يقول الشيخ ابو همام الراقي
الفوراق الذى ذكرها العلماء بين الجن والملائكة استناداً على النصوص النقلية الصحيحة هو أن الأول يلد وله ذرية ولم ثبت عن الثانى ذلك .
ويسلتزم من وجود الذرية وجود الزوجة كما هو ظاهر نص القرآن (( أفتتخذونه وذريته أولياء .. )) والزوجة ممن حادوا عن الصراط بلا خلاف .
وجود إبليس فى العالم الملائكى ثابت بلا خلاف واكتسابه للصفة الملائكية قد يكون جبلياً على قول من قال أن الجن قبيلة من الملائكة أو شىء تم اكتسابه على قول من قال أن الجن غير الملائكة فلا يمنع أن هذه الصفة التى قد جُبل عليها أو اكتسبها بقت والتغيير كان فى نفس الشيطان وسلوكه مع بقاء قدراته والتى منها أنه باقٍ على رؤية الملائكة وهذا ماجعل الشياطين أقوى من ناحية تخريبية من الجن العادى للصفات المذكورة آنفاً .
ولعل استئذان إبليس لرب العزة بالإنظار والخلف بعزة الله يدخل فيه ضمناً بقاء تلك الصفات التى تمكنه من دوره الذى تعهد بنفاذه فكان للشياطين مزايا يفتقرها بقية الجن ومنها الشفافية العالية والمعرفة التامة والكاملة بالإنسان ومداخله ومخارجه كما عرف إبليس قبل أن تنفخ الروح فى آدم أنه خلق لايتماسك حيث تمكن من الدخول والخروج فيه وهذا من علم إبليس بأحوال ابن آدم وذريته .
والله تعالى أعلى وأعلم .