عثمان في رحاب ربه شهيدا . ذو النورين . من قصص صاحب الحياء .عثمان بن عفان
عثمان في رحاب ربه شهيدا
وبعد أن خرج من في الدار ممن كان يريد الدفاع عنه نشر رضي الله عنه المصحف بين يديه وأخذ يقرأ منه وكان إذ ذاك صائما فإذا برجل من المحاصرين لم تسمه الروايات يدخل عليه فلما رآه عثمان قال له بيني وبينك كتاب الله فخرج الرجل وتركه وما إن ولى حتى جاء آخر ، وهو رجل من بني سدوس بقال له الموت الأسود فخنقه قبل أن يضربه بالسيف ، فقال : والله ما رأيت شيئا ألين من خنقه حتى رأيت نفسه مثل الجان تردد في جسده ثم أهوى إليه بالسيف فاتقاه عثمان بيده فقطعها فقال عثمان :أما والله إنها لأول كف خطت المفصل وذلك أنه كان من كتبة الوحي وهو من أول من كتب المصحف من إملاء النبي صلى الله عليه وسلم فقتل والمصحف بين يديه ، وعلى أثر قطع اليد انتضح الدم على المصحف الذي كان بين يديه يقرأ منه وسقط على قوله تعالى : ( فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ) "البقرة : 137"