الوقت المخصص للتعليم: هو كمية الوقت التي يستثمرها الطلبة بكفاءة علية من أجل التعلم
هدر الوقت: هو كل الفترات الزمنية غير المستثمرة من الوقت الرسمي المخصص للتعليم وأنشطته المختلفة، والتعرف على هذه الفترات ثم حصرها وتحديد أسباب عدم استثمارها من أجل السعي لتلافي ذلك مستقبلاً.
في دراسة (زينب الجبر 1995) بشأن " إدارة الوقت لدى مديرات الإدارة المدرسية المطورة " وتهدف الدراسة إلى رصد الوقت المستغرق في تأدية المهام التي تقوم بها أربع مديرات لمدارس تجربة الإدارة المدرسية المطورة، والتركيز على المهام غير المهام الروتينية التي تدور حول: الأهداف، المعلمون، الطلبة، المناهج، المجالس التربوية والعلاقات الإنسانية وقد استخدمت بطاقة ملاحظة مضبوطة لمدة أسبوع، ظهرا نتائج الدراسة أن المديرات عملت بمعدل (30) في الأسبوع وقامت بـ(74) فعالية بمعدل (19) فعالية كل يوم، وكان توزيع الوقت على النحو الآتي:
37% من الوقت صرف في أعمال مكتبية
17% من الوقت صرف في اجتماعات غير رسمية
10% من الوقت صرف في مهام خاصة بأمين المدرسة
10% من الوقت صرف في مكالمات هاتفية
7% من الوقت صرف في جولات داخل المدرسة
7% من الوقت صرف في حضور الدروس (دخول الفصول)
5% من الوقت صرف في حضور طابور الصباح
3% من الوقت صرف في الاجتماعات الرسمية
2% من الوقت صرف في أنشطة خارج أوقات الدوام
(المجلة التربوية، العدد 47، ربيع 1998م).
دراسة عبدالعزيز العريني، " عوامل هدر الوقت المخصص للعملية التعليمية في المدارس الابتدائية من وجهة نظر مديريها"، جامعة الملك سعود، كلية التربية بالرياض، المجلة التربوية، العدد 62 شتاء 2002م:
وتهدف الدراسة على التعرف على أهم عوامل هدر الوقت،ومساعدة مدراء المدارس في تنظيم أوقاتهم واستثمارها في الأمور الهامة، والتعرف على المشكلات التي تسهم في ضياع وقت المدير والعاملين معه، واستخدم الباحث استبيان يحوي (37) عاملاً من العوامل المضيعة للوقت، واتفق أكثر أفراد العينة على جميع عوامل هدر الوقت بدرجة متوسطة (2،44 من أصل 4 درجات)
عوامل هدر الوقت:
عدم وجود بديل فوري للمعلم الذي يغيب بصورة مفاجئة وطويلة
عدم استغلال وقت حصة النشاط بالشكل المناسب
إقامة الدورات التدريبية للمعلمين خارج المدرسة أثناء الدوام الرسمي
تأخر الدراسة في بداية العام نتيجة لعدم اكتمال المعلمين بالمدارس
حضور معلم بديل للمعلم الأساسي لأجل حفظ النظام بالفصل فقط
تخصيص المعلم جزءاً من وقت حصته لتصحيح إجابات التلاميذ
تخصيص المعلم جزءاً من وقت حصته لرصد تقديرات التلاميذ
عدم التخطيط المسبق لوقت الحصة من قبل المعلم
غياب المعلم عن حضور بعض حصصه
مراجعة بعض أولياء أمور التلاميذ للمدرسة وطلبهم مقابلة معلم المادة
قيام مدير المدرسة بعقد اجتماع للمعلمين أو بعضهم أثناء الدوام الرسمي
انتهاء المعلم من التدريس قبل نهاية وقت الحصة الرسمي
حضور المعلم لبعض الحصص متأخراً
عمل بروفات تجريبية لفقرات الحفل الختامي أثناء الدوام الرسمي
إجراء نشاط مدرسي بهدف شغل فراغ الطلاب فقط
التوقف عن التدريس قبل وبعد الموعد الرسمي لإجازات الأعياد بسبب غياب عدد كبير من الطلاب عدم قيام المعلم بالتدريس لظروفه الصحية مقاطعة المعلم أثناء عملية التدريس لأمور مثل: إعلان هام، متابعة الحضور والغياب
الانشغال بأنشطة خارج المدرسة كالمشاركة بأسبوع المرور
استخدام الهاتف الجوالـ(النقال) أثناء الحصة
إمضاء جزء من وقت الحصة في إحضار المواد التعليمية أو الوسائل
تعطيل جهاز التكييف أو التبريد وإنهاء زمن الحصة قبل موعدها
تأخر الطلاب عن الحصة التالية لحصة التربية الرياضية أو التربية الفنية
تأخر بعض الطلاب عن الحصة الأولى
توجيه المعلم الطلاب إلى المكتبة لانشغاله بأعمال خاصة بالمدرسة
عدم انتظام الدراسة مع بداية العام الدراسي بسبب تأخر الطلاب تسليم الكتب المقررة
السماح للطلاب بإنجاز الواجبات المنزلية أثناء الحصة
تأخر الطلاب عن الحصة التالية للفسحة (الفرصة، الإفطار، الصلاة)
عند الحديث عن تنظيم وقت الدراسة يتبادر إلى الذهن مفهوم " نظام اليوم المتكاملـ"– Integrated Day، الذي يكون من الصعب تطبيقه في الفصول أو المراحل التعليمية العليا، إلا أن تطبيقه مناسب في مناهج رياض الأطفال، أو الصف الأول والثاني الابتدائيين، ولما كان المنهج يحتوي على عدة مواد دراسية كان لا بد من اختلاف طول أو زمن الحصة من مادة ومادة أخرى، لكن قليل من الأنظمة التعليمية من تراعي هذا الأمر، وكم يقول التربويون أن اللغات والرياضيات والمواد الاجتماعية تطلب جهداً عقلياً أكبر وبالتالي تحتاج وقتاً طول، ويقال أن زمن الحصة في معظم المدارس يتراوح ما بين 35-60 دقيقة.
وهناك ربط بين تنظيم وقت الحصة أو الدراسة ويبن استخدام المكان والوسائل الأخرى من مادية وبشرية، ونظام اليوم المتكامل سالف الذكر يتيح فرصة أفضل للمعلم لتنظيم هذه الجوانب بحيث يؤدي الطلبة أنشطة مختلفة في آن واحد، وليس بالضرورة أن يؤدوا نفس النشاط، ويميز بعض التربويين بين تنظيم وقت درس المعرفة ودرس المهارة، فالمعلم يحتاج في درس إلى:
10% من الوقت في المقدمة وهي عبارة عن محاضرة أو أسلوب إلقاء
65% من الوقت في أنشطة مرتبطة بموضوع الدرس
25% من الوقت في المراجعة وتقويم ما تعلمه التلاميذ
وفي درس المهارة يحتاج:
15% من الوقت في شرح المهارة المطلوب اكتسابها
25% من الوقت في عرض المهارة
60% من الوقت في ممارسة التلاميذ المهارة تحت إشراف وتوجيه المعلم
هناك من ينادي أن التعلم ببطء تؤتي ثماره بالنسبة للتلاميذ ما بين الخامسة والحادية عشر من العمر وهؤلاء يحتاجون أكثر إلى عملية استدماجAssimilation، وهي عبارة استقبال وتحليل معنى المعلومة الجديدة، بينما التلاميذ الكبار فهم يحتاجون إلى عملية توافقAccommodation وهي عبارة عن إيجاد العلاقة بين المعلومة الجديدة والمعلومة القديمة.
أين يذهب وقت المعلم؟
لا تنتهي قائمة الأعمال التي يقوم بها المعلم يومياً، أين يذهب وقت المعلم (الثمين)؟ أليس بالإمكان أن يختصر الوقت الذي يصرفه في أعمال لا تساعد كثيراً في عملية التعلم و التعليم؟ هل يمكن أن يستعين المعلم بزميل له في إعداد وسيلة ما أو تعليم مهارة عندما تكون قدرات المعلم محدودة في ذلك المجال؟
هناك بعض المهام التي تأخذ وقت المعلم كما في العبارات التالية:
يخبر التلاميذ بما يجب عمله
يشرح الدرس أو الموضوع لمن لم يفهم هذا الموضوع
يرد على تلميذ ماذا يفعل بعد ذلك
يجيب على تساؤل تلميذ حول ما يقوم بأدائه
يرد على تلميذ يتأكد إذا كان قد عمل الشيء الذي طلبه المعلم منه
تعليق على نظام الصف أو الإخلال بهذا النظام
يتابع غياب التلاميذ
يستلم تقريراً أو أي شيء من إدارة المدرسة
أعمال أخرى.. ما هي؟
.................................................. .....................................
أهمية الوقت: الوقت عنصر مهم من عناصر إدارة الفصل، بل مهم في أي إدارة أخرى، فالوقت لا يشترى ولا يقترض ولا يسترد أو يخزن أو يستبدل..أو.... لكنه عنصر غال ويتميز بالندرة، ولا يمكن تأجيل الاستفادة به.
يقولـ"وتن وكاميرون ": عن أنماط الناس في استخدامهم للوقت، هناك:
من يؤدي الأعمال التي يحبونها، ثم يأتي دور وأداء الأعمال التي لا يحبونها
ينجز بعضهم الأعمال التي يجيدونها بسرعة أكبر من إنجاز الأعمال التي لا يحسنون أداءها
يؤدون أداء الأعمال السهلة قبل الأعمال الصعبة
يرغب بعض في إنجاز الأعمال السريعة التي تستنفذ وقتاً قصيراً قبل غيرها
يميل بعض إلى أداء الأعمال التي تتوفر فيها الإمكانات اللازمة
يقوم بعضهم بأداء الأعمال المبرمجة أو المجدولة كالاجتماعات قبل الأعمال غير المجدولة
يؤدي بعض المطالب التي يتوقعها الآخرون قبل مطالبهم
يقوم بعض بأداء الأعمال الطارئة أو العاجلة قبل غيرها
يمارس بعض الأنشطة التي تقربهم إلى أهدافهم أو تحقق مصالحهم
يقوم بعض بالعمل من أجل أناس مهمين
ينجز بعض الأعمال الصغيرة أولاً
يوجد أربعة أشخاص يتعاملون مع عنصر الوقت:
المضيع للوقت: ذلك الشخص الذي يفلت منه الوقت ولا يعمل شيئاً، فهو لا يشعر بأهمية الوقت أو غير قادر إنفاقه فيما ينفعه أو ينفعه غيره
المستخدم للوقت: يقوم شخص بأنشطة معينة، تعامله مع الوقت يقتصر على إشغال هذا الوقت كي لا يكون عاطلاً
المستفيد من الوقت: وهو استخدام الوقت من أجل شيء نافع له أو لغيره
المنجز يحقق الشخص نتائج أو يصل إلى أهداف محددة من خلال الأنشطة التي يمارسها فيما يتاح له من وقت.
يوجد نوعان من الوقت: الوقت المتحكم فيه أي يمكن أن يوجهه ويستغله ويتصرف به كيف يشاء
والوقت غير قابل التحكم ولا يستطيع السيطرة عليه أو يخضعه لتخطيطه أو يستغله
نصح الباحثون عدة خطوات لحث الناس على استغلال أوقاتهم، أو توظيف الوقت للوصول إلى الأهداف المطلوبة:
• حدد الأهداف التي تريد تحقيقها، رتبها حسب أهميتها
• ضع قائمة يومية بالمهام التي تود أداءها
• رتب المهام حسب أهميتها
• قدر الوقت اللازم لأداء هذه المهام
• حدد مضيعات للوقت والوقت الذي تستهلكه هذه المقاطعات
• لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد
• ركز على شيء واحد هام واعمله
سجل للوقت:
أ- درجة أهمية العمل: مهم جداً لا بد من عمله، مهم يجب عمله، غير مهم نسبياً، غير مهم ولا يجدي.
ب – درجة التفويض الممكنة: يمكن تفويض شخصاً قريباً أو بعيداً
ج- درجة الاستعجال أو الضرورة: ضروري جداً لا بد من عمله الآن، ضروري يجب عمله، ليس ضرورياً ويمكن عمله في وقت آخر، الوقت غير مهم هنا
د- العلاقات: مقابلة أشخاص يومياً، مقابلتهم بكثرة ليس يومياً، يجب أن تراهم أحياناً، لست بحاجة لمقابلتهم. (استراتيجيات التغيير وتطوير منظمات الأعمال العربية، سعيد يس عامر، القاهرة، 1993)
طرق التدريس:
تنظيم تعلم التلاميذ داخل غرفة الدراسة يحتاج إلى التعامل مع وقت الحصة وأهمية الموضوع ونوع الأسلوب في عمليتي التعلم والتعليم، ولا بد من وجود استراتيجية تعليمية: Teaching Strategy التي هي عبارة عن خطوات سير الدرس والإجراءات التي يتبعها المعلم لتوجيه نشاط وعمل تلاميذه أو إثارة رغباتهم وميولهم نحو التعلم، أو هي عبارة عن أساليب التفاعل اللفظي والاجتماعي وتوفير المناخ التنظيمي والنفسي وحسن توزيع الوقت بين الأنشطة وتحديد المهام للتلاميذ حسب الخطة أو الهدف المرسوم، وطرق التدريس مثل الإلقاء والحوار والتعلم بالاكتشاف أوحل المشكلات وتمثيل الأدوار، والتعليم المباشر والتعليم التفردي والتعليم الفريقي والتعليم باستخدام الوسائل السمعية والبصرية وتوزيع التلاميذ حسب المجموعات، على أي حال التدريس المتميز يتصف بعدة صفات منها تحديد استراتيجيات التدريس المغايرة لطرق التدريس، ودافعية نحو التعلم والربط بين الدافعية والجودة.
وتنوع طرق وأساليب التدريس يعني جودة في التعليم، ويجب أن يؤمن المعلم أن عملية التدريس مهمة حياتية وليست مهمة وظيفية.... كيف؟
وهذه بعض الأساليب وطرق التدريس التي تساعد المعلم على حسن إدارة فصله:
• أسلوب التعليم التفردي: هناك فرق بين التعلم الفردي والتعليم التفريدي، فالتعليم التفريدي عبارة عن أن كل تلميذ له مهام وأنشطة خاصة به وذلك حسب حاجاته وقدراته وميوله، بينما العمل الفردي فهو أن التلاميذ يعملون نفس المهام التي طلبها منهم المعلم، إلا أن كل تلميذ يعمل لوحده.
• أسلوب العمل في مجموعات، وهذا الأسلوب يساعد التلاميذ على التعلم بالمشاركة، ويتعرف كل تلميذ نقاط القوة والضعف عنده وعند زملائه، ويساعد بطيئي التعلم على التغلب على الشعور بالفشل والاعتماد على النفس وتبادل الآراء بين التلاميذ واحترام الرأي الآخر:
أنماط " العمل في المجموعات ": يوجد أسلوبان أسلوب يجلس التلاميذ معاً في مجموعة لكن كل واحد منهم يعمل منفرداً ومستقلاً (عمل جماعي / فردي)، وأسلوب العمل الجماعي أن كل تلميذ يسهم في أداء مهمة مشتركة.
•التعليم المباشر: ويتم عن طريق: المحاضرة والإلقاء والعرض وطرح الأسئلة، ويتأكد هذا التعليم في بعض الحالات من مثل عندما يلجأ المعلم إلى طريقة الحفظ ليتأكد من أن التلاميذ قد حفظوا، أو يلجأ المعلم في بداية الحصة إلى طريقة الشرح أو عرض بعض الأشياء خاصة إذا كانت المعلومات جديدة على التلاميذ
من ملامح التعليم المباشر الممارسة الموجهة، الممارسة والتغذية الراجعة تساعدان على الإتقان في المهارة،، وجاء التأكيد في أن التغذية الراجعة يجب أن تكون سريعة وتكون وسيلة لمساندة تعلم التلاميذ وتنمية فهمهم (دراسة مركر وفيشر MerckerandFisher)، وعلى المعلمين مراقبة التلاميذ لأن بعضهم قد يخفق في إدراك أنه وقع في الخطأ، لذا على المعلم طرح الأسئلة أو مراقبة أداء وسلوك المتعلمين هل هم مندمجون في العمل أو الأنشطة أم لا؟
لا بد من توفير الأنشطة لممارسة ما تم تعلمه، إلى جانب تخصيص الوقت الكافي لذلك، لأنه من الخطأ الافتراض أن التلاميذ الذين تعلموا شيئاً جيداً سوف يقدرون ممارسة هذا التعلم فيما بعد، وهذا يعني أن الاستخدام المتكرر من قبلهم، يعطي الضمان على الاتقان في هذه المهارة
هناك ثلاثة أمور في التعليم المباشر تساعد على ترسيخ فاعلية التعلم:
• تعلم الجديد يتطلب ربطه بالتعلم السابق عليه، وهنا تأتي أهمية مرحلة التمهيد أو الاستهلال
• يتطلب الاتقان الممارسة المناسبة من خلال التكرار وضرب الأمثلة المنوعة يحتاج المعلم لتدريس التلاميذ إلى رموز متخلفة تساعدهم على الاستدعاء والأداء، مثل حرف (S) يشبه ثعبان.
• في نهاية الدرس يحتاج المعلم إلى فترة " المراجعة " REVIEW، حيث يسأل تلاميذه عما تعلموه من أجل تقييم أدائهم، والتعلم من أخطائهم، هذه المراجعة تزيد وعيهم وتعلمهم التقويم الذاتي.
هناك نوع؟ آخر من التعليم المباشر وهو التدريس المباشر بالتفويض، مثل التدريس الخصوصي الذي يقوم به الوالدين أن يعلم أحد التلاميذ زميله مسألة حسابية، أو استخدام برامج الكمبيوتر أو الرزم في التعلم الفردي، مع توفر التغذية الراجعة ووضوح الهدف.
للتعليم المباشر خمس خطوات:
التهيؤ: وهو أن يراجع المعلم أهدافه ويقدم خلفية من المعلومات ويشرح أهمية الدرس ويجعل التلاميذ مستعدين لمهارة التعلم.
عرض البيان: عرض بيان بالمعرفة أو المهارة مع إثارة الدافعية
ممارسة المهارة: يتدرب التلميذ على المهارة أو الخبرة بتوجيه مباشر من المعلم
التغذية الراجعة: يراجع المعلم ويتأكد من فهم واستيعاب التلاميذ وأنهم يؤدون أداء صحيحاً
الممارسة الحياتية: يتيح المعلم الفرص للتلاميذ لنقل الخبرة والمعرفة وتطبيقها في مواقف الحياة
نقد التعليم المباشر:
يوجه النقد في التعليم المباشر أن التلاميذ لا يشاركون بشكل فعال في الصف، وذلك بسبب ترتيب المقاعد، كما في ترتيب أو شكل صفوف وأعمدة للمقاعد، كما لاحظ كل من (آدمز وبيدل - AdamsandBiddle، 1970م)، أن هناك مجموعة من الطلبة تكون تحت نظر ورعاية وأسئلة المعلمين (64% من أسئلة المعلم تطرح عليها)، وهذه المجموعة وحدها تشارك في المناقشة بينما بقية التلاميذ يكون دورهم سلبياً، وسميا الباحثان مكان المجموعة المشاركة في الصف بمنطقة الفعلـ(actionzone)، وعزا الباحثان موضع المعلم في الصف الذي عادة ما يقف في منتصف الصف أو أمامه، والتقاء بصر المعلم بأبصار التلاميذ، فالمعلمون على اتصال بصري مع (منطقة الفعل) (انظر شكل 122)
وينقد التعليم المباشر على أن شرح المعلم قد يشغل ما بين نصف إلى ثلاثة أرباع وقت الحصة، وهذه النسبة ظلت ثابتة كما يقولـ"كوبان،Cubaan، 1984م" معظم القرن العشرين، وظهرت محاولات لخلق نموذج تدريسي يقلل من وقت شرح المعلم كما في تدريس المهارات والأنشطة وتفعيل دور المتعلم.
• التعلم بالاكتشاف: ويقصد به توجيه المتعلمين إلى اكتشاف شيء بعد تفاعلهم بموقف تعليمي وعلى المعلم التفكير بهذا الأسلوب واتباع عمليات التخطيط والتنظيم كي ينجح أو يحقق الأهداف المطلوبة وخاصة ما يتعلق بتعلم المفاهيم في مجال اللغات، مثل أنواع الأفعال والجمل وأدوات الاستفهام، وفي مجال الرياضيات تعلم مفاهيم: العنصر والمجموعة والآحاد والعشرات.. وهكذا في بقية المواد، ويساعد التعلم بالاكتشاف التلاميذ التعلم الذاتي والتدريب على حل المشكلات مع إعطاء الحرية للتلميذ في التعلم وإن يخطئ.
• التعلم بالحوار والمناقشة: هذا الأسلوب يساعد التلاميذ على تنمية التفكير، خاصة إذا وضع المعلم استراتيجية وحدد أهدافه، ويعود تلاميذه على أساليب النقاش والاستماع إلى الآخرين وطرح الأسئلة ومحاولة البحث عن الأجوبة.
• التعليم الفريقي Team Teaching: وهو عبارة عن مجموعة من المعلمين (3-7) يقومون بالتدريس حسب طبيعة المادة أو الموضوع، ويستفيد التلاميذ من القدرات التي يمتلكها المعلمون ومهمة المعلمين وضع الخطة وتحديد الأهداف واختيار المحتوى العلمي والأنشطة ومصادر التعلم وإعداد الوسائل ووسائل وأدوات التقويم، ويوجد منسق للفريق وهو بمثابة رئيس ومهمته توزيع الأدوار والأنشطة والخبرات، أسلوب التدريس الجمعي لتلاميذ الفصل ككل، وهذا الأسلوب الأكثر تفضيلاً لدى المعلمين ذلك أن هناك تعليمات عامة لا بد أن تعطى للتلاميذ قبل بدء العمل، كذا عرض الأفلام أو الوسائل السمعية والبصرية يتم عرضها على التلاميذ، وفي بداية الدرس يحتاج المعلم أن يقدم مقدمة ويحدد الأفكار الرئيسة قبل البدء بالعمل الفردي.
• أسلوب الوحدة التدريسية حيث ينظم فيها النشاط أو المواد التعليمية كوحدة متكاملة غير مجزأة وتعرض الخبرات التعليمية على التلاميذ، ويسمى هذا الأسلوب بـ"طريقة المشروع " المشروع عبارة عن خطة أو نشاط يقوم به التلاميذ بهدف تحقيق هدف معين، ويمر بعدة مراحل: اختيار المشروع أو موضوعه ثم التخطيط والتنفيذ وأخيراً التقويم والنقد...
التعليم التعاوني:
ترجع فكرة التعليم التعاوني إلى " جون ديوي " عندما كتب كتابه " الديمقراطية والتربية"، واقترح أن تكون الفصول الدراسية عبارة عن مجمعات ومنشآت في المجتمع، وأن يخلق المعلمون نظاماً اجتماعياً تسوده الديمقراطية، وعلى المعلمين إثارة دافعية التلاميذ ليعملوا متعاونين، وفي عام 1960م جاء تلميذه " ثيلين " ودعا إلى أن يعمل التلاميذ في جماعات في المختبر أو المعمل وأن يكون هدفهم بحث المشكلات الاجتماعية والشخصية التي تواجههم، ثم جاء كل من " إدوارد ومركر" وانتقدا نظرية " بياجيه " التي تركز على الفردية، مما يعني تكريس الأنانية والذاتية، بينما المطلوب هو التعاون والتضحية والاهتمام بالآخرين، وهذا يؤكد على التفاعل مع الآخرين والتفاوض والتشارك في التعلم الصفي، وظهرت " نظرية فيجوتسكي" التي أكدت على فرص التضافر والتعاون وجودة ونوعية التفاعل اجتماعي. (استراتيجيات التدريس والتعلم، جابر عبد الحميد)
يهدف هذا التعليم ما يلي:
• التحصيل الدراسي: حيث يهدف هذا التعليم إلى تحسين أداء التلاميذ في المهام والأنشطة الصفية والتأكيد على أسلوب المكافأة التعاوني، أي يكافئ كل أفراد المجموعة كفريق كرة القدم، وفي أي نشاط تعاوني يتعاون التلاميذ ذو التحصيل العالي مع التلاميذ ذي التحصيل المنخفض، كذا يكتسب التلميذ ذو التحصيل العالي تقدماً في دروسه بعد أن يعمل كمعلم خصوصي لمساعدة زملائه ذي التحصيل المنخفض.
• تنمية المهارة الاجتماعية: يتعلم التلاميذ مهارات التعاون والتكاتف، وهذا يجعلهم منسجمين ومتحدين بدلاً من التنازع والتنافر
• تقبل التنوع: في هذا التعليم يتفق التلاميذ الذين ينتمون إلى عناصر وأعراق مختلفة ويعملون لهدف واحد، واحترام الآخرين وتقديرهم.
مراحل التعلم التعاوني:
مرحلة إعداد الأهداف ومراجعتها من أجل إثارة دافعية التعلم لدى التلاميذ
مرحلة عرض المعلومات إما أن تكون المعلومات من نص الكتاب، أو نص مكتوب، أو شفاهة
مرحلة تقسيم التلاميذ إلى فرق وجماعات مع بيان المهام لهم
مرحلة مساعدة المعلم التلاميذ أثناء العمل
مرحلة فحص ما أنجزه التلاميذ والتعرف على نتائج عمل الجماعة من خلال الاختبار
مرحلة تقدير الجهود والإنجازات للجماعة وللأفراد
التعلم الخبراتي دعم التعلم التعاوني، وهذا التعلم يهتم بكيفية تعلم الفرد من الخبرة أو التجربة، ويقول جونسون وجونسون: يستند التعلم الخبراتي إلى ثلاث مسلمات: أنك تتعلم أفضل حين تندمج شخصياً في تجربة وخبرة، وأنت تكتشف المعرفة بنفسك ويكون معنى وفائدة لك، وتحدث الخيرة تعديلاً في سلوكك
أثر التعلم التعاوني في التحصيل الأكاديمي:
يساعد هذا التعلم السلوك التعاوني ويقوي العلاقات بين التلاميذ في الجماعة ويساعد على التعلم الأكاديمي، وقد قام " سلافين Slavin " عام 1986م بمراجعة 45 دراسة التي اهتمت بأثر التعلم التعاوني على التحصيل الدراسي وأظهرت 37 دراسة أن الصفوف التي تتعلم تعلماً تعاونياً تفوقت تفوقاً كبيراً على صفوف الجماعة الضابطة في التحصيل الدراسي، وأسفرت 8 دراسات عن عدم وجود فروق، ولم تظهر أي من هذه الدراسات آثاراً سلبياً للتعلم التعاوني، وتوصل إلى أن البشر يتعلمون من خبراتهم وأن العمل في الجماعة الصغيرة يساعد التلاميذ على تعلم مهارات اجتماعية وتنمية اتجاهات ديمقراطية ومهارات تفكير منطقي.
طرق العمل الجماعي:
• طريقة تقسيم التلاميذ إلى فرق للتحصيل: أوجد هذه الطريقة روبرت سلافين وزملاؤه، ويقسم التلاميذ إلى فرق تعلم ويتألف كل فريق 4-5 أعضاء ويتخلفون في الجنس والتحصيل ويستخدم الأعضاء أوراق عمل أو أي أدوات للدرس المراجعة، ويساعد الواحد منهم بقية الأعضاء على تعلم المواد بالتدريس الخصوصي، واستخدام الاختبارات القصيرة والمناقشات، وتصدر نشرة كل أسبوع تحتوي على إعلان عن الفرق التي حصلت على أعلى التقديرات أو الدرجات
طريقة الصور المطوعة:
طور هذه الطريقة أرونسون Aronson ثم تبناها سلافين، وينقسم التلاميذ إلى فرق غير متجانسة للدرس والاستذكار، كل فريق يتألف من 5-6 تلاميذ ويكون التلميذ مسئولاً عن جزء من المادة، وإذا كانت المواد التعليمية عن التعليم التعاوني، فإن التلميذ في الفريق يكون مسئولاً عن طريقة فرق التحصيل وآخر مسئولاً عن طريقة الصور المقطوعة، وثالث مسئول عن طريقة البحث الجماعي، ويلتقي هؤلاء التلاميذ المسئولين ويعالجون نفس الموضوع وقد يسموا بفريق الخبرة أو بالخبراء، ثم يعود كل مسئول إلى فريقه الأصلي ويعملون زملاءهم ما تعلموا، وكل تلميذ يجيب عن الاختبارات القصيرة، وتستخدم طريقة تقدير نفس طريقة تقسيم التلاميذ إلى فرق كما مر ذلك
طريقة البحث الاجتماعي:
بدأت فكرتها الأولية ي الظهور على يد "ثيلين Thelen"، ثم طورت هذه الطريقة على يد " شاران Sharan"، وتعد هذه الطريقة من أعقد طرق التعلم، وتتطلب معايير صفية خاصة ومنها تدريس التلاميذ مهارات اتصال ومهارات تفاعل اجتماعي Group Procress Skills، ويقسم المعلم التلاميذ إلى مجموعات غير متجانسة وتتضمن كل مجموعة من 5-6 تلاميذ، ويراعي في الاختيار الصداقة والاهتمام بموضوع معين، ويختار التلاميذ موضوعات الدرس، والأفكار الرئيسة والفرعية، ثم تكتب كل مجموعة تقريراً عن البحث يعرض على تلاميذ الفصل.
اقترح " شاران " ست خطوات لهذه الطريقة:
اختيار الموضوع: يختار التلاميذ موضوعات فرعية لمشكلة ما التي يختارها المعلم
التخطيط التعاوني: يخطط المعلم مع التلاميذ ويضعون إجراءات ومهام وأهداف لموضوعات المشكلة
التنفيذ: ينفذ التلاميذ خطة العمل من خلال أنشطة منوعة ومهارات وتحركهم بالبحث عن مصادر البحث داخل وخارج المدرسة، مع مساعدة المعلم لكل مجموعة عند الحاجة
التحليل والتأليف والتركيب: يحلل التلاميذ المعلومات التي حصلوا عليها من المصادر ثم يلخصون هذه المعلومات لعرضها على الزملاء
عرض النتائج النهائية: تعرض كل مجموعة ما توصلت إليه من النتائج على تلاميذ الفصل، ويتم تحقيق تناسق بين عروض التلاميذ على يد المعلم
التقويم: يقوم المعلم والتلاميذ إسهامات كل مجموعة، ويضم التقويم تقويم الفرد وتقويم الجماعة
• طريقة النظم: وطور هذه الطريقة "كاجن Kagen " عام 1993م، وتؤكد هذه الطريقة على النظم صممت كي تؤثر في أنماط تفاعل التلاميذ، فمثلاً طرقة التسميع حيث يطرح المعلم أسئلة على التلاميذ ويجيبوا بعد رفع الأيدي، ويعمل التلاميذ في مجموعات من أجل زيادة اكتساب التلاميذ لمحتوى المادة العلمية، إلى جانب كسب بعض المهارات الاجتماعية مثل الإصغاء أو الاستماع النشط
استراتيجية فكر – زاوج – شارك وهذه تساعد على تنمية التفكير بدلاً من توجيه السؤال إلى المجموعة، ولهذه الطريقة خطوات:
الخطوة (1، التفكيرThinking): حيث يطرح المعلم أسئلة ترتبط بموضوع الدرس، ويدع للتلاميذ دقيقة يفكرون في الإجابة، ولا يسمح لهم بالتجوال أو الكلام وقت التفكير
الخطوة (2، المزاوجة Pairing): ويقسم المعلم تلاميذه إلى أزواج ويناقشوا ما فكروا به، ويمكن أن يكون الاشتراك في الإجابة على السؤال، أو الاشتراك في الأفكار إذا تم تحديد مسألة وقضية ما وتستغرق فترة هذا النشاط (5 دقائق)،
الخطوة (3، المشاركة Sharing): ويطلب المعلم من الأزواج أن يشتركوا مع الصف كله ويناقشوا الأفكار، كل فرد يدلوا بدلوه
طريقة الرءوس المرقمة: طورها سبنسر كاجن عام 1993م، وطلب بدمج عدد أكبر من التلاميذ في المواد التي يتناولها الدرس ويغطيها ويراجع فهمهم لمحتوى، وبدلاً من أن يوجهوا أسئلة للصف ككل، يستخدم المعلمون النظام التالي المكون من أربع خطرات:
خطوة (1): الترقيم Numbering: ويقسم المعلم التلاميذ إلى فرق، كل فريق يتكن من 3-5 عضواً ويتخذ كل عضو رقماً خاصاً به يتراوح ما بين 1 – 5
الخطوة (2) طرح الأسئلة Questioning: ويطرح المعلم سؤالاً على التلاميذ وقد يكون سؤالاً محدداً مثل ما عدد المناطق التعليمية؟ أو يكون سؤالاً توجيهياً مثل: يتأكد كل تلميذ أن يعرف عدد المدارس في كل منطقة تعليمية؟
الخطوة (3) جمع الرءوس Heads Together: تتقارب رءوس التلاميذ من بعضها كي يتأكدوا أن كل عضو يعرف الإجابة
الخطوة (4) الإجابة Answering: ينادي المعلم على رقم ما، فيرفع التلميذ صاحب الرقم المذكور يده ويجيب على الأسئلة
تعليم التعاون:
لا تتيح أكثر المدارس فرص التعاون في الأنشطة، وتظهر سلبيات وأخطاء قد يقترفها أكثر التلاميذ في أي عمل جماعي وتعاوني، بسبب عدم تعلمهم في العمل التعاوني، ولا بد من تعلم التلاميذ المهارات المطلوبة في العمل الجماعي:
الاعتماد المتبادل:
وهذا الاعتماد يشجع التلميذ على الارتباط بغيره من التلاميذ بدلاً من أن يستقبل بنفسه، فقد يعطي المعلم مسائل رياضية لكل تلميذ ويطلب منكل واحد منهم أن يطلب العون من زملائه، على أن يحل هذه المسائل في ورقة خاصة به، إلا أن هذا لا يسمى " اعتماد متبادلـ"لكن إذا قسم المعلم الصف إلى جماعات وطلب من كل جماعة أن تكمل ورقة عمل واحدة عن طريق تعاون أعضاء هذه المجموعة في حل المسائل، وهناك طريقة أخرى من "الاعتماد المتبادلـ"وهي أن يزود بعض التلاميذ بمشكلات أو مسائل رياضية وبعض الآخر يزود بالإجابات، ويطلب منهم المعلم بالتعاون من خلال المناقشة بين التلاميذ لحل هذه المسائل
يتبع