الصيام وعلاج القلق ، اهمية الصيام فى علاج القلق ، علاقة الصيام بعلاج الامراض النفسية
دع القلق وابدأ الصيام
هنالك حقيقة علمية مدهشة مفادها (إن العمل الذهني وحده لا يفضي إلى التعب)، وقد لا يتصور ذلك أحد ولكن طائفة من العلماء حاولوا منذ بضع سنين أن يتعرفوا على مدى احتمال المخ الإنساني للعمل قبل أن يدركه الكل ولشد ما كانت دهشتهم حين وجدوا أن الدماء المندفعة من المخ وإليه، وهو في أوج نشاطه، خالية من كل أثر للتعب، ورأوا بأنه إذا أخذت عينه من دماء عامل يشتغل بيديه، بينما هو يزاول عمله تكون حافلة بخمائر التعب وإفرازاته أما إذا أخذت عينة من الدماء المارة بمخ عالم مثل أنشتاين فلن تجد بها أثراً لخمائر التعب حتى في نهاية يوم حافل بالنشاط الذهني.
فإذا كان الأمر كذلك فمن أين يأتي التعب إذا؟!
يقول الدكتور هادفيلد - وهو عالم نفس إنكليزي - في كتابه (سيكولوجيا القوة): إن الجانب الأكبر من التعب الذي نحسه ناشئ عن أصل ذهني، بل الحقيقة أن التعب الناشئ عن أصل جسماني هو غاية في الندرة.
ويقول الأمريكي أ.أ.بريل: إن مائة في المائة من التعب الذي يحسه العمال الذين يتطلب عملهم الجلوس المتواصل راجع إلى عوامل نفسية أي عاطفية من قبيل التبرم والضيق والقلق والإحساس بعدم الاستقرار النفسي والروتين والإحباط والتوتر و..
مثل هذه العوامل العاطفية التي يعاني العمال ضغوطها وهم جالسون في محل عملهم ترسلهم آخر النهار إلى بيوتهم ممسكين أدمغتهم من (الصداع العصبي).
وإذا كان التعب، الذي يأكل الأعمار ناجماً من القلق والتوتر والثورات العاطفية، فلا يمكن معالجته إلا عن طريق التوسل بالهدوء والاسترخاء.
ولعل أفضل شيء يوفر الهدوء والاسترخاء ويطرد القلق والتوتر والثورة النفسية هو الصوم وذلك لأمرين:
1- إنه يرفع المستوى الفكري للإنسان فوق مجال المادة والحياة حتى لا تلح به المصائب والهموم.
2- الصوم من حيث يخفض ضغط الدم فإنه يخفف اللهب المسعور الذي يطارد الإنسان إلى الهرع والاندفاع والقلق والتوتر على أثر أي خسارة.
ولقد قال الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وصحبه اجمعين)إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سأله أحد فليقل: إني صائم) ليعلمنا طريقة الاستفادة الكاملة من الصوم ورياضة الهدوء والاسترخاء التي بها يتم التغلب على الأمراض النفسية الخطيرة وأولها القلق.