قصة الفتى عثمان . قصة الشهيد عثمان . قصة الشاب عثمان الشهيد
مقتطفات من قصة عثمان
يقول الشيخ عبدالعزيز السويدان,,,,,,,,,
لم اكن اعرف ذالك الشاب ولم أراه ,,ولكني سمعت به وسمعت عنه كل خيرويسر لي ربي أن أقابل والده في بيته..
فكان لقاء مباركا كماهي صفة ذالك البيت انشاء الله وأخذ ابوه الكريم يحكي لي مايذكره عن ابنه عثمان
فكان كما أحسبه ابا مؤمنا,,يسكب العبرات ,,بلا حزنا ولاجزعا,,
بل صبرا واحتساب,,لقد تعجب الكثيرون من ثبات ابي عثمان وصبره ورضاه بقضاء الله ربه ,,
حتى قال احد المعزين ::لقد جاءنا لتعزيتك فوعظتنا بصبرك واحتسابك يا أبا عثمان..
ولعل لابي عثمان أكثر من سلف فلقد ابتلي عروة ابن الزبيررضي الله عنه بقطعِ رجله وموت أعز ابناءه في اناءً واحد فما كان الا أن ,,
قال::اللهم انه كان لي أطرافا اربعه فأخذت واحداً وابقيت لي ثلاثه فلك الحمد ,وكان لي بنونا أربعه فاخذت واحداً وابقيت لي ثلاثه فلك الحمد, وأيم الله
لأن أخذت لقد أبقيت ,ولأن ابتليت لطالما عفيت
لقد سعدتُ بمدى رضا ذالك الاب الكريم عن ابنه وكيف لا وهو يصف أخلاقهمنذُ طفولته ومطلع شبابهِ وصفاً عجيباً
فقد كان عثمان سندا لابيه منذ صغره ,,فابوه كثير الاشغال واسع الصلات كثير الاصحاب ,,ولهذا كان يسند الكثير من الاعمال والمهام الى ابنه البار وهوفتاً
صغير السن وهذا من اهم أسباب قوة علاقه الاب بابنه ,,لقد نشا عثمان على حب الخدمه ونفع الناس ,,لاسيما أقرب الناس لديه ,,
حتى قام بتأثيث بيت أبيه الكبير وهو ابنُ ستة عشرة سنه لوحده,,بل كان أقرب الابناءِ رعاية لحاجات خالته وعماته ونساء أعمامه وكن اذا أردنا حاجة ما
ترتيب حفل مؤدُبه كان عثمان في الخدمه ولم يكن يجرؤنا على ذالك لولا لم يرينا عثمان يتوقو للخدمةِ ويتمناها ,,
وان لنأمُل أن يصدق به حديث النبي صلى الله عليه وسلم اذايقول ابن عمر ان رجلاً جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :يارسول الله اي الناس احب الى الله واي
الاعمال احب الى الله..فقال عليه الصلاة والسلام:"أحب الناس الى الله أنفعهم للناس ,وأحب الاعمال الى الله تعالى سروراً تدخله على مسلم او تكشف عنه كربةً
أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً ولأن أمشي مع أخا في حاجةً أحب الي من أن اعتكف في هذا المسجد شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظما غيظه
ولوشاء أن يمضيه أمضاءه ملاء الله قلبه رجاءً يوم القيامه ومن مشى مع أخيه في حاجته حتى تتهي له ثبت الله قدمه يوم تزل الاقدام يخبرني صديق عثمان بأن عثمان كان يقود سيارته يوماً فراى أحد معلميه وقد وقع له حادث فأوقف سيارته ومكث معه في موقف الحادث يصبره ويؤنسه
ثم صحبه للمرور حتى انتهاء من جميع الاجراءت لقد ظل عثمان مع ذالك المعلم الى مايقارب 3ساعات دون أن يغادر حتى تهيئت له حاجاته
بل انه راء احد اساتذته مرة وهو يصلح اطار سيارته فتوقف ونزل واباء عليه الا ان يصلحه هو ,,ولو يغادر مكانه حتى أصلحه..الحاصل::: أن هذا الخلق العزيز لاتجده في أكثر شباب هذا اليوم جاءني بشابا في 16 أو17 يفرحُ فرحا اذا طلب منه صناعتُ معروف يفرح كأنك انت الذي
تسدي اليه معروفا بطلبك .. (قول الشيخ)
يقول ابو عثمان:: كان ولدي عثمان ملتزماً باداء الصلوات في المسجد ,,كثير الصمت,,شديد الحياء,,لايميلُ الى الاسفار ولا الى اللعب ,,
لم اسمع منه كلمة لا منذ أن اعتمدت عليه بعد الله ,,
يقول والده ::لم أسمع من عثمان طوال حياتي كلمةً بذيئه ,, أو قيل لي أنه تكلم لي كلمةً بذيئه ,,وكان باراً بي وبوالدته وجدته وجميع اعمامه وعماته,,
ولم اعهد عنه انه اغضب أحداً أو ضيق أحداً منهم ابدا وكان اذا أحس بحاجةِ والدتهِ للراحه أخذ اخوانه واخواته الصغار بعيدا عنها حتى ترتاح..
وكان مع كل هذا الجهد والعطاء ممتازاً في دراسته الثانويه وخاصه في المواد الدينيه,, وكان يطيعوني في أي طلبا اطلبه منه ليلاً كان اونهاراً,,
بلا تذمر ولا ضجر بل ينفذه وهو فرحاً بذلك أرى ذالك الفرح على وجهه بل هو الذي يسألوني بين الحين والاخر أن أمره ان كنت اريد منه شي,,
يقول والده:: كنت ذات مرةً في الطائف وحصل ان زار صديقاً لي المنطقه الشرقيه ومعه أسرته فطلبتُ منه ان يسكن هو وأسرته في بيتنا البحري,,
واتصلتُ ببني عثمان وأمرته أن يحرص على الضيوف وأن يوصل اليهم طعام الغداء كل يومم ذبيحةً من حظيرتنا التي بقرب المطار ,,
وأن يوصل اليهم كذالك طعام العشاء كل ليله ,,
فأخبرني عمه بأن عثمان كان يقوم من الصباح الباكر ليذهب الى الحظيره عند المطار ويختار خروف ثم يذهب به الى المسلخ ليذبحه ثم الى المطبخ حتى اذا
استوى الغداء حملهُ معه في سيارته واشترى معه توابع الغداء الاخرى من مقبلات وفواكه وخلافه وذهب من الدمام الى المنتجع في شاطئ نصف القمر
ليوصل للضيف غداءه ثم يعود للمنزل فاذا صلى العشاء ذهب ليوصل اليهم عشاءهم هكذا كل يوماً لمدة 3 أيام حتى أن عمه لما رأوه مشغولاًبهذا الامرِ
ليل نهار أشفق عليه وأقترح أن يوكل الامر للسائق لكن عثمان أعتذر لعمه بهدوءولعله رأى لزوم تنفيذ أمري فأنا أمرته هو ولم أمر السائق..هكذا كان شأن عثمان فبينما أغلب الشباب بسنه الصغير الا من رحم الله مشغولون في سيارتهم باللف والدوران الذي لانفع منه ولا فيه وأخرون يتسكعون في المجمعات
وغيرهم في المطاعم الصغيره منها والكبيره بينما هم كذالك كان عثمان في الوقت ذاته مشغولاً في خدمةِ أبيهِ وأمهِ وجدتهِ وأقاربه بالرغم من وجود الخدم والسائقين,,
(قول الشيخ)يحدثني صديقه ويقول:: لم يكون عثمان يحب الذهب للمجمعات ولا يحب مشاهدة المسلسلات ولايسمع الاغاني بالسياره وأما قران او اناشيد أو بعض المحاضرات
ولم يكون شغوفاً بالكوره ولا المباريات بل كان جاداً في حياته يفكرُ في مستقبله والتخصص المناسب و الجامعه المناسبه وكان يهمه ارضاء ابيه ويشغله جداً رفعُ
راس ابيه بين الناس أما اذا رغب في الترفيه وتسلية النفس فأنه يخرج معي وبعض اصحابه الى البر أو الى البحر ,,
كان عثمانُ معروفاً بحسن خلقهِ في المدرسه وفي مسجد الحي وفي المستوصف القريب من بيت ابيه بل عند الخياط وعمالورشة السيارت التي يصون فيها سيارته
ويغيرفيها زيت المحرك ولا ادل على ذالك من مجيء هؤلاء وحزنهم لفقده وتأثروهم بوفاته ,,(الرؤيـــــــا)
يقول والد عثمان :: قبل مايقارب العام كنت في مكه,, فأتصل بي ولدي ليخبرني عن رؤيا رأها في منامه وهي...............
أن رجلين بيض الوجوه بيض الثياب جأءهُ فقالا له :: أن اتينا لنأخذك ... انتهت الرؤيا
ثم قام من نومه فزعاً ..فسألته ::هل أخبرت بها أحدأً؟؟.. فقال لي::لا سواء والدتي ..
فقلت له :: لاعليك ولاتخبر بها أحداً وحافظ على طاعتك وأحرص على الخير ..
وهاتفتُ والدته وقلت لها::لاتخبري أحداً بهذه الرؤيا .. وكنت في نفسي أقول ::أن ابني مودع ..كنت انتظر وفاته في أي وقت ,, وكان هذا هو تاويل من قصصتُ
عليه الرؤيا بعد وفاتهِ حيث أخبرني بعض المشايخ بأن تأويلها أن يموت شهيداً..
يقول::وكنت والله من برِ هذا ااالابن بي وبوالدته وجدته وجميع اعمامه ادعو له دائماً بأن يرزقه الله الشهاده بما لها من فضلاً عند الله ..وأنهى عثمان دراسته وسجل في جامعة فيصل بالاحساء وقام بتأثيث بيته هناك ليكون جاهز عند بدأ الدراسةِ في هذا العام وجاء شهر رمضان فأكمله عثمان بين صياماً
وقياماً وقراءة القرآن..(قول الشيخ)حيث يذكرُ لي والده ::بأن والدته لم تكن تمر على غرفته في رمضان الاوتسمعُ القرآن من عثمان أو من المذيع في غرفته ,,
وكان توقيعه الذي يذيلُ به نصائحه في المنتى الذي كان يشارك فيه في الانترنت (أنني راحلاً ومودعاً وزهداً في هذه الدنيا),,,
وفي رابعِ أيام العيد أستأذن عثمان أباه في أن يبيتا هو وصديقه وجماعة من أقرباء صديقه في المنتجع البحري ,,فوافق والده ,,وأوصاه وأصحابه بأن يحرصوا على صلاة
الفجر وان لا يسرعواعند قيادة الدبابات البحريه ..
ثم اتصل عثمان بوالدته وسألها أن كانت في حاجةً اليه ,,فكانت أخر كلمةً قالتها والدته له:: الله يرضا عليك ..
وسمرا الشبابُ تلك الليله ,,وفي صباحِ يوم الجمعه دخل ثلاثة منهم البحر بالدبابات حتى الساعه الثامنه والنصــف صباحاً,,ثم خرج عثمان من البحر ,,
واغتسلَ ولبسَ ثيابه ,,وبعد فترةً وجيزه أخبر صاحبه بأن له رغبة في أن يدخل البحر مرة أخيره قبل أن يرجعوا الى الدمام لصلاة الجمعه ,,
لبس ثياب البحر مرة اخرى وركب الدباب ودخل البحر وكان صديقه يرمُقه من الشاطئ ,,يحدثني هذا الصديق فيقول::غفلتُ قليلا ثم التفتُ فلم أرى عثمان (أي في البحر)فناديته فلم يجبني ,,ثم انطلقنا أنا والعامل المسؤؤل عن الدبابات الى البحر
وبعد نصف ساعه من البحث ,,, وجدنا عثمان طافياً في البحرِ رحمه الله ,,خلاف للعاده حيث ان الغريق اذا غرقَ لايطفو الا بعد مايقارب الثلاث ايام ,,
فنتشلناهوحاولنا أسعافه حتى تأتي سيارة الاسعاف,,فلم حملته سيارة الاسعاف ونحن وراءها ,,انفجر اطار سياره الاسعاف في الطريق ,,
فحملناه في سيارتناللمستشفى أملً في انقاذه ,,
ولكن أمر الله كان قدراً مقدورا ,,
قول الشيخ::أيها الاخوه أننا نحسب أن يكون عثمان مات شهيداً فقد قال صلى الله عليه وسلم ::"الشهداء خمســـه :المطعون,والمبطون,والغريق,وصاحب الهدمِ,
والشهيد في سبيل الله "
وقد مات عثمان غرقاً فتحقق دعاؤُ أبيه له بميتتاً طيبه ,,فاذا وافق ان تكون وفاته يوم الجمعه بعد أن صلى الفجر ,,وقد قال صلى الله عليه وسلم ::
"مامن مسلماً يموت يوم الجمعةِ أوليلة الجمعةِالا وقاه الله فتنة القبر" ,,
واذا وافق ان خلقاً جميلاً في الميت يشهد له به جمعاً من الناس ,,
واذا وافق ان أخر كلام أمه له دعـــوة له بالرضـــا (اللــــه يرضــــا عليـــك),,
واذاوافق ان يكون اتم صياما شهر رمضان ,,وقد قال صلى الله عليه وسلم ::"من صام رمضان ايماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدرايماناً
واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه ",,
واذا وافق ان يكون في نيته عزماًعلى اداء العمره قبل بدأ الدراسه ,,
واذا وافق ان تجتمع مع ذالك علامات خيرا للميت كطفوِ سريعا الى سطح البحر,, وسهوله غسله ,,ومرونة اطرافه ومفاصله,, ونور وجهه ,,مع ابتسامةً خفيفه,,
وحضورِ جمعً غفير من الناس ,,وخاصه من أصحاب العلم والفضل للصلاة عليه والدعاء له والثناء عليه خيراً,,
الايُحســــــــــــــب لــه الخير بلا والله ..
أخيراً نتذكر قوله تعالى ::"ولانبلونكم بشيءٍ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين ..الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا
أن لله وان اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمه وأولئك هم المهتدون.."
ونبشر ابا عثمان في حديث ابي سلمى أنه صلى الله عليه وسلم قال::" أخاً أخ خمساً ما أثقل هنَ في الميزان :لااله الاالله, والله أكبر ,وسبحان الله ,والحمدلله ,
والولد الصالحُ يتوفى فيحتسبه والده"
وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريره رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ::"يقول الله تعال::"مالعبد مومن عندي جزاءاذا قضبتُ صفيه
من أهل الدنيا ثم أحتسبه الا الجنه ""
أسأل الله أن يغفر لعثمان وأن يسكنه فسيح جناته وأن يكون في سيرته الطيبه عبره للشباب وأن يعظم أجر والديه ويخلفهم خير نسأل الله حسن الخاتمه لنا ولكم جميعاً..