تدريس القواعد (النحو) للناطقين بالعربية وغيرها
طريقة لتعليم القواعد لغير الناطقين بالعربية
بحث منشور في مجلة الدراسات العربية، 1996م. تصدر عن قسم اللغة العربية بكلية اللغات وعلومها، جامعة ملايا. السنة السادسة، العدد:5. ص52-60.
تمهيد
هناك عدة طرق تتناول موضوع تدريس القواعد (النحو) للناطقين بالعربية وبغيرها. ومن هذه الطرق مايلي[1]:
1- الطريقة القياسية
القياس عند علماء التربية هو الانطلاق من العام إلى الخاص ومن الكليات إلى الجزئيات[2].
وتُعَد هذه الطريقة من أقدم الطرق التدريسية، وفيها يتم الانتقال من القانون العام إلى الخاص، ومن المبادئ العامة إلى النتائج، ومن الحقائق العامة إلى الجزئيات[3].
ويقوم التعليم في هذه الطريقة على أساس عرض القاعدة أولاً، ومطالبة التلاميذ بحفظها، ثم تعرض الشواهد والأمثلة بعد ذلك لتوضيحها وتعزيزها وترسيخها في أذهان التلاميذ، ومعنى ذلك أن أذهانهم تنتقل فيها من الكل إلى الجزء، والخطوة الثالثة إجراء تطبيقات من خلال أمثلة مشابهة وحالات مماثلة[4].
يسير الدرس فيها وفقاً لخطوات ثلاث؛ هي:
أولاً: ذكر القاعدة.
ثانياً: الأمثلة على القاعدة.
ثالثاً: التطبيق على القاعدة.
ومن الكتب التي اتبعت هذه الطريقة في تعليم النحو مثلاً: جامع الدروس العربية للغلاييني، والنحو الوافي لعباس حسن، ومعظم كتب النحو القديمة.
درس تطبيقي مصغر
الفعل الماضي مبني دائماً.
- يبنى على الفتح إذا لم يتصل بآخره شيء، أو إذا اتصلت به تاء التأنيث الساكنة، أو ألف الاثنين.
مثال: جاءَ. كتبتْ، سألاَ.
قرأً، شربَ، نامَ، لعبتْ، رجعتْ، سافرتْ، ركبا، سافرا، غادرا، إلخ.
2- الطريقة الاستقرائية
تقوم هذه الطريقة على أساس انتقال الفكر من الجزئيات إلى القاعدة العامة، ومن تتبع الحالات الخاصة للوصول إلى الأحكام العامة، وهي دراسة الأمثلة ثم من خلال الأمثلة نستنبط القاعدة[5]، وقد وضعت مدرسة هربارت خمس مراحل للسير في الدرس: (أ) المقدمة أو التحضير (ب) العرض (ج) الربط (د) الاستنباط (هـ) ثم التطبيق، يسير الدرس فيها وفقاً لخطوات خمس، هي:
1- المقدمة: يهيئ المدرس طلابه لتقبل المادة العلمية الجديدة.
2- العرض: يعرض المدرس الأمثلة على السبورة أو غيرها.
3- الربط: وهو الموازنة أو الشرح أو العرض للأمثلة وتنبيه الطلاب على الموضوع المراد تعليمه.
4- القاعدة/ أو استنباط القاعدة: وهنا يقف المدرس، ليستنتج الطلاب بأنفسهم من خلال عرض الموضوع الذي تم شرحه سابقاً مادة يسجلونها على أنها قاعدة لهذا الدرس.
5- التطبيق: وهنا يأتي المدرس بأمثلة متنوعة على الدرس، لكي ترسخ القاعدة في أذهان الطلاب بشكل صحيح.
ومن الكتب التي تسير على هذه الطريقة: النحو الواضح لعلي الجارم ومصطفى أمين وغير ذلك من كتب النحو والقواعد.
درس تطبيقي مصغر
الفعل المضارع
الأمثلة:
يركبُ الولد الدراجة. يتحدثُ الطالب بفصاحة. يقرأُ المعلم الدرس.
الربط: انظروا هنا جاء الفعل مضموماً في الآخر (يركبُ، يتحدثُ، يقرأُ)، وهو فعل مضارع.
القاعدة: الفعل المضارع يأتي مضموم الحرف الأخير إذا كان مرفوعاً.
التطبيق على القاعدة: يلعبُ اللاعبُ في الملعب. يسبحُ الرياضي في المسبح. يذهبُ المسافر إلى بلده.
3- الطريقة المعدلة
نشأت نتيجة تعديل في طريقة التدريس السابقة (الاستقرائية)، ولذا سميت بالطريقة المعدلة، وهي تقوم على تعليم القواعد من خلال الأساليب المتصلة، أو النصوص المتصلة، التي هي عبارة عن قطعة من القراءة في موضوع معين، يقرأه الطلاب ويفهمون معناه، ثم يشار إلى الجمل وما فيها من خصائص، ويعقب ذلك استنباط القاعدة، وأخيراً تأتي مرحلة التطبيق.
4- الطريقة المقترحة (المنهج البديل)
اقترح الدكتور جاسم علي جاسم[6] هذه الطريقة لتسهيل تعليم القواعد لغير الناطقين بالعربية، والهدف منها هو معرفة معنى المصطلح النحوي من جهة، ومعرفة قاعدته من جهة ثانية، ولقد طُبقت هذه الطريقة على عينة من طلاب المستوى الرابع في المركز الإعدادي الذين يدرسون في الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، وقد لاقت نجاحاً جيداً بين الطلاب، وهذه خطواتها:
التمهيد للدرس.
التمثثيل الحركي والشرح للموقف الذي يدور حوله الدرس داخل الصف، وذلك بالاستعانة بالطلاب مع استخدام الوسائل التعليمية.
كتابة الجملة على السبورة.
بيان القاعدة وشرحها مع التطبيق عليها.
تطبيق الدرس وتقديمه: المبني للمجهول مثالاً
نأتي بهدية أو لعبة ما وندخلها إلى الصف، ونعطيها لأحد الطلاب، ثم نقول لهم:
"هذه لعبة أو هدية، ثم نعطيها لطالب ما (محمد) مثلاً"
وبعد ذلك نجري الخطوات التالية:
الكتابة: نكتب الجملة التالية: أخذ محمد الهدية.
التنبيه: ننبههم بعد ذلك إلى أن هذه الجملة مكونة من ثلاث كلمات.
الشرح: نشرح لهم بأن (محمداً) أخذ الهدية، أي أنه معلوم ومعروف.
التغفيل أو التنويم: نطلب من الطلاب أن يغمضوا أعينهم أو يناموا على المقاعد، كي لا ينظروا إلى الأستاذ، ثم نأخذ الهدية سراً من (محمد)، ونعطيها لطالب آخر، ثم بعد ذلك نطلب منهم الاستيقاظ.
الاستفسار والاستفهام: نقول لهم: أين الهدية؟
الاشتقاق: نكتب لهم الجملة التالية: (أُخِذَت الهدية).
السؤال: هنا يقع بيت القصيد، نقول لهم: من أخذ الهدية؟ فإن قالوا: الأستاذ، نقول لهم: أنتم كنتم نائمين ولم تشاهدوا الأستاذ أو غيره، فنقول لهم: لا نعرف من الذي أخذ الهدية، ثم نقارنها مع الجملة الأولى، وننبههم لها. ففي الجملة الأولى: أن (محمداً) أخذ الهدية، أما في الثانية: لم نعرف من أخذها، ربما الأستاذ، أو الطالب، أو المدير، فهذا يسمى (مجهولاً): أي لا نعرف من الذي أخذ الهدية، فهم في هذه الحالة يدركون معنى المجهول وما المقصود منه، بدلاً من أن يأخذوا المصطلح وهم لا يعرفون معناه الحقيقي، بعد ذلك تُملى عليهم القاعدة ويحفظونها عن ظهر قلب. وننبههم أيضاً إلى أن الجملة مؤلفة من كلمتين.
التلخيص: ذكر القاعدة وشرحها والتطبيق عليها.
ويمكن أن نطور هذه الطريقة بأن يقوم الطلاب بكتابة قصة أو موضوع ما، يستخدمون فيه المبني للمجهول في البيت، لتعزيز ما درسوه وفهموه من هذه القاعدة.
المصادر والمراجع
- جاسم، جاسم علي. 1996م. طريقة لتعليم القواعد لغير الناطقين بالعربية. مجلة الدراسات العربية، تصدر عن قسم اللغة العربية بكلية اللغات وعلومها، جامعة ملايا. السنة السادسة، العدد:5. ص50-60.
- شحاتة، حسن. 1992م. تعليم اللغة العربية بين النظرية والتطبيق. الطبعة الأولى، القاهرة: الدار المصرية اللبنانية..
- رشدي، خاطر، ومحمد عزت عبد الموجود، وشحاتة، حسن. 1981م. طرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية في ضوء الاتجاهات التربوية الحديثة. الطبعة الثانية، القاهرة: دار المعرفة. ص71.
- أحمد، محمد عبد القادر. 1986م. طرق تعليم اللغة العربية. الطبعة الخامسة، القاهرة: مكتبة النهضة المصرية.
- عطا، إبراهيم محمد. 1996م. طرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية. الطبعة الثالثة، القاهرة: مكتبة النهضة المصرية.
[1] - جاسم، جاسم علي. 1996م. طريقة لتعليم القواعد لغير الناطقين بالعربية. مجلة الدراسات العربية، تصدر عن قسم اللغة العربية بكلية اللغات وعلومها، جامعة ملايا. السنة السادسة، العدد:5. ص52-60.
[2] - شحاتة، حسن. 1992م. تعليم اللغة العربية بين النظرية والتطبيق. الطبعة الأولى، القاهرة: الدار المصرية اللبنانية. ص23.
[3] - رشدي، خاطر، ومحمد عزت عبد الموجود، وشحاتة، حسن. 1981م. طرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية في ضوء الاتجاهات التربوية الحديثة. الطبعة الثانية، القاهرة: دار المعرفة. ص71.
[4] - أحمد، محمد عبد القادر. 1986م. طرق تعليم اللغة العربية. الطبعة الخامسة، القاهرة: مكتبة النهضة المصرية. ص192.
[5] - عطا، إبراهيم محمد. 1996م. طرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية. الطبعة الثالثة، القاهرة: مكتبة النهضة المصرية. ج2، ص87.
- أحمد، محمد عبد القادر. 1986م. المرجع السابق. ص13.
- العربي. 1981م. المرجع السابق. ص50.
[6] - جاسم. 1996م. المرجع السابق. ص52-60.