وصية عمر لعثمان . ذو النورين . من قصص صاحب الحياء .عثمان بن عفان
وصية عمر لعثمان
أوصى الفاروق عمر بن الخطاب الخليفة الذي سيخلفه في قيادة الأمة بوصيه مهمة قال فيها : " أوصيك بتقوى الله وحده لا شريك له ، وأوصيك بالمهاجرين الأولين خيرا أن تعرف لهم سابقتهم وأوصيك بالأنصار خيرا ، فاقبل من محسنهم وتجاوز عن مسيئهم ، وأوصيك بأهل الأمصار خيرا فإنهم ردء العدو ،وجباة الفيء لا تحمل منهم إلا عن فضل منهم ، وأوصيك بأهل البادية خيرا ، فإنهم أصل العرب ومادة الإسلام أن تأخذ من حواشي أموالهم فترد على فقرائهم ، وأوصيك بأهل الذمة خيرا ، أن تقاتل من ورئهم ولا تكلفهم فوق طاقاتهم إذا أدوا ما عليهم للمؤمنين طوعا ، أو عن يد وهم صاغرون ، وأوصيك بتقوى الله ، والحذر منه ومخالفة مقته ،أن يطلع منك على ريبه .، وأوصيك أن تخشى الله في الناس ، ولا الناس في الله وأوصيك بالعدل في الرعية والتفرغ لحوائجهم وثغورك ، ولا تؤثر غنيهم على فقيرهم ، فان في ذلك بإذن الله سلامة قلبك وحطا لوزرك ، وخيرا في عاقبة أمرك أن تشترى في أمر الله وفى حدوده ومعاصيه على قريب الناس وبعيدهم ، ثم لا تأخذ في أحد الرأفة حتى تنتهك منه مثل جرمه واجعل الناس عنك سواء ، ولا تبال على من وجب الحق ، ولا تأخذك في الله لومه لائم ، وإياك والمحاباة فيما ولاك الله مما أفاء على المؤمنين، فتجور وتظلم ، وتحرم نفسك من ذلك ما قد وسعه الله عليك ، وقد أصبحت بمنزله من منازل الدنيا والآخرة ، فان اقترفت لدنياك عدلا وعفه مما بسط لك اقترفت به إمانا ورضوانا ، وان غلبك الهوى اقترفت به غضب الله ، وأوصيك ألا ترخص لنفسك ولا لغيرك في ظلم أهل الذمة وقد أوصيتك وخصصتك ونصحتك فابتغ بذلك وجه الله والدار ألآخره ، واخترت من دلالتك ما كنت دالا عليه نفسي وولدي ، فان علمت بالذي وعظتك وانتهيت إلى الذي أمرتك أخذت منه نصيبا وافرا وحظا وافيا ، وإن لم تقبل ذلك ولم يهمك ولم تترك معاظم الأمور عند الذي يرضى به الله عنك يكن ذلك بك انتفاضا ورأيك فيه مد***ا لأن الأهواء مشتركه ورأس الخطيئة إبليس داع إلى كل مهلكه ، وقد أضل القرون السالفة قبلك فأوردهم النار معاصيه ، ثم اركب الحق وخض إليه الغمرات وكن واعظا لنفسك وأناشدك الله إلا ترحمت على جماعة المسلمين ، وأجللت كبيرهم ، ورحمت صغيرهم، ووقرت عالمهم ولا تضر بهم فينزلوا ولا تستأثر عليهم بالفيء فتغضبهم ولا تحرمهم عطاياهم عند محلها فتفقرهم ، ولا تجمرهم في البعوث فينقطع نسلهم ولا يجعل المال دوله بين الأغنياء منهم ، ولا تغلق بابك دونهم ، فيأكل قويهم ضعيفهم ، هذه وصيتي لك وأشهد الله عليك وأقرأ عليك السلام".