حدث ذات ليلة
ستسمع نصّا من نصوص الوطن عنوانه «حَدَثَ ذات ليلة » للكاتبة الجزائرية
«جميلة زنّر » من مجموعتها «الأعال القصصية »
أحسن الإصغاء والاستماع إليه ل :
• تطلّع على أفكاره ومعانيه، تتفاعل معها، تتأثّر بها، تحسن مناقشتها.
• تقف على أبعاده وقيمه المختلفة.
• تُحسِن التّواصل مشافهة بلغة فصيحة سليمة، وتوفّق في إنتاج نصوص مشابهة له نمطًا ومضمونًا.
السند:
دَفعُوا البابَ بركلات عنيفةٍ فاندفَعَ حُطامًا ليصْطَدِم بالجِدَاِر العَارِي، ودَخَلُوا البَاحةَ ينرونَ الضّجيجَ والصّخَبَ والخوفَ.اندفعُوا نحوَ غُرفتِه وصَوَّبُوا بَنادقَهُم ومصابيحَهُم اليدويّةَ باتجاهِهِ، فبدَا أشعتَ الشَّعْرِ حافي القَدَمن وهو يزررُ معطفَه المتهدّلَ بطريقةٍ خاطئةٍ.. أغمضَ عينيه إذْ طعنَها الضّوءُ السّاطعُ وأشاحَ بوجهه.. تََلمَْلَ في مَكَانه وقد تسَّمرت رِجْاُه فلمْ يُبدِ حَراكًا إذ رآهم عسكرييّ.
اندفعت أمُّه مذعورةً تسُدُّ طريقَهم إليه وقد خنقَ القهرُ قَلْبَهَا:
- ماذا تريدُون مِنْهُ ؟
رطََن العسكريُّ الذي اعترضَها بكلاتٍ لم تفْهمْهَا. أمسكتْ بابْنِهَا من ذراعِهِ مشبّثةً به فدفَعَهَا أحدُهم بعنفٍ ملقيًا بهَا على الأرضَ ثمّ داسَها آخر بحذائِهِ الثَّقيلِ.قيّدُوهُ ودفعُوه أمامهم بقُوة ورَمَوْهُ داخلَ سيّارةٍ متوقِّفة عند البابِ.. أدارُوا المحَرِّكَ وغاصُوا في ظامٍ دامسٍ تمزّق كبدَهُ أضواءُ سيّارةٍ سريعةٍ.رفع رأسَهُ إلى السّاءِ فتعلّقت عَيناه بنجْمةٍ منزرعةٍ في الأَديمِ الاَّ متناهِي، ودَّ لو يحتضنُ خُيُوطَهَا الرّاشِحَةِ بالتوهُّجِ في غمرة هذه اللّحظة المُوحشة..
اتجهت السّيارةُ نحو الشّاطئ وتوغّلت في الرّمال لتتوقّفَ بمحاذَاِة الصُّخُور المُسنَّةِ،أُنْزِلَ الجسدُ الضّئيلُ من السّيارة.. فُكَّ قيدُهُ.. مزَّقت سكونَ اللّيل عياراتٌ ناريةٌتاخترقتْ ظهرَهُ.. زَحْزَحُوا الجثَّةَ وقَذفُوا بها وجَهَ البَحْرِ.. زَحفَت الأساكُ نحوَ الشّاطِئِ تتحسَّسُ الجسدَ المثقوبَ الّذي اكتحلَت عيناه بأشعّةِ نَجْمَةٍ كبرةٍ قبل أن تغوصَ في الماءِ..أما البحرُ فتخلَّ عن لونِهِ فَجْأَةً ولبسَ ثَوْبًا أَحمرَ قاتمًا تلك اللّيلة.
جميلة زنير(الأعمال القصصية الكاملة) ص: 57 م.و.ف.م 2008
دليل الأستاذ للسنة الأولى من التعليم المتوسط ص105
أفهم النّصّ:
من هم اّلذين دَفعُوا البابَ «بركلات » عنيفة ؟
عمّ يبحثون في هذه اللّيلة ؟
كيف وجَدَ العساكرُ الشّخصَ الّذي يبحثون عنه ؟ قدّم بعض صفاته.
كيف كان موقفُ الأمِّ وابنها في هذا المأزق ؟
كيف عامل العسكرُ الأمَّ أمَامَ ابنِهَا ؟
كيف كانت نهاية الشّخص المختطف ؟ وأين ؟
ماذا تفهم من قول الكاتب: «أمّا البحرُ فتخلّ عن لونه فَجأةً، ولبسَ ثوباً أحمرَ قاتماً تلك اللّيلة .»
أعودُ إلى قاموسي:
أفهمُ كلماتي:
ركلات: ج: ركلة، ركَلَهُ رَكْلاً ورَكَّلَهُ: ضربه برجل واحدة، تراكل القوم. رَكَلَ بعضُهم بعضاً بالأرجل. الباحة: السّاحة وعرصة الدّار. أشعت الشّعْر: مُغْرَِّ، متلبّد. تََلْمَلَ: تَقَلّب على فراشه مَرضاً أو غ اًّ. مذعورة: خائفة. رَطَنَ: تكلّم بالأعجمية. تَوغَلت: دَخَلَت في الأعماق. بمحاذاة: مقابل، تحاذيا: تقابا.
أشرحُ كلماتي:
الأديم، التّوهّج. قاتماً.