الحمد لله ..
التداخل بين ماهو روحانى وبين ماهو عضوى أمر واقع ومشاهد ، وهو مقبرة المعالجين والرقاة بصفة عامة والمعصوم من عصمه الله !
والسبل الكفيلة لتقليل نسبة الخطأ فى مثل هذه التشخيصات تنقسم إلى :
* توفيق من الله وسداد فيكشف الله لك مالايكشفه لغيرك وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
* إخبار الجن المُستعان به ـ بعد الله ـ عن وضع الحالة وتاريخها المرضى .
* استقراء الأعراض والرجوع بالحالة إلى فترة زمنية سابقة ودراسة الترسبات النفسية التى أدت إلى ذلك .
وربما هناك عدة عوامل يستطيع المعالج من خلالها التقرب من فهم الحالة والحكم عليها ولو مبدئياً كمعدل استجابتها للرقية وردود الفعل الناتجة عن ذلك .
والحالات الناطقة تحت ضغوط نفسية لاتتعرض لتشنجات عصبية ولالصرع بالمفهوم الخاص ، كذلك مراقبة حضور وانصراف الناطق مؤشر قوى على تبنى فكرة وجود جنى من عدمه .
وهنا نقطة مهمة جداً وقع فيها الكثير من المعالجين وجعل من نفسه أضحوكة للشيطان بدون وعى :
وهو أن حضور الجنى على جسد المصاب وبدون وعى من المصاب يعنى أن الجسد الأثيرى تم طرده من الجسم أو تم الاستيلاء عليه تماماً فيذهب المصاب فى مرحلة عدم وعى كامل ولو ذاق ألواناً من الضرب والتعذيب والذى يقع على الجنى دون المصاب .
وفى حالة خروجه أو انصرافه فإن رجوع المصاب لوعيه واسترداد جسده المسلوب يحتاج إلى وقت أقله دقيقة من الزمن جتى يفيق ، ويحتاج لوقت حتى يستطيع الحركة بحرية ولعل الوقوف على على قدميه دون ترنح أو وقوع مؤشر أيضاً على أن الصارع والناطق ليس جنياً ، ففى حالة الجنى لايتمكن المصاب من استرداد توازنه كاملاً إلا بعد فترة من الزمن بسبب خلل فى كيمياء المخ بسبب الحضور .
أما مانراه من رجوعه فوراً عند ادعاء الجنى أنه خرج ومن ثم يصفق المعالج ويهلل أهل المريض ويكبرون على ذلك فهذه مسرحية بطلها معالج غرّ لايفقه فى العلاج شيئاً ومخرجها إما شيطان عرف من أين تؤكل الكتف أو مصاب تحت ضغط نفسى ، وآلاف الحالات انتكست بسبب هذا الهراء والجهل مما أدى بالمعالج إلى ادعاء أن السحر تم تجديده أو أن المصاب فقد الحصانة فعاد الجنى لكى يتستر على جهله وقلة حيله وهوانه على العلم .
كيف لا ! وقد وسّد الأمر إلى غير أهله وأصبح المريض معالجاً يُستفتى فيفتى !!
ثم إن تحكم الشخص فى حواسه وأطرافه فى الحضور المشترك ليس بالسهولة التى يظنها البعض .
ففى مثل هذا النوع من الحضور يصعب على المصاب أن يمسك بكوب ماء أو أن يرفع يده إلى أعلى كما أن وجود الاهتزازات فى الأطراف وتعالى الأنفاس مؤشر قوى على أن الصارع جنى وليس النفس وماتحويه من ضغوطات .
هذا فى عجالة والله أعلم .
أبو همام الراقى