عيسى بن العوام . من هو عيسى العوام؟. شخصيات تاريخية اسلامية في الذاكرة
من هو عيسى العوام؟؟
بالطبع كلنا شاهد الفيلم وكلنا لديه فكرة من هو عيسى العوام
وأنه بطل من قواد صلاح الدين لكنه نصراني ويحارب مع صلاح الدين لأن هؤلاء الذين يحارب معهم هم أهله ولا أخفيكم أني شاهدت الفيلم في السابق مرارا وتكراراً قبل أن يمن الله علي بالهداية بل إني أحفظ بعض من حواره لكني سأنقل هنا القصة الحقيقية لهذا البطل المسلم نعم المسلم عليه رحمة الله
والقصة الحقيقية لهذا البطل يرويها لنا القاضي بهاء الدين بن شداد في كتابه القيم ( النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية ) أيام محنة عكا
، وأوردها أيضاً صاحب كتاب : تذكير النفس بحديث القدس ( 1/378 – 379 ) فيقول :
ومن نوادر هذه الوقعة ومحاسنها أن عواماً (( مسلماً )) كان يقال له عيسى ، وكان يدخل إلى البلد – يعني عكا أثناء حصار الإفرنج لها – بالكتب والنفقات على وسطه – أي يربطه على وسطه - ليلاً على غرة من العدو ،
وكان يعوم ويخرج من الجانب الآخر من مراكب العدو ، وكان ذات ليلة شد على وسطه ثلاثة أكياس ، فيها ألف دينار وكتب للعسكر ، وعام في البحر فجرى عليه من أهلكه ، وأبطأ خبره عنا ، وكانت عادته أنه إذا دخل البلد طار طير عرّفنا بوصوله ، فأبطأ الطير ، فاستشعر الناس هلاكه ،
ولما كان بعد أيام بينما الناس على طرف البحر في البلد ، وإذا البحر قد قذف إليهم ميتاً غريقاً ،
فافتقدوه – أي تفقدوه - فوجدوه عيسى العوام ، ووجدوا على وسطه الذهب وشمع الكتب ، وكان الذهب نفقة للمجاهدين ، فما رُئي من أدّى الأمانة في حال حياته وقد أدّاها بعد وفاته ، إلا هذا الرجل
هنا تنتهي القصة
لكنها تفتح الطريق لقصة جديدة وهي قصة السم في العسل
إن وضع قطرات من السم في العسل لن يغير طعمه لكنه يؤدي في النهاية إلى الموت
وهذا هو أوضح مثال فبالرغم من أن الفيلم يحمل أسم بطل مسلم وهو الناصر صلاح الدين الأيوبي عليه رحمة الله إلا أن الفيلم يستعمل لتكريس القومية
والقومية ببساطة هي التعصب لرقعة معينة من الأرض والارتباط بتاريخها دون غيره والتعصب لها دون غيرها
وقد كرس هذا الفيلم لتعميق ما يسمى بالقومية العربية ولا تستغرب هذا فالمنتجة نصرانية والمخرج نصراني نعم القومية العربية
وأنظر إلى هذا المشهد
عيسى العوام يظهر تمسكه بالصليب(زوراً وبهتاناً) فتستعجب الممثلة وتسأله
الممثلة :مسيحي وتحارب معهم ؟؟
عيسى العوام : إنهم أهلي
كلمات بسيطة لكنها تعبر عن أنه لا يحارب من أجل دين وعقيدة بل من أجل قومية ومن أجل أنهم أهله فقط
مشهد آخر
ملوك أوروبا يستعرضون ألقابهم
صلاح الدين(معرفاً بنفسه) : صلاح الدين عبد الله وخادم العرب!!
عرب!!!! أي عرب؟؟ أين الإسلام !!!!؟
ثم أن صلاح الدين نفسه لم يكن عربياً وما يشينه هذا وما يقدح فيه لكن انتبهوا هنا لتكريس القومية والوطنية وتنحية الإسلام جانباً
إخواني الحذر كل الحذر مما نشاهده ونسمعه ولا يكن الواحد منا إمعة يكون كما يريده الناس أن يكون
ويوضع في مواضع لا يتجاوزها من التفكير بل يجب علينا أن نبحث ونفتش ونقيس كل ما سمعناه وتعلمناه على مقياس الشرع الشريف