بحث طبي عن السادية ، طرق العلاج من السادية ، كيفية العلاج من السادية
السادية
السادية بكلمات بسيطة واضحة هي " التمتع والتلذذ بتعذيب الآخرين "..
Sadism ===== The Desire to Inflict pain
والمصطلح يعود إلى ضابط فرنسي عاش في القرن الثامن عشر وكان يحمل رتبة " مركيز " واسمه دو ساد ( و أغلب الناس يكتبونها وينطقونها دي ساد بينما الصحيح هو دو ساد وليس دي ساد ) .. وقد كانت لهذا الضابط والذي كان مؤلفا أيضا أفعال شنيعة وممارسات بشعة في تعذيب الناس والحصول على المتعة والسعادة عن طريق هذا العذاب الذي يوقعه بهم
الطريف أن دو ساد كان أديبا مشهورا له العديد من المؤلفات والروايات.. وأكثر ما يميِّز شخصيات رواياته هو قهرها للآخرين وميلها للعنف والتعذيب من أجل تحقيق اللذة..
والسادية تعني حصول الشخص على المتعة واللذة من خلال ألم ومعاناة الآخرين سواءً كان ذلك نفسياً أو بدنياً أو غير ذلك.. كما أن ذلك يتم بطرق مختلفة
فعندما نقول عن شخص أنه " سادي " أي أنه يستمتع برؤية الألم والعذاب عند الغير...
والسادية هذه – كأي مرض نفسي – لها درجات متفاوتة..
فهناك السادية المقبولة وهي التي تبقى في الفكر ولا تتعداه بل ترتبط بالخيالات وأحلام اليقظة..
وهناك السادية المتوسطة والخفيفة والتي يتم فيها التحكم بحدود العذاب ومدى خطورته وأخيرا هناك السادية الإجرامية التي ممكن أن تصل إلى الجريمة والقتل
وهنا يبرز سؤال لا بد منه...
ما هي أسباب هذا المرض النفسي
إن هذا المرض كأي مرض نفسي تبدأ جذوره من سن الطفولة..
في مرحلة الطفولة إذا كان الطفل يتلذذ بتعذيب الحيوانات الأليفة والعصافير فيجردها من ريشها أو يقطع ذيلها أو يغرز عيدان في جلدها إذا اعتاد الطفل على لذة التصرفات ستتطور معه وسوف يجد لذة في تعذيب الآخرين.
البعض تبقى تصرفاته السادية على الوتيرة نفسها ولكن البعض الآخر تزداد خطورة تصرفاته بمرور الوقت....
عندما يرتبط الاضطراب بالشخصية المضادة للمجتمع (الشخصية السيكوباتية) فإنه يصبح خطراً ويقتل ضحيته....
وهنا سلقي بإشارة صغيرة تربط هذا الموضوع بالموضوع السابق عن الماسوشية... وهي هل هناك علاقة بين الماسوشية والسادية
والجواب نعم...
وهناك ما يعرف ب " السادوماسوشية " ... فهناك علاقة وثيقة قائمة بين كل من الحالتين وهي كون كل من السادي والمازوشي يستمتع بالألم وان كانا يختلفان في كون الأول منهما يستمتع بإيقاع الألم على الآخرين والثاني يستمتع بوقوعه على النفس من قبل الآخرين، من هذين المصطلحين نشأت نظرية السادومازوشية. فمصطلح السادوماسوشية يعبر عن مدى قوة الارتباط بين السادية التي هي إيقاع الألم بالآخرين والماسوشية التي هي وعلى العكس من الأولى تماماً, تقبل إيقاع الألم على النفس والاستمتاع به..
فأحيانا يوجد السلوك السادى والماسوشى معا في نفس الشخص ( ربما في 30% من الحالات ) فنجد الشخص يمارس السلوك السادى في بعض الأحيان أو مع بعض الأشخاص كما أنه يمارس السلوك الماسوشى في أحيان أخرى أو مع أشخاص آخرين, وهذه هي حالة " السادو- ماسوشية"
ونعود لموضوع السادية..
والسلوك السادى قد يظهر في المعاملات اليومية فنرى هذا الشخص يستمتع بتعذيب ضحاياه من الناس ممن يعملون تحت إمرته إن كان مديرا أو مسئولا, وهو يستمتع بصراخهم وتوسلاتهم ويستعذب استذلالهم وإهانتهم ولا تأخذه بهم أي شفقة
طرق العلاج
إن العلاج قد يأخذ مراحل وصور عديدة.. فكما قلنا سابقا كل مرض نفسي هو حالة قائمة بحد ذاتها يجب دراسة أسبابها وجذورها جيدا ثم الوصول إلى الحل الأمثال للعلاج..
إن بعض الشعوب لديها ميل للماسوشية مثل الشعب المصري وبعض الشعوب الأخرى.. هناك شعوب تعرف بميولها السادية مثل الشعوب الرومانية وأحفادهم من الأوروبيين والأمريكان الذين مارسوا ولا يزالون يمارسون السلوك الإستعمارى ونهب ثروات غيرهم من الشعوب...