علي وقصة زيبة الأسد . قصص الصحابة . القصص الاسلامية . قصص هادفة . قصة وعبرة
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فانتهينا إلى قومٍ قد بنوا زيبةً للأسد، فبينما هم يتدافعون إذ سقط رجلٌ فتعلق بآخر، ثم تعلق رجلٌ بآخر، ثم تعلق رجلٌ بآخر حتى صاروا فيها أربعة، فجرحهم الأسد.
فانتدب له رجلٌ بحربة فقتله، وماتوا من جراحهم كلهم، فقام أولياء المقتول الأول إلى أولياء المقتول الثاني فأخرجوا السلاح ليقتتلوا، فأتاهم عليٌّ على تفيئة ذلك فقال: تريدون أن تقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم حيٌّ؟.
إني أقضي بينكم بقضاء إن رضيتم فهو القضاء، وإلا حجز بعضكم عن بعضٍ حتى تأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فيكون هو الذي يقضي بينكم، فمن عدا بعد ذلك فلا حق له، اجمعوا من قبائل هؤلاء الذين يحفرون البئر ربع الدية، وثلث الدية، ونصف الدية، والدية كاملة، فللأول الربع لأنه هلك بمن فوقه، وللثاني ثلث الدية، وللثالث نصف الدية، وللرابع الدية كاملة.
فأبوا أن يرضوا، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، وهو عند مقام إبراهيم، فقصوا عليه القصة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أنا أقضي بينكم)) واحتبى، فقال رجلٌ من القوم: إن عليّاً قضى بيننا، فقصوا عليه القصة، فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي رواية أخرى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((القضاء كما قضى عليٌّ)). أخرجه أحمد (573)، كما في الكنز (36380).
الزيبة: حفيرة تحفر للأسد، والصيد ويغطي رأسها بما يسترها ليقع الأسد فيها فهي كالكمين.
على تفيئة ذلك: على أثره.