قصص عن العين . قصص ذكرها الدعاة عن العين . قصص عن الحسدبسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...
يعلم القراء الأعزاء بأن ( العين حق ) كما ثبت في الصحيح ، والأدلة النقلية الصريحة والتواتر يؤكد هذا الأمر ، ومن هنا أعرض للقراء الأحباء بعض القصص التي ذكرها أهل العلم والدعاة بخصوص الإصابة بالعين وهي على النحو التالي :
* قال ابن القيم : ( قدم عروة بن الزبير على الوليد بن عبدالملك ومعه ابنه محمد ، وكان من أحسن الناس وجها ، فدخل يوما على الوليد في ثياب وشى وله غديرتان وهو يضرب بيده فقال الوليد : هكذا تكون فتيان قريش ، فعانه ( أي أصابه بعينه : حسده ) فخرج من عنده متوسنا فوقع في اصطبل الدواب فلم تزل الدواب تطأه بأرجلها حتى مات ) ( عدة الصابرين – ص 77 )
* قال المناوي : ( قالوا قد تصيب الإنسان عين نفسه ، قال الغساني : نظر سليمان بن عبدالملك في المرآة فأعجبته نفسه فقال : كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيا وكان أبو بكر صديقا وعمر فاروقا وعثمان حبيبا ومعاوية حليما ويزيد صبورا وعبد الملك سائسا والوليد جبارا وأنا الملك الشاب فما دار عليه الشهر حتى مات ) ( فيض القدير – 2 / 376 )
* قال القرطبي : ( قال الأصمعي : رأيت رجلا عيونا سمع بقرة تحلب فأعجبه شخبها فقال : أيتهن؟ فقالوا الفلانية لبقرة أخرى يورون عنها ، فهلكتا جميعا ، المورى بها والمورى عنها
*قال الأصمعي : وسمعته يقول : إذا رأيت الشيء يعجبني وجدت حرارة تخرج من عيني ) ( الجامع لأحكام القرآن – 9 / 227 )
وقال أيضا : ( وركب سعد بن أبي وقاص يوما فنظرت إليه امرأة فقالت : إن أميركم هذا ليعلم أنه أهضم الكشحين فرجع إلى منزله فسقط ، فبلغه ما قالت المرأة ، فأرسل إليها فغسلت له ) ( الجامع لأحكام القرآن – 9 / 226 )
* قال البغوي : ( وقيل : كانت العين في بني أسد حتى أن الناقة والبقرة السمينة تمر بأحدهم فيعاينها ثم يقول : يا جارية خذي المكتل والدرهم فأتينا بشيء من لحم هذه ، فما تبرح حتى تقع بالموت ، فتنحر ) ( معالم التنزيل - 8 / 202 - نقلا عن " أسباب النزول " للواحدي - ص 509 )
* قال الجاحظ : ( قال أبو سعيد بن عبدالملك بن قريب : كان عندنا رجلان يعينان الناس ، فمر أحدهما بحوض من حجارة ، فقال : تالله ما رأيت كاليوم مثله قط ! فتطاير الحوض فلقتين فأخذه أهله فضببوه ( ضببوه : في اللسان ضببت الخشب ونحوه : ألبسته الحديد ) بالحديد فمر عليه ثانية فقال : وأبيك لقلما أضررت أهلك فيك ! ، فتطاير أربع فلق
وأما الآخر : فإنه سمع صوت بول من وراء حائط فقال : إنك لشر الشخب ! فقالوا له : إنه فلان ابنك ، قال : وانقطاع ظهراه ! قالوا إنه لا بأس عليه قال : لا يبول والله بعدها أبدا ! قال : فما بال حتى مات ) ( كتاب الحيوان - 2 / 142 )
* ذكر العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – أن ابنة له صغيرة عانتها امرأة ، فأصابها ألم شديد عانت منه كثيراً ، فأخبر الشيخ بذلك ، فأمر أن تصبر وتحتسب فلما أحضر غسل تلك المرأة وصب على الطفلة ، زال ما بها في الحال ) ( ذكره العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - في برنامج نور على الدرب )
* سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن حقيقة صوته وهل هو بسبب العين ؟
فأجاب – حفظه الله - : ( غير صحيح ، ولا أذكر متى تغير مني الصوت إلى ما هو عليه ، والذي أعرفه أني في الصغر وفي الثانية عشر كنت أقرأ القرآن قراءة جيدة ، وأتابع القراء الكبار في السن ، ثم أصبت في ذلك الحين بمرض في اللسان ، بحيث تورم وانتفخ ، حتى لم استطع الكلام ، وبقيت نحو شهر ، فعمل أهلي على تتبع المتهمين بالعين ، وجمعوا شيئاً من غسالاتهم ، وعالجوني أيضاً بالكي في موضعين وتم الشفاء بعد شهر ، ومن ثم حصل نحو تغير في الصوت ، وثقل في النطق ، والأصل أن النبرات ومخارج الحروف والقصبة الهوائية لم تتغير فيما أعلم ) ( المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين – ص 102 ، 103 )
* قال أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري : ( سمعت والدي يحدث وأنا في أول التمييز وكنا مقيظين في بليدة قرب شقراء تابعة لها ، أن رجلا في البليدة ترك بقرته عند بابه قبيل صلاة الظهر ، وكانت حافلة الضرع تقطر عافية ورواء ، فلما عاد وجدها مضطجعة قد ارتفعت رجلها إلى سقف السباط ، وقد انتفخ بطنها فذبحوها ، وكانوا يظنون أنها أكلت خنفساء ، لأن الخنفساء سامة تقتل الماشية وتنفخ بطنها ، فلما سلخوا ضرعها وجدوا تحت الجلد مهرا بخمسة أصابع حمراء باضعـة في الضرع ، وقد أخذ الضرع وعرضه على الخارجين من المسجد من صلاة الظهر ) ( العين حق – ص 17 ، 18 )
* يقول الداعية الإسلامي الشيخ أحمد القطان : ( قبل أحد مواسم الحج بثلاثة أشهر بالضبط أصبت باختفاء صوتي ، وبالأخص عندما أعد خطبة الجمعة ، وأذهب للصعود إلى المنبر ، وكان هناك من يخنقني من الداخل ، فيذهب صوتي ويختفي
وكنت أحضر معي بعض الأدوية ، والمنبهات وأشربها قبل أن أصعد المنبر ، وأعالج نفسي حتى أنتهي من الخطبة بصعوبة جدا ، إلى أن اختفى صوتي تماما ، فأصبحت أخاطب الناس بالإشارة ، فقال لي بعض الناس : لعلها من كثرة الدروس والمحاضرات ، فأعط لنفسك راحة ، فانقطعت عن الخطب وعن الدروس وعن المحاضرات
وسافرت للراحة والاستجمام ، ولكن لم يعد الصوت ، بل إنني كلما ازددت راحة زاد اختفاؤه
إلى أن عرضت نفسي على الأطباء هنا وهناك ، وكلهم يقولون بعد الفحص ما نرى شيئا ، وشربت من الأدوية أشكالا وألوانا فلم تؤثر ، وفي الحج قلت : ليس لها إلا الله ، والتقيت بمئات الإخوة في الحج ، وأرغموني على أن أقول دروسا ، قلت لهم : لا أستطيع ، فكل كلمة لا بد أن أشرب معها الماء ، قالوا : اشرب ، ووضعوا الماء أمامي ، فإذا قلت : الحمد لله رب العالمين أشرب ماء ، وإذا قلت : الرحمن الرحيم أشرب ماء ، وهكذا ، والصوت لا يكاد يسمع ، إنما أهمس همسا
فلما رأوا حالي هكذا حزنوا ، وتأثروا وعاهدوني على أنهم في عرفات يستغيثون الله ، ويدعونه أن يشفيني ، وفي عرفات ألح الإخوة بالدعاء
ولما عدت مرة ثانية بعد الحج علمت أني مصاب بالعين ( الحسد ) ومن هنا بدأت أفتح الكتب مثل ، زاد المعاد ، وكتب ابن تيميه ، وكتاب عمر الأشقر في عالم الجن والشياطين ، فعثرت على أحاديث وآيات لعلاج العين ، والعين حق ، وبدأت أقرأ ، وبعد الحج بأسبوع عاد الصوت كما كان بفضل الله ومنته وحوله وقوته ، بل عاد أقوى مما كان ، فقد كنت في الدرس الواحد أو الخطبة عندما أبدأ في أوله ، يكون الصوت قويا ، ولكن إذا انتصفت أو جئت في آخره يكون الصوت ضعيفا أو واهيا ومبحوحا ، أما الآن فإني بفضل الله لو استمر درسي إلى الصبح فالصوت يحتفظ بقوته بفضل الله ورحمته ) ( حقائق مثيرة عن الحسد - باختصار - ص 76 - 77 )
تلك بعض القصص المعبرة التي ذكرها أهل العلم فيما يتعلق بالعين والحسد ، سائلين المولى عز وجل أن يقينا هذه الآفة العظيمة ، وأن يحفظنا بحفظه إنه سميع مجيب الدعاء
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
منقول