Labza.Salem Admin
عدد المساهمات : 43954 نقاط : 136533 تاريخ التسجيل : 12/09/2014 العمر : 29 الموقع : سيدي عامر
| موضوع: الاداره بالحب واعداد القياده المحبه.اركان الادارة بالحب.حب القائد لنفسه ولمؤسسته وللعاملين معه السبت 23 ديسمبر - 17:40 | |
| الاداره بالحب واعداد القياده المحبه.اركان الادارة بالحب.حب القائد لنفسه ولمؤسسته وللعاملين معه
[b]الاستاذ الدكتور محمد جودت ناصر
[/b] بداية لنتمكن من الدخول في مثل هذا الموضوع الحيوي والهام لابد لنا من عرض التساؤلات التالية:
- هل احتاج عظماء التاريخ إلى أكثر من الحب والفطرة لكي يقودوا ويسودوا؟
-هل كان النجاح في عالم الأعمال مقروناً بشهادات جامعية أو خبرات أكاديمية في إدارة الأعمال؟
- وهل يحتاج الإنسان سواء أكان مرؤوساً أم رئيساً، عاملاً أم متعاملاً إلى مبادئ غير إنسانية لضبط علاقاته ومعاملاته مع الآخرين؟
والإجابة على كل هذه التساؤلات وغيرها تختصر في العبارة التالية:
لا شك أن الحب هو مركز كل المشاعر النبيلة، وأن الفطرة هي مصدر الحكمة، وعليهما يتم البناء الثابت، وبدونهما تنهار قصور الشهادات لتذروها رياح التغيير.
فالبناء الاجتماعي للمنظمات يفرض على القادة والمدراء مجموعة من المهام الأساسية التي لم تتغير بالرغم من تعدد النظريات الإدارية وهذه المهام هي:
- التخطيط – التنظيم- الرقابة- اتخاذ القرارات – إدارة التغيير- إدارة الصراع- إدارة التفاعل بين المنظمة والبيئة.
لكن المتغيرات العالمية وتزايد صعوبة إدارة الأعمال أدت إلى تغيير أساليب تنفيذ هذه المهام، وأصبحت قدرة المنظمة على التأقلم مع هذا التغيير أساساً للاستقرار، إلا أن هذه القدرة ليست مسؤولية القيادة أو الجهاز الإداري وحده، لا بل مسؤولية مشتركة وتضامنية تحفظها قوى الحب.
لذلك تركز القيادة بالحب على دور العاملين ورفع مستوى مشاركتهم في التخطيط والتنفيذ والرقابة واتخاذ القرارات، وكذلك على البعد الاجتماعي والقيم الثقافية للمؤسسات وأهميتها في صيانة رأس المال الاجتماعي.
وبدهي أنه عندما دخلت العواطف عالم الأعمال اكتمل المعمار الإنساني للمنظمات وأصبحت كيانات حية، تنمو وتمتد وتقوى وتشيخ وتموت.
لكن بل تأكيد لا يمكن الحفاظ على رأس المال الاجتماعي دون الارتقاء بالذكاء العاطفي للعاملين وتدريبهم على إدارة عواطفهم وحثهم على التعبير عنها في أماكن العمل.
فالحب هو الأداة الرئيسة والعصا السحرية للفلسفة القائمة على:
(( أن الإدارة الحنونة هي المدخل الصحيح للعودة بمؤسساتنا إلى تكاملها وتوازنها ومرونتها في ظل دستور المبادئ والأخلاق)).
والإدارة بالحب تقوم على الأركان الخمسة التالية:
أولاً: حب القائد لمؤسسته:
فالمؤسسة بالنسبة للمدير يجب أن تكون بمثابة الأسرة والبيت والأم. لكي يتمكن من معرفة رسالتها وفهمها, والإيمان بأهدافها وقيمها, وتعليم الآخرين عمق هذه الرسالة, حتى يتولد لديهم التزام قوي بأداء هذه الرسالة وتحقيق أهداف المؤسسة على أكمل وجه.
فحب المؤسسة ونجاحها وجهان لعملة واحدة، والقائد المحب لمؤسسته هو الذي يستطيع أن يضبط إيقاع هذا الحب ويترجمه إلى سلوك أخلاقي يرقى بأداء المؤسسة.
ثانياً: حب القائد للعاملين:
إن اعتقاد معظم المديرين بأن الموظفين والعاملين بالغون وبالتالي فالرجال منهم يحتاجون إلى الاحترام، والنساء يحتجن إلى الرعاية، هو اعتقاد قاصر لأن الإنسان أياً كان عمره أو جنسه يحتاج إلى الحب والرعاية والاحترام.
الرعاية نقصد بها مساعدة الآخرين في الكشف عن قدراتهم وتنمية مهاراتهم وتمكينهم من إطلاق كامل طاقاتهم، وبهذا تكون هي الطريق الوحيد لتأكيد ثقتهم بأنفسهم وحبهم واحترامهم لذاتهم، وبذلك تكون الإدارة بالحب هي الدواء الشافي والمصل الواقي.
وبدهي أنه في ظل دستور الأخلاق ومبادئ الحنان لا يتحكم القائد في مرؤوسيه ولا يشعرهم بالقصور والنقص، لأن جوهر رسالة الحب والقيادة هو العطاء الذي يرتقي بالآخرين ويرتفع بأدائهم ويهذب سلوكهم ويزيد تفاعلهم.
ولطالما أن الحب غير مشروط والعطاء غير مؤقت والنمو غير محدود، وبالتالي فإن الإدارة بالحب طريق للإبداع والابتكار بعيداً عن الخوف، واحساس متوازن لأن القائد لا يسمح لنفسه أن يميز بين موظف وآخر، ولان الحب المتوازن هو المصلحة العامة بعينها، والمصلحة العامة بالنسبة للقائد المحب هي قول وفعل وليست شعاراً لفرض سياسات أو تبرير نتائج.
ثالثاً: حب القائد لعملاء المنظمة:
إن حب العميل وخدمته بصدق من أهم ركائز وأسباب ازدهار الأعمال لأن ذلك يُترجم إلى كفاءة في الأداء وأدب في اللقاء من خلال الناحتين التاليتين:
- إذا أحببنا من نقوم بخدمته فبالتأكيد ستكون الخدمة المقدمة له ممتازة.
- إننا جميعاً عملاء لخدمة معينة أو منتج ما.
وبذلك فحب العميل قيمة عليا من قيم العمل وأحد عناصر الضمير المؤسسي، ومبدأ ومنطق تؤكده الفطرة.
رابعاً: حب القائد لمجتمعه:
بالتأكيد لا تنفصل أية مؤسسة عن المجتمع الذي يحتضن نشاطها، وبالتالي فحب الشركة الحقيقي للمجتمع هو أقصر الطرق لتحقيق الربح، ومن هذا الربح يمكن أن تُعبِّر الشركة عن المزيد من حبها لمجتمعها فتدفع الضرائب وتحافظ على البيئة وتفكر في مستقبل المجتمع ككل.
والإدارة بالحب تعتبر خدمة المجتمع المحيط بها وثروته الطبيعية من أهم مسؤولياتها ووسائلها للنهوض بحياة العاملين والعملاء وأسرهم، لأن المنظمات القوية لا يمكن أن توجد وتنمو في مجتمعات ضعيفة أو مريضة.
خامساً: حب القائد لنفسه:
بدهي أن الإنسان الذي يحب ويحترم ذاته لا يصعب عليه قيادة نفسه، كما لا يجد صعوبة في قيادة الآخرين ورعايتهم.
لكن الحب الذي نقصده هنا هو الحب الأخلاقي الذي يخلو من الأنانية وحب التملك والسيطرة. وحب الذات بهذا الشكل والحنو على النفس يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك لأنه وسيلة إلى حب ورعاية الآخرين.
والقائد المحب لنفسه يكون واقعيا في توقعاته، لأن التعرف على الواقع وفهم متناقضاته يحمي الإنسان من مشاعر الأسف والندم والاستياء والغضب التي قد تصيبه عندما يقابله الآخرون بالتجاهل وسوء التقدير والإنكار. لذلك تعتبر الواقعية والتوقعات المنطقية من أهم أساليب حب النفس.
والآن بعد هذا العرض الموجز للإدارة بالحب كيف يُمكن إعداد القيادات المحبة؟؟؟؟
الحقيقة, إذا أراد الإنسان معرفة قوة نبضه الإنساني، وإدراكه مدى قدرته على إدارة المستقبل ومواجهته، فلابد من الشعور بنبل الرسالة وعظمة النتائج التي قد تتطلب المزيد من التضحيات لتضمن الحكمة والعدل والمساواة وتحقيق التوازن بين العقل والعاطفة الذي يُعدُّ السبيل الوحيد لترشيد القرارات: وهذا كله من خلال العمل وفق القواعد والأسس التالية:
1- اعتماد السياسات المستندة إلى دستور المبادئ والأخلاق.
2- تطبيق اللوائح والقوانين دون تمييزأو محاباة.
3- عدم الخروج عن القواعد إلا في حالات نادرة وظروف قاهرة.
4- عدم استغلال المرونة كذريعة للاستثناء والتمييز.
5- معرفة أهداف العاملين ومساعدتهم في تحقيقها.
6- مساعدة العاملين وتفهم ظروفهم في الأحوال كافة.
7- تقدير جهود العاملين والاعتراف بإنجازاتهم على الملأ.
8- الاستماع للعاملين بالعقل والقلب.
9- نقد العاملين نقداً بناءً وتزويدهم بالتغذية المرتدة مع الإشارة إلى السلوكيات المراد ضبطها.
10- معاملة العاملين بعدلٍ ومساواة دون تمييز أو تحيز.
11- مشاركة العاملين بالمعلومات المهمة أياً كان نوعها.
12- الموازنة بين مستقبل العاملين ومستقبل المؤسسة.
13- تمكين العاملين من محاسبة القائد على أدائه.
14- تحمُّل نتائج القرارات المتخذة من قبل القائد نفسه دون إلقاء اللوم على العاملين.
بهذه الفلسفة الإدارية القائمة على مجموعة من القيم والمعتقدات التي تتكامل فيما بينها لصياغة معايير الأداء وضوابط السلوك، وأساليب حل المشكلات، وطرق اتخاذ القرارات يُمكن تحويل السلوك المؤسسي أو التنظيمي إلى صورة مطابقة لقيم ومعتقدات الإدارة بالحب، وبالتأكيد أنه كلما زاد عدد كبار المديرين المؤمنين بهذه القيم، كلما قلَّ العدد اللازم لإحداث التغيير الثقافي المطلوب لنشر وتطبيق هذه الفلسفة الإدارية.
وما أُحب التنويه إليه هو أنه يجب أن يكون الإيمان بهذه الفلسفة أحد معايير التعيين في المناصب الجديدة والترقي للمناصب العليا.
وكذلك ينبغي أن تتاح الفرص في ظل هذه الإدارة وخلف القيادات المحبة والراعية لأدوار قيادية على كل المستويات وفي مختلف الأنشطة لضمان إنجاب وتوليد قادة جدد |
|