تحليل - تجربة - واقعية- خادمة - عرش الجن
تقول صاحبة التجربة التي حملت عنوان خادمة عرش الجن : " بدأت أحداث تجاربي الغريبة عندما كنت في الـ 18 من العمر حيث كنت أحس بثقل شديد وخدر في جسدي كله خاصة عند النوم وكأنني قد أعطيت جرعة من "البنج" الذي يستخدم للتخدير وكأن جسدي أصابه الشلل فلا استطيع الحراك، ومع أنني أكون واعية لما حولي لكنني لا أستطيع التفاعل معه ومن ثم كنت أرى كائناً غريباً على شكل طاووس جميل يجثم فوق صدرى فأحاول قراءة آيات من القرآن الكريم ولكن لساني يكون متصلباً، كان ذلك يستمر لثوان أو دقائق معدودة ، أفيق بعدها وأنا متعبة جدا ".
هذا يعني أنها كانت تتعرض للجاثوم بسبب نومها على ظهرها، ففي حالة الجاثوم أو (الشلل النومي) يشعر الإنسان بأنه فقد القدرة على الحركة والنطق. وغالباً ما يكون سبب ذلك هو خروج الجسد الأثيري من الجسد المادي، لأن الجسد المادي لايتحرك إلا بانتشار الجسد الأثيري وتخلله في كل خلايا الجسد. وطبعاً هي لم تكن مدركة لحالة الخروج الأثيري في بداية الأمر.
أما الطاووس الجميل الجاثم على صدرها فهو بالتأكيد شيطان متنكر استغل حالة غياب الجسد الأثيري ليثبت حضوره، لأن معظم حالات الجاثوم يرى من يتعرض لها مخلوقاً بشكل ما يختلف وصفه وشكله من إنسان لآخر، وكل تلك المخلوقات هي من الشياطين المستغلين فترة غياب الجسد الأثيري، لأن الجسد الأثيري يستطيع الانسلاخ تلقائياً عن الجسد المادي في حالة النوم على الظهر
الكوابيس المفزعة والتحليق
ثم تتابع صاحبة التجربة فتقول : " بدأت صحتي تتدهور بلا سبب وكنت أزور عيادات الأطباء بدون جدوى فكانوا يفسرون ما يحصل على أنه تعب نفسي لكني لم أكن مقتنعة، ففي نفس تلك السنة حصلت على شهادة الثانوية العامة بتفوق شديد والتحقت بإحدى الكليات، استمر ذلك مدة قصيرة ثم بدأت أرى في أحلامي أشياء غريبة ومفزعة كلها بيوت مهجورة أو أشكال لمخلوقات مخيفة، غير أن أكثر ما كان يخيفني أنني كنت أحلق عالياً وأنا في حالة بين النوم واليقظة فكنت بمجرد أن اطفىء النور وأذهب إلى فراشي أجد نفسي وقد تخدر جسدي كله وأحس أنني أرتفع عن الأرض شيئاً فشيئاً وأطير وأذهب فوق بيوت قريتنا وأحياناً إلى أماكن لا أعرفها ثم أعود ".
من الطبيعي أن تبدأ معها حالة القلق والخوف مما تعانيه، ومن الطبيعي أيضاً أن لا يجد أي طبيب عضوي سبباً مادياً مباشر لمعاناتها إلا دعوى الإجهاد النفسي. وفي تلك المرحلة المتقدمة من الممارسة بدأت تشعر بالانسلاخ الأثيري لأن كثرة حدوثه يجعل الإنسان يمارسه ببساطة ودون إرادته، لأنه بمجرد رغبته بالنوم واتجاهه للسرير تكون البرمجة العقلية قد أتمت استعدادها للانسلاخ، أضف إلى أن الذاكرة تصبح أكثر وعياً مع تكرار التجارب بحيث تعود ومعها الكثير من المشاهدات.
أحلام تتحقق
تتابع صاحبة التجربة فتقول: " بعد ذلك أصبحت أحلامي تتحقق بشكل غريب، فكنت في أحلامي أرى أموراً أو أحداًً يتحدث معي عن شيء فلا يكاد يمر بعض الوقت حتى تتحقق أحلامي على أرض الواقع كما هي، بل إن الأغرب أنني كنت أسمع بعض أبياتاً من أغنيات لم أسمعها من قبل وأفاجأ بها بعد فترة وهي تغنى من قبل الفنانين ! كما أذكر في أحد الأيام أنني رأيت في الحلم أن جهاز التليفزيون الخاص بنا قد تعطل وأن هذا العطل بسبب أحد مفاتيحه ولم يكد ينتصف النهار حتى حدث ما رأيته تماماً، وكذلك رأيت في الحلم أن أمي مرضت وذهبت للطبيب وأنها عادت من عنده منهارة واستلقت على أحد المقاعد لأنه أخبرها بأنها مريضة بمرض"السكر"و وصف لها دواء الإنسولين، وبعد عدة أيام تحقق ما رأيته بالتفصيل " .
مما لاشك فيه أن حالة الطرح الروحي عندما تتم بحالة من الوعي يكون صاحبها قد أتم دون أن يدري حالة من حالات الشفافية الروحية، والتي يسميها أطباء علم النفس (الحاسة السادسة)، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لا ننسى الشيطان الذي كان يتجسد على هيئة طاووس وقدرته على الوسوسة في عقل إنسانة بات لديها شفافية روحية، بحيث يزودها بمعلومات مسبقة عن الأحداث حتى يكسبها لصفه فيما بعد.
روح ترافقني
تقول صاحبة التجربة : " لم يستمر الأمر هكذا بل كان يحدث دائماً أن أسمع أصوات أقدام تنزل من أعلى السلم (الدرج) الذي يوجد مباشرة فوق غرفتي أنا وأمي ولا يسمع هذه الأصوات سواي وبعدها مباشرة أشعر بمن يجلس إلى جواري فوق السرير ثم يعبث في شعري وأنا نائمة وأحس بأنفاسه الساخنة فوق وجهي" .
طبعاً لن يسمع الأصوات غيرها، لأنها اكتسبت الشفافية الروحية التي تحدثنا عنا، إضافة إلى أن شيطانها قد أمسك بموجة ترنمها الروحية ليبث من خلالها سمومه، بحيث تسمعه وحدها وتشعر بتجسده بصورة ما في غفلة عن المحيطين بها
بداية الإضلال
تقول صاحبة التجربة : " استمرت هذه الأشياء معي حوالي 5 سنوات ثم حدث بعدها شيء غريب، إذ كانت أختي التي تعاني من العقم تحاول أن تعالج نفسها عند أحد الشيوخ فذهبت معها مصادفة وبعد أن انتهت أختي من الجلسة دون جدوى أخذت استمع إلى الآيات الكريمة التي كانت تسمعها فإذا بجسدي كله أخذ يرتعد وبدأت تصدر مني أصواتاً غريبة ومخيفة وآلام في كل جسدي استمرت معي حتى صباح اليوم التالي، كنت أشعر خلالها بأنني دمية وأن أحدهم يتحكم بي من خلال (الريموت) أو جهاز التحكم عن بعد وفي أثناء هذه الليلة رأيت حولي مخلوقات غريبة تركب الخيول وترتدي أزياء ليست مألوفة كما رأيت مخلوقاً ضخماً يسد ما بين السماء والأرض وله أجنحة لا يعلم عددها إلا الله وبمجرد رؤيته بدأت الروح التي معي في الركوع والسجود والنطق بالشهادتين وتلاوة القرآن الكريم ثم هدأت قليلاً وأخذتني غفوة من النوم ".
عندما يكون الشيطان مستحوذاً تماماً على جسد الضحية وعقلها (إن الشيطان يجري في الإنسان مجرى الدم في العروق) فإن اختلاجه وثورته لدى سماع القرآن الكريم يترجم بدوره على جسد الضحية، وما رأته خلال تلك الحالة ما هو إلا استنفار شيطاني جاؤوا جميعاً لمساعدة شيطانها وإخراجه من معاناته.
وأما المخلوق الضخم الذي يسد ما بين السماء والأرض بجناحيه فما هو إلا شيطان قادر على إيهام مشاهده بهذا الحجم ليعتقد الضحية بأنه أحد كبار الملائكة، فينخدع به ويسجد له بحيث تستطيع بقية الجنود من الشياطين من إنقاذ شيطانها (طاووسها)، وبسبب الإنهاك الذي تعرض له ذلك الشيطان المتنكر وانهيار طاقته التأثيرية بدرجة ما، استيقظت روح الضحية الأصلية التي كانت مقموعة بحضوره وأمرتها بالشهادتين وقراءة القرآن الكريم مما أدى لهدوئها وإغفائها.
وتقول صاحبة التجربة : " بدأت بعدها أرى الجن أمامي في أي مكان ، أراهم يعذبون بعض الناس في أماكن مهجورة ومخيفة وأرى بعض الناس وهم يسجدون لهم ويشربون معهم الخمور وأرى الكنائس القديمة وحولها الحرس الخاص بها من الجن وكذلك أرى الجن في الماء ومنهم من نصفه إنسان ونصفه السفلي كذيل السمكة أو جسم الثعبان، وباتت رؤيتي لهم أمرا ًعادياً في حياتي وكنت أسمعهم يخبرونني ببعض الأشياء وأنهم يريدون مساعدتي، وبدأ أحدهم يظهر في صورة لم أر أحسن منها أبدا ، كان يلبس ملابس الملوك وهو شديد الوسامة ويضع على ملابسه حزاماً من الذهب ويلبس فوق رأسه تاجاً ويقف إلى جواره شيطان يمسك بيده عصى غريبة وخلفهما شجرة ثمارها من الجماجم" .
كل ذلك يؤكد على أن شيطانها قد برمج توليفة عقلها على ترنم عالمه، بحيث ترى ما رأته من انحرافات الشياطين وأضاليلهم وتنكراتهم بالعديد من الصور ليتمكنوا من إضلال الإنسان.
جلسات عند الشيخ
تثول صاحبة التجربة : " داومت على الذهاب إلى الشيخ الجليل الذي بدأ في علاجي غير أنه لم يخبرني بأي تفاصيل وقال لي إن المهم النتيجة وليس السبب وأمرني بالمجاهدة والمداومة على الصلاة والذكر على قدر طاقتي وبما لا يسبب إثارة سلبية لي ولهذه الروح وقال إنه لا يفضل قتل هذا الجني لأن الجن مثلنا عائلات وقبائل وخوفاً من انتقامهم ، كانت هذه الفترة الأولى من العلاج مرهقة ومتعبة جداً ولكن بعدها بدأت في التحسن وأصبحت أنام عميقاً بدون أحلام مزعجة أو كوابيس في أغلب الأحيان ".
بحسب وصفها لتحليل الشيخ للحالة الذي قال إنه لا يفضل قتل هذا الجني لأن الجن مثلنا عائلات وقبائل وخوفاً من انتقامهم، فيبدو أنه رجل طيب القلب وسليم النية وفاقد للمعرفة الحقة!! ، لأن ما يأتيها ليس جناً قابلاً للمساومة، بل شيطان لعوب لا أمان لعهوده بدليل أنها تتابع فتقول : " لكن هذه الروح لم تفارقني حتى اليوم فمن حين لآخر تتلبسني وتقوم بكتابة بعض الأشياء لي، فمثلاً ذات يوم تلبستني وكتبت أن ألواح توراة موسى موجودة في تل اسمه "تل يعفور "وهو موجود في آسيا قرب افغانستان ، ومرة كتبت أن المراد بقوله تعالى "ألم" الذي ابتدأ الله به بعض سور القرآن هو : " الله..محمد " ، وأن التوراة مكتوب فيها " هو النبي آل..هو النبي أحمد ..هو الذي عند الله نور"، ودائماً ما تخبرني هذه الروح بأنها "خادمة عرش" من عروش الجن ".
من هذا نستنتج أن الشيخ الذي قصدته كان عليه إحراق هذا الشيطان وليس التوسل له لكي يرحل، لأنه بذلك أعطى الشيطان فرصة أكبر للإغواء والإضلال ولتشويه جوهر الدين بتقديم تفسيرات وشروح ما أنزل الله بها من سلطان.
بالمناسبة كان الدكتور رشاد خليفة قد تعرض لحالة مشابهة خرج إثرها بتفسير الأحرف الأولى من سور القرآن حسب نظرية أساسها العدد 19 التي انتشرت أواخر القرن الماضي واتبعها الكثيرون، مما دفع شيطانه للقيام بالخطوة الثانية وهي إيهامه بأنه نبي العصر، وصدق ذلك وراح ينشر دعوته في الغرب وأصبح له أتباع كثر، ثم وجد مقتولاًويمكن التوسع بقصته من خلال محركات البحث على الإنترنت.
نبذة عن د.سليمان المدني
يحمل د. سليمان المدني (59 سنة) دبلوم دراسات عليا في الباراسيكولوجيا (ما وراء النفس) من كلية ولاية نيويورك ، ولديه من الخبرة 30 سنة حيث زاول العلاج بطريقة التنويم المغناطيسي واكتسب مع الوقت طرقاً للتمييز بين حالات المس الشيطاني والحالات النفسية الأخرى كما عالج ما يسمى بحالة "المس الشيطاني" بالتنويم المغناطيسي. وأصدر العديد من المؤلفات حول التنويم وتفسير الأحلام والتقمص وآخر مؤلفاته (الصيدلية الروحية) الصادر عن دار دمشق عام 2010 ويزود موقع ما وراء الطبيعة بخبرته في هذا المجال كخبير معتمد فيه.
ملاحظة
ما تقدم يعبرعن رأي خبير معتمد لدى موقع ما وراء الطبيعة له إختصاص محدد، بنى رأيه وفقاً لما توفر له من معطيات، ولكن هذا لا يعني أنه الرأي الوحيد فقد يكون لخبراء معتمدين آخرين رأي مختلف أو يناقض ما أتى ، إدارة الموقع ترحب بتنوع الآراء حيث تجد فيه أمراً صحياً وطبيعياً.