الإعلام الجديد والصحافة الفنية . مواجهة الإعلام الجديد من جدية وتجويد
عابد هاشم
• يتواصل يوما بعد يوم إيقاع التحديات التي تقدمها مواقع التواصل الاجتماعي (الإعلام الجديد) في سبيل تحقيق المزيد من كسب ثقة واهتمام وجذب المتلقي (الفاعل) وجعله شريكا في تشكيل الرأي العام وصياغة الحدث، مما يضع الإعلام المقروء بشكل عام، و(الصحافة الفنية) بشكل خاص، أمام هذه التحديات القوية التي قد تصبح صعبة إذا لم يستطع المعنيون بشؤونها مواكبة هذه التحديات من خلال التطوير والتجويد لمخرجات الصحافة الفنية بما يكفل الإبقاء على اهتمام القارئ في ظل ما أضحى لديه من (بدائل) متعددة ومباشرة.•• هذه المرحلة تفرض على الإعلام الفني المقروء الحريص والجدير بمجاراة هذا التحدي، إحداث نقلة نوعية على مستوى الرؤية والخطة والأهداف و... إلخ، لتحقيق التفرد والتميز والإضافة الإيجابية، وتقديم ما يثري القارئ، ويحتفي بكل ما يمت بصلة لخدمة الفن الرفيع والهادف، وفي ذات الوقت (وهذا ما تفتقد له صحافتنا الفنية، وهي الآن أحوج ما تكون لخوضه بكل جدية وحيادية ورؤية تحليلية متخصصة، وهو أحد أهم أسلحتها ــ المهملة ــ التي بوسعها من خلال تفعيله بمهنية تحقيق ما لا يستهان به من التميز أمام تحديات الإعلام الجديد)، وأعني بما هو بين القوسين، تعرية كل ما هو هابط ومسف وركيك...، يقدم باسم الفن بينما هو في حقيقته مسخ وتشويه وابتذال يمارس عبثا، باسم الفن، ويقتات على حساب قيمه وأهدافه ويرسخ للانحدار بذائقة المتلقي.•• ومتى ما استشعر من يتشرف بحمل مسؤولية هذا الدور (الصحافة الفنية) عظم الأمانة المناط به حملها، وماهية أهداف هذه المسؤولية التي تشرف بحملها وتوجب عليه ترجمتها لخدمة الصالح العام لهذا المجال، من خلال الدور الذي يؤديه في أي صحيفة أو مجلة....، متى ما استشعر أهمية كل هذا من جهة ومن جهة أخرى ما تتطلبه هذه المرحلة (مواجهة الإعلام الجديد) من جدية وتجويد، سيجد أن ضميره يأبى عليه التنازل عن أي واجب من الواجبات التي تمليها عليه هذه المسؤولية ورسالتها وأهدافها، وخاصة تعرية كل من وما يصيب هذا المجال، بما يتنافى مع قيمه ومقوماته.. وسيجد أن قلمه لن يقبل بغير الحقيقة، ولن تجد في كل ما يكتبه أو يقوله ما يلمع المعتم ويجمل القبيح، أو يحتم عليه غض النظر عن أي إسفاف أو عمل هابط لأي (اعتبارات خاصة)؛ ذلك لأن مثل هذا النموذج الناصع لا يخضع دوره ورسالته ومسؤوليته إلا لكل ما يعزز الأمانة التي حملها، ويخدم الصالح العام لهذا المجال، ويحقق الأهداف التي ترتقي بجوهر الفن، وتسمو بذائقة المتلقي، ويجسد حقيقة الدور الفاعل للصحافة الفنية في تقديم المفيد والهادف والجاد مما يكفل لها خوض التحديات.. والله من وراء القصد.• تأمل:صديقك من يصارحك بأخطائك، لا من يجملها لك لغاية له