هل يتهمك كل من حولك بأنك فظة في تعاملاتك ويغضب منكِ زوجك ويختفي أصدقاؤك بسبب “لسانك” الذي لا تضعين له أي جماح ،قد تكونين شخصية رائعة تتسمين بالمباشرة والصراحة ولكن تفتقدين إلى اللباقة واللياقة أثناء الحديث و لا تراعي شعور، إذا كنتِ من هذا النوع فقد تجدين أن حياتك الزوجية على وشك الانهيار بسبب لسانك وتصرفاتك التى تفتقر إلى اللياقة، لذا عليكِ التصرف بسرعة قبل فوات الأوان ومراعاة بعض الأمور عند التخاطب مع زوجك بل مع أصدقائك وعائلتك أيضاً.
تعاملي مع زوجك
عندما يتحدث إليكِ زوجك لا تتسارعي في الرد بدون إنصات جيد ، ويشير خبراء العلاقات الزوجية إلى ضرورة التفرغ التام وعدم الانشغال بأشياء أو موضوعات أخري مع تركيز انتباهك علي ما يقوله لكِ زوجك من أفكار رئيسية, وأعطيه فرصة ليقول كل ما يريد ويعبر عن نفسه.
دائماً استمعي لغرض الفهم وليس المعارضة والمناقضة وانتبهي لكل كلمة تقال, راقبي حركة الأيدي ولغة العيون لتتمكني من قراءة ما لم يقله زوجك صراحة ، مع مراعاة عدم التسرع في اتخاذ القرار أو الرد قبل الانتهاء من الحديث والمناقشة تماماً.
وأثناء الحديث توقفي عن الكلام بين لحظة وأخري حتي تعطي فرصة له للرد علي ما تقوليه, مع مراقبة حركات وسكنات وجهه حتي تستشعري مدي فهمه ودرجة اهتمامه بحديثك, وانصتي جيدا لتعليقاته ولا تعطيه انطباعا بأنك متعجلة أو غير مهتمة , وانظري لوجهه وتجنبي الانشغال بأي شيء يؤثر علي انسياب النقاش مثل اللعب بسلسلة مفاتيح أو النظر لمكان آخر.
الصوت هام جداً أثناء الحوار لذا اختاري نبرة الصوت التي تتناسب مع المسافة بينك وبينه، ولا تستخدمي لفظا يحمل أكثر من معني أو مصطلحات وألفاظ أجنبية، تفهمي حالته النفسية والمزاجية وتأكدي من توفير المناخ المناسب لاستمرار النقاش، وأخيراً حافظي علي ابتسامتك وهدوء أعصابك من بداية الحديث حتي نهايته.
إتيكيت الأصدقاء
أما مع الأصدقاء تشير خبيرة الإتيكيت شيرلي شلبي خلال برنامج صباحك سكر على شاشة otv إلى أهميتهم فى حياتك ، وكي لا تضيع صديقة وراء الأخري بسبب تعاملاتك غير اللائقة عليكِ مراعاة شعورهن إلى أقصي حد عن طريق وضع نفسك فى مكانهن.
وتؤكد شلبي أن هناك نساء يلجأن دائماً إلى أسلوب التوبيخ والعتاب مع الآخرين، محذرة من خطورة هذا السلوك على أي علاقة حتى وإن كان بغرض النصح والإرشاد، لذا لا داعي لاستخدام بعض الجمل على سبيل المثال “يبدو عليكِ الإرهاق” ، “اعتقد أن وزنك زائد هذه الأيام”، ” أنتِ لم تتصلي بي” .
وأشارت شيرلي إلى أن يلعب كلاً من الجزء (المرئي والصوتى) دوراً كبيراً فى التواصل مع الآخرين بصورة جيدة وناجحة .
الجزء المرئي يعنى الابتسامة أثناء الحديث لأنها “فن” ولها تأثير قوي على من تتحدث معه، وجانب أنها تحمي الوجه من التجاعيد إلا أنها معدية وخاصة عند إلقاء التحية على المحيطين بنا، ويأتى الجزء الصوتي فى المرتبة الثانية فعند الترحيب يجب أن ترتفع نبرات الصوت بشكل جيد مع الابتعاد عن النبرة الواحدة الهادئة.
وفى النهاية أشارت شيرلي إلى أن هناك قاعدة عامة وهى ألا نحاول تغيير الآخر سواء كان زوج أو صديقة ، ولكن يجب نقبل الشخص كما هو ، وعلى كل زوجة أن تتفاهم مع الزوج بطريقة طرح الأسئلة وعدم اللجوء إلى الأوامر.
الكلمة الطيبة
إذا نظرنا إلى ما ينادي به الأطباء النفسيين وخبراء علم الاتيكيت لوجدنا أن الإسلام وضع منهجاً خاص جدا فى التعاملات يتسم باللباقة حيث يعتمد على الابتسامة والكلمة الطيبة سواء كان ذلك داخل البيت أو خارجة ، يقول صلى الله عليه وسلم مخاطباً كل سواء كان زوج أم زوجة أخ أو أب: “تبسمك في وجه أخيك صدقة” فبجانب الابتسامة ولما لها أثر طيب فى النفس فإنها تكون بمثابة تصدق بمبلغ من المال.
لذا على حواء أن تبتسم وهي تنظر إلى زوجها أو صديقتها أو أقاربها ، حيث يؤكد العلماء أن الابتسامة ينبغي أن تكون من نوع خاص، والطريقة الفعالة لهذه الابتسامة هي أن تبتسم وأنت تنظر للشخص الذي تحدثه ، لتعطيه شعوراً سريعاً بالاطمئنان.
الفرع الثاني من التعاملات هو “الكلمة الطيبة” يقول الله تعالي:”ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون”.
الكلمة الطيبة لها أثر فى نفس زوج والآخرين، هو ما جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية، فهذه الغزارة في المعنى والوصف يلزمنا الوقوف على أهمية الكلمة الطيبة في حياتنا وعلى نفوسنا، فهي تعبر عن رسائل ايجابية مفعمة بالمحبة والرضا، المودة والراحة، القبول والثناء، الشكر والإحسان وغيرها من المعاني الإنسانية