تحضير الأرواح .تحضيرالشياطين.تحضير القرين. الأرواح
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
(( .. قال رب ارجعون . لعلى أعمل صالحاً فيما تركت . كلا إنها كلمة هو قائلها . ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون )) من سورة إبراهيم .
انتشرت هذه الفكرة ـ تحضير الأرواح ـ انتشاراً واسعاً فى الشرق والغرب ، وعقدت لها المجالس والمحاضرات والندوات ، والفت فيها كثير من الكتب والمجلات ، وأنشأت لها المدارس والجمعيات .
وقد كانت بداية نشأة هذا الفكرة فى أمريكا سنة 1846 للميلاد حيث خلف " جون فوكس " رجلاً فى بيته الذى تركه مذعوراً بسبب الأصوات التى كان يسمعها فيه ، وقد حصل للساكن الجديد ماحصل للأول ، وقد أعيتهم الحيلة لمعرفة ذلك ، فتجاسرت زوجة " جون فوكس " ذات ليلة وقالت للطارق : ( أحدث عشر طرقات ) ففعل ، فقالت له : ( كم عمر ابنتى كاترينا ؟ ) فطرق طرقات على عدد سنين عمرها ، فقالت له : لو كنت روحاً فأحدث طرقتين ففعل ، ولاتزال معه حتى علمت أنه روح لرجل كان ساكن فى البيت وقد قتله جاره وسرق ماله ، ثم أثبتت الواقعة وكلفت لجنة بدراسة هذه الواقعة .
ثم تطورت هذه الظاهرة حتى عقد لها جلسات خاصة لروحانيين مستخدمين مايسمى ( الوسيط ) للاتصال بعالم الروح .
شروط الوسيط الروحى :
يزعم أصحاب هذا المذهب أن هناك شروطاً يجب توفرها فى الرجل أو المرأة الذى أو التى ستكون وسيطاً بينهم وبين عالم الروح حتى يتم الاتصال ومنها :
1 ) سلامة البنية حيث أنه سيبذل جهداً روحياً كبيراً للاتصال .
2 ) حساس يتأثر بالانفعالات .
3 ) بسيط بعيداً عن الترف .
4 ) عنده زيادة فى مادة الاكتوبلازم فى الدم وهى مادة تتكون من مقطعين ecto أى خارج و plasma أى مصل الدم ، وتنتزع هذه المادة من الدم ومن خلايا الضفيرة الشمسية للوسيط والهالة بطريقة مازال العالم يجهلها ، وهى مادة لاغنى عنها للتجسد الجزئى أو الكلى للروح .
5 ) يرتاح للظلام ، ويحدث له نوع من الشرود .
وكذلك هناك شروط للمكان الذى ستحضر فيه الروح :
1 ) ضوء خافت أحمر .
2 ) ليلة مقمرة .
3 ) مكان هادىء بعيد عن الضوضاء .
4 ) نزع الأشياء المعدنية وكل ماشأنه يحدث ذبذبات تؤثر على سلامة الاتصال .
ثم تبدأ الجسلة باستدعاء روح فلان أو فلانة .
النظرة السلفية للروح :
قال صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فَيُسَلم عليه ، إلا رد الله عليه روحه ، حتى يرد عليه السلام" فهذا نص في أنه يعرفه بعينه ويرد عليه السلام .
وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول المسلّم : " السلام عليكم دار قـومٍ مؤمنين" وقد تواترت الآثار عن السلف بأن الميت يعرف زيارة الحي له ، ويستبشر به .
ويكفي في هذا تسمية المسلِّم عليه زائراً ، ولولا أنهم يشعرون به لما صح تسميته زائراً ، فإن المزور إذا لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال : زاره ، هذا هو المعقول من الزيارة عند جميع الأمم. وكذلك السلام عليهم أيضاً ، فإن السلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسَلِّم محال ، وقد ثبت في الصحيح أن الميت يستأنس بالمشيعين لجنازته بعد دفنه .
الأرواح قسمان :
1- أرواح معذبة والعياذ بالله ، فهي في شغل بما هي فيه من العذاب عن التزاور والتلاقي .
2- أرواح منعمة ، وهي مرسلة غير محبوسة ، تتلاقى وتتزاور وتتذاكر ما كان منها في الدنيا ، وما يكون من أهل الدنيا. فتكون كل روح مع رفيقها الذي هو على مثل عملها ، وروح نبينا صلى الله عليه وسلم في الرفيق الأعلى. قال الله (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ) .
وهـذه المعية ثابتة في الدنيا وفي دار البرزخ وفي دار الجزاء . وقال تعالى ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) أي ادخلي في جملتهم وكوني معهم. وهذا يقال للروح عند الموت .
وقد أخبر الله تعالى عن الشهداء بأنهم ( أحياء عند ربهم يرزقون ) وأنهم ( يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ) وأنهم ( يستبشرون بنعمة من الله وفضل ) . وهذا يدل على تلاقيهم من ثلاثة أوجه :
1. أنهم ( أحياء ) والأحياء يتلاقون .
2. إنهم إنما يستبشرون بإخوانهم لقدومهم عليهم ولقائهم لهم .
3. أن لفظ ( يستبشرون ) يفيد أنهم يبشر بعضهم بعضاً .
و تلتقي أرواح الأحياء والأموات ، كما تلتقي أرواح الأحياء قال تعالى ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )
عن ابن عباس في تفسير الآية : بلغني أن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام ، فيتساءلون بينهم ، فيمسك الله أرواح الموتى ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها .
وقد دل على التقاء أرواح الأحياء والأموات أن الحي يرى الميت في منامه فيستخبره ، ويخبره الميت بما لا يعلمه الحي ، فيصادف خبره كما أخبر في الماضي والمستقبل .
وفي هذا حكايات متواترة .
وهذا الأمر لا ينكره إلا من هو أجهل الناس بالأرواح وأحكامها وشأنها .
هذا الذى تقرر فى مذهب أهل السنة والجماعة من أمر الروح ، وللحديث عن الروح بقية بماشرعه الله عز وجل ليس هنا موضع بسطها .
أما مايدعيه بعض الكفرة والملاحدة وتابعهم على ذلك بعض المسلمين الذين استدلوا ببعض آيات الكتاب الحكيم لدعم باطلهم فى أن الروح نستطيع تحضيرها كاستدلالهم بقوله تعالى : ( .. فقلنا اضربوه ببعضها . كذلك يحى الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون ) من سورة البقرة .
فهذا قول حق أريد به باطل ، بل هو من أبطل الباطل ، فالروح لاتحضر ولاتتجسد إلا فى المنام ، ون ادعى رؤية الموات يقظة فى هذا ضال اضله الشيطان وزين له سوء عمله فرآه حسناً .
لذا تحضير الأرواح هو تحضير للشياطين :
يقول القس " سنتون موزى " أنه تلقى كلاماً من عالم الروح حيث يقول : [ نحن مرسلون من عند الله كما أرسل المرسلون قبلنا ، غير أن تعاليمنا أرقى من تعاليمهم ، فإلهنا هو إلههم ، إلا أن إلهنا أظهر من إلههم وأقل صفات بشرية وأكثر صفات ألهية .. ] اهــ .
ويقول " سلفر برش " : [ إن اليوم الذى تنتشر فيه التعاليم الروحية فى عالمكم سيكون فجراً ليوم سعيد ، إذ تزول الفوارق بين الشعوب وتهدم الحواجز بين الأجناس ، وتذوب الفوارق بين الطبقات ، وتتلاقى الأديان حول حقيقة واحدة كما نبعت من حقيقة واحدة ] اهــ .
وهذا غيض من فيض لما يتبناه هؤلاء الملاحدة واليهود والنصارى من أفكار القمامة أفضل منها حالاً .
فيتضح لك أيها الباحث عن الحق أن ماتقدم من إملاءات لاتوحى بها إلى شياطين تريد أن تضل الإنسان ، ولاتأتى بها أرواح فارقت أجسادها ، فهى إما منشغلة بالنعيم الذى وعدها الله به أو بالجحيم الذى توعدها الله به .
فكان حالهم كحال الكهان الذين تخبرهم الشياطين بأخبار قد زيد عليها مائة كذبة ، ولايمنع أن تظهر الشياطين فى أى صورة وأن تأتى بأى معلومات عن أى شخص لقدرتهم على ذلك بسهولة ويسر .
فالذى يزعمونه من أمر تحضير الأرواح ، ماهو إلا الاعيب وطقوسات من نسج الشيطان وقبيله ليضلوا العباد عن رب العباد ولينشروا فى الأرض الفساد .
ويندرج تحت هذا النوع من الضلال والإفك المبين مايقوم به بعض الحمقى من المهتمين بالروحانيات المكذوبة المزعومة ، وعلى رأسهم الصوفية والشيعة الحمقى والجهال ، والذين يدعون استحضار الجن بالدعوات والأقسام التى تحمل فى طياتها الكفر والشرك والضلال ، ويعدون لذلك طقوساً ماأنزل الله بها من سلطان .
لذا الحذر الحذر من مثل هذه الألاعيب ، ومن مثل هذه الجلسات ، تقربوا إلى الله بالحذر منها والتحذير والنصح لكل مسلم أن يبتعد عنها وعن مزاوليها .
اللهم إنى بلغت .. فاللهم اشهد !!
--------------------------------------------------------------------------------
المراجع :
* مختصر كتاب الروح لابن القيم .
* عالم الجن لعبد الكريم عبيدات .
* نور من السماء لسيد نصار .
* الروحية الحديثة .