تطبيقات الهندسة النفسية في التعليم.الهندسة النفسية وتطبيقاتها.د.كريمة حسن
د.كريمة حسن - عضو هيئة التدريب بالمعهد
يقول الله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) سورة الرعد آية 11
لأهمية علم الهندسة النفسية وقوته ومدى الحاجة إليه لكل الناس خاصة للذين يريدون أن يغيروا عاداتهم السيئة ويؤثروا في غيرهم. يقول المفكرون، والقادة والمصلحون ورجال التربية إنه يجب على الإنسان أن يكون مثابرا ومجتهدا وصبورا ،متقنا لعمله، منظما لوقته... إلى آخر القائمة الطويلة من مفردات الجودة. ولكنهم لم يقولوا كيف يمكن للإنسان أن يفعل ذلك. إن علم الهندسة النفسية استطاع أن يجيب عن هذا السؤال.
الهندسة النفسية هي مصطلح يطلق عليه باللغة الإنكليزية Neuro Linguistic Programming أو NLP. وهي ( البرمجة اللغوية للأعصاب. يولد الإنسان على الفطرة و يكتسب من أبويه( وأسرته، ومدرسته، ومجتمعه) معتقداته، وقيمه، ومعاييره، وسلوكه، وطريقة تفكيره. كل ذلك عن طريق حواسه، و عن طريق اللغة التي يسمعها منذ صغره، ويقرأها عندما يتعلم القراءة. تذهب جميع هذه المعلومات إلى دماغه وجهازه العصبي، فيكون صورة للعالم من خلال ذلك. ولا يكون لديه إلا ذلك العالم الذي تشكل في ذهنه، بغض النظر عما يحدث في العالم الخارجي. ومن ناحية أخرى فإنه إذا تغير ما في ذهنه ،فإن العالم بالنسبة له سيتغير، بغض النظر عما يحصل في العالم الخارجي. وبالتالي فإن الإنسان إذا اعتقد أن بإمكانه أن يقوم بعمل ما، أو اعتقد بأنه لا يمكنه إن يقوم به ،فإن ما يعتقده صحيح في الحالتين.
ماذا يعني ذلك؟ يعني أن الإنسان يستطيع تغيير العالم عن طريق تغير ما في ذهنه !!
ولكن كيف يمكنه تغير ما في ذهنه؟ هذا ما تجيب عنه الهندسة النفسية. وربما وضح السبب في تسميتها بهذا الاسم، لأن الهندسة تتضمن عملية التصميم، والتطوير، ولإنشاء، والصيانة. فالهندسة النفسية تتناول تصميم السلوك، والتفكير، والشعور. وكذلك تصميم الأهداف، للفرد أو الأسرة أو المؤسسة، وتصميم الطريق الموصل إلى هذه الأهداف .
امتدت تطبيقات الهندسة النفسية NLP إلى كل شأن مما يتعلق بالنشاط الإنساني. ففي مجال التربية والتعليم تقدم الهندسة النفسية جملة من الطرق والأساليب لزيادة سرعة التعليم والتذكير ،ورفع مستوى الأداء للمدربين، وزيادة فعالية وسائل الإيضاح، وتنمية القدرة على الابتكار ،وشحذ القدرة على التفكير، وتحسين السلوك، وترك العادات الضارة، وكسب العادات الحميدة.
أما في مجال التجارة والأعمال، تعتمد طرق التدريب التي توفرها الهندسة النفسية، خاصة فيما يتعلق بالمهارات البسيطة Soft Skills مثل مهارات الأداء الإنساني في التعامل مع الآخرين وتحديد الأهداف، وإدارة الاجتماعات، والتفاوض، وإدارة الوقت، والتخطيط الإستراتيجي، والإبداع، وتحفيز الموظفين، وغيرها من النشاطات التي تتعلق بإدارة الأعمال والمؤسسات. الهندسة النفسية تمدنا بأدوات ومهارات نستطيع بها التعرف على شخصية الإنسان وطريقة تفكيره، وسلوكه، وأدائه، وقيمه، والعوائق التي تقف في طريق إبداعه، وأدائه .
وكذلك تمدنا الهندسة النفسية بأدوات وطرائق يمكن بها إحداث التغيير المطلوب في سلوك
الإنسان، وتفكيره، وشعوره، وقدرته على تحقيق أهدافه .
إن الهندسة النفسية علم يستند على التجربة والاختيار، ويقود إلى نتائج محسوسة ملموسة. الهندسة النفسية تنظر إلى قضية النجاح والتفوق على أنها عملية يمكن صناعتها، وليست وليدة الحظ أو الصدفة. ذلك أن إحدى قواعد الهندسة النفسية تقول : ليس هناك حظ بل هو نتيجة، وليست هناك صدفة بل هناك أسباب ومسببات.