مادة اللغة العربية للسنة الثانية 2 متوسط الجيل الثاني 2017/2018: مذكرة تحضير درس :
تحضير نص ذكريات جدتي السنة الثانية متوسط الجيل الثاني: المقطع التعليمي: الحياة العائلية ص26 من الكتاب المدرسي الجديد.
التعريف بالكاتب :
أحمد أمين:
النص:
كانت أسرةً وسَطًا؛ لم يُفسِدْها الفقرُ، ولم يُبطِرْها الغِنَى؛ وكانَتْ ليلةً سعيدةً تلك التي
اجتمعوا فيها على مائدة المنزل يتصالحون بعد خِصامٍ، ويتعاتبون بعد نِفارٍ، وحضَرَ وليمة
الصُّلحِ قريبٌ للأسرة يحترمه الجميع لِسَعَة عقله وصدق نظره وحسن حديثه.
قال الأبُ لابنه: كَم تعبتُ في تربيتك، وعانَيتُ الأمَرَّيْنِ في العِناية بك، وسهرتُ الليالي
لِمَرَضِك، وحرَمتُ نفسي من اللّذائذ لأوفّرها لك. أفَحِينَ شابَ رأسي وضَعُفَتْ قُوَّتي، وحين
صِرْتَ رجاً تَهدِرُ كُلَّ هذه التّضحيات، وتُكافئُ الجميل بالقبيح، والإحسان بالجُحُود؟
قال الابن: لقد أكثَرتَ يا أبي مِن ذِكرِ التّضحية والإحسان، والجَميل والمعروف، فهل فعلتَ
شيئًا أكثر مما يجب عليك وعلى كلّ أبٍ أن يفعله؟ إنّ زمني غير زمنك، وآمالي غير آمالك،
ونظرتي إلى الحياة غير نظرتك، إنّ الثّمرة إذا نضجَت فارقَت شجرتها، إنّني شابٌّ تملأني الآمال
وتستهويني المغامرات، وليس لك منّي إلا احترامك وإجلالك. دعني أتعلّم السباحة في بحر
الحياة، فأنْ أكون رجا يخطئ خير من أن أكون حجرًا لا يخطئ.
دُهِشَ الأب من هذا الحديث الصّريح الجريء، وأطال التّفكير، فانتهَزَت الأمّ فرصة هذا
السّكوت، وخاطبَت ابنتها: إنّ موقفي معكِ موقفُ أبيكِ مِن أخيكِ… لقد وقفتُ حياتي على
العناية بكِ، وكم خفق قلبي حزنًا لألمكِ وسرورا لسرورك،… والآن وقد صِرتِ شابّةً لم أرَ قلبكِ
يتناغم مع دقّات قلبي، وأرى حُبًّا منّي لا يُقابَلُ بحبٍّ منكِ.
قالَت البنت: أُصارِحكُِ يا أمّي أنّي أحترمكِ أمًّا، ولكن لا تنتظري أن تكوني معقد أملي
ومجال حبّي؛ إذا طلبتِ إجالاً واحترامًا فهذا حقٌّ لكِ جزاء تضحيتك، وإذا طلبتِ حُبًّا سامِيًا
خالصًا روحيًّا فليس ذلك لكِ، ولا تُجابِينَ إليه.
دهشَت الأمّ كما دهش الأبُ مِن قَبلُ، وسادَ الجميعَ سُكونٌ عميق. انتهى الأكلُ ولم
يشعروا أنّهم أكلوا، لأنّ الحديث التهم عقولهم وأفكارهم، وتسلّطَ على كلّ حواسّهم، ثم
انتقلوا إلى حجرة أخرى وانتظروا كلام الشيخ الحكيم.
بدأَ الشيخُ يقول: إنّ متاعبكم التي سمعتُ اللّيلةَ بعضَها ليسَت شيئًا بجانب ما أعلَم
مِن أُسَرٍ تحطَّمَتْ، وبيوتٍ خَرِبَتْ، وأمراضٍ فَتكَتْ، وكانت أمراضها أشكالا وألوانا. أمّا أنتم
فمرضُكم على هامش الأسرة، لا في صميمها.
نزَلَ كلامُ الشيخ بردًا وسامًا على الجميع، وعادَ كُلٌّ إلى مأواهُ؛ يُفَسِّرُ كلامَ الشيخ بما يهواه.
أحمد أمين – فيض الخاطر – ج 4 – ص 12
أسئلة الفهم:
س_ ممّن تتكوّن هذه الأسرة؟ ومَن هُمْ ضيوفها في هذه المناسبة؟ وما دور كُلٍّ منهم في النّصّ؟ ج_ الأب والأم والابن والبنت الضيف هو الشيخ الحكيم
الأدوار
س_ حدِّدِ المواقفَ المتشابهة، والمواقف المتناقضة. وأبْدِ رأيك فيها باختصار، مُثَمِّنًا ما تراه مِن قِيَمٍ أسريّة.
ج_ المواقف المتشابهة
المواقف المتناقضة
موقف الأب مع ابنه
وموقف الأم مع ابنتها
س_ كيف يرى الضَّيفُ هذه الأسرة مقارنة بسائر الأُسَر؟ ج_ رأى أن متاعب هذه الأسرة لا شيء مقارنة بأسر أخرى
س_ لخّص مضمون النّصّ، واختَرْ عنوانًا آخر مناسبًا له.
التلخيص: تدور أحداث النص حول خلاف عائلي بين أب و أم معاتبين ، و ابن و أخته مدافعين مبررين تصرفاتهم ومعللين في ردهم الأمر الذي جعل الشيخ يتدخل بحكمته فشرح المشكل وقدم الحلول.
س_ حدِّد عناصر التّواصل من خلال حوار أفراد الأسرة.
الفكرة العامة :
حكمة الشيخ في إخماد جمرة الخلاف بين أفراد الأسرة .
المغزى العام من النص :
قال توماس بين: .”أن تعتاد عدم التفكير في أخطائك يعطيك إحساسًا ضعيفاً بالصواب، ويجعل التعصب هو أول طرق دفاعك عن نفسك”.