دور - العقل - الماروائيات - الحالات النفسية
يتجاوز الدماغ البشري الحدود التي يمكن أن يتخيلها معظمنا فهو قادرعلى صنع خبرات لا أساس لها في الواقع، ومع الأسف قد يؤثر ذلك على دراسة الظاهرة الغامضة التي يحقق فيها الباحثون في الماروائيات فتذهب جهودهم سدى في دراسة ظاهرة طبيعية تماماً ما لم يدركوا هذا الامر.
وما زالت الدرجة التي من خلالها يقوم الدماغ البشري بخلق وفهم التجارب الماورائية موضع جدل حامي على مدى أكثر من قرن من الزمن وحتى الآن.
يتحجج المتشككون بأن كافة " التجارب الماورائية " تنسب إلى أعمال من صنع الدماغ لذلك لا يعتبرونها " خارقة للعادة " وإنما ظاهرة طبيعية أسيء فهمها.
يعتقد الباحثون في الباراسيكولوجي عموماً أن العقل البشري قادرعلى إنتاج قدرات غير معروفة تماماً مثل الإدراك ما فوق الحسي Extra-Sensory Perception كـ التخاطر و النظرعن بعد أو تحريك الأشياء بقوة العقل Psychokinesis والتي قد تترافق مع ظواهر خارقة للطبيعة مثل تجسدات شبحية وأفعال تنسب إلى الأشباح الضاجة Poltergeists .
بينما يعتقد أولئك المتأثرين بالنظرة الدينية والروحانية للأمور أن هذه الظواهر تتولد عادة خارج الدماغ نتيجة تدخل الكيانات الماورائية مثل أرواح الموتى والملائكة و الجن والشياطين .
وبسبب هذا الجدل تأسس عدد من الهيئات المهتمة في البحوث النفسية كمحاولة منها لتحديد وفهم التجارب الماروائية ومنها ASSAP وهي رابطة الدراسات العلمية للظواهر المجهولة التي تأسست في بريطانيا عام 1981 كجمعية للتعليم والبحوث تجمع التبرعات للقيام بعملها وهدفها التحقيق العلمي بالظواهر الماورائية المزعومة وغيرها من الظواهر المجهولة. ومعروف عن هذه الرابطة رفضها لقبول التفسيرات الشائعة عن ظاهرة الأشباح ويرتكز عملها على توثيق التجارب التي يمر بها الأشخاص أكثر من تركيزها على الظاهرة المدروسة ولهذا حصلت على استحسان جاد من قبل المتشككين .
إن استخدام التقنيات الحديثة في العقود الأخيرة مثل التخطيط الكهربائي للدماغ EEG والتصوير الطبقي المحوري بمساندة الكومبيوتر CAT ومختبرات دراسة النوم سمح لعلم النفس بأن يتجاوز النظريات التي بدأت مع ( سيغموند فرويد ) ليبدأ عصراً جديداً مبني على القياسات وفهم الطريقة التي يعمل ويتفاعل فيها العقل مع الدماغ.
علمأ أن (فرويد) من رواد علم النفس ومن أوائل المحللين النفسيين واشتهر بنظريته الشهيرة حول النفس البشرية و الغرائز.
وقد مكن السير وفق منحى القياس من الكشف عن عدد من الحالات والإضطرابات النفسية الموثقة بشكل جيد والتي تجعل الشخص (الواقع تحت الظروف المناسبة) يعتقد بأنه يعيش تجربة من نوع ما روائي لكنها في الواقع ليست كذلك.
ومع أن علم النفس لم يستطع أن يفسر مجالاً واسعاً من الحالات الخارقة للطبيعة التي جرى توثيقها على مر التاريخ فإنه استطاع على الأقل تفسير بعض منها.
ويجدر بالمحقق في الظواهر الخارقة أثناء قيامه بدراسة تجربة الشخص الماورائية أن يكون مدركاً بشكل مسبق لأعراض ومسببات تلك الحالات النفسية التي تحاكي الظاهرة الغامضة التي يبحث فيها وإلا فإنه سيقع في أخطاء في تفسير التجربة من الناحية النفسية .
ولهذا أتى هذا الطرح بشكل مختصر وسهل الفهم ليقدم لهؤلاء المحققين أعراض وتفسير الحالات النفسية الأكثر شيوعاً مما يزيد من قدرتهم على تمييزها أو عزلها عن الخصائص الأخرى للتجربة الواقعية التي يدرسونها .
ستتناول في الأجزاء التالية من هذه السلسلة 12 من هذه الحالات النفسية الشائعة وهي :
1- الشلل النومي ( الجاثوم ) Sleep Paralysis
2- هلوسات بداية النوم Hypnagogic Hallucinations
3- الإستغراق Absorption
4- الجنون المعدي Folie à Deux
5- الإحساس بوجود أحد Sense of Presence
6- إحتجاب الحواس أو ضعفها Diminished Input
7- التنظير الذاتي Autoscopy
8- إنفصام الشخصية Dissociation of the Personality
9- إضطرابات الثقافة والمعتقد Cultural-Bound Disorders
10- كرايبتومنسيا ( تذكر الخفايا ) Cryptomnesia
11- جنون الإرتياب Paranoia
12- سهولة التعرض للصور المتخيلة Fantasy Proneness