بحث فى اثر تبييض الأموال على الاقتصاد كامل وجاهز , بحوث اقتصادية
تشير العديد من المؤشرات إلى تزايد ظاهرة تبييض الأموال كأحد المخاطر الكبيرة للعولمة وبخاصة العولمة المالية .
إذ تعتبر ظاهرة تبييض الأموال من بين المشاكل التي تصيب اقتصاديات الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، حيث تعد صورة من صور الجرائم الاقتصادية التي تفشت بصورة كبيرة في الوقت الراهن، كما أنها ظاهرة تتصل بالمؤسسات المالية لا سيما البنوك ، بما توفره بعملياتها من قنوات كوسيلة يقوم عن طريقها متورطون في العمليات مشبوهة لتنظيف الأموال. وسنقوم فيما يلي بتقريب المفهوم عن ظاهرة تبييض الأموال كآفة اقتصادية حيث يخطأ البعض فهمه لهذه الظاهرة، فمنهم من يراها أنها نافعة للإقتصاد من حيث التردد ولكن الواضح والجلي أن هذه الظاهرة من أخطر المشاكل الاقتصادية التي تعصف بإقتصاديات الدول .
وفي محاولتنا للوقوف على واقع تبييض الأموال بالإضافة إلى إجراءات المكافحة والآثار المترتبة على الظاهرة ارتأينا طرح الإشكالية التالية :
ما هي آثار ظاهرة تبييض الأموال على الاقتصاد ؟
ويتفرع من هذه الإشكالية الأسئلة الفرعية التالية :
- ما هو مفهوم هذه الظاهرة، خصائصها، مختلف جوانبها، وآثارها الاقتصادية؟
- كيف تم مكافحتها ؟ و ما هو دور البنوك (الجهاز المصرفي) و مسؤوليتها في ذلك؟
- و ما هو واقع هذه الظاهرة في الجزائر؟و للإجابة على الإشكالية أعلاه و كذا الأسئلة المتفرعة عنها قمنا بتقسيم البحث إلى ثلاثة فصول كالتالي :
الفصل الأول : و تطرقنا فيه إلى مفهوم هذه الظاهرة و خصائصها و عوامل نموها، و كذا مختلف جوانبها من مصادر الأموال المبيضة فأساليب تبييضها، وخاصة آثارها الاقتصادية من الناحية النظرية على الأقل .
الفصل الثاني : و سردنا فيه أساليب مكافحة هذه الظاهرة على المستوى الدولي من اتفاقيات و معاهدات دولية، ثم على المستوى المحلي بحيث أوردنا بعض الأمثلة المتمثلة في تشريعات عينة من الدول، و في نهاية الفصل تطرقنا إلى مسؤولية و دور البنوك في مواجهة و مكافحة هذه الظاهرة .
الفصل الثالث : و تناولنا فيه واقع تبييض الأموال في الجزائر، حيث حاولنا إسقاط الجانب النظري على حالة الجزائر. لكن تجدر الإشارة إلى أننا لم نتعمق في التحليل و الدراسة بالنسبة للجزائر، حيث اعتمدنا على مراجع قليلة متمثلة في مذكرات نهاية الدراسة و بعض التشريعات، و ذلك نظرا لعمق الموضوع و شساعته مع ضيق الوقت .
الفصل الأول : مفهوم ظاهرة تبييض الأموال .
تعتبر ظاهرة تبييض الأموال من المشاكل التي تصيب اقتصاديات الدول و خاصة الدول النامية، حيث تعد صورة من صور الجرائم الاقتصادية التي تفشت بشكل كبير في الوقت الراهن، و سنحاول في هذا الفصل الالمام بواقع هذه الظاهرة من حيث مفهومها و خصائصها و كذا مختلف جوانب هذه الظاهرة و خاصة آثارها الاقتصادية .
المبحث الأول : ظاهرة تبييض الأموال وخصائصها .
لابد من تحليل ظاهرة تبييض الاموال حتى نتمكن من معرفة مفهومها ومن ثم يتجلى لنا خصائصها وعوامل نموها .
المطلب الأول : تعريف تبييض الأموال لا يوجد تعريف متفق عليه دوليا لظاهرة تبييض الأموال إلا أن هناك العديد من التعاريف الإجرائية أو الوظيفية والتي سنعرضها كالتالي :
1- " عمليات تبييض الأموال هي تلك العمليات التي يتم بمقتضاها إتخاذ أي سبيل لإخفاء المصدر غير المشروع للأموال وإظهارها في صورة أموال متحصلة من مصدر مشروع ، أو إخفاء الطبيعة الحقيقية للأموال المكتسبة من الانشطة المحظورة أو مصدرها أو ملكياتها في محاولة لتغيير هوية الأموال غير المشروعة لتكون الأموال تبدو في الصورة المشروعة ."
2- " عمليات تبييض الأموال هي عمليات يقوم بها ناشطين في محاولة منهم لإخفاء أعمالهم غير المشروعة لتمكنهم فيما بعد بالتمتع بالأموال التي جنيت من غير أن تتعرض مصادر أموالهم لأي خطر ."
3- " عمليات تبييض الأموال هي عمليات متتابعة ومستمرة في محاولة معتمدة لإدخال أموالهم القذرة الناتجة عن الأنشطة الخفية غير المشروعة التي تمارس من خلال ما يسمى بالإقتصاد الخفي في دور النشاط الإقتصادي للإقتصاد الرسمي او الظاهر، لإكسابها صفة شرعية عبر الجهاز المصرفي أو أجهزة الوساطة المالية الاخرى ." [1]
4- " يعني مصطلح تبييض الأموال أن هذه الأموال القذرة إذا بقيت في أيدي حائزها فإن ذلك يؤدي إلى اكتشافهم، وبالتالي فإن عمليات التبييض هي محاولة منهم بكافة الطرق إلى إلغاء الأصل غير الشرعي لهذه الأموال، وذلك كي يعاد استثمارها في أعمال اقتصادية بعيدة كل البعد عن الأعمال غير المشروعة التي حصلت منها هذه الأموال ."
وتجدر الإشارة أنه يجب التفريق بين مصطلح الأموال القذرة والأموال السوداء، فالأموال القذرة هي التي يتم الحصول عليها بوسائل غير شرعية مثل الإتجار في المخدرات، الدعارة....إلخ، بينما الأموال السوداء هي التي يتم الاحتفاظ بها سرا للتهرب من الضرائب . [2]
وتعود تسمية عمليات غسيل الاموال إلى قيام أحد أعضاء المافيا الامريكية بشراء مغسلة عامة لغسيل الملابس في مدينة شيكاغو، وكان يشترط على عملائه أن يحصل منهم على الثمن نقدا ، وكان يقوم بالإضافة جانب من أرباح تجارة المخدرات إلى عائد غسيل الملابس يوميا، ويقوم بإيداعه في فرع أحد البنوك القريبة ، ودون أن يرتاب أحد في أمر المبالغ الكبيرة التي كان يودعها وبفئاتها الصغيرة . [3]
وتشكل ظاهرة غسيل الأموال مشكلة عالمية إذ يقدر حجم الأموال غير النظيفة التي يتم غسلها أكثر من 800 مليار دولار سنويا . [4]
من خلال التعاريف السابقة نلاحظ بوضوح أن تلك الاموال الناتجة عن الأنشطة غير المشروعة من خلال الاقتصاد الخفي ، هي أموال قذرة يسعى من حصلوا عليها لتبييضها أي اكسابها المشروعية، وهم يجدون في معظم الأحيان أن استخدام القنوات المصرفية والمؤسسات المالية هي أفضل الوسائل لتنفيذ عمليات التبييض من خلال العمليات المصرفية والمالية .
المطلب الثاني : خصائص ظاهرة تبييض الأموال .
يمكن أن نميز بين ثلاث خصائص لهذه الظاهرة والتي تميزها عن الأنشطةالأخرى المالية، الخصائص الاقتصادية والإجتماعية والخصائص المصرفية .
الفرع الاول :الخصائص الاقتصادية :
من أهم هذه الخصائص مايلي :
1- عمليات تبييض الأموال هي انشطة مكملة لأنشطة سابقة أسفرت عن تحصيل كمية من الاموال غير المشروعة (القذرة ) الناتجة عن الإقتصاد الخفي .
2- تتسم عمليات تبييض الاموال بسرعة الانتشارالجغرافي في ظل العولمة، إذ لم تعد مرتكزة في عدد محدود من الدول ، بل اصبحت في ظل العولمة لا تقف عند الحدود .
3- تتواكب عمليات تبييض الاموال مع الثورة التكنزلجية والمعلوماتية ، خاصة في الوسائل التكنولجية التي تستخدم في نقل الاموال وتحويلها عبر الحدود .
4- ترتبط عمليات غسييل الاموال ارتباطا وثيقا بعمليات التحرير الاقتصادي والمالي ،في مايسمى بالعولمة المالية ، حيث ازيلت القيود على حركة رؤوس الاموال .
5- يزداد نمو هذه الظاهرة مع ازدياد الاتجاه نحو تحرير التجارة العالمية ،حيث لوحظ ذلك مع قيام الاتحاد الاوروبي واقامة النافتا وتحرير الخدمات خاصة المصرفية والمالية منها . [5]
الفرع الثاني :الخصائص الاجتماعية :
تكتسي ظاهرة تبييض الاموال الطابع الاجتماعي كونها تساهم في اضفاء الشرعية الاجتماعية على هذه الاموال والانشطة والاعمال غير الشرعية، ويتم ذلك عن طريق القيام بتبييض الاموال في كافة المشروعات والاعمال الخيرية التي تكون في المدن والاحياء الفقيرة مثل انشاء مؤسسات التكفل بالايتام والمعوقين او مؤسسات العلاج المجانية .
وتكمن الخطورة الاجتماعية لعمليات تبييض الاموال في ظاهرها الخيري كما في مرامها البعيد غير المشروع ،فمن حيث ظاهرها لاشك ان مثل هذه المشروعات ستلقى اهتماما جماهريا وشعبيا قد ترقى الى التأييد السياسي، أما من حيث مرامها البعيد فإن هذه النشاطات الخيرية في ظاهرها تبقى أصولا اقتصادية لا يمكن التقليل من أهميتها سواء على المدى البعيد أو القصير .
الفرع الثالث :الخصائص المصرفية :
ترتبط عمليات تبييض الاموال بالعمليات المصرفية وما تقدمه المؤسسات المالية خاصة البنوك من عمليات وتقنيات حديثة ،كالتحويلات المصرفية الفورية الالكترونية وبطاقات الائتمان ودخول وسائل الاتصال الحديثة كالانترنيت وغيرها، وأصبح التعامل بها مابين المؤسسات المصرفية وعملائهم جعلت هذه المؤسسات الوسيلة المثلى من اجل تبييض الاموال القذرة .
ولا يكاد يقتصر القناع المصرفي على المؤسسات المصرفية المعروفة التي قد تتحول الى ادوات تبييض الأموال لحسن نية أو عن طريق التواطؤ أو الإهمال، والأكثر من ذلك هناك مصاريف تنشأ من أجل القيام بعملية تبييض الأموال، وفي الحقيقة نجدها تفتقد فعلا للمقومات الأساسية للمؤسسات المصرفية .
والارتباط بين عمليات تبييض الاموال والمصارف يكون لعاملين أساسيين :
1- الكتمان والسرية : اللذان تضمانهما المؤسسات المصرفية، بفضل مبادئ سرية الحسابات المصرفية ،وعدم قابليتها للتجزئة .
2- حداثة قواعد وآليات الخدمات المصرفية : التي تقدمها المؤسسات المصرفية، فالتحويلات المصرفية الفورية الالكترونية والبطاقات الممغنطة، ودخول وسائل الاتصال بالغة الحداثة والانترنت وغيرها في دائرة التعامل بين المصارف وعملائها .
المطلب الثالث: عوامل نمو ظاهرة تبييض الأموال .
مما سبق تبين أن ظاهرة تبييض الأموال تعتبر من اخطر الظواهر، وتزداد خطورتها نظرا للتزايد الدائم والمستمر لعمليات تبييض وهذا التزايد المستمر في عمليات التبييض يعود لعدة أسباب ولعل من أهمها :
الفرع الاول :عوامل قانونية وتشريعية : وتتمثل فيما يلي :
1- البحث عن الأمان واكتساب الشرعية خشية المطاردة القانونية .
2- تردد بعض الدول النامية في وضع تشريعات وضوابط موجهة لظاهرة تبييض الأموال المتزايد خشية أن يكون ذلك متعارضا مع العولمة ، وخاصة العولمة المالية وتحريرحركة رأس المال، بل اكثر من ذلك فإن هذه الدول تتاسبق في منح حوافز الإستثمار والضمانات من أجل جذب المزيد من الأموال للإستثمار ظنا منها أن ذلك يعد كافيا لتحقيق المزيد من التنمية والتقدم الاقتصادي بغض النظر عن مصدر تلك التدفقات أكان مشروعا أو غير مشروع .
الفرع الثاني :العامل الاقتصادي :
ويتمثل في تزايد الإتجاه نحو التحرر الاقتصادي والمالي محليا في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي من خلال الإلتزامات الدولية ضمن منظومة تحرير التجارة العالمية وتحرير تجارة الخدمات المصرفية والمالية على وجه الخصوص في منظمة التجارة العالمية . [6]
حيث تسعى معظم الدول إلى جذب الاستثمارات الأجنبية وتحرير الأسواق المالية للإحداث المزيد من الانعاش الإقتصادي، بغض النظر عن مخاطر تزايد عمليات تبييض الاموال .
الفرع الثالث :تنافس البنوك وانتشار الفساد : ويتمثل في :
1- احترام المنافسة بين البنوك يفسر تزايد ظاهرة أو عمليات تبييض الاموال جزئيا حيث يوجد تسابق محتوم بين البنوك لجذب المزيد من العملاء وزيادة معدلات الأرباح من خلال فوارق أسعار الفائدة وكذلك العمالات المختلفة ناهيك عن سقوط بعض موضفي البنوك من ضعفاء النفوس في مرتكبي عمليات تبييض الاموال
2- انتشار الفساد في مختلف الدول المتقدمة والدول النامية وخاصة الفساد السياسي والأداري، وكذا انتشار التهرب الضريبي وانتشار القروض سيئة السمعة التي تخفي وراءها الفساد والرشوة وسرقة اموال البنوك . [7]
المبحث الثاني: جوانب ظاهرة تبييض الأموال
إن لظاهرة تبييض الأموال جوانب عديدة ويمكن حصرها في مصادر أموال التي ستبيض ومخاطر هذه الظاهرة والآليات التي يتبعها ويستخدمها من يقوم بتبييض الأموال وهذا ما سنتطرق إليه في هذا المبحث .
المطلب الأول: مصادر الأموال القذرة .
هي تلك الأنشطة التي تعمل على تدفق الأموال القذرة لتصب في أيدي القائمين على إدارة الاقتصاد الخفي، وخاصة الجزء الخاص منه والمتعلق بالأنشطة الخفية غير المشروعة، والتي من الواجب تصفيتها لأغراض التتبع والرقابة . [8]
ويمكن تقسيم ظاهرة تبييض الأموال إلى حالتين أساسيتين: مرحلة الحصول على أموال غير مشروعة، ومرحلة استعمال هذه الأموال والعمل على إخفاء مصادرها، والمرحلة الأخيرة هي المهمة . ولكن للإحاطة بجوانب الموضوع يستوجب معرفة مصادر الأموال المبيضة ويصعب حصر مصادر أموال المراد تبيضها ( القذرة) ولكننا اخترنا أن نقسمها إلى قسمين رئيسيين هما كالآتي :
الفرع الأول :أنشطة التهريب وتجارة المخدرات :
· أنشطة التهريب : وهي تلك الأنشطة التي تتضمن سلعا يحارب النظام الاقتصادي او السياسي تداولها اجتماعيا مثل الكحوليات والمخدرات والأسلحة والأغذية الفاسدة والأدوية وتؤدي تلك الأنشطة إلى خلق مسارات ملتوية في الاقتصاد الوطني .
· أنشطة إنتاج وتداول واستهلاك المخدرات : وهي أهم مصدر من مصادر الأموال القذرة، نظرا للمردود الضخم من الأموال التي تدرها هذه التجارة فمثلا كولومبيا أشارت التحقيقات فيها سنة 1995 إلى فضيحة تورط فيها الرئيس سامبر حين تلقى 61 مليون دولار مساعدة من تجار المخدرات خلال حملته الانتخابية سنة 1994 للوصول إلى الرئاسة، بالإضافة إلى بنما التي قام رئيسها بأشهر عمليات تبييض الأموال حيث جعل من بلاده محطة ترانزيت (transit) لتجارة المخدرات القادمة من كولومبيا والمتوجهة إلى الو.م.أ أو أوربا. وقد أشار الخبير العالمي (ROFFDAIDER) في مكافحة الممارسات المصرفية غير المشروعة، أن تهريب المخدرات ساهم في حدوث عمليات تبييض أموال قيمتها 125 مليون دولار على مستوى العالم ، وهي تمثل ما قيمته 25% من إجمالي عمليات تبييض الأموال المرتبطة بالمخدرات فقط، و البالغة 500 مليار دولار سنويا . [9]
[i] الفرع الثاني : أنشطة الاقتصاد الخفي : ويمكن إيجاز أهمها فيما يلي :
· الرشوة : وهي منح ذوي السلطات العليا وأصحاب النفوذ مبالغ مالية قصد الحصول على مشاريع استثمارية، وقد تنزل إلى طلب لإيجاد منصب عمل .
· تجارة الرقيق الأبيض واستغلال الأطفال : تشيع هذه الظاهرة بكثرة في الدول النامية لضعف المداخيل بها وكثرة البطالة ونقص الوعي الاجتماعي .
وتقدر بعض الجهات حجم التجارة بالنساء بنحو 3.5 مليار $ سنويا على المستوى الدولي في سنة 1994 [10] .
· التهرب الضريبي والغش الضريبي : يقصد به تمكن المكلف من التخلص كليا أو جزئيا ومخالفة القوانين والأنظمة الضريبية المعتمدة .
· تزييف العملة : تزييف أو تزوير العملة هو اختلاق عملة مشابهة لعملة أخرى من غير جهة مختصة في ذلك، تحمل نفس القيمة والشكل [11] .
وانتشرت هذه الظاهرة في التسعينات حين بلغت قيمة الدولار المزيفة 11.2 مليون $
· الأعمال غير المشروعة لأصحاب الياقات البيضاء : ويقصد بها الأعمال المرتكبة من قبل أشخاص لهم مكانتهم العالمية اقتصاديا واجتماعيا، في معرض قيامهم بأعمال مهنية، حيث أن هذه الطبقة ( أصحاب الياقات البيضاء) تستعمل وضعيتها الطبقي للحصول على نسخة شخصية بوسائل قانونية، ليس من السهل اكتشافها و هم يمتلكون قوة سياسية ومالية يستطيعون بها تجنب توقيفهم .
· مصادر أخرى : بالإضافة إلى المصادر المذكورة هناك عدة مصادر أخرى مثل :
- الاتجار في السلع المحظورة .
- الاتجار في السوق السوداء بالعملة الأجنبية .
- الدخول الناتجة عن الجاسوسية .
- الدخول الناتجة عن المضاربة غير المشروعة في الأوراق المالية .
- الحصول على العروض من البنوك المحلية ثم تهريبها إلى الخارج .
- الأموال الناتجة عن الفساد الإداري والسياسي والاختلاس .
المطلب الثاني: آليات تبيض الأموال .
تم عمليات تبييض الأموال بواسطة تقنيـــات متعددة وتمر بمراحل أســــاسية :
الفرع الأول :تقنيات تبييض الأموال :
هناك العديد من التقنيات ويمكن عرض أبرزها :
1- عن طريق الجهاز المصرفي : [12] ويشتمل هذا النوع كل التقنيات المتعلقة بالبنوك ومن أهمها :
1-1- الشيكات القابلة للتظهير وبطاقات الائتمان .
1-2- التبييض عبر المصارف والتواطئ المصرفي .
1-3- المضاربة البورصية وللجوء إلى مكاتب السمسرة والوساطة .
1-4- إنشاء المؤسسات المالية .
1-5- تقنيات الاعتماد المستندي .
1-6- الحوالات البريدية والتحويل التلغرافي للأموال .
2- خارج الجهاز المصرفي : وينقسم بدوره إلى قسمين وهما كما يلي :
2-1- إقامة المؤسسات: حيث يلجأ المبيضون إلى انشاء أو إدارة مؤسسات أو إقامة استثمارات كي يضمنوا طابع الشرعية على أموالهم القذرة عن طريق :
أ- إنشاء الشركات .
ب - الاستثمار في القطاع السياحي .
ج- إنشاء المؤسسات الإصلاحية والتعليمية والخدمات الاجتماعية .
2-2- الصفقات: وتتمثل في عمليات الشراء وقسائم اللعب من ألعاب الميسر والقمار وغيرهما من العلميات ومن أهمها :
أ . استخدام وكالات السفر .
ب . تحويلات المغتربين .
ج . الفوترة المزدوجة .
د . أندية القمار .
ه . التجارة البحرية .
الفرع الثاني :مراحل تبييض الأموال :
يعتبر ( Marchieth ) أحد خبراء الموضوع بأن عملية تبييض الأموال تمر بثلاث مراحل كبرى من التوظيف إلى التمويه أو التجميع وصولا إلى الدمج وهي كما يلي :
المرحلة الأولى : التوظيف والإيداع : (Placement) أي مرحلة إدخال الأموال القذرة في النظام المالي بتحولها إلى ودائع مصرفية وإلى إيرادات وأرباح وهمية ثم توظيفها في عدة حسابات في مصرف واحد او أكثر أو بشراء العقارات أو الذهب أو التحف النادرة أو حتى في شراء الأسهم والسندات والشيكات السياحية، وتستخدم في هذه المرحلة شبكة من العديد من عناصر التبييض التي قد تكون مؤسسات مالية أو غيرها من القطاعات الاقتصادية التي تتعامل بكثير من السيولة كالكزينوهات ومكاتب الصرف أو المطاعم أو غيرها. وهكذا تعتبر مرحلة التوظيف أضعف وأصعب حلقات سلسلة التبييض بالنظر إلى تعقد مسارها عموما وكون المصارف والمؤسسات المالية الطرف الأساس فيها، كما إن الأصول القذرة المراد تبيضها تتجه في السنوات الأخيرة إلى أماكن مجهولة أكثر، كالمدن الصغيرة أو الأحياء الهادئة التي هي بمنأى عن كل شبهة، من اجل القيام بعمليات التوظيف تفاديا للمراكز المالية الكبرى و الرقابات التي تحتويها .
المرحلة الثانية: التجميع أو التمويه او التعتيم ( Layering)
عندما ينجح المبيضون في إدخال الأموال القذرة داخل النظام المالي للدورة الاقتصادية ينتقل إلى مرحلة أخرى يقوم فيها بخلق عدة صفقات معقدة تهدف إلى إخفاء معالم مصادر الأموال وإبعاد قدر الإمكان عن إمكانية تتبعه من أجل منع كشف منبعه أي أنها عملية نقل وتبادل الأموال القذرة ضمن النظام الذي تم إدخالها فيه، وهنا تتركز جهود غاسلي الأصول على قطع صلة المتحصلات المالية بمصادرها وذلك عبر شبكة معقدة من الصفقات والمعاملات المالية بوتيرة عالية لجعلها معقدة. وتكون هذه المعاملات في عدة أشكال كتحويل الودائع إلى منتجات مختلفة ( كالأوراق المالية) أو إعادة بيع أموال منقولة وغير منقولة أو التحويلات المالية الالكترونية [13]المرحلة الثالثة :الدمج أو الاستثمار في الاقتصاد المشروع ( Intergration):
وهي تشكل المرحلة الأخيرة من تبيض الأموال وهي تسمى بإضفاء مظهر شرعي على الأموال غير الشرعية فهي تؤمن الغطاء النهائي للمظهر الشرعي للثروة ذات المصدر غير المشروع، وهي تعتبر الأخطر من حيث إمكانية اكتشافها من قبل السلطات إذ أنه يصبح من الصعب الكشف عنها إلا من خلال [14] :
- أعمال استخبارية وبحث سري .
- مساعدات غير رسمية من خلال المخبرين .
- شيء من الحظ والمصادقة .
المطلب الثالث: آثار تبييض الأموال الاقتصاديةإن لظاهرة تبييض الأموال آثارا سلبية فادحة على الأقل من وجهة نظر تخصيص الموارد الاقتصادية بشكل أمثل، و قد ويتبين لنا أنه قد تعرضت اتفاقية فينا عام 1988 في مقدمتها، إلى الأضرار التي يمكن أن تلحق بالأسس الاقتصادية والمؤسسات التجارية والمالية نتيجة لتبييض الأموال ومن أبرز هذه المخاطر اقتصاديا نجد ما يلي [15] :
الفرع الأول: انخفاض الدخل القومي : حيث تؤدي هذه الظاهرة إلى هروب الأموال إلى الخارج وبالتالي خسارة عملية الإنتاج لأهم عناصرها وهو رأس المال مما يعيق إنتاج السلع والخدمات فينعكس بشكل سلبي على الدخل القومي بالانخفاض وقد أشارت بعض الدراسات التي أجريت عن الدخول غير المشروعة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن وجود هذه الدخول يعتبر مسؤولا عن انخفاض الإنتاجية في الاقتصاد القومي بنسبة 27 % ونظرا إلى أن القطاع الاقتصادي غير الرسمي ينمو عادة بمعدل أسرع من معدل نمو اقتصاديات القطاع الرسمي فإن تقديرات الناتج القومي تكون غالبا منخفضة كثيرا عن حقيقتها .
الفرع الثاني: انخفاض معدل الادخار : إن انخفاض معدل الادخار ينتج عن تبييض الأموال بسبب هروب رؤوس الأموال إلى الخارج، وفي هذه الحالة تعجز المدخرات المحلية عن الوفاء باحتياجات الاستثمار، فتلجأ الدول إلى تعويض هذا النقص بالتدفقات للموارد الأجنبية وبذلك ها الأثر خاصة في الدول النامية التي يمكن وصفها بالدول الرخوة (soft state ) كما أسماها الاقتصاد " ميردال " ( MYRDAL) وهي الدول التي تشيع فيها الرشاوي والتهرب الضريبي وانخفاض كفاءة الأجهزة الإدارية .
الفرع الثالث : ارتفاع معدل التضخم : لا تخلو عمليات تبييض الأموال من التدفق النقدي إلى تيار الاستهلاك سواء في حالة التبييض عبر البنوك أو القنوات المصرفية أو عن طريق السلع والنصب، وغيرها وهذا يعني الضغط على المعروض النقدي من خلال القوة الشرائية وبذلك تساهم عمليات تبييض الأموال في زيادة المستوى العام للأسعار أو حدوث تضخم من جانب الطلب الكلي في المجتمع، والتوسع في السيولة والضغوط التضخمية .
[u]
الفرع الرابع: تدهور قيمة العملة الوطنية :
تؤثر تبييض الأموال تأثيرا سلبيا على قيمة العملة الوطنية نظرا لارتباطها الوثيق بتهريب الأموال إلى الخارج وما يعنيه ذلك من زيادة الطلب على العملات الأجنبية والتي يتم تحويل الموال المهربة إليها بقصد الإيداع في البنوك الخارجية أو بغرض الاستثمار في الخارج .
الفرع الخامس : تشويه المنافسة :
خاصة داخل القطاع المالي وتبقى بصورة مصطنعة على نشاط بعض المؤسسات المالية الضعيفة، مما يؤدي إلى تحويل هذه المؤسسات إلى محل لتبييض الموال وتقوم بمنافسة المؤسسات المالية الأخرى بطريقة غير مشروعة .
الفرع السابع: إفساد مناخ الاستثمار :
لا يهتم غاسلو أو مبيضو الأموال بالجدوى الاقتصادية لأي استثمار يقدمون عليه باعتبار أن اهتمامهم ينصب على إيجاد الغطاء على عمليات التوظيف التي تسمح بشرعية هذه الأموال الأمر الذي يفسد مناخ الاستثمار .
الفرع الثامن: تشويه صورة الأسواق المالية :
إن الأموال غير المشروعة التي يجدي تبيضها من خلال المصارف وغيرها من المؤسسات المالية، تمثل عائقا أمام تنفيذ السياسات التي ترمي إلى تحرير الأسواق المالية من خلال العولمة المالية، و التي تدعو إليها المؤسسات المالية و النقدية الدولية، كصندوق النقد الدولي .
خــاتمة الفصل :
من خلال ما تطرقنا اليه في هذا الفصل نتوصل الى أن ظاهرة تبييض الأموال تمثل عملية الاخفاء المقصود للمصدر غير المشروع للأموال القذرة، و بالتالي فهي تعد نشاطا تابعا لأنشطة سبقته و تكون قد أنتجته و حصلته. و مما زاد من استفحال هذه الظاهرة هو الاتجاه المتزايد نحو سياسات التحرير التجاري و المالي في اطار ما يسمى بالعولمة الاقتصادية ، اضافة الى تعدد مصادر الأموال القذرة .
و يتبع مبيضو الأموال تقنيات و أساليب متعددة خلال عملية تبييض الأموال، أغلبها يمر عبر الجهاز المصرفي، حيث تمر هذه العملية في معظمها بثلاث مراحل بدءا بالتجميع فالتعتيم وصولا الى الادماج في الاقتصاد الوطني على شكل مشروعات و أنشطة مشروعة، هذا الاقتصاد الدي رأينا أنه يعاني من آثار سلبية كبيرة جراء هذه الظاهرة، و ذلك ما يؤدي الى انخفاض الدخل الوطني و منه النمو الاقتصادي و كذا التأثير على الادخار الأمر الذي يحرم عملية الاستثمار من رؤوس الأموال المحلية .
[1] عبد المطلب عبد الحميد ، العولمة واقتصاديات البنوك، الدار الجامعية، الإسكندرية ، 2001 ، ص 232 – 233 .
[2] عاصم إبراهيم الترساوي، غسيل الأموال،بدون دار نشر، بدون بلد و سنة نشر، ص 14 .
[3] محسن أحمد الفصري، غسيل الأموال ، مجموعة النيل العربية، 2001 ، ص 15 .
[4]وفاء محمدين ، دور البنوك في مكافحة غسيل الأموال ، دار الجامعية الجديدة ، مصر ،ص 99 - 6 .
[5] عبد المطلب عبد الحميد،مرجع سبق ذكره، ص 235.
[6] نفس المرجع السابق ، ص 238 .
[7] المرجع السابق، ص 237 .
نادر عبد العزيز شافي ، تبييض الأموال، منشور الحلبي، لبنان، 2001، ص 112.[8 ]
[9]نجيب رمزي، غسيل الأموال جريمة العصر، دار وائل للنشر، عمان، 2002، ص46 .
نادر عبد العزيز شافي، مرجع سبق ذكره، ص 123.[10 ]
[11]محمد رضوان هاني، التزوير والتزييف، بدون دار نشر، دمشق، 2001، ص6 .
[12]نادر عبد العزيز شافي، مرجع سبق ذكره، ص157 .
[13]نفس المرجع السابق، ص 164-165 .
[14]المرجع السابق، ص 182.
[15]نجيب رمزي، مرجع سبق ذكره، ص59 .
الفصل الثاني : مكافحة تبييض الأموال و العقبات التي تواجهها
ان المخاطر المترتبة على تبييض الأموال التي تمس مختلف الأصعدة الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية، و التي تبقى عواقبها سلبية على المدى الطويل، و خاصة أن حجم تبييض الأموال يقدر بـ 600 مليار دولار أي 4% من الناتج المحلي الخام العالمي. هذا ما استدعى تضافر الجهود الدولية لمكافحة هذه الظاهرة بدءا بتجريمها و تحديد مصادرها، حيث تجسدت هذه لمكافحة باتفاقيات و معاهدات دولية، و قوانين و تشريعات خاصة بالظاهرة :
المبحث الاول : مواجهة تبييض الأموالان الأضرار المترتبة على تبييض الأموال حفزت الدول على عقد اتفاقيات دولية و تبنس تشريعات و قوانين بخصوص الحد من هذه الظاهرة .
المطلب الأول : مواجهة تبييض الأموال دوليا :
هناك جهود كبيرة بذلت ولا زالت تبذل على المستوى الدولي، حيث تولي الأمم المتحدة هذا الموضوع إهتماما كبيرا ومتزايد بالإضافة إلى جهات اخرى، وسنتذكر بإختصار تلك الجهود الدولية على النحو التالي :
الفرع الأول : لجنة بازل للرقابة المصرفية 1988 :
توصلت لجنة بازل للرقابة المصرفية إلى وضع القواعد الرقابية الفعالة التي يجب أن يلتزم بها عالميا كحد أدى للضوابط الرقابة الواجب توفره ، وللتأكيد على التزام الدول بتلك المعايير فقد تم دمجها ضمن برامج صندوق النقد الدولي والبنك العالمي في إطار السعي إلى تحقيق الاستقرار على مستوى الاقتصاد الكلي والاستقرار المالي بصفة خاصة . [1]
وتقوم اللجنة في عملها على عدة مبادئ أهمها [2] :
- وجوب قيام المؤسسات المالية والمصرفية بالتحقيق من هوية عملائها وتكوين ملفات كاملة منهم .
- تحديد حجم المدفوعات النقدية من المصارف التي تتجاوز سقفا معينا تحدده السلطات المختصة في البلاد .
- وجوب مبادرة المؤسسات المالية والمصرفية إلى إعلام السلطات المختصة عن أي عملية تحويل للخارج أو الداخل .
- وضع المؤسسات المالية والمصرفية بعض العمليات المصرفية لعملائها تحت المراقبة لا سيما تلك يشك فيها .
الفرع الثاني : إتفاقية الامم المتحدة لإنجاز غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية 1988 :
تم التوقيع على هذه الإتفاقية في 1 ديسمبر 1988 حيث تناولت جرائم المخدرات وتبييض الأموال الناجمة عنها. وهدف الاتفاقية تعزيز التعاون فيما بين الدول الأطراف لتصدي لمشكلة الإتجار الغير المشروع بالمخدرات، و كذالك تبيض الأموال المستمدة من هذا الانجاز و قد أولت الاتفاقية اهتماما خاصتا بعقوبة المصادرة كونها انجح الوسائل في المكافحة تبيض الأموال . [3]
قرر رؤساء دول وحكومات الدول السبعة (7) الاكثر تقدما بتأليف مجموعة خاصة بمكافحة تبييض الأموال تسمى"القافي" أي مجموعة العمل المالي الخاص بمكافحة تبييض الأموال (GAFI)
(Group d’action financière sur le blanchissement de capitaux.)
حيث يتمثل عملها في متابعة المستحدثات وتبادل المعلومات فيما يتعلق بأساليب تبييض الاموال القذرة، وكذا طرق مواجهتها وزيادة الضغوط على الدول التي لا تعتبر قوانينها متشددة في مكافحة تبييض الأموال وغير ذلك من الجراتم المالية .
و قد نصت معاهدة فينا أو لجنة (GAFI) على 40 توصية لمكافحة غسيل الأموال، حيث تهدف اتفاقية فينا إلى تعزيز التعاون فيما بين الدول الأطراف حتى تتمكن من التصدي بمزيد من الفعالية لمختلف مظاهر مشكلة الإتجار بالمخدرات والمؤثرات العقلية وكذلك تبييض الاموال حيث كان أهم ما جاءت به :
1- تجريم الأفعال غير المشروعة المتعلقة بتنظيم أو إدارة أو تمويل عمليات الإنتاج والاتجار بالمخدرات والمؤثرات العقلية على مختلف أنواعها، بل وحتى نقل وتحويل الأموال مع العلم أنها مستمدة من تلك المخدرات والمؤثرات .
2- أما فيما يخص السرية المصرفية تضمنت الاتفاقية عددا من الأحكام التي تتبع وفق العمل بالسرية المصرفية وعلى تقديم أكبر قدر ممكن من المساعدة القانونية، كما في ذلك المستندات والسجلات المصرفية أو المالية...إلخ، وأنه لا يجوز لأي طرف من الأطراف أن يتمتع بحجة السرية المصرفية .
3- زيادة دور الجهاز المالي حيث ذهبت التوصيات 12 – إلى 29 إلى أبعد من ذلك حيث هذه التوصيات تطبق كذلك على المنشأة غير المصرفية، حيث يتعين على هذه الأخيرة ألا تحتفظ بحسابات غير محددة بالاسم أو الحسابات يتضح لها أنها تحت اسماء وهمية وعلى المنشآت الحالية أن تتخذ الاجراءات المعقولة للحصول على معلومات حول حقيقة شخصية من يتم فتح الحساب أو إجراء عمليات لصالحهم حال الشك فيما إذ كان العملاء مجرد واجهة ويعملون لحساب أشخاص آخرين .
الفرع الثالث :مؤتمر المخدرات وتبييض الأموال عام 1997 :
عقد ونوقش فيه موضوع تبييض الاموال بإعتباره قضية مهمة تواجهها المؤسسات المالية في كافة أنحاء العالم من شأنها التأثير على إستقرار هذه المؤسسات وقد لاحظ المؤتمرون أن أهم معوقات الكشف عن مثل هذه الجرائم :
- تمكن في إختلاف الأنظمة القانونية .
- إحجام بعض الدول عن الدخول في اتفاقيات ثنائية . [4]
الفرع الرابع : اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطن (باليرمو إيطاليا2000 ):
جاءت هذه الاتفاقية بفرض تعزيز التعاون على منع الجريمة المنظمة عبر الحدود و مكافحة بمزيد من فعالية [5] ، و اعتبرت الاتفاقية حسب ما ورد في مادتها الثالثة أن الجرم يكون ذا طابع دولي إذا كان: - ارتكاب في أكثر من دولة .
- ارتكاب في دولة واحدة و لكن جرى جزء كبير من اعداد و التحطيط له أد الإشراف عليه في الدولة أخرى .
- ارتكب في دولة واحدة و لكن آثار شديدة في الدول الأخرى .
المطلب الثاني : مواجهة غسيل الأموال محليا .