كيف تكون ايجابيا
الإيجابية هي فن تطوير الذات عن طريق عددٍ من المهارات المكتسبة التي تُمكِّن الإنسان من تخطِّي مشاكله والتغلُّب عليها. والإيجابية تحتوي على شِقَّين، الشِّق الأول التفكير بإيجابية؛ والشِّق الثاني التصرُّف الإيجابي، وهذين الشِّقين هما وجهان لعُملة واحدة، فلا يكون الإنسان إيجابياً بتصرُّفاته إن لم يكُن إيجابياً بأفكاره؛ والعكس كذلك، فإنه لن يكون إيجابياً بأفكاره؛ إنه لم يكن إيجابياً بتصرُّفاته. فالإيجابية هي وحدة متكاملة من الأفكار والتصرُّفات والتي تسير بالإنسان الإيجابي نحو طريق واضِحِ المعالم؛ تُمكِّنه من تجاوز الصِّعاب وحل المشكلات التي تعترضه.
أساس الإيجابية هو الثِّقة بالنفس، فالإنسان المهزوز أو الغير واثِقٍ بنفسه؛ يستحيل معه أن يكون إيجابياً في أي أمرٍ من أمور حياته، فهو يرى نفسه أقلَّ شأناً من أن يَّخذَ قراراً مهما كان صغيراً، تراه خائفاً من أي تغييرٍ يحصل معه في حياته، يتجنَّب الخوض في أمورٍ جديدة لأنه غير واثق من قُدرتِه على المُضي فيه. فلكي تكون إنساناً إيجابياً، يجب عليك في البداية أن تثِقَ بنفسك وتؤمن بها، تثق بأنك قادرٌ على تجاوز المشاكل المحيطة بك واتخاذ القرارات المصيرية، لا يُهم إن أخطأت، فهذه ميزتنا نحن البشر، نُخطيء ونُصيب، ومن لا يُخطيء لن يعرف لذَّة النجاح. فكِّر بإيجابية في كل أمورِ حياتك، السلبية سهلة جداً ولكن الإيجابية تحتاجُ إلى عزيمة وإصرار، فعندما تُواجه مشكلةً ما؛ سيبدأ عقلك بتصوير هذه المشكلة بحجمٍ أكبر مما هي عليه، والحل الأنسب يكون أما الإنسان السلبي أنها مشكلة كبيرة ولن أستطيع حلها. انظر إلى المُشكلة ولكن لا تُفكِّر بها، بل فكر في حلولٍ لها، هذه هي الإيجابية في التفكير، فالمشكلة قائمة ولكن تكمُن المشكلة الأكبر في إيجاد حلٍّ لها، وبداية طريق الحل تكون بالتفكير في الحلول لا في المصاعب.
إذا كنتَ تمتلك خيالاً خصباً؛ فلا حرجَ في أن تبني في مخيِّلتك أفكاراً وتصوُّراتٍ إيجابية قد لا تكون قريبة من الواقع، حاول أن تدمج في هذه التصورات أهدافك وخططك المستقبلية، إن هذا النوع من التفكير يجعلك تنظر إلى كل أمور حياتك بطريقة إيجابية؛ وتكون دافِعاً لك للمُضي في طريق تحقيق احلامك وآمالك. حدَّث إلى نفسك وشجِّعها، أخبر نفسك كم أنك إنسانٌ إيجابي ورائع وقادر على تحقيق المستحيل، أخبر نفسك أنك تحبُّها، فهذا الحديث مع النفس من شأنه أن يقوِّي العناصر الإيجابية في داخلك؛ فتقوم تلقائياً بالتفكير والتصرُّفِ على نحوٍ إيجابي. وجود نِقاط ضعفٍ لديك لا يجب أن يؤثِّر سلباً على طريقة تفكيرك وتصرُّفاتك، بل إحصِ نقاط ضعفك وحاول إيجاد حلول لها لتقوِيتِها والتغلُّب عليها، فمثلاً لو أنك تعمل في شركة وجميع من حولك يتحدَّث الإنجليزية وأنت لا تتحدثها، لا تجعل هذه النقطة تكون سبباً في تأخرك عن زملائك، حاول تعلُّم اللغة وتكلَّم معهم بأيِّ طريقة كانت، نعم ستُخطيء في البداية وقد يسخرون منك ومن محاولاتك، ولكنك في النهاية ستتعلم هذه اللغة وتتجاوز هذه العقبة، وبهذا ستكون قد بنَيْتَ لنفسك حِصناً من الإيجابية تستطيع أن تنطلق منه نحو غزوِ نِقاط ضعفك.
إن للمجتمع والمُحيطين بنا تأثيرٌ كبيرٌ على طريقة تفكيرنا وحياتنا، فالإنسان المُحاط بأشخاصٍ سلبيين؛ سيعملون على جعله واحداً منهم بشتَّى الطرق، فانتقِ مجتمعك وأصدِقاءك بأن يكونوا من الأشخاص الإيجابين الذين يكونون عوناً لك على أن تكون إيجابياً، لا سلبيين يهدمون عزيمتك ويُغرِقونك في سلبيتهم. لا تشعر بالضيقِ إن حصلتَ على انتقادٍ من أي شخصٍ، بل تقبَّل هذا الإنتقاد وقم على دراسته، فقد يكون هذا الإنتقاد هو دليلك إلى عيبٍ في شخصيتك يجب عليك إصلاحه، فيكون الإنتقاد الذي كنتَ تظن بأنه سلبي؛ قد أتى عليك بنتائج إيجابية، فبدلاً أن يُحطِّمك الإنتقاد؛ اجعل منه درجة ترتقي بها إلى سُلمِ النجاح.
منقول