعت نظرة دونية مؤسفة للمرأة في كثير من البلاد، وهذه النظرة ليست من الإسلام في شيء، ضاعت قضية المرأة بين المفرطين والمفرّطين، هناك المفرطون الذين أرادوا من المرأة المسلمة أن تتبع المرأة الغربية شبراً بشبر وذراعاً بذراع، لا يريدون لها أن تحتفظ بشخصيتها الإسلامية، بقيمها، بشريعتها، بضوابطها، وإنما تتسيب وتخرج كاسية عارية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "صنفان من أهل النار لم أرهما، رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة" كأنما يصور هؤلاء اللائى يلبسن الباروكات "كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا" هذا صنف، وصنف آخر يريد أن تظل المرأة حبيسة البيت، لا تخرج منه، حتى إن بعضهم قال – ويا لهول ما قال – إن المرأة الصالحة لا تخرج من بيتها إلا مرتين، مرة من بيت أبيها إلى بيت زوجها، والأخرى من بيت زوجها إلى قبرها، عجيب، مع أن القرآن يجعل الإمساك في البيوت والحبس في البيوت عقوبة للمرأة الزانية، كانت عقوبة في أول الإسلام حتى أقرت الحدود واستقرت الأحكام، (فأمسكوهن في البيوت حتى يتوافهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا).
في بعض بلاد الخليج رفضوا أن يكون للمرأة حق التصويت في الانتخاب، ناهيك بأن ترشح نفسها في المجالس النيابية أو المجالس البلدية، وهذا والله ليس من الإسلام في شيء، إنها غلبة العصبيات والتقاليد على التعاليم الإسلامية، أما التعاليم الإسلامية فتطلق المرأة لتعمل جنباً إلى جنب بجوار الرجل، قالوا المرأة نصف المجتمع، وهذا صحيح من الناحية العددية، ولكن المرأة أكثر من النصف ،لأنها تؤثر في النصف الآخر، تؤثر في زوجها إيجاباً أو سلباً، وتؤثر في أبنائها إيجاباً أو سلباً، ولهذا لا يجوز أبداً أن نعطل هذه الرئة، أو نهيض هذا الجناح، من جناحي المجتمع، لابد أن تسير المرأة مع الرجل جنباً إلى جنب، ولكن بشرط أن ترتبط بأوامر الله ونواهيه، نحن لا نرفض أبداً أن يكون للمرأة دورها في السياسة، ودورها في التنمية بل هذا هو الذي يجب شرعاً ويجب ديناً، ولكن لابد لنا أن ننبه هنا أن يكون سير المرأة وحركتها في إطار المرجعية الإسلامية الحاكمة، نحن لسنا أمة متسيبة، نحن أمة لها شرع، ولها دين ولها رسالة، فلابد أن تكون حركة المرأة كحركة الرجل منضبطة بالمرجعية الإسلامية، ليست مرجعيتنا وثائق الأمم المتحدة التي تريد أن تفرضها علينا، تريد أن تلغي جميع أشكال التمييز بين الرجل والمرأة حتى ما جاءت به القواطع الشرعية، هذه الوثائق لا تلزمنا نحن نأخذ منها ما يتفق مع قواطع شرعنا ونرفض ما ينافي ذلك، وكذلك حقوق وثيقة الطفولة وهذه الوثائق كلها وينبغي أن نتنبه للأفكار المسمومة، والمشبوهة التي تدخل في هذه الوثائق تحت عناوين مختلفة، مثل الصحة الإنجابية ومثل هذه الأشياء والتي يريدون بها أن يحلوا ما حرم الله وأن يسقطوا ما فرض الله، حركة المرأة ينبغي أن تنضبط في ظل المرجعية الإسلامية الحاكمة، ومع الاحتفاظ بالهوية الإسلامية المميزة، نحن لنا هوية تميزنا عن غيرنا فلابد أن نحتفظ بهذه الهوية بقيمها وأخلاقياتها وآدبياتها، يجب أن ننضبط بأحكام الشريعة في كل سلوكياتنا، وأن ننطلق من أهدافها الواضحة فلكل أمة أهدافها المنبثقة من رسالتها في الحياة، والمنبثقة من فلسفتها في الوجود، نحن لنا فلسفة غير فلسفة الغرب، ولنا رسالة غير رسالة الغرب، (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)، (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله).
في هذا الإطار وفي حدود هذه الضوابط ينبغي أن يكون سير المرأة ونهوض المرأة والحمد لله قد نهضت المرأة المسلمة في كثير من البلاد وعادت إلى مرجعيتها الشرعية، كان الحجاب فترة من الفترات يعتبر شاذاً، الآن اذهب إلى أي بلد عربي أو إسلامي تجد الحجاب ظاهرة منتشرة، لم يفرض أحد على هؤلاء الفتيات أن يعدن إلى الحجاب، هي حركة نسائية طوعية اختيارية، جاءت مع الصحوة الإسلامية، ينبغي أن نحرص على هذا التميز وأن نحرص على ثمار هذه الصحوة حتى تكون حركة المرأة حركة مباركة مثمرة تثمر الخير ولا تثمر الشر، وصدق الله العظيم (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا)، اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا، اللهم إنا نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا، اللهم آمين، ادعوا الله تعالى يستجب لكم.
إلى أعلى
دور المرأة في الانتفاضة الباسلة
الشهيدة وفاء إدريس
الحمد لله، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، واشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا وقائد دربنا محمداً عبد الله ورسوله البشير النذير والسراج المنير، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه الذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون، ورضي الله عمن دعا بدعوته واهتدى بسنته وجاهد جهاده إلى يوم الدين، أما بعد،،،
فيا أيها الأخوة المسلمون، لا زالت الانتفاضة المباركة ولا زالت المقاومة الفلسطينية الباسلة ولا زالت البطولات الفارعة الرائعة تفرض نفسها علينا نحن العرب والمسلمين، لا يجوز لنا بحال أن ننسى هذه الانتفاضة، وننسى هذه المقاومة وننسى هذا التاريخ البطولي الأسطوري الذي سجله
الشهيدة آيات الأخرس
أخوتنا وأخواتنا في هذه الأيام خاصة، وفي هذه المدة منذ أكثر من ثمانية عشر شهراً وحتى اليوم منذ بدأت هذه الانتفاضة المباركة المقدامة المعطاءة، التي نسأل الله تبارك وتعالى أن يثبتها ويسددها، وينصرها على عدوها، آخر هذه البطولات بطولات جنين، وشكر الله لأخينا الكاتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي الذي عنون لهذه القضية تحت عنوان (ملحمة لا مأساة) وأوصانا وذكرنا أن لا يغلب جانب المأساة على جانب الملحمة، هناك مأساة حدثت من غير شك، هذه الدماء التي سفكت وهذه الأرواح التي أزهقت، وهذه البيوت التي دمرت ما حدث من مآسي لا يمكن أن ننساه ولا يمكن أن ينساه التاريخ، وهو الذي أرسلت الأمم المتحدة أخيراً لجنة لتقصي الحقائق ولكن شارون وعصابته رفضوا استقبال هذه اللجنة، لكن التاريخ سيسجل على هؤلاء الطغاة المستكبرين ما ارتكبوا من مجازر، لن ينساها التاريخ وإذا نسيها التاريخ فلن ينساها الله تبارك وتعالى، الذي لا تخفى عليه خافية، ولا يغيب عليه سر ولا علانية، (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)، لا زالت المأساة حاضرة عندنا، ودور المرأة فيها مثل دور الرجل، وكنا تحدثنا عن المرأة في الخطبة الأولى، فلا يجوز أن نغفل دور المرأة في هذه القضية، الأمهات اللائى يحرضن أولادهن على الذهاب إلى المعركة، مثل أم نضال واللائى يستقبلن أولادهن الشهداء بالزغاريد والفتيات اللاتي قدمن أرواحهن رخيصة في سبيل الله، وفاء إدريس وآيات الأخرس وعندليب وغيرهن من هؤلاء البطلات، هؤلاء يثبتن أن المرأة قادرة على أن يكون لها دور في الحياة مع الرجل، هذا أمر نذكره بكل فخر واعتزاز
إلى أعلى
جماعة ترفض وتشذ عن الخط العام للأمة
مما يدمي القلب ومما يدمع العين أن نرى من بني جلدتنا، من يتكلمون بألسنتنا يحاول أن يشرد عن القطيع ويخرج عن الصف ويشذ عن الجماعة ويقول كلاماً مرفوضاً بكل منطق، مرفوضاً باسم الدين ومرفوضاً باسم الخلق ومرفوضاً باسم العرف ومرفوضاً باسم الوطنية لا يقبل بحال من الأحوال، وجدنا من يرفض الخط العام للأمة، ويغرد خارج السرب ويمشي وحده والنبي صلى الله عليه وسلم يقول "عليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار" هناك من ينكر على الأمة كراهية أمريكا ويقول أن هذه الكراهية كراهية عمياء، هل من يكره أمريكا في هذا الوقت تكون كراهيته عمياء؟ أولاً لسنا وحدنا الذين نكره أمريكا، معظم العالم يكره أمريكا وقد تبين ذلك في مؤتمر جنوب أفريقيا مؤتمر دربال ونحن لا نكره أمريكا من فراغ، إنما نكره أمريكا من أعمالها، أمريكا التي تقول عن شارون أنه رجل سلام وتقول عن عرفات أنه رجل إرهاب، أمريكا التي تدين الحركات حركات المقاومة في فلسطين، حماس والجهاد وكتائب الأقصى وتعتبر ذلك إرهاباً، ولا تعتبر أعمال إسرائيل إرهاباً ولا عنفاً بل هي من الدفاع عن النفس، إنها تتفهم حاجة إسرائيل إلى الدفاع عن نفسها، أليس من حقنا أن نكره أمريكا وقد وقفت هذا الموقف المتحيز الظالم، عجباً لمن يقول إننا نكره أمريكا كراهية عمياء، أحب أمريكا ما شئت ولتحشر معهم اقبل أن تحشر مع بوش ونائبه ووزير دفاعه، فقد جاء في الحديث "من أحب قوماً حشر معهم"، أحب هؤلاء فنحن نتقرب إلى الله بكراهيتهم، ما داموا على هذا الموقف، ويقول هؤلاء: إننا لا نتصرف تصرفاً حكيماً حينما نحرق علم إسرائيل وعلم أمريكا ويغار كل الغيرة على علم إسرائيل وعلى علم أمريكا ويقول فيما قال: لا يجوز بأي حال حرق علم أي دولة لأي سبب كان، يا لله، العالم كله من مشرقه إلى مغربه ومن شماله إلى جنوبه ومن عربه إلى عجمه ومن مسلميه إلى مسيحييه إلى وثنييه كل هذا العالم يحرق أعلام الدول التي يختلف معها، لماذا تستكثر علينا أن نحرق إسرائيل أو علم أمريكا؟ هذا تعبير عن الغضب على هؤلاء، العالم أقر هذا كله، ولكن هؤلاء الذين يشذون عن الجماعة ومن شذ شذ في النار، يريدون أن يتخذوا لهم طريقاً وحدهم، ويعيبون علينا أننا نفتي بتحريم شراء البضائع الصهيونية والأمريكية ولست وحدي الذي أفتيت بهذا، أفتى بهذا علماء كثيرون منهم مفتي مصر السابق ومنهم عدد من العلماء في بعض المجامع الفقهية حوالي ثلاثمائة عالم قالوا بتحريم شراء البضائع من الأعداء لأن هذا تعاون على الإثم والعدوان، وقلت في فتواي إن هذا أمر يحتاج إلى إنشاء لجان شعبية تنظم هذه المقاطعة، وترتب الأولويات، أي البضائع أولاً، البضائع الأمريكية الخالصة ثم البضائع الأمريكية المصنوعة في بلادنا، ما حاجتنا إلى أن نشتري السجائر الأمريكية بالمليارات، ما حاجتي أنا إلى أن أشتري سيارة أمريكية، وأنا أستطيع أن أشتري سيارة يابانية، لماذا يحامي هؤلاء عن المصالح الأمريكية؟ أعجب من هؤلاء الذين اشترتهم أمريكا والذين باعوا أنفسهم للشيطان يحامون عن هذه البلاد التي تريد أن تقتلعنا من جذورنا، أليس من حقنا على الأقل إذا لم نستطع أن نحارب أن نقاطع، المقاطعة هي الشيء الذي في أيدينا هل هذا يحتاج إلى قرار من ولي الأمر، لابد من ولي الأمر أن يقول لك لا تشتري سجائر أمريكية؟ لا تركب سيارة أمريكية؟ هذا من حقك، ما دخل ولي الأمر في هذا؟ هذا أمر ينظمه الناس في كل العالم، بين بعضهم وبعض، فماذا يقول هؤلاء؟ أعجب لهذا المنطق الأعوج الأعرج الذي يدافع عن بضائع إسرائيل وبضائع أمريكا، ولكن الإنسان إذا انحرف عن الطريق المستقيم، ولم تعد رؤيته مقيدة بمنهج الله ومشى في ركاب الآخرين أصابه الهوس وأصابه الخطل والزلل (أفرأيت من اتبع إلهه هواه وأضله الله على قلبه وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهده من بعد الله)، رأينا أناساً في بعض البلاد ينادون بالتطبيع مع إسرائيل، وهي تحتل الأرض وتهتك العرض وتسفك الدم وتشرد الأهل وتفعل ما تفعل ويأتي هؤلاء يقولون ليس لنا إلا أن نطبع مع إسرائيل وهؤلاء يقولون ليس لنا إلا أن نضع أيدينا في يد أمريكا، نضع أيدينا في يد أمريكا إذا كانت مع العدل، إذا وقفت مع الحق، إذا تركت هذا الانحياز الأعمى، هذا هو الانحياز الأعمى، هؤلاء هم الذين يحبون أمريكا حباً أعمى، نحن نكرهها كراهية مبصرة لأنها مبنية على أسس، وعلى أصول وهم يحبونها حباً أعمى.
خيبة الله على هؤلاء الذين يريدون أن نبيع أوطاننا ونبيع ديننا ونبيع قيمنا بثمن بخس وبغير ثمن قط، لا والله، نحن قد بعنا أنفسنا لله وحده، رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً نسالم من سالمنا ونحارب من حاربنا نوالي من والانا ونعادي من عادانا وعادى الله ورسوله والأمة، والله تعالى يقول (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه).
نسأل الله تبارك وتعالى أن ينير بصائرنا وأن يسدد خطانا وأن يثبت على الحق أقدامنا، وأن ينصر أخوتنا في فلسطين، اللهم انصر أخوتنا في فلسطين، اللهم سدد رميتهم وقو شوكتهم واجمع على الحق كلمتهم.
إلى أعلى
موقف من أروع المواقف في مخيم جنين
نسيت أيها الأخوة أن أذكر موقفاً من أروع المواقف شهدته بالأمس، جاءت البضائع الأمريكية إلى مخيم جنين الذي لا يجد أهله القوت، البضائع الأمريكية من المشروبات والمأكولات وألعاب الأولاد فرفضها أهل جنين، رفضها أهل المخيم وقالوا نموت جوعاً ولا نقبل أغذية جاءت من بلاد قتلنا بأسلحتها، وأيدوا عدونا في قتلنا، حيا الله أبناء جنين، حيا الله بنات جنين، حيا الله رجال جنين، حيا الله نساء جنين، وباعد الله أولئك الذين لا يفقهون ولا يعلمون ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يهيئ لنا من أمرنا رشدا.
اللهم عليك باليهود المعتدين الغادرين، اللهم عليك بشارون وعصابة شارون ومن ناصر شارون، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر، اللهم اسلب عنهم حلمك وإمهالك، اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم أزل دولتهم، وأذهب عن أرضك سلطانهم، ولا تدع لهم سبيلاً على أحد من عبادك المؤمنين، اللهم هيئ لإخواننا المجاهدين في فلسطين نصراً عزيزاً، اللهم افتح لهم فتحاً مبيناً، اللهم اهدهم صراطاً مستقيماً، اللهم اجعل يومهم خيراً من أمسهم واجعل غدهم خيراً من يومهم وأحسن عاقبتهم في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا ومن عذاب الآخرة، اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.
اللهم آمين، وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
حقوق المرأة في الإسلام
القرضاوي ود. يوسف عبيدان خلال المحاضرة
المرأة نصف المجتمع من حيث الكم والعدد ولكنها في الواقع وفي التأثير أكثر من النصف
الإسلام يراعي الحقوق من حيث اهتمامه برعاية الواجبات لأن كل حق للإنسان هو واجب على غير
لا يجوز أن نتسول على موائد الغرب وعندنا ثروتنا القيمية والأخلاقية والتشريعية والفكرية الهائلة التي لا يوجد عشر معشارها عند غيرنا فلسنا بحاجة إلى غيرنا
نظم المجلس الأعلى لشؤون الأسرة لقاء علمياً تحدث فيه القرضاوي عن حقوق المرأة في الإسلام وبعد تمهيد لهذا اللقاء قدمه د. يوسف عبيدان عميد كلية الاقتصاد بجامعة قطر سابقاً، تحدث