السِّبَاحَة
السند:
لَعَلَّ السِّبَاحَةَ مِنْ أَقْدَمِ الرِّيَاضَاتِ إلىتِي اهْتَدَى إلىيْهَا الإِنْسَانُ، عَنْ طَرِيقِ مُلَحَظَاتِهِفيالطَّبِيعَةِ بَِا تَزْخَرُ بِهِ مِنْ مَعَالِمَ مَائِيَّةٍ، هيفيبَعْضِ وُجُوهِهَا تَُثِّلُ حَاجِزًا أَمَامَهُ دُونَ الوُصُولِ إلى مُبْتَغَاه. وَلَعَلَّ مَا يَكُونُ قَدْ عَجَّلَفياسْتِيعَابِهِ لِهَذَا النَّشَاطِ. هُو وُقُوفُه على حَيَوانَاتٍ، بَعْضُهَا لَ يَعيشُ إِلاَّفيالمَاِء. وَالبَعْضُ الآخَرُ حَبَتْهُ الطَّبِيعَةُ بُِؤَهِّاَتٍ تَُكِّنُهُ مِن اجْتِيَازِ المَمَرَّاتِ المَائِيَّةِ، وَبِطَرَائِقَ مُعَيَّنةٍ تَحُولُ دُونَ غَرَقِهَا.
وَهَكَذا فَإِنَّ أَوَّلَ مَا عَرَفَ الإنْسَانُ مِنْ طَرَائِقَ الطَّفْحِ فَوْقَ اْلمَاءِ، هي طَرِيقَةُ السِّبَاحَةِ (الكَلْبِيّةِ)، نِسْبَةً إلى الكَلْبِ، ثُمَّ عُدِّلَتْ حَرَكَاتُ هَذِهِ الطَّرِيقَةِ بَِا يَتَاَءَمُ وَقُدْرَةَ الإنْسَانِ على التَّكَيُّفِ، وَعلى تَطْوِيعِ الأشَْيَاءِ بَِا يَخْدُمُ غَرَضَهُفيارْتِيَادِ المَجَارِي اْلمَائِيَّةِ وَالبِحَارِ أَيْضًا..
عِنْدَمَا جَاءَ الإِسْاَمُ، كَانَتْ السِّبَاحَةُ قَدْ قَطَعَتْ شَوْطًا كَبِرًا، وَتَبوَّأَتْ مَكَانَةً مَرْمُوقَةً لا يُضَاهِيهَا سِوَى رُكُوبِ اْلخَيْلِ أَوْ الرِّمَايَةِ بُِخْتَلَفِ وَسَائِلِ الرّمْيِ، لِاَ لِلَْمْرَيْنِ مِنْ علََقَةٍ وَطِيدَةٍ بِاْلكَرِّ وَاْلِفرَّ وَنَرِْ الدَّعْوةِ الإسْاَمِيَّةِ، وَمِاَّ يُؤَكّدُ ذَلِكَ، القَوْلُ المَأْثُورُ لِلْخَلِيفَةِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، وَهُوَ يُحَرِّضُ المُسْلِمِينَ على الاستعْداد الدَّائِمِ لِلاضْطِاَعِ بَِهَمَّةِ الحرب، حَيْثُ قَإلى: «عَلِّمُوا أَوْلاَدَكُم السِّبَاحَة وَالرِّمَايَةَ وَرُكُوبَ اْلخَيْلِ .»
أَمَّافيالْعَرِْ الْحَدِيثِ، فَتُعْتَرَُ بْرِيطَانِيَا مِنْ أَوَائِلِ البُلْدَانِ الّتِي أَعْطَتْ أَهَمِيَّةً خَاصَةً لِرِيَاضَةِ السِّبَاحَةِ. وقَدْ أَنْشَأَتْ لِهَذَا اْلغَرَضِ أَنْدِيَةً، أَدَّى التَّنَافُسُ بَيْنَهَا إلى ظُهُورِ سَبَّاحِينَ كِبَارٍ مِنْ أَمْثَالِ )الكَابْنَ وب(، الّذِي عَرََ بَحْرَ الْمَنشَفيبِدَايَاتِ هَذَا القَرْنِ، وقَدْ قَطَعَ الْمَسَافَةَفي21 سَاعَةً و 45 دَقِيقَة.
إِنَّ مَا تَتَفَرَّدُ بِهِ رِيَاضَةُ السِّبَاحَةِ دُونَ غَيِْهَا مِنَ الرِّيَاضَاتِ، هُوَ أَنَّهَا رِيَاضَةٌ صَالِحَةٌ لِكُلِّ الأَعْاَرِ، وَتُفِيدُ المَرْضَ وَإلىصِحَّاءِ مَعًا، نَاهِيكَ عَنِ المُتْعَةِ المُتَمَيِّزَةِ الّتِي تُوَفِّرُهَا لِلْقَائِمِ بِهَا، وَهُوَ مَا يَجْعَلُ مِنْها فَنًا رِيَاضِيًّا ينَطْوَيِ على فَوَائِدَ جَمَّةٍ لِجِسْمِ الإنْسَانِ وَعَقْلِهِ وَوُجْدَانِهِ أَيْضًا.
أحمد عبد الله سلامة (د/ع الوطن). ع: 240 - سبتمبر 1991
دليل الأستاذ للسنة الأولى من التعليم المتوسط ص149
أفهم النّصّ:
عَمَّ يَتَحَدَّثُ النَّصّ؟
مَا الّذِي شَجَّعَ الإنْسَانَ عَلَ مَعْرِفَة عَوَالِمِ السِّبَاحَةِ؟
مَا المَقْصُودُ بِالسِّبَاحَة الكَلْبِيَّة؟ وهَلْ تَأَثَّرَ الإنْسَانُ بِهَذِه السِّبَاحَةِ؟ وكَيْفَ؟
مَا الأَنْوَاعُ الرِّيَاضِيَّة الّتِي كَانَتْ تُنَافِسُ السِّبَاحَةَ عِنْدَ مَجِئِ الإسْلَمِ؟
هَلِ اهْتَمَّ الإسْلامُ بالسِّباحَةِ ؟ اسْتَخْرِجْ مِنَ النَّصَّ مَا يُؤَكِّدُ إِجَابَتَكَ.
اُذْكُرْ بَعْضَ البُلْدَانِ الأُوُربِيَّة الّتِي اهْتَمَّتْ كَثِيرًا بالسِّبَاحَةِ؟
مَا المَقْصُودُ بَِقُولَةِ عمر بن الخطاب ) ؟)
أعودُ إلى قاموسي:
أفهمُ كلماتي:
الطَّفَحُ: الطَّفْوُ، طَفَا: عَ اَ فَوْقَ اْلمَاءِ ولَمْ يَرْسَبْ. تَبَوَّأَتْ: اِحْتَلَّتْ الكَرّ: الرُجُوعُ.
الفَرُّ: الفِرَارُ والهُرُوبُ.
أَ شْرحُ كَلِمَاتِي:
تَطْوِيع. اضْطِلَع. يَنْطَوِي ارتياد.