رجل الكهرباء الخارق .. حقيقة ام خيال!
الكهرباء قاتلة .. هذا ما تعلمناه منذ الطفولة و صار من البديهيات في حياتنا و لا يمكن ان نتخيل قيام إنسان عاقل بإمساك الأسلاك الكهربائية المنزلية بيديه العاريتين لأن ذلك معناه التعرض لصدمة كهربائية قوية قد تؤدي أحيانا إلى الموت. لكن هل تساءلنا يوما فيما إذا كان هناك أشخاص لا تؤثر فيهم الكهرباء ؟ العلم يقول كلا فجميع البشر يخضعون لنفس قوانين الفيزياء و الأناس الخارقون لا وجود لهم إلا في قصص و أفلام الخيال. لكن هل هناك أشخاص تحدوا قوانين العلم و مزجوا الحقيقة بالخيال ؟ هذا ما سنقرأ عنه في هذا المقال.
يولد من جسمه تيارا كهربائيا قوته 240 فولت !!
العجوز تشانغ ديك (Zhang Deke )يقوم بإنارة مجموعة من المصابيح الكهربائية عن طريق الكهرباء التي يزعم انه يولدها من جسمه
جميعنا نمتلك شحنة كهربائية على أجسادنا لكننا لا نشعر بها و لا نعيرها أي اهتمام لأنها لا تسبب لنا مشكلة باستثناء بعض اللسعات الخفيفة التي قد نشعر بها أحيانا عندما نمسك بمقبض الباب أو أي قطعة معدنية أخرى و هذه اللسعة هي نتيجة لتفريغ الشحنة الكهربائية الساكنة المتجمعة على أجسادنا , و في أحيان نادرة قد تكون هذه الشحنة الكهربية مكلفة ماديا خاصة عندما يكون جسدنا مشحونا و نمسك بقطعة الكترونية حساسة , مثل اللوحة الأم للحاسوب (motherboard ) , فنعطبها لذلك ينصح دائما بأن نقوم بإفراغ شحنة أجسادنا الكهربائية قبل أن نتعامل مع الأجهزة الالكترونية الحساسة و ذلك عن طريق الإمساك بأي جسم معدني. و بالإضافة إلى الكهرباء الساكنة فنحن نتعامل يوميا مع التيار الكهربائي المنزلي المتناوب في كل مفاصل حياتنا و قد تعلمنا منذ نعومة أظفارنا بأن هذا النوع من الكهرباء يسبب صدمة مؤلمة و ربما يؤدي إلى الموت عند حدوث تماس معه لذلك فنحن نحرص في منازلنا على تغطية و حجب جميع الأسلاك الكهربائية و الحرص على عدم حدوث أي تماس بينها و بين أجسادنا. الكهرباء مفيدة نعم .. لكنها خطرة أيضا و أحيانا تكون قاتلة للإنسان و هذا ينطبق على جميع البشر باستثناء عدة أشخاص حول العالم يزعمون بأن الكهرباء لا تؤثر بهم و يتحدون جميع قوانين الفيزياء فيتلاعبون بالأسلاك الكهربائية المميتة أمام عدسات الكاميرا بدون أن تطرف لهم عين.
جوزيه رفائيل الايا هو احد هؤلاء الأشخاص الذين حيروا العلماء , فهو رجل عادي يبلغ الأربعين من العمر و يعيش وحيدا في غرفة مستأجرة صغيرة في بورتوريكو , و للوهلة الأولى يبدو جوزيه مثل غالبية الناس الذين يقضون حياتهم كلها على الهامش , يأتون إلى الدنيا و يرحلون عنها من دون أن يشعر بهم احد أو يعيرهم أي اهتمام , لكن جوزيه يمتلك موهبة خاصة تميزه عن الآخرين , فعندما كان مراهقا مست يده عن طريق الصدفة احد الأسلاك الكهربائية العارية و قد اندهش بشدة بسبب عدم شعوره بأي ألم و منذ ذلك الحين أدرك جوزيه بأن الكهرباء لا تؤثر فيه و اخذ يتعامل معها يوميا بدون اكتراث في محله الصغير المتخصص بتصليح الأجهزة الكهربائية , و رغم ظهور جوزيه أمام عدسات الكاميرا و عرضه لقدراته عدة مرات إلا إن العلماء لا يجدون أي تفسير لعدم تأثره بالكهرباء و يعتقدون بأنه أما أن يكون رجلا خارقا يجترح المعجزات أو إن الأمر كله ينطوي على خدعة ما.
العجوز الانكليزية مافيز بريس (Mavis Price) تستعرض الاجهزة الكرهبائية التي اعطبتها
وفي انكلترا هناك جدة تدعى مافيز بريس تبلغ الستين من العمر و تزعم أيضا بأن لديها قدرات كهربائية عجيبة لكنها على العكس من جوزيه فقد تحولت قدراتها المزعومة إلى نقمة عليها بدلا من أن تكون نعمة , فهذه العجوز تزعم أنها و خلال أربعة عقود أعطبت عشرات الأجهزة الكهربائية و أحرقت مئات المصابيح الكهربائية , فيكفي أن تمس بيدها أي جهاز كهربائي ليتعالى منه الدخان الأسود , و لا احد يعلم سر هذه اللعنة التي رافقت السيدة بريس منذ شبابها , هل هي الكهرباء الساكنة ؟ فهي تؤدي أحيانا إلى إعطاب بعض القطع الالكترونية و الكهربائية الحساسة و لكنها لا تعطب ثلاجة أو جهاز تلفاز. السيدة بريس تقول إن ما خفف عنها وطأة خسائرها المالية بسبب قدراتها الكهربائية العجيبة هو نظام الضمان الذي تقدمه محلات الأجهزة الكهربائية لعملائها و الذي يسمح لهم بإعادة الأجهزة المعطوبة خلال فترة زمنية محددة.
العجوز تشانغ يستعرض قدراته
في الصين , هناك شيوعي عتيق عمره 71 عاما رفعه الناس إلى درجة نبي! , انه تشانغ ديك الرجل الذي حير العلماء بقدرته على توليد الكهرباء من جسده! فبإمكانه إنارة مصباح كهربائي ما أن يضعه على رأسه أو أذنه , و بإمكانه شوي سمكة على راحة يده خلال دقيقتين! كيف يفعل ذلك ؟ هو نفسه لا يعلم! فهو يقول إن تيارا كهربائيا بقدرة 240 فولت يسري في جسده و رغم أن العلماء يقولون بأن هذا الزعم هو المستحيل بعينه إلا إن تشانغ يرد عليهم ببرودة متحديا أن يثبتوا العكس , و في عام 1994 أخضعوه للاختبارات في إحدى الأكاديميات العلمية الصينية لكنهم لم يستطيعوا أن يجدوا أي تفسير لقدراته و اكتفوا أخيرا بإعلان أن الرجل يعاني خللا ما في قدراته العقلية (من النوع الذي لا يوجد له تفسير ويجعل إنسان مجنون يكتب برامج حاسوب او معادلات رياضية غاية في التعقيد) , لكن تشانغ لم يعرهم اهتماما و استمر في استخدام قدراته الكهربائية في علاج بعض أمراض أصدقائه و أقاربه و أصبح الناس يسمونه بـ "الرجل الكهربائي".
خارق آخر متلاعب بالكهرباء هو سلافيسا باتجك من صربيا , فهذا الرجل الغريب المنظر الذي يبدو كأنه قادم من عالم آخر , يتلاعب بالأسلاك الكهربائية المميتة كأنه يتلاعب بأعواد ثقاب و يزعم بأن بإمكانه تحمل صدمة كهربائية بقوة 20000 فولت , و هو مثل الآخرين لم يعلم بقدرته العجيبة إلا عن طريق الصدفة , فقد تعرض مع احد أصدقائه إلى صدمة كهربائية قوية , و بينما أغمي على صاحبه و كاد أن يفقد حياته فأن سلافيسا لم يشعر بأي الم و منذ ذلك الحين بدء في عرض قدراته العجيبة في تطويع الكهرباء و التلاعب بها أمام أصدقائه و أقربائه , و قد ظهر في عدة أفلام وثائقية قصيرة مصورة تثبت قدرته التي تحدى بها قوانين العلم و الفيزياء بل و ذهب ابعد من ذلك ليتحدى الموت نفسه إذ قرر الجلوس على كرسي الإعدام الكهربائي و التعرض لصدمة كهربائية قاتلة.
باتجك سلافيسا (Slavisa Pajkic) يعرض قدراته في احد الافلام , انقر على الصورة لمشاهدة الفلم
في الختام ينبغي التذكير بأن هناك الكثير من هذه القصص عن أشخاص يمتلكون قدرات خارقة مع الكهرباء لكن يجب أن لا ننسى أيضا أن الكهرباء مميتة و انه حتى لو كانت تلك القصص صحيحة فأنها استثناء و شواذ عن القاعدة العامة لذلك ارجوا أن لا تتهور عزيزي القارئ و تجرب حظك مع الأسلاك الكهربائية فينتهي بك المطاف إلى ما لا تحمد عقباه و تذكر دوما بأن تطبق إجراءات السلامة عند تعاملك مع الكهرباء.