طفلة تعود للحياة بعد وفاتها بساعات في مڤرة بالمسيلة
عائلتها اعتبرتها معجزة والطاقم الطبي بقي مذهولا أمام ما حدث
عائلة الطفلة «ردينة» حوّلت منزلها إلى بيت عزاء وأعلنت عن موعد الجنازة
شهد مستشفى الزهراوي بمدينة المسيلة، صبيحة أمس، ما يشبه المعجزة، عندما عادت الطفلة «ردينة دمان» صاحبة 5 سنوات، التي تنحدر من بلدية مڤرة، إلى الحياة ساعات قليلة بعد إعلان الطاقم الطبي المشرف على علاجها، عن وفاتها.
كان الأطباء المشرفون على الوضع الصحي للطفلة ردينة قد بذلوا كل جهدهم لإعادة عملية التنفس للمريضة، ولكنهم فشلوا في مسعاهم وأعلنوا عن وفاة الطفلة، ليقوموا بتبليغ ما حدث لأفراد عائلتها، الذين قاموا بالإعلان عن موعد جنازتها وفتح المنزل العائلي للعزاء.
لكن بعد ساعات قليلة عادت الطفلة ردينة للحياة، حيث عادت وظائفها الحيوية للعمل، وسط ذهول مطلق للطاقم الطبي وعائلتها التي لم تصدق ما حدث.
وقد عمّت الفرحة منزل عائلة الطفلة لتتحول في غضون دقائق أجواء الحزن داخل بيت العزاء إلى فرح، فيما سارع أهالي الطفلة إلى نزع ملصقات جرى تعليقها في أماكن عامة للإعلان عن الوفاة وموعد الجنازة، لتتحول قصة ردينة إلى موضوع للنقاش وسط الشارع المحلي. وحسب مصـادر مطلعة من محيط عائلة الطفلة والطاقم الاستشفائي بمستشفى الزهراوي، تحدثت إلى «النهار»، فإن الطفلة ردينة كانت في صحة جيدة قبل أن تصاب بأعراض مرضية منذ 3 أيام، ليتم نقلها من قبل والدها إلى مستشفى مڤرة، وبعد معاينتها من قبل الطاقم الطبي هناك، تقرر تحويلها على جناح السرعة لمستشفى الزهراوي، بعدما أصيبت بزكام واختناق في التنفس.
والد الطفلة حمادة لـلنهار: «أنا تحت الصدمة والحمد لله على كل شيء»
في حديث جمعنا بوالد الطفلة ردينة، قال هذا الأخير إنه لم يصدق ما حدث له، فجر أمس، بعدما علم من الطاقم الطبي على مستوى مستشفى الزهراوي بأن ابنته كتب لها عمر جديد، بعد ساعتين من إعلان وفاتها في وقت متأخرة من الليل.
وراح والد الطفلة يسرد على مسامعنا الواقعة بأكملها، حيث قال «ابنتي مرضت فجأة ليلة السبت وحدث لها اختناق في التنفس، حيث نقلتها على جناح السرعة إلى مستشفى مڤرة، قبل تحويلها على الفور إلى مستشفى الزهراوي بعاصمة الولاية، وبسبب صحتها المتدهورة تم وضعها بغرفة الإنعاش يومين كاملين، حينها أبلغني الأطباء بأن حالتها مستعصية جدا».
ويضيف والد الفتاة بأنه بعد مراقبة طبية ليلة أول أمس وفي حدود العاشرة والنصف، أكد له الطبيب المناوب هاتفيا أن ابنته توفيت، ليقوم بعدها بإخبار أفراد العائلة والأهل بوفاة ابنته وشرع في التحضير للعزاء وإعلان موعد الجنازة، الذي تم ضبطه بعد صلاة الظهر من نهار أمس. وأثناء قيام أفراد العائلة بالتنقل إلى المستشفى في جو جنائزي مرفوقين بالنعش، يقول محدثنا إنه تفاجأ بعد دخوله لمصلحة حفظ الجثث، أن ابنته على قيد الحياة وأنه جرى إعادتها لمصلحة الإنعاش، وهو الخبر الذي نزل كالصتعقة على أهل الطفلة، حيث تحول الجو الجنائزي إلى فرحة عمّت الجميع على مستوى المستشفى وكذا المنزل العائلي.
ممرضـــة بالمستشفى: «مازلنا لم نصدق مــــا حــدث»
«لم نصدق ما حدث، حيث وبعد توقف نبض قلب الطفلة لساعات، تأكدنا أنها توفيت والحياة غادرت جسدها، بعد مراقبة الطبيب، ولم أكن أتصور أن تعود للحياة ويعود قلبها للنبض».. هكذا حدثتنا إحدى الممرضات العاملات بالمستشفى، حيث أضافت بأنه «بعد مرور أزيد من ساعتين من إعلان وفاة ردينة، شاءت القدرة الإلهية أن تعود إليها الحياة، وحينها لم نصدق ما حدث، خاصة بعد إعلامنا لوالد الطفلة أن ابنته توفيت، لنتفاجأ بما حدث، وحتى الأطباء تفاجأوا للحالة التي لم يشاهدوها من قبل.. إنها معجزة ربانية ونتمنى لها الشفاء العاجل».
من جهة أخرى، أكد العديد من الأطباء والمتخصصين في حديث إلى «النهار»، أن ما حدث في مستشفى الزهراوي بالمسيلة يعتبر حالة نادرة، حيث أن وفاة الطفلة ردينـة وعودتها للحياة من جديد بعد ساعات، يعود حسبهم لطريقة التشخيص الطبي، وأن تأكيد الوفاة يمر بمراحل، على غرار توقف نبضات القلب لأزيد من ربع ساعة، وكذا التنفس واتساع في القرنية وبرودة في أطراف الجسم، بالإضافة إلى التشخيص عن طريق الأجهزة، وفي حالة مثل حالة الطفلة ردينة، فإن الاحتمال الوارد، هو تعرّضها إلى حالة إغماء مع توقف العمليات الوظيفية لمدة زمنية جعلت الطبيب يظن بأنها توفيت، وهذا قد يحدث في حالات عديدة، خاصة حالات مرض التهاب السحايا.
وفي ذات السياق، أكد آخرون أن تقرير الطاقم الطبي بذات المستشفى سارع في اتخاذ قرار تصريح الوفاة من دون إجراء تشخيص طبي دقيق.