يعد الإسلام أحد الديانات السماوية الثلاثة والمعروفة بالديانات الإبراهيمية (اليهودية، المسيحية، الإسلام)، وهي ثاني أكثر الديانات أتباعا في العالم. والمعنى العام لكلمة الإسلام هو الانقياد التام للخالق بالتوحيد والإذعان له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله. وهو تسليم كامل من الإنسان لله تعالى في كل شؤون الحياة.
يؤمن المسلمون أن الإسلام هو آخر الديانات السماوية، وأنه ناسخ لما قبله كما ذكر في القرآن (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا) (المائدة:3) وفي قوله: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ)(المائدة48). كما يؤمن المسلمون بأن محمداً رسول من الله وخاتم الأنبياء و المرسلين و أُرسل إلى الثقلين كافة (الجن والإنس). و من أسس العقيدة الإسلامية الإيمان بوجود إله واحد هو الله، وأنهم يتبعون الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام.
ويؤمن المسلمون بالملائكة وبجميع رسل الله السابقين وبالكتب السابقة واليوم الآخر والقدر خيره وشره. والقرآن هو الكتاب المنزل من عند الله على محمد عن طريق جبريل عليه السلام. والقرآن هو مصدر التشريع الإسلامي الأول وتعتبر السنة النبوية هي المصدر الثاني في التشريع الاسلامي. أما أركان الإسلام فهي خمسة أركان: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة و صوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا.
معنى الإسلام
ويُعرَّف الإسلام لُغوياً بأنه الانقياد التام لأمر الآمر و نهيه بلا اعتراض، وقيل هو الإذعان والانقياد وترك التمرّد والإباء والعناد[1].
وأما معناه الاصطلاحي، فهو الدين الذي جاء به محمد، والشريعة التي ختم الله تعالى بها الرسالات السماوية. وقد قام محمد بتبليغ الناس عن هذا الدين وأحكامه ونبذ عبادة الاصنام وغيرها مما يعبد من دون الله. والإسلام هو التسليم للخالق والخضوع له، وتسليم العقل والقلب لعظمة الله وكماله ثم الانقياد له بالطاعة وتوحيده بالعبادة والبراءة من الشرك به سبحانه.
والإسلام ليس حصرياً على شعب دون شعب، أو قوم دون قوم، بل هي دعوة شاملة للبشرية كافة بغية تحقيق العدل والمساواة للبشر كافة. فالإسلام يقوم على أساس الفطرة الإنسانية والمساواة بين مختلف أفراد المجتمع الإسلامي فلا يفرٌق بين الضعيف والقوي والغني والفقير والشريف والوضيع، كما لا يفرق الإسلام بين الأمم والشعوب المختلفة إلا من باب طاعتها لله تعالى والتزامها بالتقوى، فهي تعتبر الاساس الذي يقيٌم به عمل الإنسان والتزامه بتعاليم الإسلام. يقول الله تعالى في القرآن الكريم : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات 13
وقد قال الرسول [ ألا أخبركم بالمؤمن ؟ من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم ، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده ، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله ، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب ] [1].
النشأة
ظهر الإسلام في الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي على يد محمد بن عبد الله، الذي بدأ يدعوا الناس إلى إعتناق عقيدة تدعو إلى عبادة إله واحد وترك عبادة الأوثان، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من القواعد والأفكار والعقائد موحاة من الإله الواحد (الله) بالإضافة إلى نص عربي ينزل على محمد من الله عن طريق ملاك كان يتلو هذا النص على محمد بما عرف بوحي القرآن.
الشريعة والعقيدة
يؤمن المسلمون بأن محمدا جاء ليكمل رسالة الله التي أرسل بها الأنبياء الذين سبقوه كإبراهيم وموسى والمسيح عيسى بن مريم عليهم جميعا السلام وأن أولئك الأنبياء كانوا جميعا مسلمين. كما يعتقد المسلمون بأن الحنيفية هي أساس دين إبراهيم عليه السلام. ويرون أن الاختلاف بين الأديان السماوية في الشريعة فقط وليست في العقيدة وأن شريعة الإسلام ناسخة لما قبلها من شرائع. أي أن الدين الإسلامي يتكون من العقيدة والشريعة. فأما العقيدة فهي مجموعة المبادئ التي على المسلم أن يؤمن بها وهي ثابتة لا تختلف باختلاف الانبياء. أما الشريعة فهي اسم للأحكام العملية التي تختلف باختلاف الرسل ونسخ اللاحق منها السابق.
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }المائدة48
تعريفات ومصطلحات
'الله
الله هو الإله الحق المستحق للعبادة وحده. وهو الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى والصفات العلى. خالق الكون والقادر عليه له ملك السماوات والأرض. وقد أرسل الله رسلاً من عنده ليدعوا الناس إلى عبادته وحده وترك عبادة كل ما سواه.
'الرسول
رسول الإسلام هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشي، ولد عام 571م في مكة المكرمة. تعرف أسرته بالأسرة الهاشمية نسبة إلى جده هاشم بن عبد مناف. بعثه الله بدين الإسلام سنة 610م وهو يتعبد في غار حراء. عرف قبل وبعد النبوة بحسن أخلاقه وصدقه وأمانته وكان يسمى "بالصادق الأمين". توفي يوم الاثنين 12 ربيع الأول سنة 11هـ وقد أتم له ثلاث وستون سنة. (الرحيق المختوم)
'القرآن
القرآن هو الكتاب المقدس للمسلمين وهو المصدر الاول للتشريع الاسلامي ومن بعده السنة النبوية. كان أول ما نزل من القرآن أول آية في سورة العلق وهي {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }.
والقرآن هو كلام الله المنزل إلى النبي محمد نزل به جبريل عليه السلام؛ ليوصله رسول الله للناس كافة. ويعتبر المسلمون ان إهانة القرآن هو إهانة للمسلمين كافة بل وللإسلام، وهو جريمة كبرى يجب معاقبة الجاني بها بأقصى العقوبات.
الأماكن المقدسة
في الإسلام ثلاث بقاع مقدسة على الأرض: مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمسجد الأقصى في القدس
مكه المكرمهولد بها النبي محمد وهي مكان نزول الوحي وبدء الدعوة. وفيها أيضاً المسجد الحرام وبه الكعبة المشرفة التي بناها إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، وإليها يحج المسلمون لأداء فريضة الحج. والكعبة هي قبلة المسلمين، يتجهون لها عند كل صلاة.
المدينة المنورة
المدينة المنورة كانت تسمى (يثرب) قبل الإسلام وقد سميت بالمدينة أو مدينة الرسول بعد الإسلام. وفيها المسجد النبوي الشريف.
القدس
أما القدس فهي كإسمها منطقة مقدسة عند المسلمين وفيها المسجد الأقصى في فلسطين فهو المسجد الذي زاره النبي محمد ليلة الإسراء والمعراج وهي الليلة التي فرضت فيها الصلاة. وفيها صلى الرسول إماماً بجميع الأنبياء والمرسلين. و المسجد الأقصى هو البقعة الوحيدة المقدسة من قِبل الديانات الابراهيمية كلها: الإسلام والمسيحية واليهودية.
أركان الإيمان
وليعتبر الإنسانُ مسلماً عليه أن يؤمن بأركان الإيمان الستة والتي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن معنى الإيمان فقال:الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره(رواه مسلم).
فأركان الإيمان الستة هي:
1. الإيمان بالله
2. الإيمان بالملائكة
3. الإيمان بالكتب السماوية
4. الإيمان بالرسل
5. الإيمان باليوم الآخر
6. الإيمان بالقدر خيره و شره
أركان الإسلام
يتكون الإسلام من أركان خمسة أساسية يؤمن المسلم بها كلها ويعمل بها وبما تقتضيه من أقوال وأفعال.
فعن أبي عبد الرحمن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول:
( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان)(رواه البخاري ومسلم)
فأركان الإسلام كما بينها الحديث هي:
1. الشهادة (شهادة ان لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله)
2. الصلاة (إقامة الصلاة)
3. الزكاة (ايتاء الزكاة)
4. الصوم (صوم رمضان)
5. الحج (حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا)
الشريعة الإسلامية
ووفقاً لاعتقاد المسلمين فإن الشريعة الإسلامية تنظم مختلف جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والشخصية. وتعني مجموعة القوانين التي تحدد علاقة الإنسان بالله وبالناس وبالمجتمع والكون. وتحدد ما يجوز فعله وما لا يجوز. وأهم هذه الشرائع أركان الإسلام الخمس التي تم شرحها.
كما يقضي الإسلام بضرورة الإحتكام إلى الشريعة الإسلامية لِفض الخلافات بين المسلمين، وبضرورة تحلي المسلم بالأخلاق الحميدة.
أما مصادر التشريع الإسلامي فالقرآن هو وحي الله لنبيه محمد ، وهو المصدر الأول للتشريع، وقد تعهده الله بحفظه من التبديل والتحريف. وينص القرآن على وجوب اتباع أوامر الرسول محمد لأن أقواله إنما هي وحي من الله، ولذلك تعتبر السنة النبوية (وهي مجموع أقوال وأفعال الرسول) المصدر الثاني في التشريع الإسلامي .
أما المصدر الثالث للتشريع فمصدر خلاف بين المذهبين السني والشيعي : فعند الشيعة أن أحاديث أهل البيت هو المصدر الثالث للتشريع ويجمع كتب الحديث لديهم أقوال النبي إضافة إلى أقوال أهل البيت كما هو كتاب الكافي للكليني .
أما السنة فقد قاموا بجمع السنة النبوية في مجموعة من الكتب مثل صحيح البخاري وصحيح مسلم وغيرهما من كتب الحديث. والمصدر الثالث من التشريع لديهم هو إجماع المسلمين، وذلك بالاستناد إلى أحاديث النبي .
ورابع مصادر التشريع هو القياس (وهو قياس أمر لا حكم محدد له على حكم لأمر مشابه).
منهج الإسلام
يسعى الإسلام لرفع الذل عن الناس ومنع خضوعهم لغير الله ويرى أن أكبر مهانة يتعرض لها الفرد عندما يعبد حجرا أو شجرا أو حيوانا أو يخضع ويذل لبشر حي أو ميت فمنع الناس أن يتخذوا الأحبار والرهبان أربابا من دون الله وسعى لرفع الظلم الذي يفرضه بعض الناس على الضعفاء وتصدى لذلك في وضوح تام في قوله تعالى: {وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }[2] وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }[3].
وأصبح ذلك مصدر قوة للإسلام لمساواته بين الناس جميعا شعارهم ( لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمى على عربي ، ولا لأبيض على أسود . ولا لأسود على أبيض ، إلا بالتقوى ، الناس من آدم ، وآدم من تراب ) [4]، فلا عنصرية بغيضة ولا طبقية مقيتة، وأصبح ذلك المنهج واقعا لأول مرة في تاريخ العالم في دولة حاكمها نبي مرسل ودستورها القرآن الكريم المنزل من عند الله ينعم شعبها بنعمة العدل والأمن.
وسعى المسلمون لنشر العدل في كافة أرجاء الأرض ورفع الظلم والذل والمهانة عن الضعفاء والمقهورين ودخل الناس في دين الله أفواجا وحاربه الملوك والطغاة لما وجدوا أن ملكهم بدأ في الزوال من أيديهم بدخول رعيتهم في الدين الجديد. ويعد ذلك هو السر في انتشار الإسلام السريع في كافة أنحاء العالم في سنوات معدودة، أذهلت علماء التاريخ والاجتماع.
ويعبر عن هذا المنهج في وضوح الصحابي الجليل ربعي بن عامر في قوله لقادة الفرس: (الله ابتعثنا لنخرج من شاء ، من عبادة العباد ، إلى عبادة الله ، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .. فأرسلنا بدينه إلى خلقه ، لندعوهم إليه ، فمن قبل ذلك قبلنا منه ، ورجعنا عنه ، ومن أبى قاتلناه أبداً ، حتى نفضي إلى موعود الله . قالوا : وما موعود الله؟ قال : الجنة لمن مات على قتال من أبى ، والظفر لمن يبقى