العلاج بالإيمان قبل العلاج بالقرآن
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
قال رب العالمين
و ننزل من القرآن ماهو شفاء و رحمة للمؤمنين و لا يزيد الظالمين إلا خسارا
و يقول
قل هو للذين آمنوا هدي و شفاء
(انتظر لا تخرج من الصفحة و لا تقول هذا الكلام سمعناه كثيرا أصبر و أكمل القراءة)
عندما يقرأ المريض هذه الآيات يلهث قلبه لقول الله تعالي عن القرآن إنه شفاء فيجد ويتعب ليصل لهذا الشفاء بقراءة علي الماء و الإستماع للقرآن و القراءة المطولة و ينسي كل شئ من أجل الوصول لهذا الهدف , فيتأخر الشفاء , فيقاوم الشعور بالخيبة و اليأس قيزيد من القرآن و يضاف إلي القرآن أعشاب و طرق وحبة حمراء و مادة خضراء , و لكن لا فائدة
مصيبة كان يخشي خسارة الدنيا بالمرض و هو الآن يخشي خسارة الدين بالشك في أن القرآن فيه شفاء , دخل في قلبه الريبة لكن....... لا يقدر أن يصرح بهذا , فهذا أمر فظيع لا يمكن التصريح به
فيملأه الإحباط فيتكاسل و يتغلب عليه الشيطان قيصرخ في نفسه كيف يحدث هذا ومن المرضي من يلجأ للسحرة و من يستعينون بالجن علي إختلاف دياناتهم فلا يزيدوه إلا عذابا و لا يزيدوه إلا إنتكاسا و لا يزيدوه إلا بعدا عن ربه و مولاه فيثقل عليه الذكر و الطاعات
وينسي المسكين أو يتناسي أن القرآن شفاء للمؤمنينن
لكن من هم المؤمنين؟
هم أصحاب القلوب الوجلة هم الذين تقشعر جلودهم لسماع القرآن , هم الذين يستمعون للقرآن فتخبت قلوبهم و تملأه يقينا فيتوكلون علي ربهم
(إنما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون) االأنفال 2
الحج (آية:35): الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما اصابهم والمقيمي الصلاه ومما رزقناهم ينفقون
أيها الراقي أيها المريض ..أولئك هم المؤمنون حقا , أولئك هم المؤمنون حقا , فهم يعبدون الله علي كل حال في السراء و الضراء .
أعلم ستقول إنما التكاسل و البعد عن ذكر الله بسبب المرض
أقول لك.... أصدق مع نفسك فالصدق مع النفس أول الخطوات علي الطريق الصحيح
إن كان هذا الكلام صحيح , فكيف استطعت في أول مشوار علاجك تنفيذ برنامج الراقي الذي إذا واظبت علي عشره من الذكر و الطاعات طول حياتك لكنت من المقربين , لماذا استطعت القيام بهذا الجهد الجبار من أجل الشفاء ؟ أين كان المرض أين كان الشيطان؟ أتعرف لماذا استطعت تنفيذ هذا البرنامج الصعب؟
لأن خبك للشفاء جعلك تتغلب علي أي شئ لأن حبك للحياة الطبيعية أمدك بطاقة جبارة , لأن حبك للعافية أذاب في عينيك كل مستحيل
و لو كان حبك لله نصف هذا , لو كان خوفك من الله نصف هذا , لتغلبت علي شيطانك سواء كنت صحيحا أو سقيما , لو كنت تحب الصلاة ما تكاسلت عنها عندما تكون لله و تجتهد فيها و تحافظ عليها عندما تكون ضمن برنامج الراقي , لو كنت تحب الله ما اجتهدت في ذكره ضمن برنامج الراقي و تركته بعد الشعور بالإحباط من طول فترة العلاج
أقرأ هذا الحديث
إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله ، تحاتت عنه ذنوبه كما يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها
الحديث ضعيف و لكنه عظيم الفائدة عميق المعني, أعلم إنه إذا اقشعر جلدك من خشية الله تسقط عنك ذنوبك و يرتعد شيطانك و ينهار وهذه القشعريرة أشد عليه من ألف راقي و ألف برنامج علاجي , فإذا كان هذا ديدنك في حياتك , و استمعت للقرآن و لآيات الرقية أو تلوتها و اقشعر بدنك من خشية الله علمت ما معني أن القرآن شفاء , عندها ستعلم أن الشيطان لم يحجبك عن عبادة الله إلا لضعفك و نقصان قدر الله في قلبك
لذلك وجب علينا جميعا رقاة و مرضي و أصحاء أن نتعلم الإيمان قبل القرآن , وجب علينا جميعا أن نعظم شعائر الله , وحب علينا جميعا أن نتعلم حب الله , و رفع قدره في قلوبنا
(الم يان للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون )
منقول