الدراسات الاجتماعية وتنمية مهارات التفكير.دكتور إدريس سلطان .
الدراسات الاجتماعية وتنمية مهارات التفكير
دكتور إدريس سلطان
كلية التربية ـ جامعة المنيا
=================
تعتبر الدراسات الاجتماعية من أكثر من أكثر المواد صلة وارتباطا بواقع المجتمع، ومشكلاته وتحدياته ويعتبر إعداد المواطن الصالح القادر على المشاركة في بناء مجتمعه من الأهداف التي تسعى إليها مناهج الدراسات الاجتماعية، ولكي يتحقق هذا الهدف وما نسعى إليه من إعداد وإيجاد متعلم قادرا على التعرف على قضايا مجتمعه ومشكلاته وواعيا بها، وجعله ذا دور وإسهام في معالجتها وإيجاد البدائل التي تحقق المزيد من التقدم، يصبح لزاما علينا أن نهتم بتنمية التفكير بكل أنواعه: التأملي، التحليلي، الناقد، الإبداعي .
وتنبع أهمية تنمية التفكير وخاصة الناقد والإبداعي من كونهما من الأهداف التربوية الأساسية للدراسات الاجتماعية والتي من أهم أهدافها تفسير الوقائع، والأهداف، والصراعات، والتعرف على مشكلات المجتمع وقضاياه واقتراح الحلول المناسبة لها، وعدم قبول الأمور على عِلاتها، ومحاولة إيجاد الحلول والمخارج بما يتناسب وقيم المجتمع وثقافته وهنا يكمن التفكير الناقد والتفكير الإبداعي .
مهارات التفكير في تعليم / تعلم الدراسات الاجتماعية:
===========================
1- حل المشكلة:
المشكلة هي حالة من الشك أو الحيرة أو التردد تتطلب القيام بعمل للتخلص من هذه الحالة .
2- التمايز ( المقارنة ) :
المقارنة هي احدي مهارات التفكير الأساسية لتنظيم المعلومات و تطوير المعرفة .و تتطلب عملية المقارنة تعرف أوجه الشبه و الاختلاف بين شيئين أو أكثر عن طريق تفحص العلاقة بينهما.
3- التصنيف:
هو مهارة تعلم ماهية الخصائص المشتركة بين جميع مفردات فئة معينة لكل منها خصائص تميزها عن الأخرى .
4- إعادة الترتيب :
هي مهارة تتطلب الربط بين المعلومات الحالية و المعارف السابقة للخروج بمعاني جديدة منظمة .
5- مهارة الملاحظة :
هي استخدام واحد أو أكثر من الحواس الخمسة للحصول على معلومات عن الشيء أو الظاهرة الملاحظة .
6- مهارة التلخيص :
هي مهارة القدرة على إيجاد لب الموضوع و استخراج الأفكار الرئيسة منه و التعبير عنها بإيجاز ووضوح .
7- التطبيق على مواقف و استعمالات أخرى:
هي مهارة استخدام المفاهيم و القوانين و الحقائق و النظريات التي سبق أن تعلمها الطالب لحل مشكلة جديدة .
8- الاستقصاء :
هو عملية الوصول إلى إجابات عن أسئلة و جمع المعلومات وتنظيمها و اكتشاف العلاقة بين هذه المعلومات ثم الوصول إلى استنتاج مبادئ وتعميمات ومعالجة تحقيق صدق فرضيات .
9- اتخاذ القرارات :
مرتبط بعملية حل المشكلات و القرار هو الحل الأمثل للمشكلة من خلال اختيار أفضل البدائل في موقف معين .
10- الفهم و الاستيعاب :
هو القدرة على فهم المادة أو الموضوع أو الأفكار .
11- الإنشاء :
هو مهارة التعبير عن النفس بالكتابة .
12- تنظيم المعلومات :
هي مهارة الإجابة عن مجموعة من الأسئلة بشكل منظم .
13- التفسير :
هي مهارة تتطلب عدة خطوات تبدأ بجمع المعلومات ثم تصنيفها وفق العلاقة القائمة بينها لإضفاء معنى عليها .
14- محاكمة النصوص الأصلية :
هو نص أصلي أساسي يمثل دليلا تاريخيا يراد استجوابه و تفسيره و بناء معانيه و دلالاته .
15- المشابهة و الفروق و استبعاد الشاذ :
هي مهارة تعلم ماهية الخصائص المشتركة والمختلفة و الشاذ بين مجموعة المفاهيم .
16- التـخيـــل :
التفكير بدون قيود في العالم الخارجي خارج الزمان و المكان بحيث يأخذ الطالب إلى أماكن لا يمكن الوصول إليها بأية طريقة أخرى .
17- الـــنـقــــد :
هي مهارة الفحص الدقيق لموضوع ما بهدف تحديد مواطن القوة و الضعف فيه من خلال تحليل الموضوع و تقويمه استنادا إلى معايير تتخذ أساسا للنقد أو إصدار الأحكام .
18- المخططات التنظيمية :
هي مهارة تنظيم المعلومات و ربطها على هيئة بنى معرفية يسهل تذكرها .
19- التأمل الذاتي :
هو التفكير الذاتي و التصورات للمستقبل المفضل و المستقبل المتوقع .
20- التوقعات مع تقدير القيم و قراءة الجداول و الرسوم البيانية :
21- الأسئلة التجميعية :
هي الأسئلة التي تتطلب تحليلاً أو تركيباً لمعلومات تعطى أو تستدعى .
22- الأسئلة التفريقية :
هي الأسئلة التي تتطلب إجاباتها خيالاً و تصوراً .
23- الأسئلة التقويمية :
هي الأسئلة التي تعالج أمورا تتصل بالأحكام و القيم و الاختيارات
24-الأسئلة العنقودية :
هي الأسئلة الذي ينسجم بعضها مع بعض و تغطي الجوانب المهمة لأي موضوع.
25- الأسئلة السابرة :
هي الأسئلة التي يستخدمها المعلم لمساعدة الطلبة و تشجيعهم على إعطاء إجابات جيدة عندما تكون الإجابات غير كاملة أو ينقصها الوضوح.
26- تقمص الأدوار :
مهارة تفكير إبداعي يمارس فيه الطالب الدور المتفق عليه كصاحب الدور الأصلي من خلال لعب الأدوار .
27- رسم الخرائط و الرسوم التوضيحية :
دور معلم الدراسات الاجتماعية لتنمية مهارات التفكير لدى طلابه:
==============================
لكي تكون معلم دراسات اجتماعية قادرا على تنمية قدرات تلاميذك على التفكير فلا بد أن تكون على مستوى عال من التمكن في الجوانب التالية:
أولا: الاستجابة السريعة والصحيحة للمصطلحات اللغوية: حيث أن قيمة الإنسان تكمن فيما يقدمه من جهد وفكر ويظهر تفكيره في أسلوب كلامه وطريقة كتابته، ولذلك لابد من دراسة متعمقة للغة، لصياغة الأفكار في عبارات تعبر عن القيم والمعتقدات والخبرات بشكل صحيح يفيد النشء.
ثانيا : المقارنة والمقابلة ( المقارنة: دراسة أوجه الشبة والاختلاف والعوامل المشتركة، المقابلة : دراسة أوجه الاختلاف( أثبتت الأبحاث التربوية أن المقابلة والمقارنة تعتبران من التكنيكات التربوية التي تنمي التفكير خاصة في مجال المواد الاجتماعية لكونها تركز على التفاعل المستمر والصراع الدائم بين الأفراد وبين البيئة.
ثالثا : التقسيم : ويشمل تقسيم المفاهيم والأفكار والخبرات في مجموعات بينها عوامل مشتركة وتميزها عن غيرها عوامل مختلفة، ويتم ذلك عن طريق المقابلة والمقارنة حيث يصل المتعلم إلى أوجه الشبه وعناصر الاختلاف.
رابعا : الملاحظة والتقدير: ويتم ذلك من خلال الاحتكاك المباشر بالبيئة والتفاعل مع المجتمع والزيارات الهادفة والتي يتمكن بعدها أو من خلالها المتعلم من الملاحظة الدقيقة ومن إعداد تقارير حول مشاهداته ووجهة نظره،وهذا يعمق نظرة المتعلم وتدرب حواسه ليستفيد ويفيد بيئته التي يعيش فيها .
خامسا : التلخيص: ويعتبر التلخيص من العمليات المنظمة التي يقوم بها التفكير بمعناه العلمي، وهدفه الأساسي هو إدراك الفروق الجوهرية بين المهم وغير المهم من المعارف والخبرات، دون إغفال للكل العناصر المشتركة والأفكار المتضمنة والمعلومات المقدمة أو المشاهدة، مثال: لخص الأحداث التي قامت عليها محادثات كامب ديفيد.
سادسا : التفسير والتأويل: وهذه المهارة أكثر شمولا من المهارة السابقة، لكونها تعنى بالتلخيص والشرح والإسهاب وقراءة مابين السطور وما تشير إليه الفقرة آو الصورة أو الخريطة من معلومات وما تتضمنه من أفكار، وأكثر ما تفيد هذه الطريقة في الجانب التاريخي من الدراسات الاجتماعية وذلك باستخدام الأسئلة المذيلة.
سابعا : التخيل: ويعتبر التخيل أحد العمليات العقلية العليا ، وعلى معلمنا هنا أن يعنى بتنمية قدرات تلاميذه على التخيل، أي تخيل الأحداث الماضية بعواملها وأسبابها ،وتخيل الخبرات المستقبلية وأثرها.
ثامنا : التقويم :ويعتبر التقويم من أهم عمليات التفكير ذات المستوى المرتفع، وهو يعني إعطاء الشئ أو الحدث قيمته ، وبذا يمكن التعرف على نواحي القوة ونواحي الضعف والخلل وتداركها والتغلب عليها.
اجراءت لتنمية مهارات التفكير لدى طلابك :
=========================
لتكون قادراً كمعلم للدراسات الاجتماعية على تنمية مهارة التفكير لدى طلابك فلا بد من الاهتمام بالنواحي الآتية :
- التركيز على مشكلات الطلاب ومشكلات البيئة والمجتمع وذلك لربط المدرسة بالحياة والتربية بواقع المجتمع .
- التركيز على المعتقدات الخاطئة التي يدور حولها الجدل والخلاف في المجتمع .
- خلق جو من الشك ،بحيث لا يقبل الطالب أية معلومات بغير فهم ، ولا يؤمن بأي معتقد بغير تمحيص
- خلق جو من الديمقراطية، لكون كل فكرة في مجال الدراسات الاجتماعية قابلة للمناقشة وكل رأي وله رأي آخر.
- الابتعاد عن التركيز على التلقين.
- الإكثار من توجيه الأنواع التالية من الأسئلة ( ما رأيك ، حلل ، علل ، ما أوجه الشبه أو الاختلاف، ما رأيك ، أوجد العلاقة)
تقويم مهارات التفكير لدى الطلاب في الدراسات الاجتماعية:
============================
يمكننا كمعلمي دراسات اجتماعية القيام بدور مهم في تقويم مدى اكتساب الطلبة لمهارات التفكير، وهنا لابد لنا أن نراعي كون عملية تقويم التفكير لا تنعزل عن عملية تقويم جوانب التعليم الأخرى، ومن الأساليب المهمة التي قد نستخدمها لتقويم التفكير ما يلي:
إستراتيجية المناقشة المخططة:
وهنا لابد من تحديد أهداف المناقشة ومجالها ومراحلها ودور كل من المعلم والتلميذ خلالها، على أن يتم هذا التخطيط بشكل مسبق لا بشكل ارتجالي .
إستراتيجية السؤال :
حيث يشكل عامة ركنا رئيسيا من أركان التدريس، ويتم ذلك من خلال تحديد نوع السؤال ( شفوي، تحريري ) وموقعه من الدرس، علاقته بالأهداف، قدرته على استثارة تفكير التلاميذ، وهو أيضا يحتاج للتخطيط المسبق.
البحوث والتقارير :
وهنا يجب أن يشعر الطالب بوجود مشكلة تتحدى تفكيره، وانه بحاجة لمعرفة هذه المشكلة وإيجاد الحل لها، وتعتبر هذه الطريقة من أهم الأساليب التي يمكن من خلالها تقويم مستوى أداء الطلاب للتفكير ويجب أن نركز هنا على مدى كفاءة الطالب في:
- تحديد المصادر المناسبة لاستقاء المعلومات والحقائق.
- تحديد الخطوات اللازمة للوصول للحل المشكلة.
- إجراء الموازنات ودقة ما يصل إليه من استنتاجات وتعميمات.
- تنظيم الأفكار وترتيبها بشكل منطقي.
- مدى نجاحه في التعبير عن أفكاره بدقه ووضوح
- تقويم الأعمال الإنشائية : فقد يكلف المعلم الطلاب بأنواع من الأعمال التي تظهر فيها جهودهم مثل ( جمع بيانات ، أو أنشاء جداول ،وذلك وفق ما يتناسب مع طبيعة الدرس والمحتوى .