سبب الحماسة المفرطة واللامبالاة
يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من خلل في عمل الغدة الدرقية (thyroid gland)، ويشعرون نتيجة ذلك بالتعب، أو النشاط المفرط، أو البرد الشديد... إليك كل ما يجب معرفته عن مشكلات الغدة الدرقية للتعرف إلى أعراضها ومعالجتها بأفضل ما يمكن.
تؤدي الغدة الدرقية دوراً أساسياً في الجسم. فهي تؤثر في إيقاع القلب، وسرعة عمل الأمعاء، والحرارة الداخلية للجسم، ومستويات السكر والدهون في الدم.
كما أنها تنظم أيض الجسم، أي حاجاتنا إلى الطاقة أثناء الراحة، عبر إفراز الجرعة الملائمة من الهرمونات. بالفعل، يجب ألا تكون هذه الهرمونات كثيرة جداً أو قليلة جداً، وإلا يقع الخلل في أيض الجسم (,,,,bolism).
وفي هذه المهمة، تخضع الغدة الدرقية لتوجيهات الغدة النخامية، تلك الغدة الصغيرة الموجودة في الدماغ، والتي تعطي تعليماتها عبر هرمون منظم، هو هرمون TSH، الذي تقضي مهمته بتحفيز الغدة الدرقية أو كبحها.
القصور في عمل الغدة الدرقية
إذا حصل بطء في الغدة الدرقية، تتوقف عن إفراز كمية كافية من الهرمونات لتنظيم الجسم. هكذا، يبدأ الجسم بالعمل بشكل بطيء، مع ظهور مشاكل عدة، مثل زيادة في الوزن (على رغم عدم الإفراط في تناول الطعام)، وإيقاع بطيء للقلب، وإحساس كبير بالبرد والتعب، والمعاناة من الإمساك، والتشنجات العضلية، وتساقط الشعر، وجفاف البشرة، وشحوب لون البشرة، وهفوات في الذاكرة، وتضاؤل الرغبة الجنسية، والشعور بالاكتئاب... إنها المشكلة الأكثر شيوعاً في الغدة الدرقية، وهي تطال 10 في المئة تقريباً من النساء بعد عمر 45 عاماً.
والواقع أن الأسباب متعددة، لكن أبرزها الغذاء المفتقد إلى اليود. فبفضل هذا العنصر الغذائي، تنتج الغدة الدرقية هرموناتها. أما الأسباب الأخرى فتشمل الخلل الهرموني (كما في سن اليأس)، والمرض في المناعة الذاتية.
كما أن نسبة قليلة من حالات قصور الغدة الدرقية (5 في المئة تقريباً) تحصل بعد فترة الحمل، لكنها مشكلة عابرة، وتستعيد الغدة الدرقية توازنها خلال أشهر قليلة.
لكن لا بد من الانتباه إلى هذه المشكلة ومعالجتها، خصوصاً وأن الأعراض تتمثل غالباً في الإحساس بالإحباط والافتقاد إلى الطاقة، وهما من الأعراض المرتبطة عموماً باكتئاب ما بعد الولادة.
الفرط في عمل الغدة الدرقية
في المقابل، إذا أنتجت الغدة الدرقية الكثير من الهرمونات، يعمل الأيض بشكل متسارع، وقد تظهر بعض المشكلات، مثل العصبية، والنحول من دون الخضوع لحمية غذائية منحفة، وضعف العضلات، والمشاكل في النوم، والإسهال، وتقصف الشعر، وعدم القدرة على تحمل الحرارة، والتضاؤل في الرغبة الجنسية... ما هي أبرز الأسباب؟ الأمراض المرتبطة بجهاز المناعة أو بوجود ورم في الغدة الدرقية، وكذلك التوتر الكبير والصدمة النفسية، مثل موت أحد الأقارب أو التعرض لحادث كبير...
مراحل التشخيص
يبدأ الطبيب بتحسس الغدة الدرقية، ويطلب تحديد مستوى هرمون TSH في الدم، لأن معدل هذا الهرمون يشير إلى نشاط الغدة الدرقية. بالفعل، كلما كان هذا المعدل مرتفعاً، تضاءل عمل الغدة الدرقية (قصور الغدة الدرقية).
وكما هي الحال في السيارة التي لا تنطلق بسهولة إلى الأمام، يعمد السائق إلى الضغط بقوة على دواسة الوقود، تفرز الغدة النخامية من جهتها الحد الأقصى من هرمون TSH لمحاولة تحفيز الغدة الدرقية البطيئة. في المقابل، يكون معدل هرمون TSH منخفضاً في حال فرط عمل الغدة الدرقية.
وفي بعض الأحيان، يتم قياس معدلات الهرمونين T3 وT4.
قد تبرز الحاجة أيضاً إلى صورة صوتية للغدة لتحديد حجمها وتماسكها والتأكد من عدم وجود أورام فيها. وفي حال الفرط في عمل الغدة الدرقية، يتم التأكد إذا كانت الغدة كلها تعمل بشكل مفرط أم أن جزءاً منها فقط يفعل ذلك. بالفعل، يمكن لورم صغير في الغدة الدرقية أن يدفعها إلى العمل بإفراط.
كما يتم تحديد مستوى أنواع محددة من الأجسام المضادة في حال حصول ردة فعل في جهاز المناعة.
العلاجات
في حال قصور الغدة الدرقية، تبرز الحاجة إلى تناول يومي للهرمونات المركبة للتعويض عن النقص الحاصل في إنتاج الغدة. ويبدأ المريض بالشعور بالتحسن بعد 15 يوماً إلى شهر كامل من بداية العلاج.
لكن تبرز الحاجة غالباً إلى تعديل في الجرعات لمعرفة الجرعة المثالية. واللافت أنه لا توجد أية تأثيرات جانبية للعلاج، وما من تحذيرات خاصة للمرأة الحامل.
وفي حال الفرط في عمل الغدة الدرقية، يمكن للمضادات المركبة للهرمونات الدرقية أن توقف الغدة الدرقية وتريحها. ولذا، يتحول بعض المرضى إلى مشكلة القصور في الغدة الدرقية، فيتم وصف هرمونات درقية حسب حالة كل مريض لإعادة التوازن.
وفي النهاية، لا بد من الإشارة إلى ضرورة السيطرة قدر الإمكان على التوتر للحد من مشكلات الغدة الدرقية.
- ما هي الغدة الدرقية؟
يمكن تشبيه الغدة الدرقية بالفراشة التي تفتح جناحيها عند قاعدة العنق، على مستوى ياقة القميص. تزن الغدة الدرقية 20 غ، ويبلغ ارتفاعها 4 إلى 5 سم، فيما عرضها 2 إلى 4 سم.
دورها أساسي: فهي تضمن توازن الأيض وتؤثر في عدد من الوظائف الحيوية. بالفعل، تنتج الغدة الدرقية الهرمونين T3 وT4 اللذين يتم إطلاقهما في الدم للتأثير في كل الجسم.