وهناك أمثلة كثيرة تحدث في العمل يوميا يتجلى فيها بوضوح أهمية فهم سلوك الآخرين ومن هذه الأمثلة :
• مشرف الإنتاج يقف على رأس أحد العاملين ويعطي له تعليمات صارمة لكيفية أداء العمل, ولكن لاحقا يشكو هذا المشرف من أن المرؤوس لم يؤد العمل بالشكل الذي دربه عليه , ويتساءل المشرف ما هو السبب وراء ذلك ؟
• اثنان من المعينين حديثا قد تم تعيينهما ، وأشارت سجلاتهما إلى أنهما متشابهان في قدراتهما ، إلا أنه بعد ستة أشهر من العمل ، وجد أن أحدهما ذو حماس شديد للعمل ومتجاوب لطبيعة العمل , وأن الفرد الآخر منخفض الحماس وتجاربه أقل مع هذا العمل ، فكيف يتم تفسير ذلك ؟
• يشتكي أحد المديرين من ارتفاع معدلات الغياب والتأخير للموظفين الذين يعملون تحت إدارته ، وبالذات أيام السبت والخميس ، وهو لا يعرف سببا واضحا لارتفاع هذه المعدلات في قسمه .
• مدير الشركة يجتمع مع أعضاء مجلس الإدارة ويطول بينهم النقاش حول كيفية تحفيز الأفراد العاملين في الشركة ؟ وما هو السلوك القيادي الذي يكون أكثر فاعلية معهم ؟ وما هو السبب الرئيس وراء إخفاق عملية الاتصال بين أفراد الشركة وجعلها غير فعالة ؟
فهذه عينة من السلوك الإنساني داخل العمل ، فهل من الممكن أن نجد إجابة شافية لتفسير هذا السلوك والوقوف على مسبباته، ومن ثم نستطيع بعد ذلك أن نتنبأ بهذا السلوك ونتوقعه وبالتالي من الممكن أن نسيطر عليه ؟
هذا هو دور علم السلوك التنظيمي إنه يساعدك على تفسير السلوك الإنساني والتنبؤ به والسيطرة عليه ، ولذلك فقد عرف الأستاذ هودجيتس وألتمان السلوك التنظيمي بأنه " ذلك الجزء من المعرفة الأكاديمية التي تهتم بوصف وتفهم وتنبؤ وضبط السلوك الإنساني في البيئة التنظيمية "
إذن نستطيع تلخيص أهداف السلوك التنظيمي في ثلاثة أهداف وهي :
1. التعرف على مسببات السلوك .
2. التنبؤ بالسلوك وذلك من خلال معرفة مسببات السلوك .
3. التوجيه والسيطرة والتحكم في السلوك من خلال التأثير في المسببات .
4.حتى تكون دراسة السلوك الإنساني داخل المنظمات صحيحة متكاملة تتم الدراسة على ثلاثة مستويات وهي : الفرد – الجماعة – التنظيم الرسمي .
5. للبيئة الخارجية تأثير على السلوك داخل المنظمة .
وبذلك يتضح لنا مدى أهمية السلوك التنظيمي فهو يركز على سلوكيات وتفاعلات العنصر البشري والذي يعتبر أهم عناصر الإنتاج في المنظمة, ونجاح المنظمة مرهون بنجاح تفعيل العنصر البشري وتحسين أدائه, وبجانب هذه الأهمية يجب أن نعترف بصعوبة إدارة السلوك الإنساني, وذلك لتعدد المتغيرات التي تؤثر في هذا السلوك من ناحية, ولعدم استقرار هذه المتغيرات المؤثرة فيه من ناحية أخرى.
وحتى تكون دراسة السلوك الإنساني داخل المنظمات صحيحة متكاملة تتم الدراسة على ثلاثة مستويات وهي : الفرد – الجماعة – التنظيم الرسمي .
فلابد من دراسة كل مستوى من هذه المستويات الثلاثة لابد أن ندرس سلوك الفرد وأثره على المنظمة, ولابد أن ندرس سلوك الجماعة وأثرها على الفرد, ولابد أن ندرس أثر التنظيم على الفرد وعلى الجماعة, كما يجب علينا أن ندرس أثر البيئة الخارجية على المنظمة, ولذلك وصف الأستاذ أندرو دي سيزلاقي والأستاذ مارك جي والاس مجال السلوك التنظيمي بقولهم " السلوك التنظيمي يتعلق بدراسة سلوك واتجاهات وأداء العاملين، وتأثيرات البيئة على المنظمة ومواردها البشرية وأهدافها وكذلك تأثيرات العاملين على المنظمة وفاعليتها "
إذا نستخلص مما سبق الآتي :
1) السلوك التنظيمي هو دراسة سلوك الأفراد داخل المنظمة .
2) السلوك التنظيمي هو تفاعل علمي النفس والاجتماع مع علوم أخرى أهمها علوم الإدارة والاقتصاد والسياسة .
و تتضمن هذه الحقيبة التدريبية دراسة السلوك التنظيمي في الحياة العملية وعناصر السلوك الفردي وما تتضمنه من عناصر الإدراك والتعلم والدافعية والشخصية والاتجاهات النفسية وعناصر السلوك الجماعي للأفراد والجماعات بما فيها من مفاهيم خاصة بجماعات العمل وأنماط القيادة والاتصال وكيفية التعامل مع ضغوط العمل والتغيير والتطوير التنظيمي إلى جانب كيفية التعامل مع المشكلات الإدارية من حيث الجوانب السلوكية التنظيمية.
وتهدف هذه الحقيبة التدريبية إلى التعريف بمفهوم وأهمية إدارة السلوك في المنظمات، ورفع مستوى كفاءة وفعالية المشاركين في مجال القيادة الإدارية وإدارة الأنماط السلوكية للعاملين في منظماتهم وذلك من خلال تعريف المشاركين بمفهوم السلوك وأهميته ومداخل دراسته والعلاقة الاعتمادية بين السلوك والعلوم الأخرى وتطور إدارة السلوك في المنظمات وإدارة السلوك التنظيمي للأنماط السلوكية البشرية في المنظمة ، ونركز لتحقيق ذلك تقديم دراسة تحليلية معمقة للسلوك على مستوى الفرد ( الشخصية ، الإدراك الاتجاهات والقيم والحوافز والدوافع ) وعلى مستوى الجماعة ( ديناميكية الجماعة والقرارات والاتصال والصراع ) وعلى مستوى التنظيم ، التطوير التنظيمية وبيئة التنظيم . ونتناول فيها بشكل أعمق مفاهيم وإستراتيجيات القيادة الفعالة كبعد من أبعاد مستوى الجماعة من حيث مداخلها ونظرياتها والممارسة الواقعية لها .
حيث تشتغل هذه الحقيبة التدريبية على تقديم تصور معرفي شامل عن إدارة السلوك في المنظمات ، ولا تقتصر هذه الحقيبة على هذا التقديم ، بل تتجاوزه إلى تجارب تطبيقية من واقع ممارسات فعلية من خبراتنا التدريبية والإدارية والإستشارية ننقلها للمشاركين في البرنامج التدريبي .
إن هذه التجربة التي تقدمها هذه الحقيبة التدريبية تتلاقى مع توجهات مؤسسة مهارات النجاح للتنمية البشرية التي تعتني بتضافر الجانبين النظري والتطبيقي في سياق تدريبي عملي يجد له مكانة في التفكير النظري والممارسة العملية في حجرة التدريب . و في ضوء هذا التوجه ، فإن مهارات النجاح تتطلع إلى تقديم حقيبة تدريبية يجد فيها المشاركون ما يلبي حاجاتهم التدريبية ، وما يفيدون منه في ممارساتهم الإدارية .
إننا نتطلع إلى أن تكون هذه الحقيبة التدريبية ، وغيرها مما ننتجه في مهارات النجاح للتنمية البشرية ، مدخلاً لحوار أوسع ومعمق يفضي إلى خلق مناخات إدارية تفاعلية تؤدي إلى إحداث تحول في العملية الإدارية والتربوية بمجملها ، وبما يجري في حجرة التدريب بشكل خاص في إطارها الاجتماعي بأبعاده كافة .
لقد ركزنا في مهارات النجاح للتنمية البشرية ان تكون دورة ممتعة ومفيدة ولهذا في عبارة عن مشغل تدريبي فعلي يتعلم ويمارس فيها المشارك التعلم النشط .
لقد تم تصميم هذا البرنامج التدريبي ليكون مقدمة تأسيسة للعاملين في الميدان الإداري والتطويري والتدريبي .
: فن إدارة السلوك في المنظمات ( إدارة السلوك التنظيمي )
يتبع