حب النبي لزوجته صفيه ومراعاته لمشاعرها .حب النبي لأزوجه . معاملته عليه الصلاة والسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلا م على سيد الخلق اجمعين
يذكر لنا الاستاذ جاسم المطوع – خبير العلاقات الزوجية - قصتين
للرسول (صلى الله عليه وسلم) مع زوجته السيدة صفية (رضي الله عنها) يبين
فيهما مدي احترامه (صلى الله عليه وسلم) لمشاعر زوجته.
مسح دموع صفية (رضي الله عنها)
تحكي صفية بنت حيي أن النبي (صلى الله عليه وسلم) حج بنسائه، فلما كان في
بعض الطريق نزل رجل فساق بهن فأسرع، فقال النبي كذلك، سوقك بالقوارير –
يعني النساء – فبينما هم يسيرون برك لصفية بنت حيي جملها، وكانت من
أحسنهن ظهرًا، فبكت وجاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين أخبر بذلك،
فجعل يمسح دموعها بيده، وجعلت تزداد بكاء وهو ينهاها.
إنه لموقف جميل من الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم) مع زوجته حين مسح
دمعتها بيده، ثم أمر الناس بالوقوف والنزول، علما بأنه لم يكن يريد أن
ينزل.
ففي هذه القصة فوائد جمة وكثيرة، يستطيع كل زوجين أن يتعاملا مع هذا
الموقف كدستور، ومنهج لحياتهم الزوجية، حتى تصبح سعيدة وجميلة.
فمسح الدموع بيد الزوج نفهمه نحن مواساة ودعما لعواطف ومشاعر الزوجة،
علما بأن سبب البكاء قد ينظر إليه الزوج من ناحيته على أنه سبب تافه،
فالدموع والبكاء من أجل بروك جمل يعد من أحسن الجمال، هذا هو السبب،
ومع ذلك لم يحقر النبي (صلى الله عليه وسلم) مشاعر صفية وعواطفها، بل
احترمها ودعمها وأنزل القافلة كلها من أجلها.
إن الدموع تكون غالية وثمينة إذا عرف كل طرف قدرها. وكم رأيت في
المحاكم دموعا تنهمر من أزواج ومن زوجات، والطرف الآخر لا يقدر هذه
الدمعة ولا يحترمها، بل ويتمني لو تنهمر من غير توقف.
إلا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) مسح الدمعة بيده، ولكنا نعرف أثر تمرير
اليد على الخد، ففيه معان كثيرة على الرغم من أنه مسافر، وذاهب إلى
الحج، ونفسية المسافر دائما مستعجلة حتى يصل إلى مراده، ومع ذلك تريث
النبي (صلى الله عليه وسلم) في التعامل مع عواطف المرأة ومشاعرها.
اما الثانية: عن أنس (رضي الله عنه) قال: خرجنا إلى المدينة "قادمين من
خيبر" فرأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) يحوي لها (أي لصفية) وراءه
بعباءة، ثم يجلس عند بعيره، فيضع ركبته، وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب عليها.
ماذا لو رأى سيدنا محمد مايفعله بعض رجال المسلمين
من اهانه وتعذيب وتجريح واجرام في زوجاتهم هل سيعجبه مايحدث لاوالله