الحمد لله حمداً حمداً والشكر لله شكراً شكراً والصلاة والسلام على المبعوث رحمة وخير وبركة وعلى آله الطيبين وصحبه الميامين وبعد :
هذا الصنف من الجن الذى هو الريح يطير بجانبه اقترنت به أسطورة عصرية من قبل الناس على أصنافهم مهتمين ومرضى ومعالجين وتعانوا جميعاً على إخراج هذا الصنف فى صورة الصنف الخبيث الردىء الذى يحسن الفرّ والكرّ والمد والجزر ، يحاور ويناور ، يختفى ويظهر ، لايسحنه التعامل معه إلا من شاء الله من عباده وهؤلاء الذين شاء الله هم صنف من المعالجين ابتكروا له المكائد والمصائد وخدعونا فقالوا لنا :
لاسبيل ولاحيلة على القضاء عليه إلا أن لانخبر المريض بموعد الجلسة وقال آخرون لاسبيل إليه إلا أن نسجنه فى الجسد بتلاوة كذا وكذا أو التعزيم بكذا وكذا فستنفذ نيتنا منا إليه رغم بعد المسافة لكى تكبله وقال آخرون نستدعيه بما سبق حتى إذا عاد للجسد أخرجناه أو قتلناه وهكذا ...
وتتعدد الآراء وتتضارب وندخل فى جدال وسجال مع الاتفاق على أنه جنى متعب مريب عجيب ..
من ناحية علمية وبحثية وتحقيقية ماتقدم من تضخيم للموضوع وماابتكر من علاجات ماهى إلا سخافات وتفاهات اشبه بلعب الصبيان فى الطين .
فالواجب على من اصطدم بشىء فى علاجه أن يحقق فيه ويدقق ويدرس ويجمع استدلالاته عن هذه الظاهرة ثم ينشىء تنظيراً يتبعه تطبيق ينصهر فى واقع التجربة ..
هذا هو المنهج الحق والواجب اتباعه مع كل ظاهرة متعبة من سحر أو مس أو عين !!
الناس على اختلاف ثقافاتهم وإصاباتهم يحتاجون لتفسيرات ولابد أن تكون هذه التفسيرات مقنعة .. هم محتاجون لمعرفة كيف ؟ وأين ؟ ولم ؟ إلى بقية علامات الاستفهام وهذا هو عمل المحقّق والمدقّق العالم بهذه الشؤون وقليل ماهم !!
هذه النتاجات التى نراها تنسكب على صفحات المنتديات من اجتهادات وابتكارات فى السحر والعين والمس ليست بالصعبة فقد يحسنها أى شخص .. كل ماهنالك أن تفكر فى وصفة وتجمع هذه معتلك فتخرج بموضوع تجده بعد ساعات مثبت والثناء هناك بلا مقابل .. إذا الأمر ليس معضلة لغياب الرقابة على التجربة مع جهالة الشخص الحالية والعينية .. فجل المنتديات والشبكات يركزون على أن لاتحدث صفقات فى الخفاء وأن لايتم استنزاف الزبائن ، إذ يرون أن هذه الصفقات ـ بشكل غير مباشر ـ هى من حق إدارة والمشرفين الذين يسهرون الليالى يحرسون العقيدة ويدافعون على جناب التوحيد .. فأقل مايمكن تقديمه لهذا المشرف أن يخلو بمريض أو مريضة فى غرفة مظلمة يسمونها عيادة " الشيخ فلان " ويغلق بابه عليه ويمارس عليه مواهبه الاستنزافية أو النفسية أو الشهوانية دون أن يعلم أحد من الناس ماالذى يفعلونه ولاالذى يقدمونه فالقسم خاص بالمريض والمعالج ... ومن المعالج ؟ قد يكون رضيع فى هذا العلم لم يأتِ فطامه بعد أو قد يكون يحبو أو يسير ويقع لتسلمه إدارة الموقع مصيرإنسان يفعل به ماشاء والباقعة التى ليس لها راقعة أن هذا الشيخ قد مصاب أوأحد أفراد عائلته !!
صراحة هذه مسخرة وسخافة وقلة ورع أن يحدث مثل هذا فى مواقع تنتسب إلى قافلة أهل السنة والجماعة !!!
مسألة الجنى الطيّار هى واقع مشاهد من ناحية آلية عمله فى الجسد أو ديناميكية تعامله مع الرقية .. فله القدرة على الخروج والدخول وفق طقوس معينة ودراسات معينة وحسابات الخطأ فيها يكلفه الكثير ..
هناك أحمق يظن أن إخفاء أمر قدوم الراقى فى مصلحة العمل وأن الجنى قد خُدع .. هذا أحمق أصلى فساده أكثر من إصلاحه واستغلال الصيف فى بلاده لبيع البطيخ والتجارة فيه أنسب له من أن يتكلم بهذا الكلام الذى يضحك علينا الشياطين لاسيما أنه ينتسب إلى قافلة الرقاة .. ويبدو أن عمل القرين قد تعطّل عند هؤلاء بسبب الغلو فى إنكار أمره !
وهناك أخرق يستدعى الجنى بآية أو سورة ويعيده للجسد ثم يخرجه مرة أخرى ـ إن استطاع طبعاً ـ وهذا شراكته للأول فى تجارة البطيخ خير له من أن يتصدر لعلاج مصائر الناس ويحكم فيها ..
طيب .. ماالعمل ؟
العمل أن تعلم أن شفاء العىّ السؤال ... حتى لايُقال فيك " قاتلك الله " !
وأن التقليد منه ماهو مذموم ومنه ماهو محمود !!!
وأن يأتى مُسترزق ويخبرك بأعراض الجنى الطيّار أنك ستحب الأماكن المرتفعة وتنظر للطيور وأن تحلم بالطيران هذا أمر روائى إنشائى أكثر من أن يكون أمر علمى عملى .. لأن يمكن أن يخرج عليك متعاطى هروين ويخبرك أن الحلم بالنباح دليل إصابة من جنى صنف الكلاب ولن تسطيع منعه من الاجتهاد ويُفتح الباب ويدخل الذباب !!
وحتى لو كانت هذه الأعراض صحيحة ماالحل ؟
لو سألنى سائل هذا السؤال فسأجيب :
عليك بدراسة " علم الاختراق " فهو علم قائم بذاته وستجد فيه أن الاختراق للجسد على نوعين :
الأول : اختراق من الخارج إلى الداخل .
الثانى : الاختراق من الداخل إلى الخارج .
فالأول اختراق هالة وإحداث ثغر يناسب المقام والطبيعة الجنية للمخترق فعجيب بعد قرون لم نجد من فرّق بين اختراف أفعى من الجن وبين اختراق طائر من الجن أو اختراق ذئب أو كلب ... عجيب !!
والاختراق من الخارج قد يحدث بضعف الهالة أو انكماشها فى لحظة معينة بسبب زيادة انفعال سلبى أو إيجابى أو إضعافها بوسيلة تدخل جملة المعاصى والمنكرات فيها وقد تضعف بسحر يحيط بهالة السخص !!!
إما الاختراق الثانى فهو هتك فى جدار الهالة بسبب وجود شىء يغذى هذا الهتك من الداخل فالعاقل لايعامل الدخول والخروج للجنى معاملة دخولك لغرفتك وخروجك منها .. فأنت فى هذا عملك ميسر سهل فهو نفس الباب ونفس الطريقة فى الفتح والإغلاق أما دخول وخروج من وإلى الجسد فهذا يختلف ! ، ألم ترّ أن الجنى يدخل ولايحتاجك ولو أراد الخروج إحتاج المساعدة ؟!!
ومن الانحطاط العلمى أن يظن أحد ما أن خطورة الجنى الطائر فى سرعته لهذا يدخل ويخرج كما شاء .. بل خطورته فى شفافيته كصنف والتى تمكنه من الدخول والانسلاخ بسهولة كحال الشياطين التى تدخل وتخرج بسبب طبيعتها !
الشاهد أن هذا الهتك هو أحد الاسلحة التى يستخدمها الجنى بصفة عامة وأن الاختلااق يتم بعمل ثغرة أو اثنين أو أكثر بحسب الحاجة والقدرة وهذا السلاح لو أنعم الله على أحد عباده استفاد منه فى القضاء على هذا الجنى المرعب المخيف .. كيف ؟!!
هذا يحتاج لتطبيق عملى أكثر مما يحتاج إلى شرح نظرى فهذه ملكة يؤتيها الله عز وجل لمن شاء من عباده منها ماهو مكتسب بالتطبيق العملى ومنها ماهو فضل من الله وحسنى زيادة .
قرينة خلو الجسد من الجن العارض امر ميسر معرفته وهذا العلم بالخلو من عدمه يتفاوت فيه الرقاة بين معتمد على أعراض وبين معتمد على ردود فعل وبين معتمد على جن معالج وبين معتمد على ملكة قراءة الجسد وتحديد هوية العارض ..
والفاضل من هؤلاء من جمع بينها كلها وإلا نال منها معظمهما لأن الاعتماد على واحدة دون الأخرى قد لايستقيم دائماً لتشابه الحالات وتشابكها مع أعراض الأمراض النفسية والعضوية !!!
واعلم ـ متعك الله بفهم ـ أن الجن تخشى المعالج المتعلم العالم المجتهد اجتهاداً مطلقاً فى علم الرقى والعلاج وهذا أمر قد يستقيه الجنى عبرالجن أنفسهم أو عبر استدرار المعلومات عنه وعن طاقته العلاجية التى هى مدار الشفاء بحول من الله وقوة !!
العلاج طاقة والشفاء طافة والمعالج طاقة والدواء طاقة وللقرآن طاقة ولكل شىء طاقة إما سلباً وإما إيجاباً !!
(( قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ .. آية البقرة ))
فالمعالج أو الراقى عندما يعقد نية العلاج ويستمد من الله العون على شفاء هذا المرض فإن هناك طاقة تنسل منه إلى ذاك الجسد المريض وهذه طاقة عامة وقد تنسل منه طاقة خاصة تخترق خصوصية الجسد وتنفذ إلى مكان العلة من سحر أو مس او عين أو ... أو ...
عنمدما يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما صحّ عنه أن نضع يدنا اليمنى على موضع الألم ونقل " بسم الله ... الحديث " فإن هذا درس فى استجلاب الشفاء عبر طاقة الجسد والتى يحملها كل إنسان .
عن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - أنه اشتكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ثلاثا ، وقل سبع مرات : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر )
( أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة )
وبهذا نرى أننا غفلنا على سلاح قوى فتّاك فى مواجهة المرض لم يخبرنا به أولئك الأقزام الذين يلعبون بالكلام فى المنتديات ويكذبون علينا بمواضيع لاخير فيها ، إذا أنت بيدك السلاح ولكنك لاتحسن استخدامه فسنعلمك كيف تستخدمه لاستجلاب الشفاء والتوفيق ليس من أبى همام وإلا لاستكثربه لنفسه ولكنه من الله عزّ فى علاه !!
مما تقدم يتضح أن الوسائل المخزية من إخفاء موعد الجلسة وربط الاصابع بخيط وتلاوة آية لإعادته للجسد ليست من الرقية فى شىء إنما هو معرفة قانون الاختراق ومن ثم الوقوف على الخلل ..
فنقول :
ليس لك إلا أمران ..
تحصين محيط المصاب تحصيناً جيداً وكاملاً من غرفة وبيت ثم تحصين المصاب بحثه على الطاعة والذكر !!
ويسبق هذا تنقية جسد المصاب من الأسحار والأرياح والعوالق بوصفات مضمونة النتائج من قىء وإسهال وتعرق وحجامة !!
ثم المرحلة الأخيرة هى غلق الجسد من إصبع القدم إلى أعلى الرأس ..
تلاحظ أخى القارىء أننا لم نلتفت للطيّار هذا ولم نضخم من شأنه إنما ذهبنا للإجراء العملى المؤثر دون النظر أهو فى الجسد أم خارجه ..
رد فعل الجنى الطيّار :
سيكون هناك رد فعل من قبل الجنى ..
الأول : أن يعود للجسد إما متحدياً أو مقاتلاً لأنه إن لم يعد قبل فوات الأوان فسيفقد هذا الجسد وربما للأبد !!
الثانى : أن لايعود وكفى الله المؤمنين القتال .
فلو عاد فنتعامل معه معاملة المس ولن يطيل القتال ولايستطيع معك صبراً وإن لم يعد فشرّ قد كفاه الله المصاب بعلم وحكمة الراقى الفذ !!
أما غلق الجسد بعد تنقيته وتحصين محيط المصاب فهذا أمر يتم عبر طاقة العلاج المتوفرة عند المعالج ..
ولنعلم جميعاً أن جسم الإنسان مقسم عرضياً وطولياً :
فعرضياً نقسمه إلى شقين متساويين شق أيمن وشق أيسر وقد يخترق الجنى شق واحد دون الآخر فيكون فى يمين الجسد وقد يكون فى يسار الجسد ودليله شعور بثقل فى النصف اليمن بالكامل أو الأيسر بالكامل وقلنا أن الثقل علامة ماذا ؟
الثقل ـ سلمكم الله ـ علامة لمجرى الجنى فى الجسد أى أن هذا مضماره الذى يتحرك فيه ذهاباً وإياباً .
أما طولياً فهو مقسم إلى هذه الأجزاء :
1) من أصابع القدم إلى الكعبين .
2) من الكعبين إلى الركبتين .
3) من الركبتين إلى منطقة الحوض .
4) من الحوض إلى أعلى السرة .
5) من أعلى السرة إلى فوهة المعدة .
6) من فوهة المعدة إلى وسط الصدر .
7) من وسط الصدر إلى النحر .
من النحر إلى فروة الرأس .
ماتقدم هذه بوابات لابد وللجنى أن يمر بها ويحتاج إلى فتحها للعبور من وإلى الأخرى ..
والله تعالى أعلى وأعلم .
وكتبه : أبو همام الراقى كان الله له .