الحمد لله ..
لكى نجيب على ماتقدم نحتاج إلى معرفة أنواع الاقتران والاقتران المقصود هنا هو الاقتران المحمود الممدوح الذى أجازه العلماء الجبال والذى كفونا مؤنة التنظير وتركوا لنا مهمة بيان التطبيق كل بحسب خبرته .
1 ) اقتران دائم :
وفيه الجن مع الإنس بشكل دائم غلا فى أوقات معينة كأوقات الكشف عن العورة مثلا لاحصراً ومع هذا لايمكن الابتعاد عن الإنسى مسافة بعيدة حتى لايتعرض لمداهمة أو مضايقة من جن معتد فيكون الجن فى هذه الحالة اشبه بحلق حول الإنسى بحسب قرب الجنى من الإنسى وبعده من ناحية الرتبة فمثلاً الحلقة الأولى لابد وأن تشمل المقترن الأول من الجن والذى دل وأخبر الباقين عليه وهذا أعلى واقوى أنواع الاقتران ومثل هؤلاء الإنس هم فى الحقيقة عند الجن كحال الملوك وهذه المرتبة والمرحلة ليست لأى أحد ولايصلها كل أحد وقد ذكرها ابن تيمية فى تصنيفه ولاينتبه لها إلا من خبرها وعرف قصده رحمه الله تعالى !!!
وأحياناً يطلب الإنسى من الجن تركه وحيداً لاسيما إذا كان فى مناجاة مع ربه أو منكسرا بيد يديه حتى لايدخل قلبه الرياء وغير ذلك ولكن لايبتعدون عنه كثيراً إلا بالقدر المسموح به .
2 ) اقتران دائم مؤقت :
وهذا حال الجن المعالج مع الإنسى المعالج فهو معه فى حالات العلاج بشكل دائم ولكنه مؤقت عند العلاج ويندرج أيضاً تحت هذا النوع من لم يكن معالجاً ولكن يتوارد عليه الجن بين فترة وأخرى لزيارته .
3 ) اقتران مؤقت :
وهذا الاقتران ليس له ضوابط بل يأت بشكل عشوائى ومثاله أن يمر جنى فيرى معالجأ أو شخصا يحتاج مساعدة فيؤديها له ثم قد لايعود !!!
وموضوع الاقتران الدائم شىء صعب بالنسبة للجن لأن الجنى المشاكس أو الحاقد أو المتطفل لن يترك هذا الجنى وشأنه إلا إذا كان هذا الجنى المقترن بالقوة الكافية أو له عشيرة أو قبيلة تحول دونه ودون وقوع إذىً له !!
فمن كان هذا حاله فهو العامر ومن ارتضى من رجال !!
ولبعض الإنس القدرة على تغيير عمار المكان واستبدالهم فى أى مكان بغيرهم وهؤلاء يكون عدد الجن المقترن والغير المقترن بهم أهل منعة وبأس وعددهم كبير !!
والله أعلم .
والجنى الصالح يراعى فى اقترانه أمور عديدة سنشرحها لاحقاً أما الجنى الخبيث فلايراعى هذه الأمور إنما يلجأ لكى يضمن تمكنه من هذا الإنسى إلى تقديم المعونة وتمكينه من بعض القدرات التى يسيل لها اللعاب .
وهذا لايتسنى إلا بتضعيف قواه الإيمانية بطرق خبيثة وماكرة ومنها أن يلجأ لسحره بطريقة فنية وذكية لاتعب فيها ولا نصب ولاوصب حتى لايلجأ للرقية والعلاج بل جملة القدرات التى يعطيها الجن الطالح له تعمى بصره عن إصابته فيظن أن ذلك قدرة زائدة وكرامة رائدة أو من معه على صلاح وتقوى .
ومما تقدم يخص الجنى الكافر لاالجنى المسلم الجاهل أو المبتدع فهذا له تفصيل آخر !!!
وقد يكون الأصل فيه اقترانه مع جنى مسلم ولكن لضعفه تجرأ عليه الطالح فأصبح بين صالح وطالح فالأول لايريده فريسة للثانى والثانى يريده لتحقيق مآرب أخرى .
وقد يتفطن الإنسى لسحره ولقدراته ولكنه قد يرضى بما هو فيه مادام لاضرر عليه ـ فى ظنه ـ ومادام الجنى المحتل يقدم له الخير الوفير فى التنبؤ والكشف والعلاج .
والله أعلم .
لايوجد شىء اسمه جنى كثير الطلبات وهذه الطلبات لاأصل لها ولازمام ولا خطام وليست فيصلاً لافى الاقتران ولافى غيره فقد يفعلها الإنسى محبة منه ومن باب الإكرام وهذا فى التبخير وليس فى قراءة الآيات واجتمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقرئهم القرآن دون آيات ولاتبخير وقد مدحهم فى مردودهم عليه عن تلاوته سورة الرحمن أمام الصحابة خير الخلق بعد الأنبياء وكان الجنى المسلم يدخل على عائشة رضى الله عنها ويستمع للقرآن ـ وهو ممن شهد بدراً ـ ولم تكن عائشة تبخر ولاتستدعيه بآيات وكذلك جنى ابن تيمية يحبه لدرجة أنه يتمثل بصورته ولم يذكر ابن تيمية أنه كان يبخر له ولايقرأ له آيات لكى يحبه !!
ولازال أهل العلم يتواصلون مع الجن دون ذكر هذه البدع والمحدثات ـ والتى تصل إلى حد الكفر ـ التى نشرها المتصوفة ومن تربى فى أحضانهم بيننا !!
وأى جنى مسلم يجعل من كلام الله عز وجل وسيلة للتواصل ويحث اللإنسى ـ الجاهل بأحكام دينه ـ على أن يصرف عبادة لغير الله عز وجل أو أن يشرك أحد فيها ؟!!!
وكثير من المعالجين المتمكنين يعالج معهم الجن دون علمهم وينفع الله بهم ويقترنون بهم دون بخور ولاآيات !!
وموضوع طلب الآيات لاأصل لها فى الاقتران الدائم بالذات والجن ليس بحاجة لآيات بل تواصلهم يكون عبر الحبال الأثيرية ولعلى افيدكم به لاحقاً !
ومن جعل التبخير أو الآيات شرطاً فى التواصل والمعونة فهو إما جاهل أو خبيث !!
ثم طلب آيات لطرد العمار أمر عجيب فكيف يكون عمار بيت من يحارب الشياطين شياطين يحتاجون لطرد ؟!!!
كتبه : أبو همام الراقى
أحوال مصاحبة واقتران الجن بالإنس !! - مركز المُتخصّص لدراسات وأبحاث عالم الجن وخطر السحر والعين ومنهجية الرقية والاستشفاء