الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
(( بكى ربيعة فقيل ما يبكيك ؟ قال : استفتي من لا علم له وظهر في الإسلام أمر عظيم ، وقال : لبَعْض من يفتي ههنا أحق بالسجن من السرّاق )) اهــ .
سأستعمل كلاماً لابن الوزير رحمه الله وسأنسبه لنفسى ، وأضعه فى موضعى هذا فى ردى على المسمّى ( عايش القرعان ) نزيل الأردن فأقول :
قد قصدت فى ردى عليه وجه الله تعالى في الذب عن السنة النبوية ، والقواعد الدينية ، وليس يضرني وقوف أهل المعرفة ، على ما لي من التقصير، ومعرفتهم أن باعي في هذا الميدان قصير، لاعترافي أني لست من نقاد هذا الشأن ، واقراري أني لست من فرسان هذا الميدان ، لكني لم أجد من الرقاة ـ الذين هم كغثاء السيل ـ من تصدى للرد عليه ، فتصديْتُ لذلك من غير إحسان ، ولا إعجاب ، ومن عُدِم الماء ؛ تيمم التراب ، عالماً بأني لو كنت باري قوسها ونبالها ، وعنترة فوارسها ونزالها ، فلا يخلو كلامي من الخطأ عند الانتقاد ، ولا يصفو ردى من الغلط عند النقاد ، والكلام الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه هو كلام الله في كتابه العزيز الكريم ، وكلام من شهد بعصمته الذكر الحكيم ، وكل كلام بعد ذلك ، فله خطأ وصواب ، وقشر ولباب ، ولو أن العلماء ـ رضي الله عنهم- تركوا الذب عن الحق ، خوفاً من كلام الخلق ، لكانوا قد أضاعوا كثيراً ، وخافوا حقيراً ، ومن قصد وجه الله تعالى ، في عمل من أعمال البر والتقى ؛ لم يحْسُن منه أن يتركه ، لما يجوز عليه في ذلك من الخطأ ، وأقصى ما يُخاف أن يكلَّ حسامه في معترك المناظرة وينْبو، ويعثر جواده في مجال المجادلة ويكبو ، فالأمر في ذلك قريب ، إن أخطأ فمن ذا الذي عُصم ؟ وإن خُطّيء فمن الذي ما وُصِم ؟ والقاصد لوجه الله لا يخاف أن يُنتقد عليه خلل في كلامه ، ولا يهاب أن يُدلَّ على بطلان قوله ، بل يحب الحق من حيث أتاه ، ويقبل الهدى ممن أهداه ، بل المخاشنة بالحق والنصيحة ، أحب إليه من المداهنة على الأقوال القبيحة ، وصديقك من أصْدقك ، لا من صدّقك ، وفي نوابغ الكلم ، وبدائع الحكم : عليك بمن يُنذر الابسال والابلاس، وإياك بمن يقول : لا باس ، ولا تاس ، فإن وقف على كلامي ذكي لا يستقويه ، أو جافٍ يسخر منه ويستزريه ؛ فالأولى بالذكي أن يخفض لي جناح الذل من الرحمة ، ويشكر الله على أن فضله عليّ بالحكمة ، وأما الآخر الزاري ، وزند الجهالة الواري ، فإن العلاج لترقيق طبعه الجامد ؛ هو الضرب في الحديد البارد ، ولذلك أمر الله بالإعراض عن الجاهلين، ومدح به عباده الصالحين .
وقد يجد المتأمل فى كلامى الخشونة لأنى افتقد فى ردودى للرعونة ، والشدة وإن كانت ليست الأصل فى التعامل ولكنها محمودة فى بعض الأحيان ولكل مقام مقال ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه عندما بال الأعرابى فى المسجد ( لاتزرموه ) وقال لصاحبه ( إنك امرؤ فيك جاهلية ) .. ففرّق يخلو له وجه الدين !
ولن أطيل لأنى لم أجد للإطالة سبيل ن بسبب كثرة المشاغل وأعباء الحياة ، وإن كنت أود الإطالة لما فى كلام " عايش القرعان " من تخبطات حتى الثمالة والله حسبه .
وإنى لأرمى باللوم على عاتق الإخوان الذين بينهم استضافوه ، وأجسلوه مجلس أهل العلم وكرّموه ، ونشروا أقواله واستحسنوا أفعاله ، بل زادوا فى الطين بلّة أن استقدموا كل ناعق ليتكلم فى دين الله ، واستجلبوا كل تافه ادعى أنه باحث وصاحب علم وجاه ، فأصبح الطعن فى الأئمة بلا مقابل ، واختلط الحابل بالنابل ، حتى وصل الأمر إلى إنكار مااتفق أهل الحل والعقد على صحته وإمكانيته والذى تواتر تواتراً يلطم كل منكرٍ على قفاه ألا وهو " دخول الجن فى بدن الإنسان " ولم يخالفهم إلا المبتدعة وأهل الضلال ، كان ذلك كله دون نكير من أحد لامشرف ولاراق ولاهم يحزنون ، ولاأدرى أهذا من طيبة القائمين على الموقع ـ وهم إخواننا ويتكلمون بألستنا ـ ؟ أم هى زلة منهم ومن ومنّا معصوم ؟ وأشهد الله أنهم قد أدوا الذى عليهم وأزالوا المنكر بقفل هذا المجلس الذى استهله الضيف بالطعن فى شيخ الإسلام ابن تيمية بأبشع الأوصاف وأخبث الكلام ولايضر السحاب ذلك .
سنشرع فى تفنيد ماوقفنا عليه ـ صدفة ـ من كلام الأسد المُهاب والليث والوثّاب ، راقى أهل السنة والإيمان مُرعب الجآن " عايش القرعان " فأقول وماتوفيقى إلا بالذى فى السماء عرشه :
الرجل يعرف من أين تؤكل الكتف ؟ فهرع إلى تصوير معظم جلساته وطرحها عبر الشبكات وبين الناس يمنة ويسرة كنوع من الدعاية والإعلان له ولشاكلته من الجن ـ كما سيتضح لاحقاً ـ فمن يصور لينشر هذا كبر عليه أربعاً ولا أرى فائدة مرجوة من تصوير مثل هذه الجلسات سوى الرياء وطلب السمعة وحب الظهور ، وكل الإفلام المصورة لاتخلو من مقال وانتقاد سواء بالكم أو الكيف ، بدأ بشكله وهو يرتدى ثياب الفرنجة ويضع الكرفتة وانهتاءً بإسباله لثيابه وحلقه للحيته بين وقت وآخر ، ناهيك عن جلوسه واضع قدمٍ على قدم أثناء الرقية ، والباقعة التى ليست لها راقعة هى جهله بأحكام التلاوة وتلحينه الفاحش فى القرآن والأذان مما لايقع فيه صبى صغير ، وراجع غير مأمور أى مقطع له يقرأ فيه آية الكرسى لترى الخطأ الفاحش والتلاعب بالتنوين ، ففى الأذان تجده يقول ( الله أكبرَ الله أكبر ) بفتح الراء وهذا كفر لفظى كما هو معروف عند عامة أهل العلم ، فرجل هذا حاله كيف سيؤصّل ويقعّد ويكتب ويستدل ويستنبط ويُجوِز ويُحرم ؟ هذا مانريد الجواب عليه من المستضفين له ؟ وهذه الأسئلة التى يجب أن تسأل له ؟ ولكن البهرجة التى جاء بها ومااشتهر عنه من مقاتلته للجن وشفاء الحالات على يديه هو ماجعل على القلوب الأكنة ، وعلى الأبصار الغشاوة .
ثم غرّ من لاعلم له بالرجال بالكلام المعسول والردود المؤدبة فعنده لكل حادث حديث ، ونسوا أنه قليل الأدب طعّان لعّان رمى اثنين من إخواننا نحسبهم على خير ـ رغم خلافاتنا العلمية معهم ـ رماهم بأنهم سحرة وفجرة وشهّر بهم فى مايسمى بــ ( اليوتوب ) ثم عفا عنهم وذكرهم بخير بعد أن تصالحوا فأصبحوا سحرة مع وقف التنفيذ !!
على أن لاأهضم له ولالغيره حقاً ، وأقول قد ينفع الله به كما ينفع الله بالكافر إذا رقى مسلماً بما لاشرك فيه ، ولكن بهذه الكيفية وبهذه الطريقة وهذه الشنشنة فلا ! وانتقادى له ليس لكونه يعالج بكفائة فهذا أمر نحبه ونشتهيه سائلين الله أن يكثر سواد كل من أفاد هذه الأمة وأجاد ، ولاحسد ولاغيرة فقد يكون عندى ماليس عنده ( وإما بنعمة ربك فحدث ) ولكن السبب الرئيس فى انتقادى هو التأصيل الأحمق ونيله من العلماء وهضم حق الجن المسلم فى نشر الخير والجهاد .
فلو بقى على أريكته فى بيته تلك وعالج ونفع الناس لدعونا له بالتوفيق ووجهنا له كل صديق ، ولكن لم تكفه الشهرة التى نالها إلا ولبس ثوب العلماء ودخل ليفتى فأفسد على الناس علمهم كما تفسد الفويسقة على الناس بيوتها .
يقول هداه الله :
[[ ... إلا ما خالطه الهوى، وجانبَ صاحبُه الصواب فيه، وكان الحظُّ فيه للشيطان كبيراً، فهذا النوع من الناس جعل للشيطان عليه سبيلاً، وباع دينه بعرضٍ من الدنيا قليل، وهو أعرف الناس بمداخلهم الخبيثة، وأذاهم الذي يطال من يتوَّلاهم، ولكنَّك لا تهدي من أحببت، ولكنَّ الله يهدي من يشاء، وأمثال هؤلاء لا يشملهم من الله عفو، ولا يعرِّضهم ربُّهم إلى نفحةٍ من نفحاته التي أعدَّها للمخلصين من عباده، والمتقين من أصفيائه، وهداية الله أكرمْ بها من أعطية، وأنعم بها من منحة، وحبَّذا هي سلعة .. ]] اهــ .
انظروا كيف يتألى على الله تعالى بأنه لن يعفو ولن يعطى نفحة من نفحاته والرسول صلى الله عليه وسلم صح عنه أنه قال ( أن رجلاً قال : والله لا يغفر الله لفلان وأن الله تعالى قال من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك ...) .؟
يقول هداه الله :
[[ إنَّ الموفَّق من يمنُّ الله تعالى عليه بهذا العلم القرآنيّ النبويّ على أصوله، وذلك بالعلم والدراسة، والتدقيق والتمحيص، ثم يفيض بالممارسة بين يدي الشيخ لأنَّ علم الإنسان من تلقاء نفسه محدود يقتصر على غرائزه الفطرية التي جُبِلَ عليها ويزداد علماً يوماً بعد يوم إنْ كان ثمة ما يؤدِّي إلى زيادة علمه .. ]] اهـــ .
ياترى من شيوخه الذى أخذ منهم ؟ وعند من ثنى الركب حتى يشترط وجود شيخ كى يمنّ الله عليه بالعلم وعلى يديه شفاء الناس ؟ فشيوخه أصحاب الطريقة القادرية وبعض الضلال والممسوسين كما سيأتى من كلامه ، ومن ياترى شيخ أبى سعيد الخدرى فى الرقية عندما رقى لديغ القوم لأول مرة فى حياته ونفع الله به وقام الرجل كأنما نشط مكن عقال ؟ !!
يقول هداه الله :
[[ولا بدَّ للشيخ المجتهد أنْ تكون صلته قوية بالله حتى يأتيه الفتح والإجابة ]] اهــ .
هل عندما دخل أبوبكر رضى الله عنه على اليهودية التى كانت ترقى عائشة رضى الله عنها وقال ( ارقيها بكتاب الله ) هل كانت الراقية صلتها بالله قوية ؟ وهل أطباء النصارى على خير وصلاح وفلاح والله يشفى الحالات على يديهم باللآلاف يومياً ؟ فاشتراط التقوى والصلاح فى المعالج أمر مندوب وليس بواجب وإلا لما أجاز بعض العلماء رقية الكافر للمسلم على خلاف معروف !
يقول هداه الله :
[[ ونظراً لخطورة الأمر فقد عمدتُ إلى تعميم هذا العلم ونشره بين طلبة العلم من طلاب الجامعات عامة، وطلاب الشريعة خاصة، وقمتُ بتدريب قرابة مائتين وخمسين تلميذاً، حملوا أمانة هذا العلم، وشاركوني الرأي، وتحقيق المعرفة، وانتشروا في البلاد الإسلامية والعربية حسب جنسياتهم، فمنهم الأردني، والفلسطيني، والسوداني، والمصري، والإماراتي، والسعودي، والقطري، واليمني، والماليزي، والأندونيسي، والفلبيني، والتايلندي، ومن جنوب أفريقيا، ودول أخرى ]] اهــ .
شنشنة نعرفها من أخزم !
أكبر تلاميذك وهو سعودى إلتقيت به فى مكة وأخبرنى أنه جلس عندك فى الأردن يطلب علم " مد الأصابع " وربما جاءك يعالج ولكنه أخفى ذلك ، ثم رجع لينشره فى السعودية ، والمفاجأة أنه مصاب ـ والراجح مع جلّ تلاميذك الإصابة ـ ويعانى من سحر احتلال وأحضر تلاميذه الذين يعلمهم علمك وهم مصابون بلا خلاف والعجيب أنهم جميعاً رقاة يعالجون بطريقة مد الأصابع ، وأحضر لى ثلاث حالات عالجها بطريقتك ولم تشفَ منها عائلة كاملة .
والدكاترة الذين تتلمذوا على يديك وأئمة المساجد هم مجاهيل الحال والعين بارك الله فيك .
ثم يحكى عن أيام عمره ورحلتة الماتعة فى عالم الرقية فيقول وبكل أنفة واعتزاز :
[[ بادء ذي بدء كنت لا أصلي ولا أعرف عن الاسلام شيئاً ..
فاخذت ابحث عن هذا السر حتى وجدت الأخ مع شيوخه ومريدي الطريقة القادرية مجتمعين في منزل ذلك الشيخ ... جالستهم فشدني وجود شخص مسيحي بينهم وهو يقوم يالذكر كما يقوم الشيخ وشيخه ومريديه ... سألني شيخ الطريقة وقال لي ماذا تريد يا شاب فقلت له أريد أن أكون مثلكم ... فأخذته شبه اغفائة بسيطة وانتفظ وقال لا لا لا أنت لا تصلح أخرجوه من هنا ... فحملت نفسي وخرجت والدموع في عيني ... وشاء الله لي أن اسافر الى دولة الإمارات العربية المتحده ... وشاء الله أن التقي في الشيخ ابن بلدي في أبو ظبي ونظراً لأننا ابناء بلد واحد كان لزاماً أن نجتمع مع بعضنا البعض ونتحاور ... فعدت وطلبت منه أن يعلمني السر الذي يعالج به ويحضر به الجن وأن بعطيني واحداً من هؤلاء الجن المسلم حسب وصفه .... إلا أنه واجهني بالعنف وقال لي يا أخي أنت لا تصلي وتريد أن تصبح شيخاً ...
فذهبت الى السوق برفقة عم لي لا يزال حياً أسمه على الحاج أبو عاطف وهو من سكان البارحة وكان يعمل في السلع ذهبنا سوياً الى السوق ... وهناك بحثنا في البسطات المكتبية التي في السوق عن كتب لها صلة بالجن فاشترينا كتاب شمس المعارف الكبرى وكتاب منبع أصول الحكمة ... وعرضت الكتب على أخ لنا من شيوخ الطريقة الصوفية ... فقال لي ونعم الكتب هي وسألتهم عن الاسماء التي في هذه الكتب والتي تسمى بالبرهتيه فأكدوا لي بأن هذه اسماء الله بالسرياني والتي يحكم الجن فيها ,,, فأخذت أجتهد على تكرارها وهي 28 اسم وبعد ذلك بدأت ارى مناظر لا تسر ولا تدل على أن النتائج شرعية فذهبت الى الشيخ قريبي في مدينة العين وذكرت له الحال فقال لي توقف عن ذكر الاسماء ال 28 واذكر هذين الاسمين فاستجبت لذلك ... ]] اهــ .
الرجل لم يكن يعرف شيئاً عن الإسلام ، ثم عرف الإسلام على يد شيوخ الطريقة القادرية الذين معهم آلالاف الجن الصوفى وبنى أصوله على كتاب شمس المعارف وأصول الحكمة وطبق مافيها ، وكرر الدعوات حتى أصبح يرى مناظر لاتسر ، فكيف سينسلخ من ماضيه بهذه السرعة ويقيل عثرته الأولى التى ترسخت فى نفسه بهذه السهولة ؟ ، ومن كان حديث عهد بشىء كان لهذا الشىء بقايا إلا من رحم الله ، ألم تر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه الأجلاء الذى أسلم وحسن إسلامه ( إنك امرؤ فيك جاهلية ) ؟
ثم لايختلف اثنان ولاتنتطح عنزان فى أن كل من تحرى هذه الشركيات تعرض لإصابة من الجن بسحر احتلال يتبعه مس أو تلبس ـ ولامشاحة فى الاصطلاح ـ فالدعاء أو القسم بالنسبة للجن والشياطين هو إذن بدخول الجسد وإلا كيف رأى المناظر التى لاتسر وبيننا وبينهم برزخ إلى ماشاء الله ، فالذى يرى أو يسمع الجن مصاب ومن قال أنا أرى الجن أو أسمعهم فهو مصاب إلا أن يكون نبياً ، والصحابة مارأوا الجن ولاسمعوهم إلا متشكلين أو مناماً وهذا هو الاتصال الشرعى الذى لاإصابة فيه وعلى هذا العلماء ممن التقى بالجن أو خالطهم الجن وقد نضيف اتصالا آخراً وهو الإيحاء بمراتبه وهو المشهور عند الناس .
والذى يؤكد إصابة عايش القرعان والتى يعانى منها ـ فى ظنى ـ حتى الآن قوله :
[[ وبدأت رحلة المجهول فأول ما شاهدته شاهدت شخصين يرتديان اللباس الباكستاني فصليت على النبي فلم يصليان فقلت في نفسي هذا دليل على أنهما مشركين . فقرأت آية الكرسي فذهبا .. وفي المسأ جأني الشيخ غضبان وقال لي كيف تحرق أعواني توقف عن ما أنت فيه أنت ستقضي علي وستدمرني ... فقلت له إذا ما عندك هم جن كفرة وشياطين وبعد نقاش وحوار حاد افترقنا ]] اهــ .
ونقف مع هذا الكلام وقفة جدية لنستبين سبيل التائهين ، وليتضح حجم التناقض فى الأقوال والأفعال ، وكمية التخبط الذى يعانى منها هذا الرجل والذى أنا عليه مشفق إلا أن يمن الله عليه بمن يرقيه .
القرعان وضع لكم قاعدة من رأى جنياً فليصلِ على النبى فإن لم يصلِ الجنى فهومشرك .. انتهت القصة وأمنا مكر الشيطان والشكر موصول لعايش !
وفى كلامه السابق يدعى تمكنه من تمييز التقى عن الشقى بل ويحرق المشرك ـ وإن كان فى موضع آخر أنكر الحرق وهذا من تناقضه ـ ثم يأتى فى مشاركة أخرى فيقول :
[[ ثانياً : لن يستطيع الإنسان الجاهل بدقائق حِيَلِ الشيطان، وكثرةِ مداخله ومكائده التي يحبكها بشكلٍ متقن للإنسان، وقد تناولها بعض العلماء بالبحث والتمحيص؛ مثل كتاب تلبيس إبليس لابن الجوزي، لأنَّ التمييز بين طوائف الجنِّ مستحيلة لسببٍ واضح؛ وهو أننا لا نراهم لنكشف عمَّا بداخلهم، حيث يستطيعُ مَنْ أوتيَ الحكمةَ، وأعطيَ الفراسة أنْ يميِّز بين الإنسان التقي من غيره من خلال طوايا وجهه، وفلتات لسانه، وزفراتِ حقده، أما التمييز بين الكافر والمؤمن في عالم الجن والشياطين فهو إلى المستحيل أقرب منه إلى الممكنات. ]]
فمادام الشيخ عايش يحرق كل كافر وكل شيطان مريد فلمَ الخوف من الجن والتقوّل عليهم وقد حباه الله بقدرته على التمييز والحرق حتى يدمر قريبه المسكين بعد أن أحرق اثنين من فريقه ؟ أم نأخذ بآخر كلامه ونقول أن التمييز للمستحيل أقرب .
ثم يعود ليقول : [[وأنني لأرى أن معاونة الجن ما هو الا باب من أبواب الإستدراج ]]
والرجل ظل سنين فى أحضان الجن ـ المسلم زعم ـ مما أكسبوه ـ شاء أم أبى ـ شهرة بلغت الآفاق فهو القائل :
[[ هنا طرت من الفرحة وبدأت اسقط هذا والعب بذاك وأخذت الأمر بمنتهى اللعب ...وبدأت الأمور تتطور وتدخل في الجد فطلبت منهم علاج أحد الأخوات والتي كانت تعاني من الصرع ومن شبه الشلل نتيحة ضعف بالأعصاب ... أقسمت عليهم ووكلتهم بعلاجها ..هنا حصلت أمور غير متوقعة ... اصبحت البنت تلعب رياضة إلزامية يومياً ساعة صباحا وساعة مساءاً .... وبقيت على هذا الحال لمدة 14 يوم وكانت البنت تصرخ من التعب ... وعندما سألت الوسيط ما الذي يحدث قال لي هناك ممرضات يقومن بتمرينها فعجبت وعجب كل من شاهد هذا الأمر وبعد ذلك صرعت البنت ونطقت على لسانها جنية يهودية وطلبت الخروج فأذنت لها وبعد ذلك شفيت الفتاة .. فقام والدها باكرامي بعمل حفل عشاء على شرفي قدم من خلالة هدية 4 دونمات أرض وقمت أنا بدوري برد الهداية للبنت ... وقد استشار والد البنت إمام المسجد الكبير وهو ازهري ويعتبره الكبار رمزاً للتدين .. فقال نعم هؤلاء جن صالحين عالجوا البنت وهذا لا ضير فيه وشرعي واجازه ابن تيمية ...
انتهت الاجازة وسافرت الى أبو ظبي وتابعت العلاج بالتلاوة والقسم على الجن المسلم بتطهير الاجساد ... وكانت النتائج مرضية لحد ما وكان طرد الإصابة يأخذ 14 يوم ... وفي هذه الفترة تم تصوير عدة حالات وحضر عندي منهم الشيخ خالد الكندي من مدينة العين والشيخ محمود الزبيدي من بني ياس والشيخ سالم صفوان من رأس الخيمة والشيخ رياض أبو عيده من غزه...
وتم كشف الحجاب بين الجن ومجموعة كبيرة ممن أنا على صلة بهم واخذت الرسائل تصلني من الجن من خلالهم وكانت الرسائل تؤازر بعضها بعضاً بحيث لا يراودني شكاً بأي خلل ]] اهـــ .
ثم يفجر المفاجأة بعد هذه الانتصارات والفتوحات التى لاتتجاوز 14 يوماً فترة حمل وإنجاب فيقول :
[[ وفي عام 1990 زارني رجال يعمل في الملحقية الثقافية السعودية ... وكانت هناك ثقة كبيرة بيني وبين الرجل وقد عالجت له عدة حالات .. فقال لي يا شيخ عايش أود أن ادلك على الخير فقلت له السمع والطاعة فقال لي .. أُقسم بالله أنني لم ارى أصدق منك ولا أرجل منك في حياتي وقد احببتك بالله وليس لي عندك غاية أو هدف وقد سبق وان تناقشنا بموضوع الاستعانة بالجن في المباحات وقد استدليت بقول شيخ الاسلام وابن عثيمين بالإجازة ... فقلت له نعم فقال .. ما رائيك لو قلت لك أن شيخ الأسلام اخطأ بالمسألة وأن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء لا تجيز ذلك ؟؟؟ فقلت له أسمع واطيع .. فقال عُد الى كتاب اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء وارى ما جاء من فتاوى ... فكلمت الشيخ سالم بن صفوان وأحضر لي المجلد الخاص بالعقيدة فأطلعت على ما جاء فاستغفرت الله لذنب ارتكبته جاهلاً وأخذت العهد على نفسي بان اتوقف وقد كانت لنا جلسة مع الجن المسلم ابلغتهم بقراري فقالوا نعم نحن لانظر ولا ننفع اذهب الى ما أنت ذاهب اليه وفقك الله وتوقفت تماماُ وأبلغت الأخوة بذلك فمنذ عام 1992 أوقفت هذا الأمر طاعة لله ولرسوله وليس خوفاً من أحد .. ]] اهــ .
بهذه البساطة وبهذه الشفافية يترك الاستعانة من أجل فتوى للجنة الدائمة وترك الاستعانة سمعاً وطاعة لله ورسوله بعد أن قلّد فتوى لم يرها بعينه وهو الرجل الذى لايحب التقليد إذ يقول فى موضع :
[[ حتى نتمكن من تحليل صحة فتوى ابن تيمية وما نتج عنها من فتاوى لا بد من أن نتوقف أولاً على قدرة الجن والشياطين بالمعاونة ... وأسمحوا لي أن أخرج عن خط التقليد ... لأننا لن نصل الى مبتغانا الشرعي إذا ما تجردنا في التحليل والتقد والمطابقة ....... ولكن كل الخلق يؤخذ منهم ويرد عليهم إلا الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام ولنا في قول سيدنا عمر "اخطأ عمر وأصابت امراءة" خير قاعدة ننطلق منها ]] اهــ .
فالحق يرد على ابن تيمية وابن عثيمين ولايرد على اللجنة الدائمة وكأن الحق مع الكثرة أو أن الأمر فيه إجماع !!
ثم ترك الشياطين والاستعانة بهم وأحرقهم ثم ترك الجن المسلم ـ زعم ـ دون أن يخدش أو يناله سوء أو مكروه رغم أنه فى موضع آخر يدعى أن الاستعانة لاتأتى بخير ومدعاة لقطع الأعضاء والأوصال فيقول :
[[ وكل من تعاون مع الجن وصل الى مرحلة الشلل وتقطيع الأوصال ... وأنا عاصرت 3 منهم وقد واجهوا تفس المصير تقريباً ... تقطيع الأوصال بالتدريج ...أصابع اليد ثم اصابع القدم ثم خراب العينيين ثم قطع القدمين وهكذا ]] اهــ .
أنت ولىّ صالح ياعايش وإلاكيف تركوك وقد أحرقت بعضهم ؟ وكيف لم يقطعوا شيئاً منك ؟
وللعلماء والصلحين صولات وجولات مع الجن ومن الجن من هم فى خدمة العلماء كما هو فى كتبهم ولم نرَ لأحدهم قطعاً لذراع وفتقاً لسرة ولافقأ لعين كما تدعى !!
ثم أن الرجل زاره فى 1990 والتوبة من هذا الذنب كانت سنة 1992 وقد أبلغ الجن المسلم فقالوا له مش مشكلة ! فعندما تركهم ـ وهم سبب ثرائه العلمى والمادى بعد الله ـ كان حاله أفضل من قبل وأصبح يعالج اقوى وأحسن ، ومالبث غير قليل ثم تنكر لهم واتضح لديه أنهم لم يكونوا يعينوه فى شىء وأنهم غير قادرين على شىء من أمر العلاج والرقية ، فيقول غفر الله له ولمن طبل له وصفق :
[[ وقد حصل وأن تقابل مجموعة من الجن المسلم مع شيطان من ملوك الريح الأحمر وكان اسم هذا الملك "حازن" وامتدت المعركة أيام وفي كل مرة يطلب الجن المسلم اسنادهم بتكثيف التلاوة وقد طالت التلاوة لساعات وأيام دون جدوى .... حتى أنني مللت وكدت اضعف أمام قوة هذا الشيطان ... وفي النهاية عندما توكلت على الله واستثنيت الجن المسلم ورقيت المصاب بنية الطرد والحرق وثقتي بالله أنة ناصرني .. تحققت الأمنية واستسلم الشيطان وخرج من المصاب واعترف بالهزيمة واعترف بفضل آية الكرسي والمعوذتين وشفي الممسوس .. ]] اهــ .
ولانعرف كيف عرف أنه شيطان ؟ أو أنه ملك ؟ أو أنه أحمر ؟ أو أن اسمه ( حازن ) ؟
لافخر فى الصراخ والعويل فى جلسات الرقية العامة ولافى الخاصة وليس فيها دلالة على قوة الراقى ولاعلى تمكنه ، فالقساوسة يرقون الناس فى الكنائس بالصليب وبالإنجيل المحرف وترى الناس صرعى منهم ويتخبطون ويصرخون بالمئات ، فهل الصليب هو الذى فعل ذلك ؟ أم الجن النصرانى ؟ أليس الجن المؤمن أولى بالنفع من هؤلاء ، تأتى بمواقف حدثت مع مسخ من الناس وأصحاب طرق وعقائد فاسدة لكى تعممها وتخدع بها الناس وتهضم حق قومٍ سمعوا القرآن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ولوا إلى قوهم منذرين ، قوم أسلم بعض الصحابة على أيديهم وما قصة سواد بن قارب عنا ببعيد ، قوم كانوا أحسن مردوداً من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تلى عليهم القرآن ، تدعى أن لانفع لهم بإطلاق ، حتى وأن كان نفعهم بالدعاء للمصاب بالشفاء لكفاهم ذلك معونة ولايكلف الله نفساً إلا وسعها ..
حدثني عبد الجبار بن محمد يعني الخطابي حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن عكرمة عن ابن عباس ( أن رجلاً خرج فتبعه رجلان ورجل يتلوهما يقول ارجعا قال فرجعا قال فقال له إن هذين شيطانان وإني لم أزل بهما حتى رددتهما فإذا أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأقرئه السلام وأعلمه أنا في جمع صدقاتنا ولو كانت تصلح له لأرسلنا بها إليه قال فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك عن الخلوة ) مسند الإمام أحمد .
فهاهنا يقدم يد العون ويرد الشر لله وفى الله وبإذن الله ولم يطلب مقابلاً على عمله سوى مرضاة الله .. فاهم ترشد !!
ثم يتسائل تساؤل الطفل فيقول :
[[ ثانياً: مقابل ماذا يسقوم الجني المسلم بالمعاونة المستمرة ؟ وهل عند هذا الجني مصدر للعيش دون عمل ؟
بالتأكيد حال الجن هو حال الإنس فلا يستطيع العيش دون مصدر رزق ؟
وهل يأمن الإنسي مكر الجن والشياطين وكيف يميز بينهم ؟ ]] اهــ .
المقابل فى حياة الجن هو المقابل فى حياة الإنس لافرق ن فلو أن كل الإنس طلبوا مقابل غير مشروع على خدمة فالجن كذلك ولو أن بعض فعل الإنس لله وقى الله فالجن على ذلك ، أمامصدر عيشه حدد بعضه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ( العظم والروثة ) إلا إذا كانوا جنك ومعاونيك عندهم محلات " بيتزا " قد تتعطل لو أعانوك !
أما المكر فقد أمنته أنت وتلوت وأحرقت وميزت وفرقت وأن تركك للاستعانة لم يكن خوفاً ولالعدم قدرة على تمييز فأنت فارسها وحامى حماها إنما كان تركك طاعة لله ورسوله .
ولم يكتفِ بهذا فقط بل قال مقالة والله لو مزجت بماء البحر لمزجته حيث قال فضّ فوه :
[[... وأما ابن تيمية فقد اخطأ خطاءاً جسيماً عندما قال في معاونة الجن للإنس لأنه بذلك فتح باب شر على المسلمين ضرهم في عقيدتهم .... وقد اخطأ ابن كثير في مسألة زواج الجن من الإنس .. ]] اهــ .
ربما هذه المقولة هى من أهم الأسباب التى دفعتنى للرد ، فوالله أدمت قلبى وشقت مضجعى أن يُطعن فى الأئمة فى موقع لأهل السنة والجماعة ولايحرك أحداً ساكناً ولاينكر عليه أحد .
ابن تيمية فتح باب شر ؟ ابن تيمية ضر المسلمين فى عقيدتهم ؟ و أخطأ ابن كثير ؟
ابن تيمية فارس العقل والنقل ، بوابة العلماء لعلم السلف ، والذين من بعده عليه عالة فتح باب شر !
ابن تيمية الذى لو بُعث ورآه " القرعان " لجفّ مكانه من هيبته وعلمه ، ضر المسلمين فى عقيدتهم ؟
والعجب يأتى مشرف القسم ـ علّمه الله ماجهل ـ ليهنئ عايش على قلة أدبه مع العلماء فيقول :
[[ لانك يا شيخ عايش شجاع ..ارى هذه الشجاعه فى طرحك حتى ولو كان فيه ضعف فانت تقول ما فى نفسك بشجاعه وبكل وضوع وتوضح ارائك بالمسائل مجتهدا ما استطعت ....وهذا للاسف الشديد لا نراه من كثير من الاخوه الرقاه .....حتى الثقات منهم ....
وبتنا لا نعرف هل الذى يعلمونه اسرار ....ام انهم لا يعلمون شيئا اصلا
ومن ناحيه اخرى اسجل لك ايضا مفاجئتى بمدى موضوعيتك فى تحصيل العلم وايضا مقدار العلم الذى لديك ..واجتهادك الشديد فى البحث والتجريب ]] اهــ .
يسمّون قلة الأدب موضوعية والتطاول على أهل العلم شجاعة !
بل فتح الباب على مصرعيه وجاء من أقصى المنتدى قليل أدب آخر ينكر دخول الجن للجسد ليقول :
[[ المهم أن الكلام مع الجني -أو ما يعتقد أنه جني لأنه يجب أن نضع خطوطا حمراء تحت كلمة جني - لا أساس له من الشرع فلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته من بعده ولا حتى التابعين حاوروا الجن وحاورهم الجن عن طريق الممسوسين والأمر كما يبدو وكما قال شيخنا عايش القرعان بدأ مع الامام أحمد رحمه والله ومع ابنه الذي سأله فأجاب هو ذا يتكلم على لسانه...وتبعهم في ذلك شيخ الاسلام دون أن يمحص الامر كما يفعل في أمور كثيرة بل تقبله هكذا دون دليل شرعي من الكتاب والسنة وتبعه من تبعه من اللاحقين...
وطبعا هو اجتهاد من الامامين والاجتهاد قد يصيب وقد يخطء ونظن أنه في مسألة كلام الجني على لسان الانسي فيه خطأ فادح جر وراءه ويلات لا تعد ولا تحصى تلاعب بها ضعفاء النفوس وابتزوا أموال المساكين من المرضى والمصابين والجهال.. ]] اهــ .
إمام أهل السنة وابن تيمية لم يمحصا الأمر وتقبلاه دون دليل شرعى مما جرّ على الأمة ويلات لاتعد ولاتحصى !!
يتبع ......