هذا ما قاله «عباس بومارطو» للأمن ووكيل الجمهورية
قضى 24 ساعة كاملة من دون أن ينطق بكلمة واحد
«خربت تمثال عين الفوارة لأنه يمس بالعقيدة ولأن ماءها يستعمل للسحر»
أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة سطيف بإيداع المدعو «عباس. ع« البالغ من العمر 34 سنة وهو متزوج وأب لطفلة صغيرة، رهن الحبس المؤقت، إلى غاية محاكمته بتهمة جنحة التخريب والتحطيم العمدي لمعلم أثري، بعدما قام، أول أمس، بتخريب تمثال عين الفوارة وسط المدينة أمام الملأ، ولاقت القضية صدى واسعا وسط المجتمع الجزائري بين مؤيد ومعارض لهذه الفعلة.
وحسب مصادر «النهار» التي أوردت الخبر، فإنه بعد التحقيق مع مخرب تمثال عين الفورة، لمدة يومين من طرف عناصر الأمن بالولاية، رفض المتهم في بادئ الأمر التصريح بأي كلام عن أسباب فعلته هذه، لكنه في اليوم الموالي أكد على ضرورة نزع هذا التمثال، والذي اعتبره بمثابة صنما يمس بالعقيدة الإسلامية وديننا الحنيف، مشددا على أن وجود تمثال المرأة يشجع على عملية الشعوذة وغيرها من الطقوس، على اعتبار أن ماءها يستعمل في عملية السحر، زاعما في نفس الوقت بأن النسوة يقصدن هذا المكان بكثرة خاصة اللواتي لم يحالفهن الحظ في الزواج، بالإضافة إلى خدش الحياء وسط المارة، كون جسم المرأة التي يجسدها التمثال عاريا، وهو ما يستوجب -حسبه- محاربته ونزعه من وسط مدينة مسلمة، وهي التصريحات التي جعلت في مجملها مصالح الأمن تجزم أن الشخص في وعيه وليس مختلا عقليا بنسبة كبيرة، حسبما تثبته البطاقة التي يحملها.
وقد تم تقديم المتهم، يوم أمس، للمثول أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة سطيف، الذي أمر بإيداعه الحبس، وهذا في غياب تام لبعض الفضوليين الذين أكدوا عبر مواقع «الفايسبوك» أنهم سيكونون حاضرين يوم تقديمه وكذا غياب أهل المتهم.
جدير بالذكر أن المتهم المنحدر من بلدية بني وسين هو عسكري سابق وتم تسريحه من العمل بسبب حالته النفسية آنذاك، على اعتبار أنه كان يعاني من مخلفات القضايا المتعلقة بالإرهاب نتيجة المواجهة اليومية معهم، مما أثر على حالته.
وكان الوالي قد عقد اجتماعا، صبيحة أمس، بخصوص مشروع إعادة ترميم المجسم ضم خبراء في الميدان، وتم الاتفاق على استعمال طرق حديثة وعصرية منها تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد، لإعادته إلى ما كان عليه.